كِتَابُ الْمَزَامِيرِ
مازال كتاب المزامير يحظى حتى اليوم بنفس الشهرة التي حظي بها في العهود القديمة. فهو يشتمل بين طيات صفحاته على أساليب مختلفة استخدمها المؤمنون عبر العصور للتقرب إلى الله في الصلاة والتضرع. وفيه عبرت المشاعر البشرية عن ذاتها في حالاتها المتباينة من حزن وفرح، وغضب وصبر، وشك وإيمان، وتوبة وتسبيح. وفيه أيضًا تصوير رائع لذكريات الماضي، وأزمات الصراع في الوجود الحاضر، وأمجاد رؤى المستقبل. كما انعكست بين سطوره لوحات نبوية للمسيا، يسوع المسيح، في آلامه وعظمته.
يعلم كتاب المزامير، بصورة رئيسية، أن الله يهتم اهتماماً شخصياً بالمؤمنين، وأنه يطلب إلينا أن نقبل إليه، كما نحن، لا بعد أن نجد حلولاً لمشكلاتنا. إننا نمثل في حضرة الله ثقة منا أن نجد لديه الحلول لمشكلاتنا الروحية والدنيوية، وقد أعرب الله عن محبته لنا واستعداده الكامل لمساعدتنا، أينما كنا، وكيفما شعرنا، ومهما فعلنا شريطة أن نسلم إليه أنفسنا ونتوب عن خطيئتنا، فيمنحنا آنئذ قوة لنحيا من جديد. إن الله هو المتسلط على الكون وهو قادر على إسعافنا إن استجرنا به طلباً لخلاصنا.
١
الكتاب الأول: مزمور ١–٤١
١ طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي لَا يَتْبَعُ مَشُورَةَ الأَشْرَارِ، ولَا يَقِفُ فِي طَرِيقِ الْخَاطِئِينَ، وَلَا يُجَالِسُ الْمُسْتَهْزِئِينَ.
٢ بَلْ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ بَهْجَتُهُ، يَتَأَمَّلُ فِيهَا نَهَاراً وَلَيْلاً.
٣ فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي حِينِهِ، وَوَرَقُهَا لَا يَذْبُلُ، وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يُفْلِحُ.
٤ لَيْسَ كَذَلِكَ حَالُ الأَشْرَارِ، بَلْ إنَّهُمْ مِثْلُ التِّبْنِ الَّذِي تُبَدِّدُهُ الرِّيحُ.
٥ لِذَلِكَ لَا تَقُومُ لَهُمْ قَائِمَةٌ فِي يَوْمِ الْقَضَاءِ، وَلَا يَكُونُ لِلْخُطَاةِ مَكَانٌ بَيْنَ جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ،
٦ لأَنَّ الرَّبَّ يَحْفَظُ طَرِيقَ الأَبْرَارِ، أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَمَصِيرُهَا الهَلاكُ.
٢
١ لِمَاذَا ضَجَّتِ الأُمَمُ؟ وَلِمَاذَا تَتَآمَرُ الشُّعُوبُ بَاطِلاً
٢ اجْتَمَعَ مُلُوكُ الأَرْضِ وَرُؤَسَاؤُهَا، وَتَحَالَفُوا لِيُقَاوِمُوا الرَّبَّ وَمَسِيحَهُ، قَائِلِينَ:
٣ «لِنُحَطِّمْ عَنَّا قُيُودَهُمَا، وَنَتَحَرَّرْ مِنْ نِيرِ عُبُودِيَّتِهِمَا».
٤ لَكِنَّ الْجَالِسَ عَلَى عَرْشِهِ فِي السَّمَاوَاتِ يَضْحَكُ. الرَّبُّ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ.
٥ عِنْدَئِذٍ يُنْذِرُهُمْ فِي حُمُوِّ غَضَبِهِ، وَيُرَوِّعُهُمْ بِشِدَّةِ سَخَطِهِ،
٦ قَائِلاً: «أَمَّا أَنَا فَقَدْ مَسَحْتُ مَلِكِي، وَأَجْلَسْتُهُ عَلَى صِهْيَوْنَ، جَبَلِي الْمُقَدَّسِ».
٧ وَهَا أَنَا أُعْلِنُ مَا قَضَى بِهِ الرَّبُّ: قَالَ لِيَ الرَّبُّ: «أَنْتَ ابْنِي، أَنَا اليَوْمَ وَلَدْتُكَ.
٨ اطْلُبْ مِنِّي فَأُعْطِيَكَ الأُمَمَ مِيرَاثاً، وَأَقَاصِيَ الأَرْضِ مُلْكاً لَكَ.
٩ فَتُكَسِّرَهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَتُحَطِّمَهُمْ كَآنِيَةِ الْفَخَّارِ».
١٠ وَالآنَ تَعَقَّلُوا أَيُّهَا الْمُلُوكُ، وَاحْذَرُوا يَا حُكَّامَ الأَرْضِ.
١١ اعْبُدُوا الرَّبَّ بِخَوْفٍ، وَابْتَهِجُوا بِرِعْدَةٍ.
١٢ قَبِّلُوا الابْنَ لِئَلّا يَغْضَبَ، فَتَهْلِكُوا فِي الطَّرِيقِ، لِئَلّا يَتَوَهَّجَ غَضَبُهُ سَرِيعاً. طُوبَى لِجَمِيعِ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ.
٣
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ بِمُنَاسَبَةِ فِرَارِهِ مِنِ ابْنِهِ أَبْشَالُومَ
١ رَبُّ مَا أَكْثَرَ خُصُومِي! كَثِيرُونَ يَقُومُونَ عَلَيَّ.
٢ كَثِيرُونَ يَقُولُونَ عَنِّي: لَا خَلاصَ لَهُ بِإِلَهِهِ.
٣ وَلَكِنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ تُرْسِي. إِنَّكَ مَجْدِي وَرَافِعُ رَأْسِي.
٤ بِمِلْءِ صَوْتِي أَدْعُو إِلَى الرَّبِّ فَيُجِيبُنِي مِنْ جَبَلِهِ الْمُقَدَّسِ.
٥ رَقَدْتُ فَنِمْتُ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْتُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُصِيبَنِي شَرٌّ، لأَنَّ الرَّبَّ يَسْنِدُنِي.
٦ لَنْ أَخْشَى عَشَرَاتِ الأُلُوفِ مِنَ البَشَرِ الْمُلْتَفِّينَ حَوْلِي، الْمُحْتَشِدِينَ لِمُحَارَبَتِي.
٧ قُمْ يَا رَبُّ. خَلِّصْنِي يَا إِلَهِي! فَإِنَّكَ قَدْ ضَرَبْتَ جَمِيعَ أَعْدَائِي عَلَى فُكُوكِهِمْ، فَهَشَّمْتَ أَسْنَانَ الأَشْرَارِ.
٨ أَنْتَ وَحْدَكَ الْمُخَلِّصُ يَا رَبُّ. فَلْتَفِضْ بَرَكَتُكَ عَلَى شَعْبِكَ.
٤
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الآلاتِ الْوَتَرِيَّةِ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ اسْتَجِبْ لِي عِنْدَمَا أَدْعُوكَ يَا إِلَهَ بِرِّي، فَقَدْ أَفْرَجْتَ لِي دَوْماً فِي الضِّيقِ، فَأَنْعِمْ عَلَيَّ وَأَصْغِ إِلَى صَلاتِي.
٢ إِلَى مَتَى يَا بَنِي الْبَشَرِ تُحَوِّلُونَ مَجْدِي عَاراً؟ وَإِلَى مَتَى تُحِبُّونَ الأُمُورَ البَاطِلَةَ، وَتَسْعَوْنَ وَرَاءَ الأَكَاذِيبِ؟
٣ اعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ قَدْ مَيَّزَ لِنَفْسِهِ تَقِيَّهُ؛ الرَّبُّ يَسْمَعُ عِنْدَمَا أَدْعُوهُ.
٤ ارْتَعِدُوا وَلَا تُخْطِئُوا. فَكِّرُوا فِي قُلُوبِكُمْ عَلَى مَضَاجِعِكُمْ مُلْتَزِمِين الصَّمْتَ.
٥ قَدِّمُوا ذَبَائِحَ الْبِرِّ، وَاتَّكِلُوا عَلَى الرَّبِّ.
٦ مَا أَكْثَرَ الْمُتَسَائِلِينَ: «مَنْ يُرِينَا خَيْراً؟» أَشْرِقْ عَلَيْنَا أَيُّهَا الرَّبُّ بِنُورِ وَجْهِكَ.
٧ غَرَسْتَ فِي قَلْبِي فَرَحاً أَعْظَمَ مِنْ فَرَحِ مَنِ امْتَلَأَتْ بُيُوتُهُمْ وَأَجْرَانُهُمْ بِالْحِنْطَةِ وَالْخَمْرِ الْجَدِيدَةِ.
٨ بِسَلامٍ أَضْطَجِعُ وَأَنَامُ، لأَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ يَا رَبُّ تُنْعِمُ عَلَيَّ بِالطُّمَأْنِينَةِ وَالسَّلامِ.
٥
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى آلاتِ النَّفْخِ مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ رَبُّ أَصْغِ إِلَى كَلامِي وَأَنْصِتْ إِلَى تَنَهُّدِي،
٢ اسْمَعْ إِلَى نِدَاءِ اسْتِغَاثَتِي يَا مَلِكِي وَإِلَهِي، فَإِنِّي إِلَيْكَ أُصَلِّي.
٣ فِي بَوَاكِيرِ الصَّبَاحِ تُصْغِي إِلَى صَوْتِي يَا رَبُّ، وَفِي الصَّبَاحِ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ مُنْتَظِراً إِيَّاكَ.
٤ فَإِنَّكَ إِلَهٌ لَا يُسَرُّ بِالشَّرِّ. وَلَيْسَ لِلشِّرِّيرِ أَنْ يُقِيمَ فِي حَضْرَتِك.
٥ لَا يَمْثُلُ الْمُتَغَطْرِسُونَ أَمَامَكَ، فَإِنَّكَ تُبْغِضُ جَمِيعَ فَاعِلِي الإِثْمِ،
٦ وَتُهْلِكُ النَّاطِقِينَ بِالْكَذِبِ، لأَنَّكَ تَمْقُتُ سَافِكَ الدِّمَاءِ وَالْمَاكِرَ
٧ أَمَّا أَنَا فَبِفَضْلِ رَحْمَتِكَ الْعَظِيمَةِ أَدْخُلُ بَيْتَكَ. أَسْجُدُ فِي خُشُوعٍ وَرِعْدَةٍ فِي هَيْكَلِكَ الْمُقَدَّسِ.
٨ يَا رَبُّ أَرْشِدْنِي لِعَمَلِ بِرِّكَ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ أَعْدَائِي لِي، وَسَهِّلْ أَمَامِي طَرِيقَكَ.
٩ إذْ لَيْسَ فِي أَفْوَاهِهِمْ صِدْقٌ وَدَاخِلُهُمْ مَفَاسِدُ، حَنَاجِرُهُمْ قُبُورٌ مَفْتُوحَةٌ وَأَلْسِنَتُهُمْ أَدَوَاتٌ لِلْمَكْرِ.
١٠ احْكُمْ عَلَيْهِمِ اللهُمَّ، وَلْتَكُنْ مُؤَامَرَاتُهُمْ فَخّاً لَهُمْ يَسْقُطُونَ فِيهِ. طَوِّحْ بِهِمْ لِكَثْرَةِ مَعَاصِيهِمْ فَإِنَّهُمْ قَدْ تَمَرَّدُوا عَلَيْكَ.
١١ وَيَبْتَهِجُ جَمِيعُ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ. إِلَى الأَبَدِ يَتَرَنَّمُونَ، لأَنَّكَ تُظَلِّلُهُمْ بِحِمَايَتِكَ، فَيَفْرَحُ بِكَ الَّذِينَ يُحِبُّونَ اسْمَكَ.
١٢ لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ تُبَارِكُ الْبَارَّ وَتُطَوِّقُهُ بِتُرْسِ رِضَاكَ.
٦
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الآلاتِ الْوَتَرِيَّةِ (الدَّرَجَةُ الثَّامِنَةُ). مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ يَا رَبُّ لَا تُوَبِّخْنِي فِي إبَّانِ غَضَبِكَ، وَلَا تُؤَدِّبْنِي فِي احْتِدَامِ سَخَطِكَ.
٢ ارْحَمْنِي يَا رَبُّ لأَنِّي ضَعِيفٌ. اشْفِنِي يَا رَبُّ لأَنَّ عِظَامِي رَاجِفَةٌ،
٣ وَنَفْسِي مُرْتَعِدَةٌ جِدّاً. وَأَنْتَ يَا رَبُّ فَإِلَى مَتَى (تَنْتَظِرُ)؟
٤ ارْجِعْ يَا رَبُّ وَحَرِّرْ نَفْسِي، أَنْقِذْنِي بِفَضْلِ رَحْمَتِكَ.
٥ إِذْ لَيْسَ فِي عَالَمِ الْمَوْتِ مَنْ يَذْكُرُكَ، أَوْ فِي مَقَرِّ الأَمْوَاتِ مَنْ يُسَبِّحُكَ.
٦ لَقَدْ أَرْهَقَنِي تَنَهُّدِي، فَأُغْرِقُ سَرِيرِي فِي كُلِّ لَيْلَةٍ بِدُمُوعِي وَأُبَلِّلُ بِها فِرَاشِي.
٧ وَهَنَتْ عَيْنَايَ مِنْ فَرْطِ الْغَمِّ، وَكَلَّتَا بِسَبَبِ جَمِيعِ خُصُومِي.
٨ ابْتَعِدُوا عَنِّي يَا جَمِيعَ فَاعِلِي الإِثْمِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ صَوْتَ بُكَائِي.
٩ سَمِعَ الرَّبُّ تَضَرُّعِي. الرَّبُّ يَتَقَبَّلُ صَلاتِي.
١٠ لِيَخْزَ جَمِيعُ أَعْدَائِي وَيَرْتَاعُوا جِدّاً، وَلْيَتَرَاجَعُوا إِذْ لَحِقَ بِهِمِ الْعَارُ فَجْأَةً.
٧
قَصِيدَةُ حُزْنٍ نَظَمَهَا دَاوُدُ وَرَنَّمَهَا لِلرَّبِّ رَدّاً لِلتُّهْمَةِ الَّتِي رَمَاهُ بِها كُوشُ الْبَنْيَامِينِيُّ
١ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي، إِلَيْكَ الْتَجَأْتُ، فَأَنْقِذْنِي وَنَجِّنِي مِنْ جَمِيعِ مُطَارِدِيَّ،
٢ لِئَلّا يَفْتَرِسَ الْعَدُوُّ نَفْسِي كَالأَسَدِ، وَلَيْسَ مَنْ يُنْقِذُنِي.
٣ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي، إِنْ كُنْتُ قَدِ اقْتَرَفْتُ هَذِهِ الإِسَاءَةَ، وَكَانَتْ يَدَايَ قَدِ ارْتَكَبَتَا هَذَا الإِثْمَ،
٤ إِنْ كُنْتُ قَدْ أَسَأْتُ لِمَنْ أَحْسَنَ إِلَيَّ وَسَلَبْتُ عَدُوِّي مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ،
٥ إِذَنْ فَلْيُطَارِدِ الْعَدُوُّ نَفْسِي ويَنْزِعْهَا مِنِّي، وَلْيَدُسْ فِي الأَرْضِ حَيَاتِي، وَيُعَفِّرْ فِي التُّرَابِ شَرَفِي.
٦ انْهَضْ يَا رَبُّ فِي احْتِدَامِ غَضَبِكَ، وَانْتَصِبْ فِي وَجْهِ سَخَطِ خُصُومِي، يَا مَنْ أَوْصَيْتَ بِالْعَدْلِ.
٧ لِتُحِطْ بِكَ جَمَاعَةُ الشُّعُوبِ فَتَحْكُمَهَا مِنْ مَنَصَّةِ الْقَضَاءِ الْعَالِيَةِ.
٨ إِنَّ الرَّبَّ يَدِينُ الأُمَمَ. اقضِ لِي يَا رَبُّ كَحَقِّي، بِحَسَبِ مَا فِيَّ مِنْ كَمَالٍ.
٩ ضَعْ حَدّاً لِشَرِّ الأَشْرَارِ، وَأَثْبِتْ بَرَاءَةَ الأَبْرَارِ، أَيُّهَا الإِلَهُ الْعَادِلُ فَاحِصُ الْقُلُوبِ وَالدَّخَائِلِ.
١٠ مَلْجَإِي عِنْدَ اللهِ مُخَلِّصِ مُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ.
١١ اللهُ قَاضٍ عَادِلٌ، وَهُوَ إِلَهٌ يَسْخَطُ عَلَى الأَشْرَارِ فِي كُلِّ يَوْمٍ.
١٢ صَقَلَ سَيْفَهُ لِيَضْرِبَ بِهِ الشِّرِّيرَ الَّذِي لَا يَتُوبُ. وَتَّرَ قَوْسَهُ وَهَيَّأَهَا.
١٣ أَعَدَّ لَهُ الأَسْلِحَةَ الْقَتَّالَةَ، وَجَعَلَ سِهَامَهُ مُحْرِقَةً.
١٤ هُوَذَا الْعَدُوُّ يَتَمَخَّضُ بِالإِثْمِ، يَحْبَلُ بِالأَذَى، وَيَلِدُ كَذِباً.
١٥ حَفَرَ بِئْراً وَعَمَّقَهَا، فَسَقَطَ فِيهَا.
١٦ شَرُّهُ يَرْتَدُّ عَلَى رَأْسِهِ، وَظُلْمُهُ يَهْبِطُ عَلَى هَامَتِهِ.
١٧ إِنِّي أَحْمَدُ الرَّبَّ مِنْ أَجْلِ عَدَالَتِهِ، وَأَتَرَنَّمُ لاسْمِ الرَّبِّ العَلِيِّ.
٨
إِلَى قَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الْجَتِّيَّةِ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا، مَا أَعْظَمَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ، بِهِ بَسَطْتَ جَلالَكَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ.
٢ مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ أَسَّسْتَ حَمْداً، لإِفْحَامِ خُصُومِكَ، وَإِسْكَاتِ عَدُوٍّ وَمُنْتَقِمٍ.
٣ عِنْدَمَا أَتَأَمَّلُ سَمَاوَاتِكَ الَّتِي أَبْدَعَتْهَا أَصَابِعُكَ، وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي رَتَّبْتَ مَدَارَاتِهَا
٤ أُسَائِلُ نَفْسِي: مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَهْتَمَّ بِهِ؟ أَوِ «ابْنُ الإِنْسَانِ» حَتَّى تَعْتَبِرَهُ؟
٥ جَعَلْتَهُ أَدْنَى قَلِيلاً مِنَ الْمَلائِكَةِ إِلَى حِينٍ، ثُمَّ كَلَّلْتَهُ بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ
٦ وَأَعْطَيْتَهُ السُّلْطَةَ عَلَى كُلِّ مَا صَنَعَتْهُ يَداكَ. أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ.
٧ الْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَجَمِيعَ الْمَوَاشِي، وَوُحُوشَ الْبَرِّيَّةِ أَيْضاً،
٨ وَالطُّيُورَ والأَسْمَاكَ وَجَمِيعَ الْحَيَوَانَاتِ الْمَائِيَّةِ.
٩ أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا، مَا أَعْظَمَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ!
٩
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الْمِزْمَارِ مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ أَحْمَدُ الرَّبَّ بِكُلِّ قَلْبِي. أُحَدِّثُ بِجَمِيعِ مُعْجِزَاتِكَ.
٢ أَفْرَحُ بِكَ وَأَبْتَهِجُ. أُرَنِّمُ لاِسْمِكَ أَيُّهَا العَلِيُّ.
٣ عِنْدَمَا يَتَقَهْقَرُ أَعْدَائِي إِلَى الْوَرَاءِ، يَتَعَثَّرُونَ وَيَهْلِكُونَ أَمَامَ وَجْهِكَ،
٤ لأَنَّكَ بَرَّأْتَنِي وَدَافَعْتَ عَنْ قَضِيَّتِي، إِذْ جَلَسْتَ عَلَى عَرْشِكَ لِتَقْضِيَ بِالْعَدْلِ.
٥ زَجَرْتَ الشُّعُوبَ وَأَهْلَكْتَ الشِّرِّيرَ، مَحَوْتَ اسْمَهُمْ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ.
٦ أَفْنَيْتَ الْعَدُوَّ إِفْنَاءً. دَمَّرْتَ مُدُنَهُمْ حَتَّى بَادَ ذِكْرُهُمْ.
٧ أَمَّا الرَّبُّ فَإِلَى الأَبَدِ يَمْلِكُ. ثَبَّتَ عَرْشَهُ لِلْقَضَاءِ.
٨ يَدِينُ الْعَالَمَ بِالْعَدْلِ وَيَقْضِي بَيْنَ الشُّعُوبِ بِالإِنْصَافِ.
٩ وَيَكُونُ الرَّبُّ مَلْجَأً لِلْمَظْلُومِ، حِصْناً فِي أَزْمِنَةِ الضِّيقِ.
١٠ وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ الَّذِينَ يَعْرِفُونَ اسْمَكَ، لأَنَّكَ يَا رَبُّ لَمْ تَخْذِلْ طَالِبِيكَ.
١١ أَشِيدُوا بِالْحَمْدِ لِلرَّبِّ الْمُتَوَّجِ فِي صِهْيَوْنَ، أَذِيعُوا بَيْنَ الشُّعُوبِ أَعْمَالَهُ الْعَظِيمَةَ.
١٢ فَهُوَ الَّذِي يَثْأَرُ لِلدِّمَاءِ. لَا يَنْسَى وَلَا يَتَجَاهَلُ صُرَاخَ الْمُتَضَايِقِينَ.
١٣ ارْحَمْنِي يَا رَبُّ. انْظُرْ مَذَلَّتِي الَّتِي يَسُومُنِي إِيَّاهَا مُبْغِضِيَّ، يَا مُنْقِذِي مِنْ أَبْوَابِ الْمَوْتِ،
١٤ لِكَيْ أُحَدِّثَ بِجَمِيعِ تَسَابِيحِكَ فِي أَبْوَابِ سَاكِنِي صِهْيَوْنَ، مُبْتَهِجاً بِخَلاصِكَ.
١٥ لَقَدْ هَوَتِ الشُّعُوبُ فِي أَعْمَاقِ الحُفْرَةِ الَّتِي حَفَرُوهَا، وَأَطْبَقَ الْفَخُّ الَّذِي نَصَبُوهُ عَلَى أَرْجُلِهِمْ.
١٦ الرَّبُّ مَعْرُوفٌ بِعَدْلِهِ، قَضَى أَنْ يَقَعَ الشِّرِّيرُ فِي شَرَكِ أَعْمَالِهِ.
١٧ مَآلُ الأَشْرَارِ إِلَى الْجَحِيمِ. وَكَذَلِكَ جَمِيعُ الأُمَمِ النَّاسِينَ اللهَ.
١٨ أَمَّا الْمُحْتَاجُ الْمُتَضَايِقُ فَلَنْ يُنْسَى إِلَى الأَبَدِ. وَرَجَاءُ الْمَسَاكِينِ لَنْ يَخِيبَ إِلَى الدَّهْرِ.
١٩ قُمْ يَا رَبُّ. لَا تَدَعِ الإِنْسَانَ يَسُودُ، وَلْتُحَاكَمِ الأُمَمُ أَمَامَ حَضْرَتِكَ.
٢٠ أَلْقِ فِي قُلُوبِهِمِ الرُّعْبَ فَتَعْلَمَ الأُمَمُ أَنَّهُمْ لَيْسُوا سِوَى بَشَرٍ.
١٠
١ رَبُّ، لِمَاذَا تَقِفُ بَعِيداً وَتَحْتَجِبُ فِي أَزْمِنَةِ الضِّيقِ؟
٢ الشِّرِّيرُ، بِعَجْرَفَةٍ، يَجِدُّ فِي تَعَقُّبِ الْمِسْكِينِ، غَيْرَ أَنَّ الأَشْرَارَ يَسْقُطُونَ فِي مُؤَامَرَتِهِمِ الَّتِي فَكَّرُوا فِيهَا.
٣ الشِّرِّيرُ يَفْتَخِرُ بِشَهَوَاتِ نَفْسِهِ، وَالرَّجُلُ الطَّمَّاعُ يَلْعَنُ وَيُجَدِّفُ عَلَى اللهِ.
٤ فِي تَكَبُّرِهِ وَتَشَامُخِهِ لَا يَلْتَمِسُ اللهَ، وَلَا مَكَانَ لِلهِ فِي أَفْكَارِهِ كُلِّهَا،
٥ وَمَعْ ذَلِكَ فَإِنَّ مَسَاعِيَهُ تَبْدُو نَاجِحَةً، وَيَسْتَخِفُّ بِجَمِيعِ أَعْدَائِهِ. وَلَكِنَّ أَحْكَامَكَ عَالِيَةٌ أَسْمَى مِنْهُ
٦ قَالَ فِي نَفْسِهِ: «لَنْ يُزَحْزِحَنِي شَيْءٌ، وَلَنْ يَنَالَنِي مَكْرُوهٌ قَطُّ».
٧ فَمُهُ مَمْلُوءٌ لَعْنَةً وَغِشّاً وَظُلْماً. تَحْتَ لِسَانِهِ الأَذَى وَالإِثْمُ.
٨ يَتَرَبَّصُ فِي كَمَائِنِ الدِّيَارِ لِيَقْتُلَ الْبَرِيءَ. عَيْنَاهُ تَتَرَصَّدَانِ الْمِسْكِينَ.
٩ يَكْمُنُ فِي الْخَفَاءِ، كَأَسَدٍ فِي عَرِينِهِ لِيَخْطِفَ الْمِسْكِينَ وَيَجُرَّهُ فِي شَبَكَتِهِ.
١٠ يَسْحَقُ الْمَسَاكِينَ وَيَدُوسُهُمْ حِينَ يَسْقُطُونَ بَيْنَ مَخَالِبِهِ الْقَوِيَّةِ.
١١ يَقُولُ فِي قَلْبِهِ: اللهُ غَافِلٌ. قَدْ حَجَبَ وَجْهَهُ، وَلَنْ يَرَى مَا يَجْرِي
١٢ قُمْ يَا رَبُّ، ارْفَعْ يَدَكَ يَا اللهُ، لَا تَنْسَ الْمَسَاكِينَ.
١٣ لِمَاذَا يَسْتَهِينُ الشِّرِّيرُ بِاللهِ قَائِلاً فِي قَلْبِهِ: إِنَّكَ لَا تُحَاسِبُهُ؟
١٤ وَلَكِنَّكَ قَدْ رَأَيْتَ. عَايَنْتَ مَا أَصَابَ الْمَسَاكِينَ مِنَ الْمَشَقَّةِ وَالْغَمِّ، فَتُجَازِي الشِّرِّيرَ بِيَدِكَ. يُسَلِّمُ إِلَيْكَ الْمِسْكِينُ أَمْرَهُ، فَأَنْتَ دَائِماً مُعِينُ الْيَتِيمِ.
١٥ حَطِّمْ ذِرَاعَ الشِّرِّيرِ وَالْفَاجِرِ. حَاسِبْهُ عَلَى شَرِّهِ، حَتَّى لَا تَجِدَهُ.
١٦ الرَّبُّ مَلِكٌ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ، قَدْ بَادَتْ مِنْ أَرْضِهِ الأُمَمُ (الَّتِي تَعْبُدُ آلِهَةً سِوَاهُ)
١٧ أَنْتَ يَا رَبُّ تَسْتَجِيبُ طِلْبَةَ الْوُدَعَاءِ، تُشَدِّدُ قُلُوبَهُمْ إِذْ تُصْغِي (إِلَى تَأَوُّهَاتِهِمْ).
١٨ تُنْصِفُ الْيَتِيمَ وَالْمَقْهُورَ، فَلَا يَعُودُ إِنْسَانٌ فِي الأَرْضِ يُرْعِبُهُمْ.
١١
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ إِلَى الرَّبِّ الْتَجَأْتُ، فَكَيْفَ تَقُولُونَ لِنَفْسِي: «اهْرُبُوا إِلَى جِبَالِكُمْ كَعُصْفُورٍ؟»
٢ هُوَذَا الأَشْرَارُ يَشُدُّونَ أَقْوَاسَهُمْ، فَوَّقُوا سِهَاماً فِي أَوْتَارِهَا، لِيُطْلِقُوهَا فِي الظَّلامِ عَلَى ذَوِي الْقُلُوبِ الْمُسْتَقِيمَةِ.
٣ إِذَا تَقَوَّضَتِ الأَسَاسَاتُ، فَمَاذَا يَعْمَلُ الصِّدِّيقُ؟
٤ مَازَالَ الرَّبُّ فِي هَيْكَلِهِ الْمُقَدَّسِ. الرَّبُّ فِي السَّمَاءِ عَرْشُهُ. تُبْصِرُ عَيْنَاهُ بَنِي آدَمَ، وَتَتَقَصَّاهُمْ أَجْفَانُهُ.
٥ يَمْتَحِنُ الرَّبُّ الصِّدِّيقَ، وَلَكِنَّ نَفْسَهُ تَمْقُتُ الشِّرِّيرَ وَمُحِبَّ الظُّلْمِ.
٦ يُمْطِرُ عَلَى الأَشْرَارِ جَمْراً وَكِبْرِيتاً وَتَكُونُ الرِّيحُ الْمُحْرِقَةُ نَصِيبَهُمْ.
٧ لأَنَّ الرَّبَّ عَادِلٌ، وَيُحِبُّ الإِنْصَافَ، وَيُبْصِرُ الْمُسْتَقِيمُونَ وَجْهَهُ.
١٢
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الْقَرَارِ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ أَغِثْ يَا رَبُّ لأَنَّهُ قَدِ انْقَرَضَ التَّقِيُّ، وَاخْتَفَى الأُمَنَاءُ مِنْ بَيْنِ بَنِي الْبَشَرِ.
٢ كُلُّ إِنْسَانٍ يُخَاطِبُ صَاحِبَهُ بِالْبَاطِلِ: بِشِفَاهٍ مَلِقَةٍ وَقُلُوبٍ مُنَافِقَةٍ يَتَحَادَثُونَ.
٣ يَقْطَعُ الرَّبُّ كُلَّ الشِّفَاهِ الْمَلِقَةِ، وَكُلَّ لِسَانٍ مُتَبَجِّحٍ.
٤ الَّذِينَ قَالُوا: أَلْسِنَتُنَا لَنَا وَبِهَا نَسُودُ. فَمَنْ يَتَحَكَّمُ فِينَا؟
٥ وَلَكِنَّ الرَّبَّ يَقُولُ: إِنْقَاذاً لِلْمَسَاكِينِ، وَاسْتِجَابَةً لِتَنَهُّدَاتِ الْمَظْلُومِينَ، أَهُبُّ الآنَ لأُفَرِّجَ كُرْبَةَ الْمُتَضَايِقِينَ.
٦ أَقْوَالُ الرَّبِّ خَالِصَةٌ لَا شَائِبَةَ فِيهَا، كالْفِضَّةِ الْمُنَقَّاةِ الْمُصَفَّاةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي بَوتَقَةٍ مُحَمَّاةٍ.
٧ أَنْتَ يَا رَبُّ تَحْفَظُ الأَبْرَارَ، وَتَقِيهِمْ إِلَى الأَبَدِ مِنْ جِيلِ الأَشْرَارِ.
٨ يَتَجَوَّلُ الأَشْرَارُ أَحْرَاراً فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ، عِنْدَمَا يَتَبَوَّأُ أَرَاذِلُ النَّاسِ الْمَقَامَاتِ الرَّفِيعَةَ.
١٣
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ إِلَى مَتَى يَا رَبُّ تَنْسَانِي؟ أَإِلَى الأَبَدِ؟ إِلَى مَتَى تَحْجُبُ وَجْهَكَ عَنِّي؟
٢ إِلَى مَتَى أَرْعَى هُمُوماً فِي نَفْسِي وَحُزْناً فِي قَلْبِي كُلَّ يَوْمٍ؟ إِلَى مَتَى يَتَشَامَخُ عَدُوِّي عَلَيَّ؟
٣ انْظُرْ إِلَيَّ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِى وَاسْتَجِبْ لِي. أَنِرْ عَيْنَيَّ لِئَلّا أَنَامَ نَوْمَةَ الْمَوْتِ،
٤ فَيَقُولَ عَدُوِّي: قَدْ قَهَرْتُهُ؛ وَيَبْتَهِجَ خُصُومِي بِسُقُوطِي.
٥ غَيْرَ أَنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى رَحْمَتِكَ، فَيَبْتَهِجُ قَلْبِي حَقّاً بِخَلاصِكَ.
٦ أُرَنِّمُ لِلرَّبِّ لأَنَّهُ غَمَرَنِي بِإِحْسَانِهِ الْعَمِيمِ.
١٤
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: لَا يُوجَدُ إِلَهٌ! قَدْ فَسَدَ الْبَشَرُ وَارْتَكَبُوا الْمُوبِقَاتِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ مَنْ يَعْمَلُ الصَّلاحَ.
٢ أَشْرَفَ الرَّبُّ عَلَى بَنِي آدَمَ لِيَرَى هَلْ هُنَاكَ أَيُّ فَاهِمٍ يَطْلُبُ اللهَ؟
٣ فَإِذَا الْجَمِيعُ قَدْ ضَلُّوا عَلَى السَّوَاءِ. كُلُّهُمْ فَسَدُوا، وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ مَنْ يَعْمَلُ الصَّلاحَ، وَلَا وَاحِدٌ.
٤ أَلَيْسَ لَدَى جَمِيعِ فَاعِلِي الإِثْمِ مَعْرِفَةٌ؟ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ شَعْبِي كَمَا يَأْكُلُونَ خُبْزاً، وَلَا يَطْلُبُونَ الرَّبَّ.
٥ هُنَاكَ اسْتَوْلَى عَلَيْهِمْ خَوْفٌ عَظِيمٌ، لأَنَّ اللهَ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ.
٦ تُسَفِّهُونَ رَأْيَ الْمِسْكِينِ، لأَنَّهُ جَعَلَ اللهَ مَلْجَأَهُ.
٧ لَيْتَ مِنْ صِهْيَوْنَ خَلاصَ إِسْرَائِيلَ. عِنْدَمَا يَرُدُّ الرَّبُّ سَبْيَ شَعْبِهِ، يَبْتَهِجُ يَعْقُوبُ، وَيَفْرَحُ بَنُو إِسْرَائِيلَ.
١٥
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ يَا رَبُّ مَنْ يُقِيمُ فِي مَسْكَنِكَ؟ وَمَنْ يَأْوِي إِلَى جَبَلِكَ الْمُقَدَّسِ؟
٢ السَّالِكُ بِالاسْتِقَامَةِ، الصَّانِعُ الْبِرَّ، والصَّادِقُ الْقَلْبِ.
٣ الَّذِي لَا يُشَوِّهُ سُمْعَةَ الآخَرِينَ، وَلَا يُسِيءُ إِلَى صَاحِبِهِ، وَلَا يُلْحِقُ بِقَرِيبِهِ عَاراً.
٤ يَحْتَقِرُ الأَرَاذِلَ وَيُكْرِمُ خَائِفِي الرَّبِّ. لَا يَنْقُضُ حَلْفَهُ وَلَوْ فِيهِ أَذىً لَهُ.
٥ لَا يَسْتَثْمِرُ مَالَهُ بِالرِّبَا، وَلَا يَقْبِضُ رِشْوَةً لِلإِيقَاعِ بِالْبَرِيءِ. الَّذِي يَصْنَعُ هَذَا لَا يَتَزَعْزَعُ أَبَداً.
١٦
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ احْفَظْنِي يَا اللهُ، فَإِنِّي مُتَوَكِّلٌ عَلَيْكَ.
٢ قُلْتُ لِلرَّبِّ: أَنْتَ سَيِّدِي، وَلَا خَيْرَ لِي بِمَعْزِلٍ عَنْكَ.
٣ كُلُّ بَهْجَتِي فِي قِدِّيسِي الأَرْضِ وَأَفَاضِلِهَا.
٤ تَتَكَاثَرُ أَوْجَاعُ الْمُتَهَافِتِينَ وَرَاءَ غَيْرِكَ. أَمَّا أَنَا فَتَقْدِمَاتُ سَكَائِبِهِمِ الدَّمَوِيَّةِ لَا أُقَدِّمُ، وَلَا أَذْكُرُ أَسْمَاءَ أَوْثَانِهِمْ بِشَفَتَيَّ.
٥ الرَّبُّ نَصِيبِي وَمِيرَاثِي وَكَأْسُ ارْتِوَائِي. أَنْتَ حَافِظُ قِسْمَتِي.
٦ فِي أَرْضٍ بَهِيجَةٍ وَقَعَتْ قِسْمَةُ حِصَّتِي. فَمَا أَفْضَلَ هَذَا الْمِيرَاثَ عِنْدِي!
٧ أُبَارِكُ الرَّبَّ نَاصِحِي، وَفِي اللَّيْلِ أَيْضاً يُرْشِدُنِي ضَمِيرِي.
٨ جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي دَائِماً فَإِنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلَا أَتَزَعْزَعُ.
٩ لِذَلِكَ فَرِحَ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي حَتَّى إِنَّ جَسَدِي سَيَرْقُدُ عَلَى رَجَاءٍ،
١٠ لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي هُوَّةِ الأَمْوَاتِ وَلَنْ تَدَعَ وَحِيدَكَ الْقُدُّوسَ يَنَالُ مِنْهُ الْفَسَادُ.
١١ هَدَيْتَنِي سُبُلَ الْحَيَاةِ: فَإِنَّ مِلْءَ الْبَهْجَةِ فِي حَضْرَتِكَ، وَفِي يَمِينِكَ مَسَرَّاتٌ أَبَدِيَّةٌ.
١٧
صَلاةٌ رَفَعَهَا دَاوُدُ
١ اسْمَعْ يَا رَبُّ دَعْوَى الْحَقِّ. أَنْصِتْ إِلَى صُرَاخِي، وَأَصْغِ إِلَى صَلاتِي الصَّاعِدَةِ مِنْ شَفَتَيْنِ صَادِقَتَيْنِ.
٢ لِيَخْرُجْ مِنْ أَمَامِكَ قَضَائِي، وَلْتُلاحِظْ عَيْنَاكَ اسْتِقَامَتِي.
٣ اخْتَبَرْتَ قَلْبِي إِذِ افْتَقَدْتَنِي لَيْلاً، وَامْتَحَنْتَنِي فَلَمْ تَجِدْ فِيَّ سُوءاً. لَمْ تُخَالِفْ أَقْوَالِي أَفْكَارِي.
٤ مَا شَأْنِي بِأَعْمَالِ النَّاسِ الشِّرِّيرَةِ؟ فَبِفَضْلِ كَلامِ شَفَتَيْكَ تَفَادَيْتُ مَسَالِكَ الْعَنِيفِ.
٥ ثَبَّتُّ خُطْوَاتِي فِي طُرُقِكَ فَلَمْ تَزِلَّ قَدَمَايَ.
٦ إِلَيْكَ دَعَوْتُ اللهُمَّ، لأَنَّكَ تَسْتَجِيبُ، فَأَرهِفْ إِلَيَّ أُذُنَكَ وَأَصْغِ لِكَلامِي.
٧ أَظْهِرْ رَوْعَةَ مَرَاحِمِكَ يَا مَنْ تُخَلِّصُ بِيَمِينِكَ مَنْ يَلْتَجِئُونَ إِلَيْكَ مِنْ مُطَارِدِيهِمْ.
٨ احْفَظْنِي كَحَدَقَةِ عَيْنِكَ، وَاسْتُرْنِي بِظِلِّ جَنَاحَيْكَ.
٩ احْفَظْنِي مِنَ الأَشْرَارِ الَّذِينَ يُخْرِبُونَنِي، مِنْ أَعْدَائِي الْقَتَلَةِ الْمُحْدِقِينَ بِي.
١٠ عَوَاطِفُهُمْ مُتَحَجِّرَةٌ لَا تُشْفِقُ. أَفْوَاهُهُمْ تَنْطِقُ بِالْكِبْرِيَاءِ.
١١ حَاصَرُونَا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، وَوَطَّدُوا العَزْمَ عَلَى طَرْحِنَا أَرْضاً.
١٢ الشِّرِّيرُ كَأَسَدٍ مُتَلَهِّفٍ لِلاِفْتِرَاسِ، وَكَالشِّبْلِ الْكَامِنِ فِي مَخْبَئِهِ.
١٣ قُمْ يَا رَبُّ تَصَدَّ لَهُ. اصْرَعْهُ. وَبِسَيْفِكَ نَجِّ نَفْسِي مِنَ الشِّرِّيرِ.
١٤ أَنْقِذْنِي بِيَدِكَ يَا رَبُّ مِنَ النَّاسِ. مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا الَّذِينَ نَصِيبُهُمْ هُوَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ. أَنْتَ تَمْلَأُ بُطُونَهُمْ مِنْ خَيْرَاتِكَ الْمَخْزُونَةِ، فَيَشْبَعُ أَبْنَاؤُهُمْ، وَيُوَرِّثُونَ أَوْلادَهُمْ مَا يَفْضُلُ عَنْهُمْ.
١٥ أَمَّا أَنَا فَبِالْبِرِّ أُشَاهِدُ وَجْهَكَ. أَشْبَعُ، إِذَا اسْتَيْقَظْتُ، مِنْ بَهَاءِ طَلْعَتِكَ.
١٨
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. لِعَبْدِ الرَّبِّ دَاوُدَ. قَصِيدَةٌ خَاطَبَ بِها الرَّبَّ يَوْمَ أَنْقَذَهُ مِنْ قَبْضَةِ كُلِّ أَعْدَائِهِ وَمِنْ يَدِ شَاوُلَ. فَقَالَ:
١ أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي.
٢ الرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي. إِلَهِي صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي. تُرْسِي وَرُكْنُ خَلاصِي، وَقَلْعَتِي الْحَصِينَةُ.
٣ أَدْعُو الرَّبَّ الْجَدِيرَ بِكُلِّ حَمْدٍ فَيُخَلِّصُنِي مِنْ أَعْدَائِي.
٤ قَدْ أَحْدَقَتْ بِي حِبَالُ الْمَوْتِ، وَأَفْزَعَتْنِي سُيُولُ الْهَلاكِ.
٥ أَحَاطَتْ بِي حِبَالُ الْهَاوِيَةِ، وَأَطْبَقَتْ عَلَيَّ فِخَاخُ الْمَوْتِ.
٦ فِي ضِيقِي دَعَوْتُ الرَّبَّ وَصَرَخْتُ إِلَى إِلَهِي، فَسَمِعَ صَوْتِي مِنْ هَيْكَلِهِ، وَصَعِدَ صُرَاخِي أَمَامَهُ، بَلْ دَخَلَ أُذُنَيْهِ.
٧ عِنْدَئِذٍ ارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَتَزَلْزَلَتْ. ارْتَجَفَتْ أَسَاسَاتُ الْجِبَالِ وَاهْتَزَّتْ، لأَنَّ الرَّبَّ غَضِبَ.
٨ نَفَثَ أَنْفُهُ دُخَاناً، وَانْقَذَفَتْ نَارٌ آكِلَةٌ مِنْ فَمِهِ، وَكَأَنَّهَا جَمْرٌ مُلْتَهِبٌ.
٩ طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ، فَكَانَتِ الْغُيُومُ الْمُتَجَهِّمَةُ تَحْتَ قَدَمَيْهِ.
١٠ امْتَطَى مَرْكَبَةً مِنْ مَلائِكَةِ الْكَرُوبِيمِ، وَطَارَ مُسْرِعاً عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيْاحِ.
١١ جَعَلَ الظُّلْمَةَ سِتَاراً لَهُ، وَصَارَ ضَبَابُ الْمِيَاهِ وَسُحُبُ الْسَّمَاءِ الدَّاكِنَةُ مِظَلَّتَهُ الْمُحِيطَةَ بِهِ.
١٢ مِنْ بَهَاءِ طَلْعَتِهِ عَبَرَتِ السُّحُبُ أَمَامَهُ. حَدَثَتْ عَاصِفَةُ بَرَدٍ وَبَرْقٍ كَالْجَمْرِ الْمُلْتَهِبِ.
١٣ أَرْعَدَ الرَّبُّ فِي السَّمَاوَاتِ، أَطْلَقَ الْعَلِيُّ صَوْتَهُ فَانْهَمَرَ بَرَدٌ، وَانْدَلَعَتْ نَارُ!
١٤ أَطْلَقَ سِهَامَهُ فَبَدَّدَ أَعْدَائِي، وَأَرْسَلَ بُرُوقَهُ فَأَزْعَجَهُمْ.
١٥ ظَهَرَتْ مَجَارِي الْمِيَاهِ الْعَمِيقَةِ، وَانْكَشَفَتْ أُسُسُ الْمَسْكُونَةِ مِنْ زَجْرِكَ يَا رَبُّ، وَمِنْ أَنْفِكَ اللّافِحَةِ.
١٦ مَدَّ الرَّبُّ يَدَهُ مِنَ الْعُلَى وَأَمْسَكَنِي، وَانْتَشَلَنِي مِنَ السُّيُولِ الْغَامِرَةِ.
١٧ أَنْقَذَنِي مِنْ عَدُوِّي الْقَويِّ، وَمِنَ مُبْغِضِيَّ، لأَنَّهُمْ كَانُوا أَقْوَى مِنِّي.
١٨ تَصَدَّوْا لِي فِي يَوْمِ بَلِيَّتِي، فَكَانَ الرَّبُّ سَنَدِي،
١٩ وَاقْتَادَنِي إِلَى مَكَانٍ رَحِيبٍ. أَنْقَذَنِي لأَنَّهُ سُرَّ بِي.
٢٠ يُكَافِئُنِي الرَّبُّ بِمُقْتَضَى بِرِّي وَيُعَوِّضُنِي حَسَبَ طَهَارَةِ يَدَيَّ،
٢١ لأَنِّي سَلَكْتُ دَائِماً فِي طُرُقِ الرَّبِّ وَلَمْ أَعْصَ إِلَهِي.
٢٢ جَعَلْتُ أَحْكَامَهُ دَائِماً نُصْبَ عَيْنَيَّ، وَلَمْ أَحِدْ عَنْ فَرَائِضِهِ.
٢٣ وَأَكُونُ مَعَهُ كَامِلاً وَأَصُونُ نَفْسِي مِنْ إِثْمِي.
٢٤ فَيُكَافِئُنِي الرَّبُّ وَفْقاً لِبِرِّي، بِحَسَبِ طَهَارَةِ يَدَيَّ أَمَامَ عَيْنَيْهِ.
٢٥ مَعَ الرَّحِيمِ تَكُونُ رَحِيماً، وَمَعَ الْكَامِلِ تَكُونُ كَامِلاً،
٢٦ وَمَعَ الطَّاهِرِ تَكُونُ طَاهِراً، وَمَعَ الْمُعْوَجِّ تَكُونُ مُعْوَجّاً.
٢٧ لأَنَّكَ أَنْتَ تُخَلِّصُ الشَّعْبَ الْمُتَضَايِقَ، أَمَّا الْمُتَرَفِّعُونَ فَتَخْفِضُ عُيُونَهُمْ.
٢٨ لأَنَّكَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي تَضِيءُ مِصْبَاحِي، وَتُحَوِّلُ ظَلامِي نُوراً
٢٩ لأَنِّي بِكَ اقْتَحَمْتُ جَيْشاً، وَبِمَعُونَةِ إِلَهِي اخْتَرَقْتُ أَسْوَاراً.
٣٠ مَا أَكْمَلَ طَرِيقَ الرَّبِّ! إِنَّ كَلِمَتَهُ نَقِيَّةٌ، وَهُوَ تُرْسٌ يَحْمِي جَمِيعَ الْمُلْتَجِئِينَ إِلَيْهِ.
٣١ فَمَنْ هُوَ إِلْهٌ غَيْرُ الرَّبِّ؟ وَمَنْ هُوَ صَخْرَةٌ سِوَى إِلَهِنَا؟
٣٢ يَشُدُّنِي اللهُ بِحِزامٍ مِنَ الْقُوَّةِ، وَيَجْعَلُ طَرِيقِي كَامِلاً،
٣٣ يُثَبِّتُ قَدَمَيَّ كَأَقْدَامِ الإيَّلِ وَيُصْعِدُنِي عَلَى مُرْتَفَعَاتِي الْوَعِرَةِ.
٣٤ يُدَرِّبُ يَدَيَّ عَلَى فَنِّ الْحَرْبِ، فَتَشُدُّ ذِرَاعَايَ قَوْساً مِنْ نُحَاسٍ.
٣٥ تَجْعَلُ أَيْضاً خَلاصَكَ تُرْساً لِي، فَتُعَضِّدُنِي بِيَمِينِكَ، وَيُعَظِّمُنِي لُطْفُكَ.
٣٦ وَسَّعْتَ طَرِيقِي تَحْتَ قَدَمَيَّ، فَلَمْ تَتَقَلْقَلْ عَقِبَايَ.
٣٧ أُطَارِدُ أَعْدَائِي فَأُدْرِكُهُمْ، وَلَا أَرْجِعُ حَتَّى أُبِيدَهُمْ.
٣٨ أَسْحَقُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ النُّهُوضَ. يَسْقُطُونَ تَحْتَ قَدَمَيَّ.
٣٩ تُمَنْطِقُنِي بِحِزَامٍ مِنَ الْقُوَّةِ تَأَهُّباً لِلْقِتَالِ. تُخْضِعُ لِسُلْطَانِي الْمُتَمَرِّدِينَ عَلَيَّ.
٤٠ يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ هَرَباً أَمَامِي. وَأُفْنِي الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي.
٤١ يَسْتَغِيثُونَ وَلَا مُخَلِّصَ. يُنَادُونَ الرَّبَّ فَلَا يَسْتَجِيبُ لَهُمْ.
٤٢ فَأَسْحَقُهُمْ كَالْغُبَارِ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ، وَأَطْرَحُهُمْ مِثْلَ الطِّينِ فِي الشَّوَارِعِ.
٤٣ تُنْقِذُنِي مِنْ ثَوْرَاتِ الشَّعْبِ، وَتَجْعَلُنِي سَيِّداً لِلأُمَمِ، حَتَّى صَارَ شَعْبٌ لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ عَبْداً يَخْدِمُنِي.
٤٤ فَمَا إِنْ يَسْمَعُوا أَمْرِي حَتَّى يُلَبُّوهُ. الْغُرَبَاءُ يَتَذَلَّلُونَ لِي
٤٥ الْغُرَبَاءُ يَخُورُونَ، يَخْرُجُونَ مِنْ حُصُونِهِمْ مُرْتَعِدِينَ.
٤٦ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، وَمُبَارَكٌ صَخْرَتِي، وَمُتَعَالٍ إِلَهُ خَلاصِي،
٤٧ الإِلَهُ الْمُنْتَقِمُ لِي، يُخْضِعُ الشُّعُوبَ لِسُلْطَانِي،
٤٨ مُنْقِذِي مِنْ أَعْدَائِي، رَافِعِي عَلَى الْمُتَمَرِّدِينَ عَلَيَّ، وَمِنَ الرَّجُلِ الطَّاغِي تُخَلِّصُنِي.
٤٩ لِهَذَا أَعْتَرِفُ لَكَ بَيْنَ الأُمَمِ وَأُرَتِّلُ لاِسْمِكَ.
٥٠ يَا مَانِحَ الْخَلاصِ الْعَظِيمِ لِمَلِكِهِ، وَصَانِعَ الرَّحْمَةِ لِمَسِيحِهِ، لِدَاوُدَ وَنَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ.
١٩
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ السَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ
٢ بِذَلِكَ تَتَحَادَثُ الأَيَّامُ أَبْلَغَ حَدِيثٍ، وَتَتَخَاطَبُ بِهِ اللَّيَالِي.
٣ لَا يَصْدُرُ عَنْهَا كَلامٌ، لَكِنَّ صَوْتَهَا يُسمَعُ وَاضِحاً.
٤ انْطَلَقَ صَوْتُهُمْ إِلَى الأَرْضِ كُلِّهَا وَكَلامُهُمْ إِلَى أَقَاصِي الْعَالَمِ. جَعَلَ لِلشَّمْسِ مَسْكَناً فِيهَا،
٥ وَهِيَ مِثْلُ الْعَرِيسِ الْخَارِجِ مِنْ مُخْدَعِهِ، كَالْعَدَّاءِ الْمُبْتَهِجِ لِلسِّبَاقِ فِي الطَّرِيقِ.
٦ تَنْطَلِقُ مِنْ أَقْصَى السَّمَاوَاتِ، وَتَدُورُ إِلَى أَقَاصِيهَا، وَلَا شَيْءَ يَحْتَجِبُ مِنْ حَرِّهَا.
٧ شَرِيعَةُ الرَّبِّ كَامِلَةٌ تُنْعِشُ النَّفْسَ. شَهَادَةُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تَجْعَلُ الْجَاهِلَ حَكِيماً.
٨ وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ نَقِيٌّ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ.
٩ مَخَافَةُ الرَّبِّ طَاهِرَةٌ ثَابِتَةٌ إِلَى الأَبَدِ، وَأَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ وَعَادِلَةٌ كُلُّهَا.
١٠ إِنَّهَا أَشْهَى مِنَ الذَّهَبِ النَّقِيِّ، وَهِيَ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ بَلِ الْقَطْرِ السَّائِلِ مِنْ أَقْرَاصِ الشَّهْدِ.
١١ عَبْدُكَ يَهْتَدِي بِها، وَفِي صَوْنِهَا ثَوَابٌ عَظِيمٌ.
١٢ مَنْ يَتَنَبَّهُ إِلَى سَهَوَاتِهِ؟ مِنَ الْخَطَايَا الْخَفِيَّةِ خَلِّصْنِي،
١٣ وَمِنَ الْكَبَائِرِ أَيْضاً احْفَظْ عَبْدَكَ، وَلَا تَدَعْهَا تَتَسَلَّطُ عَلَيَّ. عِنْدَئِذٍ أَكُونُ كَامِلاً وَأَتَبَرَّأُ مِنْ ذَنْبٍ عَظِيمٍ.
١٤ لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَخَوَاطِرُ قَلْبِي مَقْبُولَةً لَدَيْكَ يَا رَبُّ، يَا صَخْرَتِي وَفَادِيَّ.
٢٠
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ لِيَسْتَجِبْ لَكَ الرَّبُّ فِي يَوْمِ ضِيقِكَ. لِيَحْرُسْكَ اسْمُ إِلَهِ يَعْقُوبَ.
٢ لِيُرْسِلْ لَكَ عَوْناً مِنْ مَقْدِسِهِ، وَمُسَانَدَةً مِنْ صِهْيَوْنَ.
٣ لِيَتَذَكَّرْ جَمِيعَ تَقْدِمَاتِكَ، وَيَتَقَبَّلْ مُحْرَقَاتِكَ.
٤ لِيُعْطِكَ بُغْيَةَ قَلْبِكَ، وَيُتَمِّمْ لَكَ كُلَّ مَقَاصِدِكَ.
٥ نَهْتِفُ مُبْتَهِجِينَ بِخَلاصِكَ، وَبِاسْمِ إِلَهِنَا نَرْفَعُ رَايَتَنَا، لِيُحَقِّقْ لَكَ الرَّبُّ كُلَّ مَا تَسْأَلُهُ.
٦ الآنَ أَدْرَكْتُ أَنَّ الرَّبَّ يُخَلِّصُ مَسِيحَهُ، وَيَسْتَجِيبُ مِنْ سَمَاوَاتِهِ الْمُقَدَّسَةِ، بِقُدْرَةِ يَمِينِهِ الْمُخَلِّصَةِ.
٧ يَتَّكِلُ هَؤُلاءِ عَلَى مَرْكَبَاتِ الْحَرْبِ، وَأُولَئِكَ عَلَى الْخَيْلِ. أَمَّا نَحْنُ فَنَتَّكِلُ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ إِلَهِنَا.
٨ هُمْ خَرُّوا وَسَقَطُوا، أَمَّا نَحْنُ فَنَهَضْنَا وَانْتَصَبْنَا.
٩ خَلِّصْ يَا رَبُّ! لِيَسْتَجِبِ الْمَلِكُ حِينَ نَدْعُوهُ.
٢١
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ مِنْ نَظْمِ دَاوُدَ
١ رَبُّ بِقُوَّتِكَ يَفْرَحُ الْمَلِكُ، وَمَا أَعْظَمَ بَهْجَتَهُ بِخَلاصِكَ!
٢ لَقَدْ وَهَبْتَهُ بُغْيَةَ قَلْبِهِ وَلَمْ تَحْرِمْهُ مِنْ طِلْبَةِ شَفَتَيْهِ.
٣ بَادَرْتَهُ بِبَرَكَاتِ الْخَيْرِ، وَوَضَعْتَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجاً مِنَ الذَّهَبِ النَّقِيِّ!
٤ طَلَبَ مِنْكَ الْحَيَاةَ فَوَهَبْتَهَا لَهُ، إِذْ أَطَلْتَ عُمْرَهُ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ.
٥ عَظِيمٌ مَجْدُهُ بِفَضْلِ خَلاصِكَ، بِالْعِزَّةِ وَالْبَهَاءِ كَلَّلْتَهُ.
٦ لأَنَّكَ جَعَلْتَهُ أَكْثَرَ الْمُبَارَكِينَ إِلَى الأَبَدِ. تَغْمُرُهُ بِفَيْضِ الْفَرَحِ فِي حَضْرَتِكَ.
٧ لأَنَّ الْمَلِكَ يَتَوَكَّلُ عَلَى الرَّبِّ، وَبِنِعْمَةِ الْعَلِيِّ لَا يَتَزَعْزَعُ.
٨ يَدُكَ حَتْماً تَنَالُ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ، وَيُمْنَاكَ حَقّاً تَظْفَرُ بِمُبْغِضِيكَ.
٩ حِينَ يَتَجَلَّى وَجْهُكَ تُحْرِقُهُمْ كَمَا بِمَوْقِدٍ مُشْتَعِلٍ. تَلْتَهِمُهُمْ فِي غَضَبِكَ فَتَأْكُلُهُمُ النَّارُ.
١٠ تُبِيدُ ذُرِّيَّتَهُمْ مِنَ الأَرْضِ وَنَسْلَهُمْ مِنْ بَيْنِ بَنِي آدَمَ.
١١ لَقَدْ تَآمَرُوا لِلإِسَاءَةِ إِلَيْكَ، وَدَبَّرُوا مَكِيدَةً شِرِّيرَةً لَمْ يُفْلِحُوا فِيهَا.
١٢ لأَنَّكَ تَجْعَلُهُمْ يُدْبِرُونَ لِلْهَرَبِ، عِنْدَمَا تَشُدُّ وَتَرَ الْقَوْسِ نَحْوَ وُجُوهِهِمْ.
١٣ ارْتَفِعْ يَا رَبُّ بِقُوَّتِكَ، فَنَتَرَنَّمَ وَنَتَغَنَّى بِقُدْرَتِكَ.
٢٢
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ، عَلَى أَيِّلَةِ الصَّبَاحِ مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ لِمَاذَا تَبَاعَدْتَ عَنْ خَلاصِي وَعَنْ سَمَاعِ صَوْتِ تَنَهُّدَاتِي؟
٢ إِلَهِي، أَصْرُخُ إِلَيْكَ مُسْتَغِيثاً فِي النَّهَارِ فَلَا تُجِيبُنِي، وَفِي اللَّيْلِ فَلَا رَاحَةَ لِي،
٣ مَعْ أَنَّكَ أَنْتَ الْقُدُّوسُ الَّذِي أَقَمْتَ عَرْشَكَ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ الَّذِي يُسَبِّحُكَ.
٤ عَلَيْكَ اتَّكَلَ آبَاؤُنَا، وَبِكَ وَثِقُوا، وَأَنْتَ قَدْ نَجَّيْتَهُمْ.
٥ إِلَيْكَ صَرَخُوا فَنَجَوْا، وَعَلَيْكَ اتَّكَلُوا فَلَمْ يَخْزَوْا.
٦ أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لَا إِنْسَانٌ. عَارٌ فِي نَظَرِ الْبَشَرِ، وَمَنْبُوذٌ فِي عَيْنَيْ شَعْبِي.
٧ جَمِيعُ الَّذِينَ يَرَوْنَنِي يَسْتَهْزِئُونَ بِي، يَفْتَحُونَ شِفَاهَهُمْ عَلَيَّ بِالْبَاطِلِ، وَيَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ قَائِلِينَ:
٨ «سَلَّمَ إِلَى الرَّبِّ أَمْرَهُ، فَلْيُنْجِدْهُ. لِيُنْقِذْهُ مَادَامَ قَدْ سُرَّ بِهِ».
٩ أَنْتَ أَخْرَجْتَنِي مِنَ الرَّحِمِ. أَنْتَ جَعَلْتَنِي أَنَامُ مُطْمَئِنّاً وَأَنَا مَازِلْتُ عَلَى صَدْرِ أُمِّي.
١٠ أَنْتَ مُتَّكَلِي مِنْ قَبْلِ مِيلادِي، فَأَنْتَ إِلَهِي مُنْذُ كُنْتُ جَنِيناً.
١١ لَا تَقِفْ بَعِيداً عَنِّي، لأَنَّ الضِّيقَ قَرِيبٌ وَلَا مُعِينَ لِي.
١٢ حَاصَرَنِي أَعْدَاءُ أَقْوِيَاءُ، كَأَنَّهُمْ ثِيرَانُ بَاشَانَ الْقَوِيَّةُ.
١٣ فَغَرُوا عَلَيَّ أَفْوَاهَهُم كَأَنَّهُمْ أُسُودٌ مُفْتَرِسَةٌ مُزَمْجِرَةٌ.
١٤ صَارَتْ قُوَّتِي كَالْمَاءِ، وَانْحَلَّتْ عِظَامِي. صَارَ قَلْبِي كَالشَّمْعِ، وَذَابَ فِي دَاخِلِي.
١٥ جَفَّتْ نَضَارَتِي كَقِطْعَةِ الْفَخَّارِ، وَالْتَصَقَ لِسَانِي بِحَنَكِي. إِلَى تُرَابِ الأَرْضِ تَضَعُنِي.
١٦ أَحَاطَ بِي الأَدْنِيَاءُ. جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ طَوَّقَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ.
١٧ صِرْتُ لِهُزَالِي أُحْصِي عِظَامِي، وَهُمْ يُرَاقِبُونَنِي وَيُحْدِقُونَ فِيَّ.
١٨ يَتَقَاسَمُونَ ثِيَابِي فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يُلْقُونَ قُرْعَةً.
١٩ يَا رَبُّ، لَا تَتَبَاعَدْ عَنِّي. يَا قُوَّتِي أَسْرِعْ إِلَى نَجْدَتِي.
٢٠ أَنْقِذْ مِنَ السَّيْفِ نَفْسِي، وَمِنْ مَخَالِبِ الأَدْنِيَاءِ حَيَاتِي.
٢١ خَلِّصْنِي مِنْ فَمِ الأَسَدِ، وَمِنْ بَيْنِ قُرُونِ الثِّيرَانِ الْوَحْشِيَّةِ اسْتَجِبْ لِي.
٢٢ أُعْلِنُ اسْمَكَ لإِخْوَتِي، وَأُسَبِّحُكَ فِي وَسَطِ الْجَمَاعَةِ.
٢٣ سَبِّحُوا الرَّبَّ يَا خَائِفِيهِ. مَجِّدُوهُ يَا جَمِيعَ نَسْلِ يَعْقُوبَ، واخْشَوْهُ يَا جَمِيعَ ذُرِّيَّةِ إِسْرَائِيلَ.
٢٤ فَإِنَّهُ لَمْ يَحْتَقِرْ بُؤْسَ الْمِسْكِينِ، وَلَا حَجَبَ عَنْهُ وَجْهَهُ، بَلِ اسْتَجَابَ لَهُ عِنْدَمَا صَرَخَ إِلَيْهِ.
٢٥ أَنْتَ تُلْهِمُنِي تَسْبِيحَكَ فِي وَسَطِ الْجَمَاعَةِ الْعَظِيمَةِ، فَأُوْفِي بِنُذُورِي أَمَامَ جَمِيعِ خَائِفِيهِ.
٢٦ يَأْكُلُ الْوُدَعَاءُ وَيَشْبَعُونَ، وَطَالِبُو الرَّبِّ يُسَبِّحُونَهُ. تَحْيَا قُلُوبُكُمْ إِلَى الأَبَدِ.
٢٧ تَتَذَكَّرُ جَمِيعُ أَقَاصِي الأَرْضِ وَتَرْجِعُ إِلَى الرَّبِّ، وَتَتَعَبَّدُ أَمَامَكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأُمَمِ.
٢٨ لأَنَّ الْمُلْكَ لِلرَّبِّ، وَهُوَ يَتَسَلَّطُ عَلَى الأُمَمِ.
٢٩ جَمِيعُ عُظَمَاءِ الأَرْضِ يَحْتَفِلُونَ وَيَسْجُدُونَ. يَنْحَنِي أَمَامَهُ الْهَابِطُونَ إِلَى التُّرَابِ وَالْفَانُونَ،
٣٠ يَتَعَبَّدُ نَسْلُهُمْ لِلهِ، وَيَتَحَدَّثُونَ عَنِ الرَّبِّ لِلْجِيلِ الآتِي.
٣١ يَأْتُونَ وَيُخْبِرُونَ بِبِرِّهِ وَبِمُعْجِزَاتِهِ شَعْباً لَمْ يُولَدْ بَعْدُ.
٢٣
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلَسْتُ أَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ.
٢ فِي مَرَاعٍ خَضْرَاءَ يُرْبِضُنِي، وَإِلَى مِيَاهٍ هَادِئَةٍ يَقُودُنِي.
٣ يُنْعِشُ نَفْسِي وَيُرْشِدُنِي إِلَى طُرُقِ الْبِرِّ إِكْرَاماً لاِسْمِهِ.
٤ حَتَّى إِذَا اجْتَزْتُ وَادِي ظِلالِ الْمَوْتِ، لَا أَخَافُ سُوءاً لأَنَّكَ تُرَافِقُنِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا مَعِي يُشَدِّدَانِ عَزِيمَتِي.
٥ تَبْسُطُ أَمَامِي مَأْدُبَةً عَلَى مَرْأَىً مِنْ أَعْدَائِي. مَسَحْتَ بِالزَّيْتِ رَأْسِي، وَأَفَضْتَ كَأْسِي.
٦ إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي طَوَالَ حَيَاتِي، وَيَكُونُ بَيْتُ الرَّبِّ مَسْكَناً لِي مَدَى الأَيَّامِ.
٢٤
لِدَاوُدَ
١ لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَكُلُّ مَا فِيهَا. لَهُ الْعَالَمُ، وَجَمِيعُ السَّاكِنِينَ فِيهِ.
٢ لأَنَّهُ هُوَ أَسَّسَ الأَرْضَ عَلَى الْبِحَارِ، وَثَبَّتَهَا عَلَى الأَنْهَارِ.
٣ مَنْ يَحِقُّ لَهُ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، وَيَقِفَ فِي بَيْتِهِ الْمُقَدَّسِ؟
٤ إِنَّهُ صَاحِبُ الْيَدَيْنِ الطَّاهِرَتَيْنِ وَالْقَلْبِ النَّقِيِّ. ذَاكَ الَّذِي لَا يَحْمِلُ نَفْسَهُ عَلَى الْبَاطِلِ، وَلَا يَحْلِفُ مُنَافِقاً.
٥ يَتَلَقَّى الْبَرَكَةَ مِنَ الرَّبِّ، وَالْبِرَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُخَلِّصِهِ.
٦ هَذَا هُوَ الْجِيلُ السَّاعِي وَرَاءَ الرَّبِّ، الطَّالِبُ وَجْهَكَ يَا إِلَهَ يَعْقُوبَ.
٧ ارْفَعِي رُؤُوسَكِ أَيَّتُهَا الأَبْوَابُ، وَارْتَفِعِي أَيَّتُهَا الْمَدَاخِلُ الأَبَدِيَّةُ، فَيَدْخُلَ مَلِكُ الْمَجْدِ.
٨ مَنْ هُوَ مَلِكُ الْمَجْدِ هَذَا؟ إِنَّهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ، الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ.
٩ ارْفَعِي رُؤُوسَكِ أَيَّتُهَا الأَبْوَابُ، ارْفَعِيهَا أَيَّتُهَا الْمَدَاخِلُ الأَبَدِيَّةُ، فَيَدْخُلَ مَلِكُ الْمَجْدِ
١٠ مَنْ هُوَ مَلِكُ الْمَجْدِ هَذَا؟ إِنَّهُ رَبُّ الْجُنُودِ، هُوَ مَلِكُ الْمَجْدِ.
٢٥
لِدَاوُدَ
١ إِلَيْكَ أَيُّهَا الرَّبُّ أَرْفَعُ نَفْسِي.
٢ عَلَيْكَ يَا إِلَهِي تَوَكَّلْتُ فَلَا تُخْزِنِي، وَلَا تَدَعْ أَعْدَائِي يَشْمَتُونَ بِي.
٣ فَإِنَّ كُلَّ مَنْ يَرْجُوكَ لَنْ يَخِيبَ. أَمَّا الْغَادِرُونَ بِغَيْرِهِمْ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ، فَسَيَخْزَوْنَ.
٤ يَا رَبُّ عَرِّفْنِي طُرُقَكَ، عَلِّمْنِي سُبُلَكَ.
٥ دَرِّبْنِي فِي حَقِّكَ وَعَلِّمْنِي، فَإِنَّكَ أَنْتَ الإِلَهُ مُخَلِّصِي، وَإِيَّاكَ أَرْجُو طَوَالَ النَّهَارِ.
٦ رَبُّ، اذْكُرْ مَرَاحِمَكَ وَإِحْسَانَاتِكَ لأَنَّهَا مُنْذُ الأَزَلِ.
٧ لَا تَذْكُرْ خَطَايَا صِبَايَ الَّتِي ارْتَكَبْتُهَا، وَلَا مَعَاصِيَّ، بَلِ اذْكُرْنِي وَفْقاً لِرَحْمَتِكَ وَمِنْ أَجْلِ جُودِكَ يَا رَبُّ.
٨ الرَّبُّ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ لِذَلِكَ يَهْدِي الضَّالِّينَ الطَّرِيقَ.
٩ يُدَرِّبُ الْوُدَعَاءَ فِي سُبُلِ الْحَقِّ وَيُعَلِّمُهُمْ طَرِيقَهُ.
١٠ مَسَالِكُ الرَّبِّ كُلُّهَا رَحْمَةٌ وَحَقٌّ لِمَنْ يَحْفَظُونَ عَهْدَهُ وَشَهَادَاتِهِ.
١١ فَمِنْ أَجْلِ اسْمِكَ أَيُّهَا الرَّبُّ اصْفَحْ عَنْ إِثْمِي فَإِنَّهُ عَظِيمٌ.
١٢ مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الَّذِي يَخَافُ الرَّبَّ؟ إِيَّاهُ يُدَرِّبُ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي يَخْتَارُهَا لَهُ،
١٣ فَتَنْعَمُ نَفْسُهُ فِي الْخَيْرِ وَتَمْتَلِكُ ذُرِّيَّتُهُ الأَرْضَ.
١٤ يُطْلِعُ الرَّبُّ خَائِفِيهِ عَلَى مَقَاصِدِهِ الْخَفِيَّةِ، وَيَتَعَهَّدُ تَعْلِيمَهُمْ.
١٥ تَتَّجِهُ عَيْنَايَ دَائِماً نَحْوَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ يُحَرِّرُ رِجْلَيَّ مِنْ فَخِّ الشِّرِّيرِ.
١٦ الْتَفِتْ نَحْوِي وَارْحَمْنِي، فَأَنَا وَحِيدٌ وَمِسْكِينٌ.
١٧ قَدْ تَكَاثَرَتْ مَتَاعِبُ قَلْبِي، فَأَنْقِذْنِي مِنْ شَدَائِدِي.
١٨ انْظُرْ إِلَى مَذَلَّتِي وَمُعَانَاتِي، وَاصْفَحْ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَايَ.
١٩ انْظُرْ كَيْفَ تَكَاثَرَ عَلَيَّ أَعْدَائِي وَهُمْ يُبْغِضُونَنِي ظُلْماً.
٢٠ صُنْ نَفْسِي وَأَنْقِذْنِي، وَلَا تَدَعْنِي أَخِيبُ، فَإِنِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ.
٢١ يَحْفَظُنِي الْكَمَالُ وَالاسْتِقَامَةُ، لأَنِّي إِيَّاكَ انْتَظَرْتُ.
٢٢ افْدِ إِسْرَائِيلَ يَا اللهُ مِنْ جَمِيعِ ضِيقَاتِهِ.
٢٦
لِدَاوُدَ
١ رَبُّ أَظْهِرْ بَرَاءَتِي لأَنِّي قَدْ سَلَكْتُ بِكَمَالِي، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ فَلَا أَتَزَعْزَعُ
٢ افْحَصْنِي أَيُّهَا الرَّبُّ وَاخْتَبِرْنِي. امْتَحِنْ دَخَائِلِي وَقَلْبِي،
٣ لأَنَّ رَحْمَتَكَ نُصْبَ عَيْنَيَّ، وَقَدْ سَلَكْتُ فِي حَقِّكَ.
٤ لَمْ أُجَالِسْ أَهْلَ الْبَاطِلِ وَمَعَ الْمُنَافِقِينَ لَا أَشْتَرِكُ.
٥ بَلْ أَبْغَضْتُ مَعْشَرَ فَاعِلِي الإِثْمِ، وَلَمْ أَجْلِسْ مَعَ الأَشْرَارِ.
٦ أَغْسِلُ يَدَيَّ عُرْبُونَ بَرَاءَتِي وَأَنْضَمُّ إِلَى الْمُجْتَمِعِينَ حَوْلَ مَذْبَحِكَ يَا رَبُّ.
٧ مُتَرَنِّماً بِصَوْتِ الْحَمْدِ وَأُحَدِّثُ بِأَعْمَالِكَ الْعَجِيبَةِ كُلِّهَا.
٨ رَبُّ، قَدْ أَحْبَبْتُ الإِقَامَةَ فِي بَيْتِكَ، حَيْثُ يَحِلُّ مَجْدُكَ.
٩ فَلَا تَجْمَعْ نَفْسِي مَعَ الْخَاطِئِينَ، وَلَا حَيَاتِي مَعَ سَافِكِي الدَّمِ،
١٠ الَّذِينَ أَيْدِيهِمْ مُلَوَّثَةٌ بِالسُّوءِ، وَيَمِينُهُمْ مَلأَى بِالرِّشْوَةِ.
١١ أَمَّا أَنَا فَبِكَمَالِي أَسْلُكُ، فَافْدِنِي وَتَحَنَّنْ عَلَيَّ.
١٢ قَدَمَايَ مُنْتَصِبَتَانِ عَلَى طَرِيقٍ مُسْتَوِيَةٍ، وَأُرَنِّمُ لِلرَّبِّ جَهْراً فِي مَحَافِلِ الْعِبَادَةِ.
٢٧
لِدَاوُدَ
١ الرَّبُّ نُورِي وَخَلاصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟
٢ عِنْدَمَا هَجَمَ فَاعِلُو الإِثْمِ، خُصُومِي وَأَعْدَائِي، لِيَلْتَهِمُوا لَحْمِي، تَعَثَّرُوا وَسَقَطُوا.
٣ إِنِ اصْطَفَّ ضِدِّي جَيْشٌ، لَا يَخَافُ قَلْبِي. إنْ نَشَبَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ، أَظَلُّ فِي ذَلِكَ مُطْمَئِنّاً.
٤ أَمْراً وَاحِداً طَلَبْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهُ فَقَطْ أَلْتَمِسُ: أَنْ أُقِيمَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لأُشَاهِدَ جَمَالَ الرَّبِّ وَأَتَأَمَّلَ فِي هَيْكَلِهِ.
٥ لأَنَّهُ يَحْمِينِي فِي يَوْمِ الشَّرِّ تَحْتَ سَقْفِ بَيْتِهِ وَيَحْرُسُنِي آمِناً فِي خِبَاءِ خَيْمَتِهِ. إِذْ عَلَى صَخْرَةٍ عَالِيَةٍ يَرْفَعُنِي.
٦ حِينَئِذٍ أَفْتَخِرُ عَلَى أَعْدَائِي الْمُحِيطِينَ بِي، وَأُقَدِّمُ لَهُ فِي خَيْمَتِهِ ذَبَائِحَ هُتَافٍ، فَأُغَنِّي بَلْ أُرَنِّمُ حَمْداً لِلرَّبِّ.
٧ اسْمَعْ يَا رَبُّ نِدَائِي لأَنِّي بِمِلْءِ صَوْتِي أَدْعُوكَ! ارْحَمْنِي وَاسْتَجِبْ لِي.
٨ قُلْتَ: اطْلُبُوا وَجْهِي! فَوَجْهَكَ يَا رَبُّ أَطْلُبُ.
٩ لَا تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنِّي. لَا تَطْرُدْ بِغَضَبٍ عَبْدَكَ، فَطَالَمَا كُنْتَ عَوْنِي. لَا تَرْفُضْنِي وَلَا تَهْجُرْنِي يَا اللهُ مُخَلِّصِي.
١٠ إِنَّ أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي، لَكِنَّ الرَّبَّ يَتَعَهَّدُنِي بِرِعَايَتِهِ.
١١ عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَكَ، وَقُدْنِي فِي طَرِيقٍ مُسْتَقِيمَةٍ لِئَلّا يَشْمَتَ بِي أَعْدَائِي.
١٢ لَا تُسَلِّمْنِي إِلَى مَرَامِ مُضَايِقِيَّ، لأَنَّهُ قَدْ قَامَ عَلَيَّ شُهُودُ زُورٍ يَنْفُثُونَ الظُّلْمَ فِي وَجْهِي.
١٣ غَيْرَ أَنِّي قَدْ آمَنْتُ بِأَنْ أَرَى جُودَ الرَّبِّ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ.
١٤ انْتَظِرِ الرَّبَّ. تَقَوَّ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ. وَانْتَظِرِ الرَّبَّ دَائِماً.
٢٨
لِدَاوُدَ
١ يَا رَبُّ إِلَيْكَ أَصْرُخُ، فَلَا تَتَصَامَمْ عَنِّي يَا صَخْرَتِي، لِئَلّا أَكُونَ، إِذَا سَكَتَّ عَنِّي، مِثْلَ الْمُنْحَدِرِينَ إِلَى الْهَاوِيَةِ.
٢ اسْتَمِعْ صَوْتَ تَضَرُّعِي عِنْدَمَا أَسْتَغِيثُ بِكَ، رَافِعاً يَدَيَّ نَحْوَ مِحْرَابِ قَدَاسَتِكَ.
٣ لَا تَطْرَحْنِي مَعَ الأَشْرَارِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ، الَّذِينَ يُظْهِرُونَ الْوُدَّ لأَصْحَابِهِمْ، وَهُمْ يَكُنُّونَ لَهُمُ الشَّرَّ فِي قُلُوبِهِمْ.
٤ جَازِهِمْ وَفْقاً لِفِعْلِهِمْ وَشَرِّ أَعْمَالِهِمْ. أَعْطِهِمْ مَا يَسْتَحِقُّ صَنِيعُ أَيْدِيهِمْ، وَرُدَّ عَلَيْهِمْ جَزَاءَهُمْ.
٥ وَلأَنَّهُمْ لَا يُبَالُونَ بِأَفْعَالِ الرَّبِّ وَلَا بِصَنِيعِ يَدَيْهِ، فَإِنَّهُ يُدَمِّرُهُمْ وَلَا يُعِيدُ بِنَاءَهُمْ.
٦ مُبَارَكٌ الرَّبُّ فَقَدْ سَمِعَ صَوْتَ تَضَرُّعِي.
٧ الرَّبُّ قُوَّتِي وَتُرْسِي. عَلَيْهِ اتَّكَلَ قَلْبِي، فَنِلْتُ الْغَوْثَ. لِذَلِكَ يَبْتَهِجُ قَلْبِي وَأَحْمَدُهُ بِنَشِيدِي.
٨ الرَّبُّ قُوَّةُ شَعْبِهِ، وَهُوَ حِصْنُ خَلاصِ مَسِيحِهِ.
٩ خَلِّصْ يَا رَبُّ شَعْبَكَ وَبَارِكْ مِيرَاثَكَ. كُنْ رَاعِياً لَهُمْ وَاحْمِلْهُمْ إِلَى الأَبَدِ.
٢٩
لِدَاوُدَ
١ قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَبْنَاءَ اللهِ، قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْداً وَعِزّاً.
٢ قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْداً لاِسْمِهِ. اسْجُدُوا لِلرَّبِّ بِثَوْبِ الإِجْلالِ وَالْقَدَاسَةِ.
٣ هُوَذَا صَوْتُ الرَّبِّ يُدَوِّي فَوْقَ الْمِيَاهِ. إِلَهُ الْمَجْدِ أَرْعَدَ. مَجْدُ الرَّبِّ فَوْقَ الْمِيَاهِ الْغَزِيرَةِ.
٤ صَوْتُ الرَّبِّ قَوِيٌّ جِدّاً. صَوْتُ الرَّبِّ يَفِيضُ بِالْجَلالِ.
٥ صَوْتُ الرَّبِّ يُكَسِّرُ شَجَرَ الأَرْزِ. نَعَمْ، إِنَّ الرَّبَّ يُكَسِّرُ أَرْزَ لُبْنَانَ.
٦ فَيَجْعَلُ لُبْنَانَ يَفِرُّ كَالْعِجْلِ، وَجَبَلَ حَرْمُونَ يَقْفِزُ كَالثَّوْرِ الْوَحْشِيِّ الْفَتِيِّ.
٧ صَوْتُ الرَّبِّ يَقْدَحُ وَمِيضَ بَرْقٍ،
٨ صَوْتُ الرَّبِّ يُزَلْزِلُ الْبَرِّيَّةَ، وَيُزَلْزِلُ الرَّبُّ بَرِّيَّةَ قَادِشَ،
٩ صَوْتُ الرَّبِّ يَجْعَلُ الْوُعُولَ تَلِدُ قَبْلَ الأَوَانِ، وَيُحَوِّلُ الْغَابَاتِ إِلَى عَرَاءٍ، وَفِي هَيْكَلِهِ الْكُلُّ يَهْتِفُ: مَجْداً.
١٠ جَلَسَ الرَّبُّ مَلِكاً فَوْقَ الطُّوفَانِ، وَيَتَرَبَّعُ عَلَى عَرْشِهِ إِلَى الأَبَدِ.
١١ الرَّبُّ يُعْطِي شَعْبَهُ عِزّاً. الرَّبُّ يُبَارِكُ شَعْبَهُ بِالسَّلامِ.
٣٠
مَزْمُورٌ نَشِيدٌ بِمُنَاسَبَةِ تَدْشِينِ الْبَيْتِ. لِدَاوُدَ
١ أُمَجِّدُكَ يَا رَبُّ لأَنَّكَ انْتَشَلْتَنِي وَلَمْ تَجْعَلْ أَعْدَائِي يَشْمَتُونَ بِي.
٢ يَا رَبُّ إِلَهِي اسْتَغَثْتُ بِكَ فَشَفَيْتَنِي
٣ يَا رَبُّ، أَنْتَ انْتَشَلْتَ نَفْسِي مِنْ شَفَا الْهَاوِيَةِ. وَأَنْقَذْتَنِي مِنْ بَيْنِ الْمُنْحَدِرِينَ إِلَى عَالَمِ الأَمْوَاتِ.
٤ يَا أَتْقِيَاءَ الرَّبِّ رَنِّمُوا لَهُ، وَارْفَعُوا الشُّكْرَ لاسْمِهِ الْمُقَدَّسِ،
٥ فَإِنَّ غَضَبَهُ يَدُومُ لِلَحْظَةٍ، أَمَّا رِضَاهُ فَمَدَى الْحَيَاةِ. يَبْقَى الْبُكَاءُ لِلَيْلَةٍ، أَمَّا فِي الصَّبَاحِ فَيَعُمُّ الابْتِهَاجُ.
٦ وَأَنَا قُلْتُ فِي أَثْنَاءِ طُمَأْنِينَتِي: لَا أَتَزَعْزَعُ أَبَداً.
٧ أَنْتَ يَا رَبُّ قَدْ وَطَّدْتَ بِرِضَاكَ قُوَّتِي كَالْجَبَلِ الرَّاسِخِ، لَكِنْ حِينَ حَجَبْتَ وَجْهَكَ عَنِّي ارْتَعَبْتُ.
٨ يَا رَبُّ إِلَيْكَ صَرَخْتُ، وَإِلَيْكَ يَا سَيِّدِي تَضَرَّعْتُ.
٩ مَاذَا يُجْدِيكَ مَوْتِي وَنُزُولِي إِلَى الْقَبْرِ؟ أَيَسْتَطِيعُ تُرَابِي أَنْ يَحْمَدَكَ أَوْ يُحَدِّثَ بِأَمَانَتِكَ؟
١٠ اسْمَعْنِي يَا رَبُّ، وَارْحَمْنِي. كُنْ مُعِيناً لِي.
١١ حَوَّلْتَ نَوْحِي إِلَى رَقْصٍ. خَلَعْتَ عَنِّي مِسْحَ الْحِدَادِ وَكَسَوْتَنِي رِدَاءَ الْفَرَحِ.
١٢ لِتَتَرَنَّمْ لَكَ نَفْسِي وَلَا تَسْكُتْ، يَا رَبُّ إِلَهِي إِلَى الأَبَدِ أَحْمَدُكَ.
٣١
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ، مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ يَا رَبُّ، إِلَيْكَ الْتَجَأْتُ فَلَا تَدَعْنِي أَخِيبُ مَدَى الدَّهْرِ. بِعَدْلِكَ نَجِّنِي.
٢ أَدِرْ أُذُنَكَ نَحْوِي وَأَنْقِذْنِي سَرِيعاً. كُنْ لِي صَخْرَةً تَحْمِينِي وَمَعْقِلاً حَصِيناً يُخَلِّصُنِي،
٣ إِذْ إِنَّكَ صَخْرَتِي وَقَلْعَتِي. وَمِنْ أَجْلِ اسْمِكَ تَقُودُنِي وَتَهْدِينِي.
٤ أَطْلِقْنِي مِنَ الشَّبَكَةِ الَّتِي أَخْفَاهَا الأَشْرَارُ لِي، لأَنَّكَ أَنْتَ مَلْجَأِي.
٥ فِي يَدِكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي. فَدَيْتَنِي أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهَ الْحَقِّ.
٦ لَقَدْ أَبْغَضْتُ الْمُتَعَبِّدِينَ لِلأَصْنَامِ الْبَاطِلَةِ. أَمَّا أَنَا فَعَلَى الرَّبِّ تَوَكَّلْتُ.
٧ أَفْرَحُ وَأَبْتَهِجُ بِرَحْمَتِكَ لأَنَّكَ قَدْ نَظَرْتَ إِلَى مَذَلَّتِي، وَعَرَفْتَ أَلَمَ نَفْسِي الْمُبَرِّحَ.
٨ لَمْ تُسَلِّمْنِي إِلَى قَبْضَةِ الْعَدُوِّ بَلْ أَوْقَفْتَنِي فِي أَرْضٍ فَسِيحَةٍ.
٩ ارْحَمْنِي يَا رَبُّ فَأَنَا فِي ضِيقٍ: كَلَّتْ عَيْنَايَ غَمّاً، وَاعْتَلَّتْ نَفْسِي وَدَخِيلَتِي أَيْضاً.
١٠ لأَنَّ حَيَاتِي قَدْ فَنِيَتْ بِالْحُزْنِ وَسِنِي حَيَاتِي بِالتَّنَهُّدِ. خَارَتْ قُوَايَ مِنْ قَصَاصِ إِثْمِي.
١١ صِرْتُ مُحْتَقَراً مِنْ كُلِّ أَعْدَائِي وَمَصْدَرَ رُعْبٍ لِجِيرَانِي. الَّذِينَ يَرَوْنَنِي فِي الشَّارِعِ يَتَهَرَّبُونَ مِنِّي.
١٢ صِرْتُ مَنْسِيًّا كَمَا لَوْ كُنْتُ مَيْتاً، وَأَصْبَحْتُ كَإِنَاءٍ مُحَطَّمٍ،
١٣ لأَنِّي سَمِعْتُ الْمَذَمَّةَ مِنْ كَثِيرِينَ، حَتَّى بَاتَ الْخَوْفُ يُطَوِّقُنِي، إذْ يَتَآمَرُونَ جَمِيعاً عَلَيَّ، عَازِمِينَ عَلَى قَتْلِي.
١٤ غَيْرَ أَنِّي يَا رَبُّ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَقُلْتُ: أَنْتَ إِلَهِي،
١٥ آجَالِي فِي يَدِكَ. نَجِّنِي مِنْ يَدِ أَعْدَائِي وَمِنْ مُطَارِدِيَّ.
١٦ لِيُشْرِقْ وَجْهُكَ عَلَى عَبْدِكَ وَخَلِّصْنِي بِرَحْمَتِكَ.
١٧ لَا تَدَعْنِي يَا رَبُّ أَخْزَى، فَإِنِّي دَعَوْتُكَ. لِيَخْزَ الأَشْرَارُ وَلْيَنْزِلُوا إِلَى هُوَّةِ الْمَوْتِ وَيَسْكُتُوا إِلَى الأَبَدِ.
١٨ لِتَخْرَسِ الشِّفَاهُ الْكَاذِبَةُ، النَّاطِقَةُ بِكِبْرِيَاءَ وَازْدِرَاءٍ وَوَقَاحَةٍ عَلَى الصِّدِّيقِ.
١٩ يَا رَبُّ، مَا أَعْظَمَ صَلاحَكَ الَّذِي ذَخَرْتَهُ لِخَائِفِيكَ، وَأَظْهَرْتَهُ لِلْوَاثِقِينَ بِكَ عَلَى مَرْأَى جَمِيعِ الْبَشَرِ،
٢٠ فَإِنَّكَ تَصُونُهُمْ فِي خِبَاءِ حَضْرَتِكَ، فِي مَأْمَنٍ مِنْ مُؤَامَرَاتِ النَّاسِ. فِي خَيْمَةٍ وَاقِيَةٍ تَحْرُسُهُمْ مِنْ لَدْغَاتِ أَلْسُنِ خُصُومِهِمْ.
٢١ مُبَارَكٌ الرَّبُّ لأَنَّهُ أَحَاطَنِي بِرَحْمَتِهِ الْعَجِيبَةِ وَكَأَنِّي فِي مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ.
٢٢ تَسَرَّعْتُ فِي رُعْبِي وَقُلْتُ: «قَدْ تَخَلَّى الرَّبُّ عَنِّي» وَلَكِنَّكَ سَمِعْتَ صَوْتَ تَضَرُّعِي عِنْدَمَا اسْتَغَثْتُ بِكَ.
٢٣ أَحِبُّوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ أَتْقِيَائِهِ، فَإِنَّ الرَّبَّ يَحْفَظُ الأُمَنَاءَ، وَيُجَازِي بِعَدْلِهِ الْمُتَكَبِّرِينَ أَشَدَّ الْجَزَاءِ.
٢٤ لِتَتَقَوَّ وَلْتَتَشَجَّعْ قُلُوبُكُمْ يَا جَمِيعَ الْمُنْتَظِرِينَ الرَّبَّ.
٣٢
لِدَاوُدَ. مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ.
١ طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَتْ آثَامُهُ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُ.
٢ طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَا يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيئَةً، وَلَيْسَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ.
٣ حِينَ سَكَتُّ عَنِ الاعْتِرَافِ بِالذَّنْبِ بَلِيَتْ عِظَامِي فِي تَأَوُّهِي النَّهَارَ كُلَّهُ،
٤ فَقَدْ كَانَتْ يَدُكَ ثَقِيلَةً عَلَيَّ نَهَاراً وَلَيْلاً، حَتَّى تَحَوَّلَتْ نَضَارَتِي إِلَى جَفَافِ حَرِّ الصَّيْفِ
٥ أَعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيئَتِي، وَلَا أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ: أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِمَعَاصِيَّ، حَقّاً صَفَحْتَ عَنْ إِثْمِ خَطِيئَتِي
٦ لِهَذَا لِيَعْتَرِفْ لَكَ كُلُّ تَقِيٍّ بِخَطَايَاهُ وَقْتَمَا يَجِدُكَ فلَا تَبْلُغَ إِلَيْهِ سُيُولُ التَّجَارِبِ الطَّامِيَةِ.
٧ أَنْتَ سِتْرٌ لِي، فِي الضِّيقِ تَحْرُسُنِي. بِتَرَانِيمِ بَهْجَةِ النَّجَاةِ تُطَوِّقُنِي.
٨ يَقُولُ الرَّبُّ: أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي تَرْعَاكَ.
٩ لَا تَكُونُوا بِلَا عَقْلٍ كَالْحِصَانِ وَالْبَغْلِ؛ الَّذِي لَا يُطِيعُ إلّا إذَا ضُبِطَ بِاللِّجَامِ وَقُيِّدَ بِالْحَبْلِ.
١٠ كَثِيرَةٌ هِيَ أَوْجَاعُ الأَشْرَارِ. أَمَّا الْوَاثِقُ بِالرَّبِّ فَالرَّحْمَةُ تُحِيطُ بِهِ.
١١ افْرَحُوا بِالرَّبِّ أَيُّهَا الأَبْرَارُ وَابْتَهِجُوا. اهْتِفُوا يَا جَمِيعَ الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ.
٣٣
١ سَبِّحُوا الرَّبَّ أَيُّهَا الأَبْرَارُ، فَإِنَّ الْحَمْدَ يَلِيقُ بِالْمُسْتَقِيمِينَ.
٢ اشْكُرُوا الرَّبَّ عَلَى الْعُودِ، رَنِّمُوا لَهُ بِرَبَابَةٍ ذَاتِ عَشَرَةِ أَوْتَارٍ.
٣ اعْزِفُوا أَمْهَرَ عَزْفٍ مَعَ الْهُتَافِ، رَنِّمُوا لَهُ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً.
٤ فَإِنَّ كَلِمَةَ الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ وَهُوَ يَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ بِالأَمَانَةِ.
٥ يُحِبُّ الْبِرَّ وَالْعَدْلَ. وَرَحْمَتُهُ تَغْمُرُ الأَرْضَ.
٦ بِكَلِمَةٍ مِنَ الرَّبِّ صُنِعَتِ السَّمَاوَاتُ وَبِنَسْمَةِ فَمِهِ كُلُّ مَجْمُوعَاتِ الْكَوَاكِبِ.
٧ يَجْمَعُ الْبِحَارَ كَكَوْمَةٍ وَالْلُّجَجَ فِي أَهْرَاءٍ.
٨ لِتَخَفِ الرَّبَّ الأَرْضُ كُلُّهَا، وَلْيُوَقِّرْهُ جَمِيعُ سُكَّانِ الْعَالَمِ.
٩ قَالَ كَلِمَةً فَكَانَ. وَأَمَرَ فَصَارَ!
١٠ الرَّبُّ أَحْبَطَ مُؤَامَرَةَ الأُمَمِ. أَبْطَلَ أَفْكَارَ الشُّعُوبِ.
١١ أَمَّا مَقَاصِدُ الرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ، وَأَفْكَارُ قَلْبِهِ تَدُومُ مَدَى الدُّهُورِ.
١٢ طُوبَى لِلأُمَّةِ الَّتِي الرَّبُّ إِلَهُهَا، وَلِلشَّعْبِ الَّذِي اخْتَارَهُ مِيرَاثاً لَهُ:
١٣ يَنْظُرُ الرَّبُّ مِنَ السَّماوَاتِ فَيَرَى بَنِي الْبَشَرِ أَجْمَعِينَ.
١٤ وَمِنْ مَقَامِ سُكْنَاهُ يُرَاقِبُ جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ.
١٥ فَهُوَ جَابِلُ قُلُوبِهِمْ جَمِيعاً وَالْعَلِيمُ بِكُلِّ أَعْمَالِهِمْ.
١٦ لَا يَخْلُصُ الْمَلِكُ بِالْجَيْشِ الْعَظِيمِ، وَلَا الْجَبَّارُ بِشِدَّةِ الْقُوَّةِ.
١٧ بَاطِلاً يَرْجُو النَّصْرَ مَنْ يَتَّكِلُ عَلَى الْخَيْلِ، فَإِنَّهَا لَا تُنَجِّي رَغْمَ قُوَّتِهَا.
١٨ هُوَذَا عَيْنُ الرَّبِّ عَلَى خَائِفِيهِ، الْمُتَّكِلِينَ عَلَى رَحْمَتِهِ،
١٩ لِيُنْقِذَ نُفُوسَهُمْ مِنَ الْمَوْتِ وَيَسْتَحْيِيَهُمْ فِي الْمَجَاعَةِ.
٢٠ أَنْفُسُنَا تَنَتَظِرُ الرَّبَّ. عَوْنُنَا وَتُرْسُنَا هُوَ.
٢١ بِهِ تَفْرَحُ قُلُوبُنَا، لأَنَّنَا عَلَى اسْمِهِ الْقُدُّوسِ تَوَكَّلْنَا.
٢٢ لِتَكُنْ يَا رَبُّ رَحْمَتُكَ عَلَيْنَا بِمُقْتَضَى رَجَائِنَا فِيكَ.
٣٤
لِدَاوُدَ عِنْدَمَا ادَّعَى الْجُنُونَ أَمَامَ أَبِيمَالِكَ، فَصَرَفَهُ عَنْهُ، فَمَضَى آمِناً.
١ أُبَارِكُ الرَّبَّ فِي كُلِّ حِينٍ. تَسْبِيحُهُ دَائِماً فِي فَمِي.
٢ تَفْتَخِرُ نَفْسِي بِالرَّبِّ، فَيَسْمَعُنِي الْوُدَعَاءُ وَيَفْرَحُونَ.
٣ مَجِّدُوا الرَّبَّ مَعِي، وَلْنُعَظِّمِ اسْمَهُ مَعاً.
٤ الْتَمَسْتُ الرَّبَّ فَأَجَابَنِي، وأَنْقَذَنِي مِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي.
٥ الَّذِينَ تَطَلَّعُوا إِلَيْهِ اسْتَنَارُوا، وَلَمْ تَخْجَلْ وُجُوهُهُمْ قَطُّ.
٦ هَذَا الْمِسْكِينُ اسْتَغَاثَ، فَسَمِعَهُ الرَّبُّ وَأَنْقَذَهُ مِنْ جَمِيعِ ضِيقَاتِهِ.
٧ مَلاكُ الرَّبِّ يُخَيِّمُ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ.
٨ ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ. طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ.
٩ اتَّقُوا الرَّبَّ يَا قِدِّيسِيهِ، لأَنَّهُ لَيْسَ عَوَزٌ لِمُتَّقِيهِ.
١٠ تَحْتَاجُ الأَشْبَالُ وَتَجُوعُ، وَأَمَّا طَالِبُو الرَّبِّ فَلَا يُعْوِزُهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِ.
١١ تَعَالَوْا أَيُّهَا الْبَنُونَ وَأَصْغُوا إِلَيَّ، فَأُعَلِّمَكُمْ مَخَافَةَ الرَّبِّ.
١٢ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَمَتَّعَ بِحَيَاةٍ سَعِيدَةٍ وَأَيَّامٍ طَيِّبَةٍ،
١٣ فَلْيَمْنَعْ لِسَانَهُ عَنِ الشَّرِّ وَشَفَتَيْهِ عَنْ كَلامِ الْغِشِّ
١٤ لِيَتَحَوَّلْ عَنِ الشَّرِّ وَيَفْعَلِ الْخَيْرَ. لِيَطْلُبِ السَّلامَ وَيَسْعَ لِلْوُصُولِ إِلَيْهِ
١٥ لأَنَّ الرَّبَّ يَرْعَى الأَبْرَارَ بِعِنَايَتِهِ وَيَسْتَجِيبُ إِلَى دُعَائِهِمْ.
١٦ وَلَكِنْ يَقِفُ ضِدَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الشَّرَّ لِيَسْتَأْصِلَ مِنَ الأَرْضِ ذِكْرَهُمْ.
١٧ يَسْتَغِيثُ الأَبْرَارُ، فَيَسْمَعُ لَهُمُ الرَّبُّ وَيُنْقِذُهُمْ مِنْ جَمِيعِ ضِيقَاتِهِمْ.
١٨ الرَّبُّ قَرِيبٌ مِنْ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، وَيُخَلِّصُ مُنْسَحِقِي الرُّوحِ.
١٩ مَا أَكْثَرَ مَصَائِبَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنْ مِنْ جَمِيعِهَا يُنْقِذُهُ الرَّبُّ.
٢٠ يَحْفَظُ عِظَامَهُ كُلَّهَا، فَلَا تُكْسَرُ وَاحِدَةٌ مِنْهَا.
٢١ الشَّرُّ يُمِيتُ الشِّرِّيرَ، وَالَّذِينَ يُبْغِضُونَ الصِّدِّيقَ يُعَاقَبُونَ.
٢٢ الرَّبُّ يَفْدِي نُفُوسَ عَبِيدِهِ، وَكُلُّ مَنِ اعْتَصَمَ بِهِ يَنْجُو.
٣٥
لِدَاوُدَ
١ يَا رَبُّ كُنْ خَصْماً لِمَنْ يُخَاصِمُونَنِي، وَحَارِبِ الَّذِينَ يُحَارِبُونَنِي.
٢ تَقَلَّدِ التُّرْسَ وَالدِّرْعَ وَهُبَّ لِنَجْدَتِي.
٣ جَرِّدْ رُمْحاً وَتَصَدَّ لِمُطَارِدِيَّ، وَقُلْ لِنَفْسِي: خَلاصُكِ أَنَا.
٤ لِيَخْزَ وَلْيَخْجَلِ السَّاعُونَ إِلَى قَتْلِي. لِيَنْهَزِمْ وَيَخْجَلِ الْمُتَوَاطِئُونَ عَلَى أَذِيَّتِي.
٥ لِيَكُونُوا مِثْلَ ذَرَّاتِ التِّبْنِ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ. وَلْيَدْحَرْهُمْ مَلاكُ الرَّبِّ.
٦ لِتَكُنْ طَرِيقُهُمْ مُظْلِمَةً وَزَلِقَةً، وَلْيَتَعَقَّبْهُمْ مَلاكُ الرَّبِّ.
٧ فَإِنَّهُمْ مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ أَخْفَوْا لِي شَبَكَةً فَوْقَ الْهُوَّةِ، وَمِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ حَفَرُوا لِي حُفْرَةً.
٨ لِيُطْبِقِ الْهَلاكُ فَجْأَةً عَلَى عَدُوِّي، وَلْتُمْسِكْ بِهِ الشَّبَكَةُ الَّتِي أَخْفَاهَا، فَيَهْلِكَ فِيهَا.
٩ أَمَّا نَفْسِي فَتَفْرَحُ بِالرَّبِّ وَتَبْتَهِجُ بِخَلاصِهِ.
١٠ جَمِيعُ عِظَامِي تَقُولُ: يَا رَبُّ مَنْ مِثْلُكَ، المُخَلِّصُ الْمِسْكِينَ مِمَّنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ وَمُنْقِذُ الْفَقِيرِ وَالْبَائِسِ مِنْ يَدِ نَاهِبِهِ؟
١١ يَقُومُ عَلَيَّ شُهُودُ زُورٍ يَتَّهِمُونَنِي ظُلْماً بِمَا لَا أَعْلَمُ.
١٢ يُجَازُونَنِي عَنِ الْخَيْرِ شَرّاً إِتْعَاساً لِنَفْسِي.
١٣ أَمَّا أَنَا فَقَدْ لَبِسْتُ الْمِسْحَ حُزْناً عَلَى مَرَضِهِمْ، وَأَذْلَلْتُ نَفْسِي بِالصَّوْمِ، وَلَكِنَّ صَلاتِي كَانَتْ تَرْتَدُّ إِلَى صَدْرِي مِنْ غَيْرِ اسْتِجَابَةٍ.
١٤ لَقَدْ عَامَلْتُ كُلًّا مِنْهُمْ كَأَنَّهُ صَدِيقِي وَأَخِي، وَأَطْرَقْتُ حُزْناً كَمَنْ يَنْدُبُ أُمَّهُ.
١٥ وَأَمَّا هُمْ فَشَمِتُوا فَرَحاً عِنْدَ سَقْطَتِي، وَتَجَمَّعُوا عَلَيَّ شَاتِمِينَ، وَشَرَعَ غُرَبَاءُ لَا أَعْرِفُهُمْ يَضْرِبُونَنِي. مَزَّقُونِي وَلَمْ يَرْتَدِعُوا.
١٦ كَفُجَّارٍ مَاجِنِينَ مُجْتَمِعِينَ حَوْلَ وَلِيمَةٍ حَرَّقُوا عَلَيَّ أَسْنَانَهُمْ.
١٧ يَا سَيِّدُ، حَتَّى مَتَى تَظَلُّ مُتَفَرِّجاً؟ نَجِّ نَفْسِي مِنْ مَهَالِكِهِمْ وَخَلِّصْ حَيَاتِي مِنْ بَيْنِ الأَشْبَالِ.
١٨ أَشْكُرُكَ فِي جَمَاعَةِ الْعَابِدِينَ، وَأَحْمَدُكَ فِي وَسَطِ حُشُودٍ كَثِيرَةٍ.
١٩ لَا يَشْمَتْ بِي أَعْدَائِي بِحُجَّةٍ بَاطِلَةٍ، وَلَا يَتَغَامَزْ مُبْغِضِيَّ عَلَيَّ، بِغَيْرِ عِلَّةٍ.
٢٠ فَإِنَّهُمْ لَا يَتَكَلَّمُونَ بِالسَّلامِ، وَلَكِنَّهُمْ يَتَآمَرُونَ بِمَكْرٍ لِلإِيقَاعِ بِالْمُسَالِمِينَ السَّاكِنِينَ فِي الأَرْضِ.
٢١ فَغَرُوا علَيَّ أَفْوَاهَهُمْ عَلَى وِسْعِهَا، وَقَالُوا: «هَهْ! هَهْ! قَدْ رَأَيْنَا بِأَعْيُنِنَا (مَا فَعَلْتَ).»
٢٢ قَدْ رَأَيْتَ يَا رَبُّ ذَلِكَ. لَا تَسْكُتْ وَلَا تَبْتَعِدْ عَنِّي.
٢٣ انْهَضْ يَا إِلَهِي وَسَيِّدِي وَاسْتَيْقِظْ لإِحْقَاقِ حَقِّي وَإِنْصَافِ دَعْوَايَ.
٢٤ احْكُمْ بِبَرَاءَتِي يَا رَبُّ يَا إِلَهِي حَسَبَ عَدْلِكَ، وَلَا تَدَعْهُمْ يَشْمَتُونَ بِي.
٢٥ لِئَلّا يَقُولُوا فِي أَنْفُسِهِمْ: «هَهْ! قَدْ ظَفِرْنَا بِهِ» أَوْ يَقُولُوا: «قَدِ ابْتَلَعْنَاهُ!»
٢٦ لِيَخْزَ وَيَخْجَلْ جَمِيعُ الشَّامِتِينَ بِي فِي مُصِيبَتِي. لِيَرْتَدِ الْمُتَعَظِّمُونَ عَلَيَّ لِبَاسَ الْخِزْيِ وَالْعَارِ.
٢٧ وَلْيَهْتِفِ الْمَسْرُورُونَ بِبِرِّي بِهُتَافِ الْفَرَحِ وَالابْتِهَاجِ، قَائِلِينَ فِي كُلِّ حِينٍ: «لِيَتَمَجَّدِ الرَّبُّ الَّذِي يَبْتَهِجُ بِنَجَاحِ عَبْدِهِ».
٢٨ فَيُذِيعَ لِسَانِي عَدْلَكَ، وَيَتَرَنَّمَ بِحَمْدِكَ النَّهَارَ كُلَّهُ.
٣٦
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ، لِعَبْدِ الرَّبِّ دَاوُدَ
١ يُنْبِئُنِي قَلْبِي فِي دَاخِلِي بِمَعْصِيَةِ الشِّرِّيرِ، الَّذِي لَا يَرْتَدِعُ خَوْفاً مِنَ اللهِ.
٢ فَإِنَّهُ يَتَمَلَّقُ نَفْسَهُ (لِيُقْنِعَهَا) أَنَّ خَطِيئَتَهُ الْمَمْقُوتَةَ لَنْ تُكْتَشَفَ وَتُدَانَ.
٣ كَلامُ فَمِهِ إِثْمٌ وَنِفَاقٌ، وَقَدْ كَفَّ عَنِ التَّعَقُّلِ لأَجْلِ عَمَلِ الْخَيْرِ.
٤ يَتَفَكَّرُ فِي الْبَاطِلِ عَلَى سَرِيرِه لَيْلاً. وَيَسْلُكُ فِي سَبِيلِ السُّوءِ لَا يَسْتَنْكِرُ الشَّرَّ.
٥ يَا رَبُّ، إِنَّ رَحْمَتَكَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَأَمَانَتَكَ تَبْلُغُ الْغُيُومَ.
٦ عَدْلُكَ ثَابِتٌ مِثْلُ الْجِبَالِ الشَّامِخَةِ، وَأَحْكَامُكَ كَالْعُمْقِ السَّحِيقِ. وَأَنْتَ يَا رَبُّ تَحْفَظُ النَّاسَ وَالْبَهَائِمَ جَمِيعاً.
٧ اللهُمَّ، مَا أَثْمَنَ رَحْمَتَكَ! فَإِنَّ بَنِي الْبَشَرِ يَحْتَمُونَ فِي ظِلِّ جَنَاحَيْكَ.
٨ يَرْتَوُونَ مِنْ خَيْرَاتِ بَيْتِكَ، وَمِنْ نَهْرِ نِعَمِكَ تَسْقِيهِمْ.
٩ لأَنَّ عِنْدَكَ نَبْعَ الْحَيَاةِ، وَبِنُورِكَ نَرَى النُّورَ.
١٠ أَدِمْ رَحْمَتَكَ لِعَارِفيِكَ، وَعَدْلَكَ لِذَوِي الْقُلُوبِ الْمُسْتَقِيمَةِ.
١١ لَا تَدَعْ قَدَمَ الْمُتَكَبِّرِ تَبْلُغُنِي، وَيَدَ الأَشْرَارِ تُزَحْزِحُنِي.
١٢ هُنَاكَ سَقَطَ فَاعِلُو الإِثْمِ، طُرِحُوا، عَجَزُوا عَنِ النُّهُوضِ.
٣٧
لِدَاوُدَ
١ لَا يُقْلِقْكَ أَمْرُ الأَشْرَارِ، وَلَا تَحْسِدْ فَاعِلِي الإِثْمِ،
٢ فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعاً يَذْوُونَ، وَكَالْعُشْبِ الأَخْضَرِ يَذْبُلُونَ.
٣ تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ وَاصْنَعِ الْخَيْرَ. اسْكُنْ فِي الأَرْضِ (مُطْمَئِنّاً) وَرَاعِ الأَمَانَةَ.
٤ ابْتَهِجْ بِالرَّبِّ فَيَمْنَحَكَ بُغْيَةَ قَلْبِكَ.
٥ سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ فَيَتَوَلَّى أَمْرَكَ.
٦ يُظْهِرُ بَرَاءَتَكَ كَالنُّورِ، وَحَقَّكَ كَشَمْسِ الظَّهِيرَةِ.
٧ اسْكُنْ أَمَامَ الرَّبِّ وَانْتَظِرْهُ بِصَبْرٍ، وَلَا تَغَرْ مِنَ الَّذِي يَنْجَحُ فِي مَسْعَاهُ، بِفَضْلِ مَكَائِدِهِ.
٨ كُفَّ عَنِ الْغَضَبِ، وَانْبُذِ السَّخَطَ، وَلَا تَتَهَوَّرْ لِئَلّا تَفْعَلَ الشَّرَّ.
٩ لأَنَّ فَاعِلِي الشَّرِّ يُسْتَأْصَلُونَ. أَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَإِنَّهُمْ يَرِثُونَ خَيْرَاتِ الأَرْضِ.
١٠ فَعَمَّا قَلِيلٍ (يَنْقَرِضُ) الشِّرِّيرُ، إِذْ تَطْلُبُهُ وَلَا تَجِدُهُ.
١١ أَمَّا الْوُدَعَاءُ فَيَرِثُونَ خَيْرَاتِ الأَرْضِ وَيَتَمَتَّعُونَ بِفَيْضِ السَّلامِ.
١٢ يَكِيدُ الشِّرِّيرُ كَثِيراً لِلصِّدِّيقِ وَيَصِرُّ عَلَيْهِ بِأَسْنَانِهِ.
١٣ وَلَكِنَّ الرَّبَّ يَضْحَكُ مِنْهُ لأَنَّهُ يَرَى أَنَّ يَوْمَ عِقَابِهِ آتٍ.
١٤ قَدْ سَلَّ الأَشْرَارُ سُيُوفَهُمْ وَوَتَّرُوا أَقْوَاسَهُمْ لِيَصْرَعُوا الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ، لِيَقْتُلُوا السَّالِكِينَ طَرِيقاً مُسْتَقِيمَةً.
١٥ لَكِنَّ سُيُوفَهُمْ سَتَخْتَرِقُ قُلُوبَهُمْ وتَتَكَسَّرُ أَقْوَاسُهُمْ.
١٦ الْخَيْرُ الْقَلِيلُ الَّذِي يَمْلِكُهُ الصِّدِّيقُ أَفْضَلُ مِنْ ثَرْوَةِ أَشْرَارٍ كَثِيرِينَ،
١٧ لأَنَّ سَوَاعِدَ الأَشْرَارِ سَتُكْسَرُ، أَمَّا الأَبْرَارُ فَالرَّبُّ يَسْنِدُهُمْ.
١٨ الرَّبُّ عَلِيمٌ بِأَيَّامِ الْكَامِلِينَ، وَمِيرَاثُهُمْ يَدُومُ إِلَى الأَبَدِ.
١٩ لَا يُخْزَوْنَ فِي زَمَانِ السُّوءِ، وَفِي أَيَّامِ الْجُوعِ يَشْبَعُونَ.
٢٠ أَمَّا الأَشْرَارُ فَيَهْلِكُونَ وَأَعْدَاءُ الرَّبِّ كَبَهَاءِ الْمَرَاعِي بَادُوا، انْتَهَوْا؛ كَالدُّخَانِ تَلاشَوْا.
٢١ يَقْتَرِضُ الشِّرِّيرُ وَلَا يَفِي، أَمَّا الصِّدِّيقُ فَيَتَرَأَّفُ وَيُعْطِي بِسَخَاءٍ.
٢٢ فَالَّذِينَ يُبَارِكُهُمُ الرَّبُّ يَرِثُونَ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَالَّذِينَ يَلْعَنُهُمْ يُسْتَأْصَلُونَ.
٢٣ الرَّبُّ يُثَبِّتُ خَطْوَاتِ الإِنْسَانِ الَّذِي تَسُرُّهُ طَرِيقُهُ.
٢٤ إِنْ تَعَثَّرَ لَا يَسْقُطُ، لأَنَّ الرَّبَّ يَسْنِدُهُ بِيَدِهِ.
٢٥ كُنْتُ صَبِيًّا، وَأَنَا الآنَ شَيْخٌ، وَمَا رَأَيْتُ صِدِّيقاً مَتْرُوكاً، وَلَا ذُرِّيَّةً لَهُ تَسْتَجْدِي خُبْزاً.
٢٦ يَتَرَأَّفُ الْيَوْمَ كُلَّهُ، وَيُقْرِضُ الآخَرِينَ. وَتَكُونُ ذُرِّيَّتُهُ بَرَكَةً لِغَيْرِهِمْ.
٢٧ حِدْ عَنِ الشَّرِّ وَاصْنَعِ الْخَيْرَ، فَتَسْكُنَ مُطْمَئِنّاً إِلَى الأَبَدِ.
٢٨ لأَنَّ الرَّبَّ يُحِبُّ الْعَدْلَ، وَلَا يَتَخَلَّى عَنْ أَتْقِيَائِهِ، بَلْ يَحْفَظُهُمْ إِلَى الأَبَدِ. أَمَّا ذُرِّيَّةُ الأَشْرَارِ فَتَفْنَى.
٢٩ الصِّدِّيقُونَ يَرِثُونَ خَيْرَاتِ الأَرْضِ وَيَسْكُنُونَ فِيهَا إِلَى الأَبَدِ.
٣٠ فَمُ الصِّدِّيقِ يَنْطِقُ دَائِماً بِالْحِكْمَةِ، وَيَتَفَوَّهُ بِكَلامِ الْحَقِّ
٣١ شَرِيعَةُ إِلَهِهِ ثَابِتَةٌ فِي قَلْبِهِ، فَلَا تَتَقَلْقَلُ خَطْوَاتُهُ.
٣٢ يَتَرَبَّصُ الشِّرِّيرُ بِالصِّدِّيقِ وَيَسْعَى إِلَى قَتْلِهِ.
٣٣ لَكِنَّ الرَّبَّ لَا يَدَعُهُ يَقَعُ فِي قَبْضَتِهِ، وَلَا يَدِينُهُ عِنْدَ مُحَاكَمَتِهِ.
٣٤ انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاسْلُكْ دَائِماً فِي طَرِيقِهِ، فَيَرْفَعَكَ لِتَمْتَلِكَ الأَرْضَ، وَتَشْهَدَ انْقِرَاضَ الأَشْرَارِ.
٣٥ قَدْ رَأَيْتُ الشِّرِّيرَ مُزْدَهِراً وَارِفاً كَالشَّجَرَةِ الْخَضْرَاءِ الْمُتَأَصِّلَةِ فِي تُرْبَةِ مَوْطِنِهَا،
٣٦ ثُمَّ عَبَرَ وَمَضَى، وَلَمْ يُوجَدْ. فَتَّشْتُ عَنْهُ فَلَمْ أَعْثُرْ لَهُ عَلَى أَثَرٍ.
٣٧ لاحِظِ الْكَامِلَ وَانْظُرِ الْمُسْتَقِيمَ، فَإِنَّ نِهَايَةَ ذَلِكَ الإِنْسَانِ تَكُونُ سَلاماً.
٣٨ أَمَّا الْعُصَاةُ فَيُبَادُونَ جَمِيعاً. وَنِهَايَةُ الأَشْرَارِ انْدِثَارُهُمْ،
٣٩ لَكِنَّ خَلاصَ الأَبْرَارِ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، فَهُوَ حِصْنُهُمْ فِي زَمَانِ الضِّيقِ.
٤٠ يُعِينُهُمُ الرَّبُّ حَقّاً، وَيُنْقِذُهُمْ مِنَ الأَشْرَارِ، وَيُخَلِّصُهُمْ لأَنَّهُمُ احْتَمَوْا بِهِ.
٣٨
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ لِلتَّذْكِيرِ
١ يَا رَبُّ لَا تُوَبِّخْنِي بِغَضَبِكَ، وَلَا تُؤَدِّبْنِي بِسَخَطِكَ،
٢ لأَنَّ سِهَامَكَ قَدْ أَصَابَتْنِي وَضَرَبَاتِكَ قَدْ ثَقُلَتْ عَلَيَّ.
٣ اعْتَلَّ جَسَدِي لِفَرْطِ غَضَبِكَ عَلَيَّ. وَبَلِيَتْ عِظَامِي بِسَبَبِ خَطِيئَتِي.
٤ طَمَتْ آثَامِي فَوْقَ رَأْسِي. وَصَارَتْ كَعِبْءٍ ثَقِيلٍ لَا طَاقَةَ لِي عَلَى حَمْلِهِ.
٥ أَنْتَنَتْ جِرَاحِي وَسَالَ صَدِيدُهَا بِسَبَبِ جَهَالَتِي.
٦ انْحَنَيْتُ وَالْتَوَيْتُ. وَدَامَ نَحِيبِي طُولَ النَّهَارِ.
٧ امْتلأَ دَاخِلِي بِأَلَمٍ حَارِقٍ، فَلَا صِحَّةَ فِي جَسَدِي.
٨ أَنَا وَاهِنٌ وَمَسْحُوقٌ إِلَى الْغَايَةِ، وَأَئِنُّ مِنْ أَوْجَاعِ قَلْبِي الدَّفِينَةِ.
٩ أَمَامَكَ يَا رَبُّ كُلُّ تَأَوُّهِي، وَتَنَهُّدِي مَكْشُوفٌ لَدَيْكَ.
١٠ خَفَقَ قَلْبِي وَفَارَقَتْنِي قُوَّتِي، وَاضْمَحَلَّ فِيَّ نُورُ عَيْنَيَّ.
١١ وَقَفَ أَحِبَّائِي وَأَصْحَابِي مُسْتَنْكِفِينَ مِنِّي بِسَبَبِ مُصِيبَتِي، وَتَنَحَّى أَقَارِبِي عَنِّي.
١٢ نَصَبَ السَّاعُونَ لِقَتْلِي الْفِخَاخَ، وَطَالِبُو أَذِيَّتِي تَوَعَّدُوا بِدَمَارِي، وَتَآمَرُوا طُولَ النَّهَارِ لِلإِيقَاعِ بِي.
١٣ أَمَّا أَنَا فَقَدْ كُنْتُ كَأَصَمَّ، لَا يَسْمَعُ، وَكَأَخْرَسَ لَا يَفْتَحُ فَاهُ.
١٤ كُنْتُ كَمَنْ لَا يَسْمَعُ، وَكَمَنْ لَيْسَ فِي فَمِهِ حُجَّةٌ.
١٥ لأَنِّي قَدْ وَضَعْتُ فِيكَ رَجَائِي، وَأَنْتَ تَسْتَجِيبُنِي يَا رَبُّ يَا إِلَهِي.
١٦ قُلْتُ: «لَا تَدَعْهُمْ يَشْمَتُونَ بِي فَحَالَمَا زَلَّتْ قَدَمِي تَغَطْرَسُوا عَلَيَّ»
١٧ لأَنِّي أَكَادُ أَتَعَثَّرُ، وَوَجَعِي دَائِماً أَمَامَ نَاظِرِي.
١٨ أَعْتَرِفُ جَهْراً بِإِثْمِي، وأَحْزَنُ مِنْ أَجْلِ خَطِيئَتِي.
١٩ أَمَّا أَعْدَائِي فَيَفِيضُونَ حَيَوِيَّةً. تَجَبَّرُوا وَكَثُرَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي ظُلْماً.
٢٠ وَالَّذِينَ يُجَازُونَ الْخَيْرَ بِالشَّرِّ يُقَاوِمُونَنِي لأَنِّي أَتْبَعُ الصَّلاحَ.
٢١ لَا تَنْبِذْنِي يَا رَبُّ. يَا إِلَهِي لَا تَبْعُدْ عَنِّي.
٢٢ أَسْرِعْ لِنَجْدَتِي يَا رَبُّ يَا مُخَلِّصِي.
٣٩
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ، مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ قُلْتُ: «أَحْرِصُ عَلَى حُسْنِ الْمَسْلَكِ فَلَا يُخْطِئُ لِسَانِي الْقَوْلَ. سَأَكُمُّ فَمِي عَنِ الْكَلامِ مَادَامَ الشِّرِّيرُ أَمَامِي».
٢ صَمَتُّ صَمْتاً. أَمْسَكْتُ حَتَّى عَنِ الْخَيْرِ، فَثَارَ وَجَعِي.
٣ الْتَهَبَ قَلْبِي فِي دَاخِلِي، وَفِي تَأَمُّلِي اشْتَعَلَتْ فِيَّ النَّارُ، فَأَطْلَقْتُ لِسَانِي بِالْكَلامِ.
٤ يَا رَبُّ عَرِّفْنِي مَتَى تَكُونُ نِهَايَتِي، وَكَمْ تَطُولُ أَيَّامِي فَأُدْرِكَ أَنَّنِي إِنْسَانٌ زَائِلٌ.
٥ هُوَذَا قَدْ جَعَلْتَ حَيَاتِي قَصِيرَةً، وَعُمْرِي كَلَا شَيْءَ أَمَامَكَ. كُلُّ إِنْسَانٍ حَيٍّ لَيْسَ سِوَى نَفْخَةٍ!
٦ إِنَّمَا كَخَيَالٍ يَتَمَشَّى الإِنْسَانُ، فَعَبَثاً يُكَافِحُ النَّاسُ. يَجْمَعُ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ ثَرْوَةً وَلَا يَدْرِي مَنْ يَرِثُهَا مِنْ بَعْدِهِ.
٧ وَالآنَ، فَأَيُّ شَيْءٍ أَنْتَظِرُ يَا رَبُّ؟ إِنَّمَا فِيكَ رَجَائِي.
٨ نَجِّنِي مِنْ جَمِيعِ مَعَاصِيَّ، وَلَا تَجْعَلْنِي عَاراً عِنْدَ الأَحْمَقِ.
٩ صَمَتُّ. لَا أَفْتَحُ فَمِي، لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا.
١٠ ارْفَعْ عَنِّي ضَرْبَتَكَ فَقَدْ فَنِيْتُ مِنْ صَفْعَةِ يَدِكَ.
١١ عِنْدَمَا تُؤَدِّبُ الإِنْسَانَ بِالتَّوْبِيخِ عَلَى الإِثْمِ، تُتْلِفُ بَهَاءَهُ إِتْلافَ الْعُثِّ. إِنَّمَا كُلُّ إِنْسَانٍ نَفْخَةٌ.
١٢ يَا رَبُّ اسْمَعْ صَلاتِي. وَأَصْغِ إِلَى صُرَاخِي، وَلَا تَسْكُتْ أَمَامَ دُمُوعِي، لأَنِّي غَرِيبٌ عِنْدَكَ وَعَابِرُ سَبِيلٍ كَجَمِيعِ آبَائِي.
١٣ حَوِّلْ غَضَبَكَ عَنِّي فَأَنْتَعِشَ، قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ وَيَخْتَفِيَ أَثَرِي.
٤٠
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ، مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ انْتَظَرْتُ الرَّبَّ صَابِراً، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخَ اسْتِغَاثَتِي،
٢ وَانْتَشَلَنِي مِنْ هُوَّةِ الْهَلاكِ، مِنْ طِينِ الْمُسْتَنْقَعِ. وَأَوْقَفَ قَدَمَيَّ عَلَى أَرْضٍ صَخْرِيَّةٍ، فَصِرْتُ أَمْشِي بِخُطُوَاتٍ ثَابِتَةٍ.
٣ وَضَعَ فِي فَمِي تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً، قَصِيدَةَ تَسْبِيحٍ لإِلَهِنَا. يَرَى ذَلِكَ كَثِيرُونَ فَيَخَافُونَ الرَّبَّ.
٤ طُوبَى لِرَجُلٍ وَضَعَ فِي الرَّبِّ ثِقَتَهُ، وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى الْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُنْحَرِفِينَ إِلَى الْكَذِبِ.
٥ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي، مَا أَكْثَرَ أَعْمَالَكَ الْعَجِيبَةَ! إِنْ تَحَدَّثْتُ عَنْ خُطَطِكَ الرَّائِعَةِ لَنَا فَلَنْ أَقْدِرَ أَنْ أُحْصِيَهَا. زَادَتْ عَنْ أَنْ تُعَدَّ.
٦ لَمْ تُرِدْ أَوْ تَطْلُبْ ذَبَائِحَ وَمُحْرَقَاتٍ عَنِ الْخَطِيئَةِ، لَكِنَّكَ وَهَبْتَنِي أُذُنَيْنِ مُصْغِيَتَيْنِ مُطِيعَتَيْنِ.
٧ عِنْدَئِذٍ قُلْتُ: «هَا أَنَا أَجِيءُ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي دَرْجِ الْكِتَابِ:
٨ إِنَّ مَسَرَّتِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَتَكَ الصَّالِحَةَ يَا إِلَهِي، وَشَرِيعَتُكَ فِي صَمِيمِ قَلْبِي.
٩ أَعْلَنْتُ بِرَّكَ وَسَطَ جَمَاعَةِ شَعْبِكَ الْعَظِيمِ، وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَلِمْتَ أَنَّنِي لَمْ أُلْجِمْ شَفَتَيَّ.
١٠ لَمْ أُخْفِ بِرَّكَ دَاخِلَ قَلْبِي، بَلْ أَعْلَنْتُ أَمَانَتَكَ وَخَلاصَكَ. لَمْ أَكْتُمْ رَحْمَتَكَ وَحَقَّكَ عَنْ جَمَاعَةِ شَعْبِكَ الْعَظِيمِ».
١١ فَأَنْتَ يَا رَبُّ لَنْ تَمْنَعَ مَرَاحِمَكَ عَنِّي. تَنْصُرُنِي دَائِماً رَحْمَتُكَ وَحَقُّكَ.
١٢ إِنَّ شُرُوراً لَا تُحْصَى قَدْ أَحَاطَتْ بِي، وَآثَامِي قَدْ أَطْبَقَتْ عَلَيَّ فَأَعْمَتْنِي لأَنَّهَا أَكْثَرُ مِنْ شَعْرِ رَأْسِي، وَقَلْبِي قَدْ خَذَلَنِي.
١٣ يَا رَبُّ، ارْتَضِ أَنْ تُنَجِّيَنِي. أَسْرِعْ يَا رَبُّ لإِغَاثَتِي.
١٤ لِيَخْزَ وَلْيَخْجَلْ مَعاً الَّذِينَ يَسْعَوْنَ إِلَى قَتْلِي. لِيُدْبِرْ وَلْيَخْزَ الْمَسْرُورُونَ بِأَذِيَّتِي.
١٥ لِيَذْهَلْ خِزْياً السَّاخِرُونَ مِنِّي.
١٦ وَلْيَفْرَحْ وَيَبْتَهِجْ بِكَ جَمِيعُ طَالِبِيكَ، وَلْيَقُلْ كُلَّ حِينٍ مُحبُّو خَلاصِكَ: «يَتَعَظَّمُ الرَّبُّ».
١٧ أَمَّا أَنَا فَمِسْكِينٌ وَبَائِسٌ. الرَّبُّ يَهْتَمُّ بِي. عَوْنِي وَمُنْقِذِي أَنْتَ. فَلَا تَتَوَانَ يَا إِلَهِي.
٤١
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ، مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ طُوبَى لِلْمُتَرَفِّقِ بِالْمِسْكِينِ، فَإِنَّ الرَّبَّ يُنْقِذُهُ فِي يَوْمِ الشَّرِّ.
٢ الرَّبُّ يَحْفَظُهُ وَيُحْيِيهِ وَيُسْعِدُهُ فِي الأَرْضِ، وَلَا يُسَلِّمُهُ إِلَى مَقَاصِدِ أَعْدَائِهِ.
٣ يَعْضُدُهُ الرَّبُّ عَلَى فِرَاشِ الأَلَمِ، وَيَرُدُّ عَافِيَتَهُ.
٤ وَأَنَا قُلْتُ: يَا رَبُّ ارْحَمْنِي! أَبْرِئْ نَفْسِي لأَنِّي قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَيْكَ.
٥ أَعْدَائِي يَتَآمَرُونَ عَلَيَّ بِالشَّرِّ وَيَقُولُونَ: «مَتَى يَمُوتُ وَيَنْقَرِضُ اسْمُهُ؟»
٦ إِنْ أَقْبَلَ لِيَرَانِي، يُبْدِي لِي نِفَاقاً وَيُضْمِرُ فِي قَلْبِهِ شَرّاً يُشِيعُهُ عَنِّي حَالَمَا يُفَارِقُنِي.
٧ جَمِيعُ مُبْغِضِيَّ يَتَهَامَسُونَ عَلَيَّ، وَيَتَآمَرُونَ عَلَى إِيذَائِي
٨ قَائِلِينَ: «قَدِ اعْتَرَاهُ دَاءٌ عُضَالٌ، وَلَنْ يَقُومَ مِنْ فِرَاشِهِ أَبَداً».
٩ حَتَّى صَدِيقِي الْمُلازِمُ لِي الَّذِي وَثِقْتُ بِهِ، الآكِلُ مِنْ طَعَامِي قَدِ انْقَلَبَ عَلَيَّ، وَرَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ.
١٠ أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَارْحَمْنِي وَاشْفِنِي، فَأُجَازِيَهُمْ.
١١ قَدْ أَدْرَكْتُ أَنِّي حَظِيتُ بِرِضَاكَ (حِينَ نَصَرْتَنِي) فَلَمْ يُطْلِقْ عَلَيَّ عَدُوِّي هُتَافَ الظَّفَرِ
١٢ فَإِنَّكَ تَدْعَمُنِي فِي كَمَالِي، وَتُقِيمُنِي فِي مَحْضَرِكَ إِلَى الأَبَدِ.
١٣ تَبَارَكَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ، مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ. آمِين فَآمِين.
٤٢
الكتاب الثاني: مزمور ٤٢–٧٢
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ لِبَنِي قُورَحَ
١ مِثْلَمَا تَشْتَاقُ الْغِزْلانُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ، هَكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ.
٢ نَفْسِي عَطْشَى إِلَى اللهِ الإِلَهِ الْحَيِّ، فَمَتَى أَجِيءُ وَأَمْثُلُ أَمَامَ اللهِ؟
٣ قَدْ صَارَتْ دُمُوعِي طَعَامِي الْوَحِيدَ نَهَاراً وَلَيْلاً، إِذْ قِيلَ لِي كُلَّ يَوْمٍ: «أَيْنَ إِلَهُكَ؟»
٤ حِينَ أَتَأَمَّلُ فِي نَفْسِي تُعَاوِدُنِي هَذِهِ الذِّكْرَى: كَيْفَ كُنْتُ أُرَافِقُ حُشُودَ الْعَابِدِينَ الْمُحْتَفِلِينَ بِالْعِيدِ وَأَقُودُهُمْ فِي الْحُضُورِ إِلَى بَيْتِ اللهِ، هَاتِفاً مَعَهُمْ فَرَحاً وَحَمْداً.
٥ لِمَاذَا أَنْتِ مُكْتَئِبَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا أَنْتِ قَلِقَةٌ فِي دَاخِلِي؟ تَرَجَّيِ اللهَ، فَإِنِّي سَأَظَلُّ أَحْمَدُهُ، لأَنَّهُ عَوْنِي وَإِلَهِي.
٦ إِلَهِي، إِنَّ نَفْسِي مُكْتَئِبَةٌ فِيَّ، لِذَلِكَ أَذْكُرُكَ مِنْ وَادِي الأُرْدُنِّ، وَمِنْ جِبَالِ حَرْمُونَ، وَمِنْ جَبَلِ مِصْعَرَ.
٧ أَمْوَاجُ النَّكَبَاتِ تَوَالَتْ عَلَيَّ كَمَا تَتَوَالَى مِيَاهُ شَلالاتِكَ.
٨ يُبْدِي الرَّبُّ لِي رَحْمَتَهُ فِي النَّهَارِ، وَفِي اللَّيْلِ تُرَافِقُنِي تَرْنِيمَتُهُ، صَلاةٌ لإِلَهِ حَيَاتِي.
٩ أَقُولُ لِلهِ صَخْرَتِي: «لِمَاذَا نَسِيتَنِي؟ لِمَاذَا أَطُوفُ نَائِحاً مِنْ مُضَايَقَةِ الْعَدُوِّ؟»
١٠ لَقَدْ عَيَّرَنِي مُضَايِقِيَّ وَسَحَقُوا عِظَامِي، إِذْ يَقُولُونَ لِي طُولَ النَّهَارِ: «أَيْنَ إِلَهُكَ؟»
١١ لِمَاذَا أَنْتِ مُكْتَئِبَةٌ يَا نَفْسِي، وَلِمَاذَا أَنْتِ قَلِقَةٌ؟ تَرَجَّيِ اللهَ، فَإِنِّي سَأَظَلُّ أَحْمَدُهُ، لأَنَّهُ عَوْنِي وَإِلَهِي.
٤٣
١ يَا اللهُ احْكُمْ بِبَرَاءَتِي، وَدَافِعْ عَنْ قَضِيَّتِي ضِدَّ شَعْبٍ لَا يَرْحَمُ. أَنْقِذْنِي مِنَ الْغَشَّاشِ وَالظَّالِمِ.
٢ لأَنَّكَ أَنْتَ حِصْنِي. لِمَاذَا رَفَضْتَنِي؟ لِمَاذَا أَطُوفُ نَائِحاً مِنْ مُضَايَقَةِ الْعَدُوِّ؟
٣ أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ فَيُرْشِدَانِي، وَيَأْتِيَا بِي إِلَى جَبَلِكَ الْمُقَدَّسِ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ،
٤ فَأُقْبِلَ إِلَى مَذْبَحِ اللهِ، إِلَى اللهِ فَرَحِي وَأُسَبِّحُكَ بِالعُودِ يَا إِلَهِي.
٥ لِمَاذَا أَنْتِ مُكْتَئِبَةٌ يَا نَفْسِي؟ لِمَاذَا أَنْتِ قَلِقَةٌ فِي دَاخِلِي؟ تَرَجَّيِ اللهَ فَإِنِّي سَأَظَلُّ أَحْمَدُهُ، لأَنَّهُ عَوْنِي وَإِلَهِي.
٤٤
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ، مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ لِبَنِي قُورَحَ
١ يَا اللهُ، بِآذَانِنَا قَدْ سَمِعْنَا، وَآبَاؤُنَا أَخْبَرُونَا بِمَا عَمِلْتَهُ فِي أَيَّامِهِمِ الْقَدِيمَةِ.
٢ بِيَدِكَ اقْتَلَعْتَ الأُمَمَ، وَغَرَسْتَ آبَاءَنَا. حَطَّمْتَ الشُّعُوبَ وَأَنْمَيْتَهُمْ.
٣ لَمْ يَمْتَلِكُوا الأَرْضَ بِسَيْفِهِمْ وَلَا بِذِرَاعِهِمْ خَلُصُوا، وَلَكِنْ بِفَضْلِ يُمْنَاكَ وَذِرَاعِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ، لأَنَّكَ رَضِيتَ عَنْهُمْ.
٤ أَنْتَ هُوَ مَلِكِي يَا اللهُ، فَمُرْ بِخَلاصِ شَعْبِكَ.
٥ بِعَوْنِكَ نَطْرَحُ خُصُومَنَا أَرْضاً، وَبِاسْمِكَ نَدُوسُ الْقَائِمِينَ عَلَيْنَا.
٦ فَإِنِّي لَنْ أَتَّكِلَ عَلَى قَوْسِي وَلَنْ يُخَلِّصَنِي سَيْفِي.
٧ فَأَنْتَ أَنْقَذْتَنَا مِنْ مُضَايِقِينَا وَأَلْحَقْتَ الْعَارَ بِمُبْغِضِينَا.
٨ بِاللهِ نَفْتَخِرُ الْيَوْمَ كُلَّهُ، وَنَحْمَدُ اسْمَكَ إِلَى الأَبَدِ.
٩ غَيْرَ أَنَّكَ قَدْ رَذَلْتَنَا وَأَخْجَلْتَنَا، وَلَمْ تَعُدْ تُرَافِقُ جُنُودَنَا إِلَى الْحَرْبِ.
١٠ جَعَلْتَنَا نَتَقَهْقَرُ أَمَامَ عَدُوِّنَا. أَمَّا مُبْغِضُونَا فَيَغْنَمُونَ لأَنْفُسِهِمْ.
١١ أَسْلَمْتَنَا كَغَنَمٍ مُعَدَّةٍ لِلذَّبْحِ، وَبَدَّدْتَنَا بَيْنَ الأُمَمِ.
١٢ بِعْتَ شَعْبَكَ بِلَا مَالٍ وَبِثَمَنِهِمْ لَمْ تَرْبَحْ.
١٣ تَجْعَلُنَا عَاراً عِنْدَ جِيرَانِنَا، وَمَثَارَ هُزْءٍ وَسُخْرِيَةٍ لِمَنْ حَوْلَنَا.
١٤ تَجْعَلُنَا مَثَلاً بَيْنَ الأُمَمِ وَأُضْحُوكَةً بَيْنَ الشُّعُوبِ.
١٥ الْيَوْمَ كُلَّهُ خَجَلِي مَاثِلٌ أَمَامِي، وَخِزْيُ وَجْهِي قَدْ غَمَرَنِي
١٦ مِنْ صَوْتِ الْمُعَيِّرِ وَالْمُجَدِّفِ وَمَرْأَى الْعَدُوِّ الْمُنْتَقِمِ.
١٧ هَذَا كُلُّهُ وَقَعَ عَلَيْنَا، فَمَا نَسِينَاكَ وَلَا خُنَّا عَهْدَكَ.
١٨ لَمْ يَرْتَدَّ قَلْبُنَا إِلَى الْوَرَاءِ، وَلَا حَادَتْ خُطْوَاتُنَا عَنْ طَرِيقِكَ.
١٩ مَعَ أَنَّكَ سَحَقْتَنَا وَسَطَ الْوُحُوشِ، وَغَمَرْتَنَا بِظِلالِ الْمَوْتِ.
٢٠ إِنْ كُنَّا قَدْ نَسِينَا اسْمَ إِلَهِنَا، وَصَلَّيْنَا إِلَى إِلَهٍ غَرِيبٍ،
٢١ أَلَا يَعْرِفُ اللهُ ذَلِكَ وَهُوَ عَلّامُ الغُيُوبِ؟
٢٢ أَلَا أَنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُعَانِي الْمَوْتَ طُولَ النَّهَارِ، وَقَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ مُعَدَّةٍ لِلذَّبْحِ.
٢٣ قُمْ يَا رَبُّ. لِمَاذَا تَتَغَافَى؟ انْتَبِهْ وَلَا تَنْبِذْنَا إِلَى الأَبَدِ.
٢٤ لِمَاذَا تَحْجُبُ وَجْهَكَ وَتَنْسَى مَذَلَّتَنَا وَضِيقَنَا؟
٢٥ إِنَّ نُفُوسَنَا قَدِ انْحَنَتْ إِلَى التُّرَابِ، وَبُطُونَنَا لَصِقَتْ بِالأَرْضِ.
٢٦ هُبَّ لِنَجْدَتِنَا وَافْدِنَا مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكَ.
٤٥
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ: عَلَى السُّوسَنِّ. مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ لِبَنِي قُورَحَ. تَرْنِيمَةُ مَحَبَّةٍ
١ فَاضَ قَلْبِي بِكَلامٍ صَالِحٍ: إِنِّي أُخَاطِبُ الْمَلِكَ بِمَا قَدْ أَنْشَأْتُهُ، وَلِسَانِي فَصِيحٌ كَقَلَمِ الْكَاتِبِ الْمَاهِرِ.
٢ أَنْتَ أَبْرَعُ جَمَالاً مِنْ كُلِّ بَنِي الْبَشَرِ. انْسَكَبَتِ النِّعْمَةُ عَلَى شَفَتَيْكَ، لِذَلِكَ بَارَكَكَ اللهُ إِلَى الأَبَدِ.
٣ فِي جَلالِكَ وَبَهَائِكَ تَقَلَّدْ سَيْفَكَ عَلَى فَخْذِكَ أَيُّهَا الْمُقْتَدِرُ،
٤ وَبِجَلالِكَ ارْكَبْ ظَافِراً لأَجْلِ الْحَقِّ وَالْوَدَاعَةِ وَالْبِرِّ، فَتَقْتَحِمَ يَمِينُكَ الأَهْوَالَ.
٥ سِهَامُكَ مَسْنُونَةٌ تَخْتَرِقُ أَعْمَاقَ قُلُوبِ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ، وَتَسْقُطُ الشُّعُوبُ صَرْعَى تَحْتَ قَدَمَيْكَ.
٦ عَرْشُكَ يَا اللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ، وَصَوْلَجَانُ مُلْكِكَ عَادِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ.
٧ أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ اللهُ (مَلِكاً) بِدُهْنِ الابْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ رُفَقَائِكَ (الْمُلُوكِ).
٨ ثِيَابُكَ كُلُّهَا مُعَطَّرَةٌ بِالْمُرِّ وَدُهْنِ اللُّبَانِ. مِنْ قُصُورِ الْعَاجِ صَدَحَتْ مُوسِيقَى الآلاتِ الْوَتَرِيَّةِ فَأَطْرَبَتْكَ.
٩ أَمِيرَاتٌ بَيْنَ حَظِيَّاتِكَ. جَلَسَتِ الْمَلِكَةُ عَنْ يَمِينِكَ مُزَيَّنَةً بِذَهَبِ أُوفِيرَ.
١٠ اسْمَعِي يَا بِنْتُ وَانْظُرِي، وَأَرْهِفِي إِلَيَّ أُذُنَكِ، وَانْسَيْ شَعْبَكِ وَبَيْتَ أَبِيكِ
١١ فَيَشْتَهِيَ الْمَلِكُ جَمَالَكِ، لأَنَّهُ هُوَ سَيِّدُكِ فَاسْجُدِي لَهُ.
١٢ بِنْتُ صُورٍ أَغْنَى الشُّعُوبِ تَسْتَرْضِيكِ بِهَدِيَّةٍ.
١٣ كُلُّهَا مَجْدٌ ابْنَةُ الْمَلِكِ فِي قَصْرِهَا. ثِيَابُهَا مَنْسُوجَةٌ بِذَهَبٍ.
١٤ تُزَفُّ إِلَى الْمَلِكِ بِحُلَلٍ مُطَرَّزَةٍ، وَوَصِيفَاتُهَا العَذَارَى يَتْبَعْنَهَا قَادِمَاتٍ إِلَيْكَ فِي مَوْكِبٍ حَافِلٍ.
١٥ يُحْضَرْنَ بِفَرَحٍ وَابْتِهَاجٍ. يَدْخُلْنَ إِلَى قَصْرِ الْمَلِكِ.
١٦ يُصْبِحُ أَبْنَاؤُكَ يَوْماً مُلُوكاً كَآبَائِهِمْ فَيَتَرَبَّعُونَ عَلَى عُرُوشٍ فِي كُلِّ الأَرْضِ.
١٧ أُخَلِّدُ ذِكْرَى اسْمِكَ فِي كُلِّ الأَجْيَالِ، وَتَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ.
٤٦
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى أَصْوَاتِ الْعَذَارَى تَرْنِيمَةٌ لِبَنِي قُورَحَ
١ اللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ، عَوْنُهُ مُتَوَافِرٌ لَنَا دَائِماً فِي الضِّيقَاتِ.
٢ لِذَلِكَ لَا نَخَافُ وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ وَانْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ.
٣ تَهِيجُ وَتُزْبِدُ مِيَاهُهَا؛ تَتَزَلْزَلُ الْجِبَالُ مِنْ عُنْفِ جَيَشَانِهَا.
٤ تَفْرَحُ مَدِينَةُ اللهِ حَيْثُ مَسَاكِنُ الْعَلِيِّ بِنَهْرٍ دَائِمِ الْجَرَيَانِ.
٥ اللهُ فِي وَسَطِ الْمَدِينَةِ فَلَنْ تَتَزَعْزَعَ. يُعِينُهَا اللهُ فِي الفَجْرِ المُبَكِّرِ.
٦ مَاجَتِ الأُمَمُ وَهَاجَتْ، فَتَزَلْزَلَتِ الْمَمَالِكُ، وَلَكِنْ مَا إِنْ دَوَّى بِصَوْتِهِ حَتَّى ذَابَتِ الأَرْضُ.
٧ رَبُّ الْجُنُودِ مَعَنَا، مَلْجَأُنَا إِلَهُ يَعْقُوبَ.
٨ تَعَالَوْا وَانْظُرُوا أَعْمَالَ اللهِ الَّذِي صَنَعَ عَجَائِبَ فِي الأَرْضِ
٩ يَقْضِي عَلَى الْحُرُوبِ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا. يَكْسِرُ الْقَوْسَ وَيَشُقُّ الرُّمْحَ، وَيُحْرِقُ الْمَرْكَبَاتِ الْحَرْبِيَّةَ بِالنَّارِ.
١٠ اسْتَكِينُوا وَاعْلَمُوا أَنِّي أَنَا اللهُ، أَتَعَالَى بَيْنَ الأُمَمِ وَأَتَعَالَى فِي الأَرْضِ.
١١ رَبُّ الْجُنُودِ مَعَنَا. مَلْجَأُنَا إِلَهُ يَعْقُوبَ.
٤٧
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ لِبَنِي قُورَحَ. مَزْمُورٌ
١ يَا جَمِيعَ الأُمَمِ صَفِّقُوا بِالأَيَادِي، وَاهْتِفُوا للهِ هُتَافَ الابْتِهَاجِ.
٢ لأَنَّ الرَّبَّ عَلِيٌّ مَخُوفٌ، مَلِكٌ عَظِيمٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ.
٣ يُخْضِعُ الشُّعُوبَ لَنَا، وَيَطْرَحُ الأُمَمَ تَحْتَ أَقْدَامِنَا.
٤ يَخْتَارُ لَنَا مِيرَاثَنَا، فَخْرَ يَعْقُوبَ الَّذِي أَحَبَّهُ.
٥ ارْتَفَعَ اللهُ وَسَطَ الْهُتَافِ، ارْتَفَعَ الرَّبُّ وَسَطَ دَوِيِّ نَفْخِ الْبُوقِ.
٦ رَنِّمُوا لِلهِ، رَنِّمُوا. رَنِّمُوا لِمَلِكِنَا، رَنِّمُوا.
٧ لأَنَّ اللهَ هُوَ مَلِكُ الأَرْضِ كُلِّهَا. رَنِّمُوا لَهُ قَصِيدَةَ حَمْدٍ.
٨ مَلَكَ اللهُ عَلَى الأُمَمِ، اللهُ جَلَسَ عَلَى عَرْشِهِ الْمُقَدَّسِ.
٩ رُؤَسَاءُ الأُمَمِ اجْتَمَعُوا مَعَ شَعْبِ إِلَهِ إِبْرَاهِيمَ. لأَنَّ لِلهِ حُمَاةَ الأَرْضِ وَهُوَ مُتَعَالٍ جِدّاً.
٤٨
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ لِبَنِي قُورَحَ
١ مَا أَعْظَمَ الرَّبَّ وَمَا أَجْدَرَهُ بِالتَّسْبِيحِ فِي مَدِينَةِ إِلَهِنَا، فِي جَبَلِ قَدَاسَتِهِ!
٢ جَبَلُ صِهْيَوْنَ جَمِيلٌ فِي شُمُوخِهِ، (هُوَ) فَرَحُ كُلِّ الأَرْضِ حَتَّى أَقَاصِي الشَّمَالِ. هُوَ مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ.
٣ اللهُ الْمُقِيمُ فِي قُصُورِهَا مَعْرُوفٌ بِأَنَّهُ حِصْنٌ مَنِيعٌ.
٤ هُوَذَا الْمُلُوكُ قَدِ احْتَشَدُوا وَعَبَرُوا مَعاً.
٥ رَأَوْا بَيْتَ اللهِ فَذُهِلُوا. ارْتَاعُوا وَفَرُّوا.
٦ هُنَاكَ اعْتَرَتْهُمْ رِعْدَةٌ فَتَوَجَّعُوا كَامْرَأَةٍ فِي مَخَاضِهَا.
٧ تُحَطِّمُ سُفُنَ تَرْشِيشَ بِرِيحٍ شَرْقِيَّةٍ.
٨ كَمَا سَمِعْنَا رَأَيْنَا فِي مَدِينَةِ رَبِّ الْجُنُودِ، مَدِينَةِ إِلَهِنَا. حَقّاً إِنَّ اللهَ يُثَبِّتُهَا إِلَى الأَبَدِ.
٩ تَأَمَّلْنَا يَا اللهُ فِي رَحْمَتِكَ فِي وَسَطِ هَيْكَلِكَ.
١٠ تَسْبِيحُكَ يَا اللهُ مِثْلُ اسْمِكَ يَبْلُغُ أَقَاصِي الأَرْضِ. يَمِينُكَ مَلآنَةٌ صَلاحاً.
١١ لِيَفْرَحْ جَبَلُ صِهْيَوْنَ وَلْتَبْتَهِجْ بَنَاتُ يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ أَحْكَامِ قَضَائِكَ.
١٢ جُولُوا فِي صِهْيَوْنَ وَدُورُوا حَوْلَهَا. عُدُّوا أَبْرَاجَهَا.
١٣ تَفَرَّسُوا فِي مَتَارِيسِهَا وَتَأَمَّلُوا قُصُورَهَا لِتُخْبِرُوا بِها الأَجْيَالَ الْقَادِمَةَ.
١٤ لأَنَّ اللهَ هَذَا هُوَ إِلَهُنَا إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ، وَهُوَ هَادِينَا حَتَّى الْمَوْتِ.
٤٩
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِبَنِي قُورَحَ
١ اسْمَعُوا هَذَا يَا جَمِيعَ الشُّعُوبِ، أَصْغُوا يَا جَمِيعَ سُكَّانِ الْعَالَمِ.
٢ (اسْمَعُوا) إِلَيَّ أَيُّهَا الْعُظَمَاءُ، الأَغْنِيَاءُ وَالْفُقَرَاءُ عَلَى السَّوَاءِ.
٣ يَنْطِقُ فَمِي بِالْحِكْمَةِ، وَخَوَاطِرُ قَلْبِي بِالْفَهْمِ.
٤ أُعِيرُ أُذُنِي لأَسْمَعَ مَثَلاً، وَعَلَى عَزْفِ الْعُودِ أَشْرَحُ لُغْزِي.
٥ لِمَاذَا أَخَافُ فِي أَيَّامِ الْخَطَرِ عِنْدَمَا يُحِيطُ بِي شَرُّ مُطَارِدِيَّ؟
٦ أُولَئِكَ الْمُتَّكِلُونَ عَلَى ثَرْوَتِهِمْ، وَبِوَفْرَةِ غِنَاهُمْ يَفْتَخِرُونَ.
٧ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَبَداً أَنْ يَفْتَدِيَ أَخَاهُ أَوْ يُقَدِّمَ لِلهِ كَفَّارَةً عَنْهُ.
٨ لأَنَّ فِدْيَةَ النُّفُوسِ بَاهِظَةٌ يَتَعَذَّرُ دَفْعُهَا مَدَى الْحَيَاةِ
٩ طَلَباً لِلْخُلُودِ عَلَى الأَرْضِ وَتَفَادِياً لِرُؤْيَةِ الْقَبْرِ.
١٠ لَكِنَّ الْحُكَمَاءَ يَمُوتُونَ كَمَا يَمُوتُ الْجَاهِلُ وَالْغَبِيُّ، تَارِكِينَ ثَرْوَتَهُمْ لِغَيْرِهِمْ.
١١ يَتَوَهَّمُونَ أَنَّ بُيُوتَهُمْ خَالِدَةٌ، وَأَنَّ مَسَاكِنَهُمْ بَاقِيَةٌ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ، فَأَطْلَقُوا أَسْمَاءَهُمْ عَلَى أَرَاضِيهِمْ (تَخْلِيداً لِذِكْرِهِمْ).
١٢ وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ لَا يَخْلُدُ فِي أُبَّهَتِهِ. إِنَّهُ يُمَاثِلُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ.
١٣ هَذَا هُوَ مَصِيرُ الْجُهَّالِ الْوَاثِقِينَ بِأَنْفُسِهِمْ، وَمَصِيرُ أَعْقَابِهِمِ الَّذِينَ يَسْتَحْسِنُونَ أَقْوَالَهُمْ.
١٤ يُسَاقُونَ لِلْمَوْتِ كَالأَغْنَامِ، وَيَكُونُ الْمَوْتُ رَاعِيَهُمْ وَيَسُودُ الْمُسْتَقِيمُونَ عَلَيْهِمْ. تَبْلَى صُورَتُهُمْ، وَتَصِيرُ الْهَاوِيَةُ مَسْكَنَهُمْ.
١٥ إِنَّمَا اللهُ يَفْتَدِي نَفْسِي مِنْ قَبْضَةِ الْهَاوِيَةِ إذْ يَأْخُذُنِي إِلَيْهِ.
١٦ لَا تَخْشَ إِذَا اغْتَنَى إِنْسَانٌ، وَزَادَ مَجْدُ بَيْتِهِ.
١٧ فَإِنَّهُ عِنْدَ مَوْتِهِ لَا يَأْخُذُ مَعَهُ شَيْئاً، وَلَا يَلْحَقُ بِهِ مَجْدُهُ إِلَى قَبْرِهِ.
١٨ وَمَعَ أَنَّهُ يُنَعِّمُ نَفْسَهُ بِالْبَرَكَاتِ فِي أَثْنَاءِ حَيَاتِهِ وَيُطْرِيهِ النَّاسُ إذْ أَحْسَنَ إِلَى نَفْسِهِ،
١٩ إلّا أَنَّ نَفْسَهُ سَتَلْحَقُ بِآبَائِهِ، الَّذِينَ لَا يَرَوْنَ النُّورَ إِلَى الأَبَدِ.
٢٠ فَالإِنْسَانُ الْمُتَمَتِّعُ بِالْكَرَامَةِ مِنْ غَيْرِ فَهْمٍ، يُمَاثِلُ الْبَهَائِمَ البَائِدَةَ.
٥٠
مَزْمُورٌ لآسَافَ
١ الرَّبُّ الإِلَهُ الْقَدِيرُ تَكَلَّمَ، وَدَعَا الأَرْضَ لِلْمُحَاكَمَةِ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا.
٢ مِنْ صِهْيَوْنَ الْكَامِلَةِ الْجَمَالِ أَشْرَقَ مَجْدُ اللهِ.
٣ يَأْتِي إِلَهُنَا وَلَا يَصْمُتُ، تُحِيطُ بِهِ النَّارُ الآكِلَةُ وَالْعَوَاصِفُ الثَّائِرَةُ.
٤ يُنَادِي السَّمَاوَاتِ مِنَ الْعُلَى، وَالأَرْضَ أَيْضاً مِنْ تَحْتُ لِكَيْ يَدِينَ شَعْبَهُ، قَائِلاً:
٥ «اجْمَعُوا إِلَيَّ أَتْقِيَائِي الَّذِينَ قَطَعُوا مَعِي عَهْداً عَلَى ذَبِيحَةٍ».
٦ فَتُذِيعُ السَّمَاوَاتُ عَدْلَهُ لأَنَّ اللهَ هُوَ الدَّيَّانُ.
٧ اسْمَعْ يَا شَعْبِي فَأَتَكَلَّمَ. يَا إِسْرَائِيلُ إِنِّي أَشْهَدُ عَلَيْكَ: «أَنَا اللهُ إِلَهُكَ.
٨ لَسْتُ أُوَبِّخُكَ عَلَى ذَبَائِحِكَ فَإِنَّ مُحْرَقَاتِكَ هِيَ دَائِماً قُدَّامِي.
٩ فَمَا كُنْتُ لِآخُذَ مِنْ بَيْتِكَ ثَوْراً وَلَا مِنْ حَظَائِرِكَ تَيْساً.
١٠ لأَنَّ جَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْغَابَةِ مِلْكِي، وَكَذَلِكَ الْبَهَائِمَ الْمُنْتَشِرَةَ عَلَى أُلُوفِ الْجِبَالِ.
١١ أَنَا عَالِمٌ بِجَمِيعِ طُيُورِ الْجِبَالِ، وَكُلُّ مَخْلُوقَاتِ الْبَرَارِي هِيَ لِي.
١٢ إِنْ جُعْتُ لَا أَلْتَمِسُ مِنْكَ حَاجَتِي لأَنَّ لِيَ الْمَسْكُونَةَ وَكُلَّ مَا فِيهَا.
١٣ هَلْ آكُلُ لَحْمَ الثِّيرَانِ، أَوْ أَشْرَبُ دَمَ التُّيُوسِ؟
١٤ قَدِّمْ لِلهِ ذَبَائِحَ الْحَمْدِ وَأَوْفِ الْعَلِيَّ عُهُودَكَ.
١٥ ادْعُنِي فِي يَوْمِ ضِيقِكَ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي».
١٦ وَقَالَ اللهُ لِلشِّرِّيرِ: «بِأَيِّ حَقٍّ تُحَدِّثُ بِأَحْكَامِي، وَلِمَاذَا تَتَكَلَّمُ عَنْ عَهْدِي،
١٧ وَأَنْتَ تَمْقُتُ التَّأْدِيبَ وَلَا تَكْتَرِثُ لِكَلامِي؟
١٨ تَرَى سَارِقاً فَتُوَافِقُهُ، وَمَعَ الزُّنَاةِ نَصِيبُكَ.
١٩ أَطْلَقْتَ فَمَكَ بِالشَّرِّ وَلِسَانُكَ يَخْتَرِعُ غِشّاً.
٢٠ تَجْلِسُ تُشَهِّرُ بِأَخِيكَ، وَعَلَى ابْنِ أُمِّكَ تَفْتَرِي.
٢١ هَذِهِ كُلَّهَا فَعَلْتَ وَأَنَا سَكَتُّ، فَظَنَنْتَ أَنِّي مِثْلُكَ. غَيْرَ أَنِّي أُوَبِّخُكَ وَأَصُفُّ إِثْمَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ.
٢٢ وَالآنَ تَنَبَّهُوا أَيُّهَا النَّاسُونَ اللهَ، لِئَلّا أُمَزِّقَكُمْ وَلَيْسَ مَنْ يُنْقِذُكُمْ.
٢٣ أَمَّا مَنْ يُقَدِّمُ لِي ذَبِيحَةَ حَمْدٍ فَهُوَ يُمَجِّدُنِي، وَمَنْ يُقَوِّمُ طَرِيقَهُ أُرِيهِ خَلاصَ اللهِ».
٥١
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا جَاءَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ نَاثَانُ بَعْدَ دُخُولِهِ إِلَى بَثْشَبَعَ.
١ ارْحَمْنِي يَا اللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ، وَامْحُ مَعَاصِيَّ حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ.
٢ اغْسِلْنِي كُلِّيًّا مِنْ إِثْمِي، وَطَهِّرْنِي مِنْ خَطِيئَتِي.
٣ فَإِنَّنِي أُقِرُّ بِمَعَاصِيَّ، وَخَطِيئَتِي مَاثِلَةٌ أَمَامِي دَائِماً.
٤ إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ، وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ. لِكَي تَتَبَرَّرَ إِذَا حَكَمْتَ وَتَزْكُوَ إِذَا قَضَيْتَ.
٥ هَا إِنِّي بِالإِثْمِ قَدْ وُلِدْتُ وَفِي الْخَطِيئَةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي.
٦ هَا أَنْتَ تَرْغَبُ أَنْ تَرَى الْحَقَّ فِي دَخِيلَةِ الإِنْسَانِ، فَتُعَرِّفُنِي الْحِكْمَةَ فِي قَرَارَةِ نَفْسِي.
٧ طَهِّرْنِي بِالزُّوفَا فَأَتَنَقَّى. اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ.
٨ أَسْمِعْنِي صَوْتَ السُّرُورِ وَالْفَرَحِ، فَتَبْتَهِجَ عِظَامِي الَّتِي سَحَقْتَهَا.
٩ احْجُبْ وَجْهَكَ عَنْ خَطَايَايَ وَامْحُ كُلَّ آثَامِي.
١٠ قَلْباً نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي.
١١ لَا تَطْرُدْنِي مِنْ حَضْرَتِكَ، وَلَا تَنْزِعْ مِنِّي رُوحَكَ القُدُّوسَ.
١٢ رُدَّ لِي بَهْجَتِي بِخَلاصِكَ، وَبِرُوحٍ رَضِيَّةٍ آزِرْنِي
١٣ عِنْدَئِذٍ أُعَلِّمُ الأَثَمَةَ طُرُقَكَ، فَيَتُوبُ إِلَيْكَ الْخَاطِئُونَ.
١٤ أَنْقِذْنِي مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ يَا اللهُ، يَا إِلَهَ خَلاصِي، فَيُرَنِّمَ لِسَانِي بِبِرِّكَ.
١٥ يَا رَبُّ افْتَحْ شَفَتَيَّ فَيُذِيعَ فَمِي تَسْبِيحَكَ.
١٦ فَإِنَّكَ لَا تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ، وَإلَّا كُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لَا تَرْضَى.
١٧ إِنَّ الذَّبَائِحَ الَّتِي يَطْلُبُهَا اللهُ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. فَلَا تَحْتَقِرَنَّ الْقَلْبَ الْمُنْكَسِرَ وَالْمُنْسَحِقَ يَا اللهُ.
١٨ أَحْسِنْ إِلَى صِهْيَوْنَ بِمُقْتَضَى مَسَرَّتِكَ. وَابْنِ أَسْوَارَ أُورُشَلِيمَ.
١٩ عِنْدَئِذٍ تَرْضَى بِذَبَائِحِ الْبِرِّ، وَمُحْرَقَةٍ وَتَقْدِمَةٍ تَامَّةٍ. حِينَئِذٍ يُقَرِّبُونَ عَلَى مَذْبَحِكَ عُجُولاً.
٥٢
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا أَخْبَرَ دُوَاغُ شَاوُلَ بِذَهَابِ دَاوُدَ إِلَى بَيْتِ أَخِيمَالِكَ.
١ لِمَاذَا تَتَفَاخَرُ بِالشَّرِّ أَيُّهَا الْجَبَّارُ؟ إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ تَدُومُ الْيَوْمَ كُلَّهُ
٢ لِسَانُكَ يَخْتَرِعُ الْمَسَاوِئَ، وَيُمَارِسُ الْغِشَّ وَيَجْرَحُ كَالْمُوسَى الْمَسْنُونَةِ.
٣ أَحْبَبْتَ الشَّرَّ أَكْثَرَ مِنَ الْخَيْرِ، وَالْكَذِبَ أَكْثَرَ مِنَ الصِّدْقِ.
٤ أَحْبَبْتَ كُلَّ كَلامٍ مُهْلِكٍ أَيُّهَا اللِّسَانُ الْمُنَافِقُ.
٥ حَقّاً سَيُدَمِّرُكَ اللهُ إِلَى الأَبَدِ، وَيَخْتَطِفُكَ وَيَقْتَلِعُكَ مِنْ خَيْمَتِكَ، وَيَسْتَأْصِلُكَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ.
٦ فَيَرَى الأَبْرَارُ ذَلِكَ وَيَخَافُونَ؛ يَضْحَكُونَ عَلَيْكَ قَائِلِينَ:
٧ هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذِ اللهَ حِصْناً لَهُ، بَلِ اتَّكَلَ عَلَى وَفْرَةِ غِنَاهُ وَاعْتَزَّ بِغِوَايَتِهِ.
٨ أَمَّا أَنَا فَمِثْلُ زَيْتُونَةٍ خَضْرَاءَ فِي بَيْتِ اللهِ وَثِقْتُ بِرَحْمَةِ اللهِ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ.
٩ أَحْمَدُكَ إِلَى الأَبَدِ عَلَى مَا فَعَلْتَ، وَأَنْتَظِرُ اسْمَكَ الصَّالِحَ فِي مَحْضَرِ أَتْقِيَائِكَ.
٥٣
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الْعُودِ. مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ لِدَاوُدَ.
١ حَدَّثَ الْجَاهِلُ نَفْسَهُ قَائِلاً: «لَا يُوْجَدُ إِلَهٌ». فَسَدَ الْبَشَرُ وَارْتَكَبُوا الْمَكْرُوهَاتِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ وَاحِدٌ يَعْمَلُ الصَّلاحَ.
٢ أَشْرَفَ اللهُ مِنَ السَّمَاوَاتِ عَلَى بَنِي الْبَشَرِ، لِيَنْظُرَ هَلْ يُوْجَدُ بَيْنَهُمْ حَكِيمٌ يَطْلُبُ اللهَ.
٣ فَإِذَا الْجَمِيعُ قَدِ ارْتَدُّوا وَفَسَدُوا. لَيْسَ بَيْنَهُمْ مَنْ يَعْمَلُ الصَّلاحَ، لَيْسَ وَلَا وَاحِدٌ.
٤ أَلَيْسَ لَدَى فَاعِلِي الإِثْمِ مَعْرِفَةٌ؟ إِنَّهُمْ يَأْكُلُونَ شَعْبِي كَمَنْ يَأْكُلُونَ خُبْزاً وَيُعَادُونَ الرَّبَّ.
٥ هُنَاكَ يَدْهَمُهُمُ الرُّعْبُ حَيْثُ لَا مُوْجِبَ لِلرُّعْبِ، لأَنَّهُ يُبَدِّدُ عِظَامَ أَعْدَاءِ شَعْبِهِ وَيُلْحِقُ بِهِمِ الْخِزْيَ لأَنَّ اللهَ رَفَضَهُمْ.
٦ لَيْتَ مِنْ صِهْيَوْنَ خَلاصَ إِسْرَائِيلَ. عِنْدَمَا يَرُدُّ اللهُ سَبْيَ شَعْبِهِ يَفْرَحُ يَعْقُوبُ وَيَبْتَهِجُ إِسْرَائِيلُ.
٥٤
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الآلاتِ الْوَتَرِيَّةِ. مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا قَالَ أَهْلُ زِيفَ لِشَاوُلَ إِنَّ دَاوُدَ مُخْتَبِئٌ عِنْدَهُمْ
١ يَا اللهُ بِاسْمِكَ خَلِّصْنِي، وَبِقُوَّتِكَ أَنْصِفْنِي.
٢ يَا اللهُ اسْمَعْ صَلاتِي وَأَصْغِ إِلَى كَلامِي.
٣ لأَنَّ غُرَبَاءَ قَامُوا عَلَيَّ، وَعُتَاةً يَسْعَوْنَ إِلَى قَتْلِي، وَلَمْ يَجْعَلُوا اللهَ نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ
٤ هُوَذَا اللهُ مُعِينِي وَالسَّيِّدُ الرَّبُّ عَاضِدِي.
٥ يَرُدُّ الشَّرَّ عَلَى أَعْدَائِي، وَبِحَقِّ (عَدْلِكَ) اسْتَأْصِلْهُمْ.
٦ طَوْعاً أَذْبَحُ لَكَ، وَأَحْمَدُ اسْمَكَ يَا رَبُّ لأَنَّهُ طَيِّبٌ.
٧ فَإِنَّهُ نَجَّانِي مِنْ كُلِّ ضيِقٍ وَرَأَيْتُ بِعْيَنيَّ (مَا حَلَّ) بِأَعْدَائِي.
٥٥
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الآلاتِ الْوَتَرِيَّةِ. مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ لِدَاوُدَ
١ أَصْغِ يَا اللهُ إِلَى صَلاتِي، وَلَا تَتَغَافَلْ عَنْ تَضَرُّعِي.
٢ اسْتَمِعْ لِي وَاسْتَجِبْ، لأَنِّي حَائِرٌ وَمُضْطَرِبٌ فِي كُرْبَتِي،
٣ مِنْ تَهْدِيدَاتِ الأَعْدَاءِ وَجَوْرِ الشِّرِّيرِ، لأَنَّهُمْ يَجْلِبُونَ عَلَيَّ الْمَتَاعِبَ، وَبِغَضَبٍ يَضْطَهِدُونَنِي.
٤ قَلْبِي يَتَوَجَّعُ فِي دَاخِلِي، وَأَهْوَالُ الْمَوْتِ أَحَاطَتْ بِي.
٥ اعْتَرَانِي الْخَوْفُ وَالارْتِعَادُ، وَطَغَى عَلَيَّ الرُّعْبُ.
٦ فَقُلْتُ: «لَيْتَ لِي جَنَاحاً كَالْحَمَامَةِ فَأَطِيرَ وَأَسْتَرِيحَ.
٧ كُنْتُ أَشْرُدُ هَارِباً وَأبِيتُ فِي الْبَرِّيَّةِ.
٨ كُنْتُ أُسْرِعُ لِلنَّجَاةِ مِنَ الرِّيحِ الْعَاصِفَةِ، وَمِنَ نَوْءِ الْبَحْرِ».
٩ بَلْبِلْ أَلْسِنَةَ (أَعْدَائِي) يَا رَبُّ وَأَبْكِمْهُمْ، فَإِنِّي أَرَى فِي الْمَدِينَةِ عُنْفاً وَعُدْوَاناً،
١٠ يُحْدِقَانِ بِأَسْوَارِهَا نَهَاراً وَلَيْلاً، وَفِي وَسَطِهَا الإِثْمُ وَالأَذَى.
١١ الْمَفَاسِدُ فِي وَسَطِهَا، وَالظُّلْمُ وَالْغِشُّ لَا يُفَارقَانِ سَاحَاتِهَا.
١٢ لَوْ كَانَ عَدُوِّي هُوَ الَّذَي يُعَيِّرُنِي لَكُنْتُ أَحْتَمِلُ. وَلَوْ كَانَ مَنْ يُبْغِضُنِي هُوَ الَّذِي يَتَجَبَّرُ عَلَيَّ لَكُنْتُ أَخْتَبِئُ مِنْهُ.
١٣ وَلَكِنَّكَ عَدِيلِي، وَإِلْفِي وَصَدِيقِي الْحَمِيمُ،
١٤ الَّذِي كَانَتْ لَنَا عِشْرَةٌ مَعَهُ، وَكُنَّا نَتَرَافَقُ فِي الْحُضُورِ إِلَى بَيْتِ اللهِ مَعَ جُمْهُورِ الْعَابِدِينَ.
١٥ لِيُفَاجِئِ الْمَوْتُ أَعْدَائِي فَيَنْزِلُوا إِلَى الْهَاوِيَةِ أَحْيَاءَ، لأَنَّ الشَّرَّ جَاثِمٌ فِي وَسَطِ مَسَاكِنِهِمْ.
١٦ أَمَّا أَنَا فَبِالرَّبِّ أَسْتَغِيثُ وَالرَّبُّ يُخَلِّصُنِي.
١٧ مَسَاءً وَصَبَاحاً وَظُهْراً أَشْكُو لَهُ صَارِخاً وَنَائِحاً، فَيَسْمَعُ صَوْتِي.
١٨ يُخَلِّصُ نَفْسِي بِسَلامٍ مِنَ الْمَعَارِكِ النَّاشِبَةِ حَوْلِي إِذْ إِنَّ الْقَائِمِينَ عَلَيَّ كَثِيرُونَ.
١٩ حَقّاً إنَّ اللهَ الْجَالِسَ عَلَى الْعَرْشِ مُنْذُ الأَزَلِ يَسْمَعُ لِي فَيُذِلُّ أَعْدَائِي، الَّذِينَ لَا يَتَغَيَّرُونَ وَلَا يَخَافُونَ اللهَ.
٢٠ (رَفِيقِي الْقَدِيمُ) هَاجَمَ أَصْحَابَهُ الْمُسَالِمِينَ وَنَقَضَ عَهْدَهُ مَعَهُمْ.
٢١ كَانَ كَلامُهُ أَنْعَمَ مِنَ الزُّبْدَةِ، وَفِي قَلْبِهِ يُضْمِرُ الْقِتَالَ. كَلِمَاتُهُ أَلْيَنُ مِنَ الزَّيْتِ، وَلَكِنَّهَا سُيُوفٌ مَسْلُولَةٌ.
٢٢ أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ وَهُوَ يَعْتَنِي بِكَ: إِنَّهُ لَا يَدَعُ الصِّدِّيقَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ.
٢٣ وَأَنْتَ يَا اللهُ تَطْرَحُ الأَشْرَارَ إِلَى هُوَّةِ الْهَلاكِ وَتُقَصِّرُ أَعْمَارَ سَافِكِي الدِّمَاءِ وَالْغَشَّاشِينَ. أَمَّا أَنَا فَأَتَّكِلُ عَلَيْكَ.
٥٦
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الْحَمَامَةِ الْبَكْمَاءِ فِي الأَمْاكِنِ الْبَعِيدَةِ. قَصِيدَةٌ ذَهَبِيَّةٌ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا قَبَضَ عَلَيْهِ الْفِلِسْطِينِيُّونَ فِي جَتَّ
١ ارْحَمْنِي يَا رَبُّ فَإِنَّ الإِنْسَانَ يَجِدُّ فِي مُطَارَدَتِي لاِفْتِرَاسِي. يُحَارِبُنِي الْيَوْمَ كُلَّهُ وَيُضَايِقُنِي.
٢ يَتَرَبَّصُ بِي أَعْدَائِي طَوَالَ الْيَوْمِ لاِبْتِلاعِي، وَمَا أَكْثَرَ الَّذِينَ يُحَارِبُونَنِي بِكِبْرِيَاءِ الْمُتَجَبِّرِينَ.
٣ فِي يَوْمِ خَوْفِي أَتَّكِلُ عَلَيْكَ.
٤ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ الَّذِي أَحْمَدُهُ عَلَى كَلامِهِ، فَلَا أَخَافُ. مَاذَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصْنَعَ بِي الْبَشَرُ؟
٥ يُحَرِّفُ أَعْدَائِي طَوَالَ الْيَوْمِ كَلامِي. كُلُّ أَفْكَارِهِمْ تَتَآمَرُ بِالشَّرِّ عَلَيَّ.
٦ يَتَجَمَّعُونَ عَلَيَّ وَيَكْمُنُونَ لِي. يَتَرَصَّدُونَ خُطْوَاتِي وَيَبْتَغُونَ نَفْسِي.
٧ عَاقِبْهُمْ يَا رَبُّ بِمُقْتَضَى إِثْمِهِمْ. أَخْضِعْ بِغَضَبِكَ الشُّعُوبَ يَا اللهُ.
٨ أَنْتَ رَاقَبْتَ تَشَرُّدِي. فَاحْفَظْ دُمُوعِي فِي خَزَانَتِكَ. أَمَا هِيَ فِي كِتَابِكَ؟
٩ عِنْدَمَا أَدْعُوكَ يَتَقَهْقَرُ أَعْدَائِي إِلَى الْوَرَاءِ. وَهَذَا مَا تَيَقَّنْتُ مِنْهُ: أَنَّ اللهَ مَعِي.
١٠ أَحْمَدُ اللهَ عَلَى كَلامِهِ. أَحْمَدُ الرَّبَّ عَلَى كَلامِهِ.
١١ عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلَا أَخَافُ. مَاذَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصْنَعَ بِي الإِنْسَانُ؟
١٢ يَا رَبُّ إِنِّي أُوْفِي مَا عَلَيَّ مِنْ نُذُورٍ، وَأُقَرِّبُ لَكَ ذَبَائِحَ الشُّكْرِ.
١٣ لأَنَّكَ أَنْقَذْتَ نَفْسِي مِنَ الْمَوْتِ، وَحَفِظْتَ رِجْلَيَّ مِنَ الزَّلَقِ، لِكَيْ أَسْلُكَ أَمَامَ اللهِ فِي نُورِ الْحَيَاةِ.
٥٧
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ – عَلَى لَا تُهْلِكْ. قَصِيدَةٌ ذَهَبِيَّةٌ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا هَرَبَ مِنْ شَاوُلَ إِلَى دَاخِلِ الْمَغَارَةِ.
١ ارْحَمْنِي يَا اللهُ ارْحَمْنِي، لأَنَّ بِكَ لاذَتْ نَفْسِي، وَبِظِلِّ جَنَاحَيْكَ أَحْتَمِي إِلَى أَنْ تَعْبُرَ الْمَصَائِبُ.
٢ أَصْرُخُ إِلَى اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي يُتَمِّمُ لِي مَقَاصِدَهُ،
٣ فَيُرْسِلُ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَيُخَلِّصُنِي، وَيَمْلَأُ بِالْخِزْيِ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَفْتَرِسَنِي. يُرْسِلُ اللهُ رَحْمَتَهُ وَحَقَّهُ.
٤ حِينَ أَرْقُدُ بَيْنَ نَافِثِي السُّمُومِ مِنْ بَنِي الْبَشَرِ أَجِدُ نَفْسِي بَيْنَ الأُسُودِ الْمُفْتَرِسَةِ؛ أَنْيَابُهُمْ كَالرِّمَاحِ وَالسِّهَامِ، وَأَلْسِنَتُهُمْ كَالسُّيُوفِ الْحَادَّةِ.
٥ لِتَتَعَالَ يَا اللهُ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَلْيَرْتَفِعْ مَجْدُكَ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا.
٦ نَصَبُوا شَبَكَةً لِخُطْوَاتِي، فَانْحَنَتْ نَفْسِي. حَفَرُوا أَمَامِي حُفْرَةً فَسَقَطُوا هُمْ فِيهَا.
٧ ثَابِتٌ قَلْبِي يَا اللهُ، ثَابِتٌ قَلْبِي. أَشْدُو وَأُرَنِّمُ.
٨ اسْتَيْقِظِي يَا نَفْسِي. اسْتَيْقِظِي يَا رَبَابُ وَيَا عُوْدُ. سَأُوْقِظُ الفَجْرَ عَلَى شَدْوِي.
٩ يَا رَبُّ أَحْمَدُكَ بَيْنَ الشُّعُوبِ وَأَشْدُو لَكَ بَيْنَ الأُمَمِ.
١٠ لأَنَّ رَحْمَتَكَ قَدْ عَظُمَتْ إِلَى السَّمَاوَاتِ، وَحَقُّكَ إِلَى الْغَمَامِ.
١١ ارْتَفِعْ يَا اللهُ عَلَى السَّمَاوَاتِ، وَلْيَرْتَفِعْ مَجْدُكَ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا.
٥٨
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ – عَلَى لَا تُهْلِكْ. مُذَهَّبَةٌ لِدَاوُدَ
١ أَحَقّاً تَنْطِقُونَ بِالْحَقِّ أَيُّهَا الْحُكَّامُ، وَتَقْضُونَ بِالاسْتِقَامَةِ يَا بَنِي الْبَشَرِ؟
٢ لا! إِنَّمَا تُضْمِرُونَ الْبَاطِلَ فِي الْقَلْبِ وَتَرْتَكِبُ أَيْدِيكُمُ الظُّلْمَ فِي الأَرْضِ.
٣ زَاغَ الأَشْرَارُ وَهُمْ مَا بَرِحُوا فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَضَلُّوا نَاطِقِينَ بِالْكَذِبِ مُنْذُ أَنْ وُلِدُوا.
٤ فِيهِمْ سُمٌّ كَسُمِّ الْحَيَّاتِ، يَسُدُّونَ آذَانَهُمْ كَالأَفَاعِي الصَّمَّاءِ،
٥ الَّتِي لَا تَسْمَعُ لِصَوْتِ الْحُوَاةِ، وَلَا لِصَوْتِ السَّاحِرِ الْمَاهِرِ.
٦ هَشِّمْ أَسْنَانَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ يَا اللهُ. حَطِّمْ أَنْيَابَ الأَشْبَالِ.
٧ لِيَتَلاشَوْا كَالْمَاءِ الْمُرَاقِ، وَلْتَتَكَسَّرْ رُؤُوسُ سِهَامِهِمْ عِنْدَمَا يُصَوِّبُونَهَا.
٨ لِيَتَلاشَوْا مِثْلَ الْقَوَاقِعِ فِي أَثْنَاءِ زَحْفِهَا، وَكَالْجَنِينِ الْمُجْهَضِ لَا يُعَايِنُونَ الشَّمْسَ.
٩ وَقَبْلَ أَنْ تُحِسَّ قُدُورُكُمْ بِنَارِ الأَشْوَاكِ تَحْتَهَا، يَكْتَسِحُ اللهُ كَبِيرَهُمْ وَصَغِيرَهُمْ بِعَاصِفَةِ غَضَبِهِ،
١٠ يَفْرَحُ الأَبْرَارُ حِينَ يَرَوْنَ عِقَابَ الأَشْرَارِ، وَيَغْسِلُونَ أَقْدَامَهُمْ بِدَمِهِمْ.
١١ فَيَقُولُ النَّاسُ: «حَقّاً إِنَّ للِصِّدِّيقِ مُكَافَأَةً، وَإِنَّ فِي الأَرْضِ إِلَهاً يَقْضِي».
٥٩
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ – عَلَى لَا تُهْلِكْ. قَصِيدَةٌ لِدَاوُدَ لَمَّا بَعَثَ شَاوُلُ رُسُلاً يُرَاقِبُونَ بَيْتَهُ لِيَقْتُلُوهُ
١ إِلَهِي أَنْقِذْنِي مِنْ أَعْدَائِي، وَاحْمِنِي مِنْ مُقَاوِمِيَّ.
٢ نَجِّنِي مِنْ فَاعِلِي الإِثْمِ، وَخَلِّصْنِي مِنْ سَافِكِي الدِّمَاءِ.
٣ قَدْ نَصَبُوا كَمِيناً لِنَفْسِي. اجْتَمَعَ عَلَيَّ أَقْوِيَاءُ، لَا بِسَبَبِ مَعْصِيَتِي وَلَا مِنْ جَرَّاءِ خَطِيئَتِي يَا رَبُّ.
٤ يُسْرِعُونَ مُتَأَهِّبِينَ لِلإِيقَاعِ بِي، مِنْ غَيْرِ أَنْ أَقْتَرِفَ إِثْماً. فَانْهَضْ لإِغَاثَتِي وَانْظُرْ إِلَى مَا يَجْرِي.
٥ وَأَنْتَ يَا رَبُّ يَا إِلَهَ الْجُنُودِ وَإِلَهَ إِسْرَائِيلَ، اسْتَيْقِظْ وَحَاسِبِ الأُمَمَ حِسَاباً عَسِيراً وَلَا تَتَرَأَّفْ بِالْغَادِرِ الأَثِيمِ
٦ يَرْجِعُونَ عِنْدَ الْمَسَاءِ يَهِرُّونَ مِثْلَ الْكِلابِ، يَطُوفُونَ فِي الْمَدِينَةِ.
٧ تَفِيضُ أَفْوَاهُهُمْ سُوءاً. (أَلْسِنَتُهُمْ) كَسُيُوفٍ حَادَّةٍ بَيْنَ شِفَاهِهِمْ، قَائِلِينَ: «مَنْ يَسْمَعُنَا؟»
٨ لَكِنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ تَضْحَكُ مِنْهُمْ. تَسْتَهْزِئُ بِجَمِيعِ الأُمَمِ.
٩ يَا قُوَّتِي إِيَّاكَ أَتَرَجَّى، لأَنَّ اللهَ هُوَ حِصْنِي الْمَنِيعُ.
١٠ إِلَهِي بِرَحْمَتِهِ يُوَافِينِي. وَيُرِينِي هَزِيمَةَ أَعْدَائِي.
١١ لَا تَقْتُلْهُمْ يَا رَبُّ، إِنَّمَا اجْعَلْهُمْ عِبْرَةً لِئَلّا يَنْسَى شَعْبِي، بَلْ بَدِّدْهُمْ بِقُدْرَتِكَ وَاطْرَحْهُمْ أَرْضاً أَيُّهَا الرَّبُّ حَامِينَا،
١٢ جَزَاءَ خَطِيئَةِ أَفْوَاهِهِمْ وَكَلامِ شِفَاهِهِمْ. لِيَسْقُطُوا فِي فَخِّ كِبْرِيَائِهِمْ لِقَاءَ مَا يَنْطِقُونَ بِهِ مِنَ اللَّعْنَاتِ وَالْكَذِبِ.
١٣ أَفْنِهِمْ فِي غَضَبِكَ وَاسْتَأْصِلْهُمْ فَتُدْرِكَ أَقَاصِي الأَرْضِ أَنَّ اللهَ يَسُودُ عَلَى بَنِي يَعْقُوبَ.
١٤ يَرْجِعُونَ عِنْدَ الْمَسَاءِ يَهِرُّونَ مِثْلَ الْكِلابِ وَيَطُوفُونَ فِي الْمَدِينَةِ.
١٥ يَهِيمُونَ مُتَشَرِّدِينَ طَلَباً لِلطَّعَامِ. وَإِنْ لَمْ يَشْبَعُوا يُدَمْدِمُونَ.
١٦ أَمَّا أَنَا فَأَتَرَنَّمُ بِقُوَّتِكَ. أَتَهَلَّلُ فِي الصَّبَاحِ لِرَحْمَتِكَ لأَنَّكَ كُنْتَ لِي حِصْناً مَنِيعاً وَمَلْجَأً فِي يَوْمِ ضِيقِي.
١٧ لَكَ أُسَبِّحُ يَا قُوَّتِي لأَنَّ اللهَ مَلْجَإِي. إِلَهُ رَحْمَتِي.
٦٠
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى السُّوسَنِّ. شَهَادَةٌ مُذَهَّبَةٌ لِدَاوُدَ لِلتَّعْلِيمِ لَمَّا حَارَبَ سُورِيِّي مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ وَسُورِيِّي صُوبَةَ، فَرَجَعَ يُوآبُ وَصَرَعَ مِنَ الأَدُومِيِّينَ فِي وَادِي الْمِلْحِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً.
١ يَا اللهُ قَدْ رَذَلْتَنَا، وَبَدَّدْتَنَا وَسَخِطْتَ عَلَيْنَا، فَرُدَّنَا إِلَيْكَ.
٢ زَلْزَلْتَ الأَرْضَ وَصَدَّعْتَهَا، فَاجْبُرْ كَسْرَهَا لأَنَّهَا تَهْتَزُّ.
٣ جَعَلْتَ شَعْبَكَ يُعَانِي الْمَشَقَّاتِ. وَتَرَنَّحْنَا تَحْتَ وَقْعِ ضَرَبَاتِكَ كَالسُّكَارَى.
٤ أَعْطَيْتَ خَائِفِيكَ رَايَةً تُرْفَعُ لأَجْلِ الْحَقِّ.
٥ لِكَيْ يَنْجُوَ أَحِبَّاؤُكَ. خَلِّصْ بِيَمِينِكَ وَاسْتَجِبْ لِي.
٦ قَدْ تَكَلَّمَ اللهُ فِي قَدَاسَتِهِ، لِذَلِكَ أَبْتَهِجُ وَأَقْسِمُ أَرْضَ شَكِيمَ وَأَقِيسُ وَادِي سُكُّوتَ،
٧ لِي جِلْعَادُ، وَلِي مَنَسَّى. أَفْرَايِمُ خُوذَةُ رَأْسِي، وَيَهُوذَا صَوْلَجَانِي.
٨ مُوآبُ مِرْحَضَتِي، وَعَلَى أَدُومَ أُلْقِي حِذَائِي، وَعَلَى فَلَسْطِينَ أَهْتِفُ مُنْتَصِراً.
٩ مَنْ يَقُودُنِي لِمُحَارَبَةِ الْمَدِينَةِ الْمُحَصَّنَةِ؟ مَنْ يَهْدِينِي إِلَى أَدُومَ؟
١٠ أَلَيْسَ أَنْتَ يَا اللهُ الَّذِي أَقْصَيْتَنَا وَلَمْ تَعُدْ تَخْرُجُ مَعَ جُيُوشِنَا؟
١١ هَبْ لَنَا عَوْناً فِي الضِّيقِ، فَعَبَثٌ هُوَ خَلاصُ الإِنْسَانِ.
١٢ بِعَوْنِ اللهِ نُحَارِبُ بِبَأْسٍ، وَهُوَ الَّذِي يَدُوسُ أَعْدَاءَنَا.
٦١
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الآلاتِ الْوَتَرِيَّةِ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ اسْتَمِعْ يَا اللهُ إِلَى صُرَاخِي وَأَصْغِ إِلَى صَلاتِي.
٢ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ أَدْعُوكَ إِذَا غُشِيَ عَلَى قَلْبِي، فَتَهْدِينِي إِلَى صَخْرَةٍ عَالِيَةٍ يَتَعَذَّرُ ارْتِقَاؤُهَا.
٣ لأَنَّكَ كُنْتَ لِي مَلْجَأً وَبُرْجاً مَنِيعاً يَحْمِينِي مِنَ الْعَدُوِّ.
٤ لِذَا أَسْكُنُ فِي خَيْمَتِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَأَعْتَصِمُ بِسِتْرِ جَنَاحَيْكَ،
٥ لأَنَّكَ أَنْتَ يَا اللهُ قَدِ اسْتَمَعْتَ إِلَى نُذُورِي. أَعْطَيْتَنِي مِيرَاثاً كَمِيرَاثِ الَّذِينَ يَتَّقُونَ اسْمَكَ.
٦ تُضِيفُ أَيَّاماً إِلَى عُمْرِ الْمَلِكِ، فَتَكُونُ سِنُو حَيَاتِهِ كَأَجْيَالٍ عَدِيدَةٍ.
٧ يَبْقَى عَلَى عَرْشِهِ أَمَامَ اللهِ إِلَى الأَبَدِ. وَاجْعَلِ الرَّحْمَةَ وَالْحَقَّ يَحْفَظَانِهِ.
٨ وَهَكَذَا أُرَنِّمُ لاِسْمِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَأُوْفِي نُذُورِي دَائِماً.
٦٢
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى يَدُوثُونَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ انْتَظَرَتْ نَفْسِي اللهَ وَحْدَهُ. مِنْ لَدُنِهِ يَأْتِي خَلاصِي.
٢ هُوَ وَحْدَهُ صَخْرَتِي وَخَلاصِي وَحِصْنِي الْمَنِيعُ، لِذَلِكَ لَا أَتَزَعْزَعُ أَبَداً.
٣ إِلَى مَتَى تُوَالُونَ الْهُجُومَ عَلَى الإِنْسَانِ، وَتَسْعَوْنَ جَمِيعُكُمْ إِلَى هَدْمِهِ، كَأَنَّهُ حَائِطٌ مُتَدَاعٍ أَوْ سِيَاجٌ مُخَلْخَلٌ؟
٤ إِنَّمَا يَتَآمَرُونَ كَيْ يُطِيحُوا بِهِ عَنْ مَكَانَتِهِ الرَّفِيعَةِ، مُبْتَهِجِينَ بِالْكَذِبِ: يُبَارِكُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَلْعَنُونَ بِقُلُوبِهِمْ.
٥ انْتَظَرَتْ نَفِسي اللهَ وَحْدَهُ؛ مِنْ لَدُنِهِ يَأْتِي خَلاصِي.
٦ هُوَ وَحْدَهُ صَخْرَتِي وَخَلاصِي وَحِصْنِي الْمَنِيعُ، لِذَلِكَ لَا أَتَزَعْزَعُ أَبَداً.
٧ فِي اللهِ خَلاصِي وَمَجْدِي. وَاللهُ هُوَ صَخْرَةُ قُوَّتِي وَمَلْجَإِي.
٨ ثِقُوا بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ أَيُّهَا الشَّعْبُ. اسْكُبُوا أَمَامَهُ قُلُوبَكُمْ، اللهُ مَلْجَأُنَا.
٩ لَيْسَ الْبَشَرُ جَمِيعاً، عُظَمَاءُ وَأَدْنِيَاءُ، سِوَى بَاطِلٍ وَوَهْمٍ. إنْ وَضَعْتَهُمْ فِي كَفَّةِ مِيزَانٍ لَا يَزِنُونَ شَيْئاً. إِنَّهُمْ أَخَفُّ مِنْ نَسَمَةٍ.
١٠ لَا تَتَّكِلُوا عَلَى الظُّلْمِ وَلَا تَتَفَاخَرُوا بِالسَّرِقَةِ. إنْ كَثُرَ الْغِنَى فَلَا تَعْتَمِدُوا عَلَيْهِ،
١١ مَرَّةً تَكَلَّمَ الرَّبُّ وَمَرَّتَيْنِ سَمِعْتُ هَذَا: أَنَّ الْعِزَّةَ لِلهِ،
١٢ لَكَ الرَّحْمَةُ يَا رَبُّ فَأَنْتَ تُجَازِي كُلَّ إِنْسَانٍ بِمُقْتَضَى عَمَلِهِ.
٦٣
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا كَانَ فِي بَرِّيَّةِ يَهُوذَا
١ يَا اللهُ أَنْتَ إِلَهِي وَإِيَّاكَ أَطْلُبُ بَاكِراً. عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي وَيَشْتَاقُ إِلَيْكَ جِسْمِي فِي أَرْضٍ قَاحِلَةٍ يَابِسَةٍ لَا مَاءَ فِيهَا،
٢ حَتَّى أُعَايِنَ قُدْرَتَكَ وَمَجْدَكَ، مِثْلَمَا رَأَيْتُكَ فِي مَوْضِعِكَ الْمُقَدَّسِ.
٣ لأَنَّ رَحْمَتَكَ خَيْرٌ مِنَ الْحَيَاةِ، لِذَلِكَ تُسَبِّحُكَ شَفَتَايَ.
٤ أَحْمَدُكَ عَلَى بَرَكَاتِكَ مَدَى حَيَاتِي، وَبِاسْمِكَ أَرْفَعُ يَدَيَّ مُبْتَهِلاً.
٥ تَشْبَعُ نَفْسِي كَأَنَّهَا أَكَلَتْ مِنَ الشَّحْمِ وَالدَّسَمِ، وَيُسَبِّحُكَ فَمِي بِشَفَتَيْنِ مُبْتَهِجَتَيْنِ
٦ أَذْكُرُكَ عَلَى فِرَاشِي وَأَتَأَمَّلُ فِيكَ فِي أَثْنَاءِ اللَّيْلِ.
٧ لأَنَّكَ كُنْتَ عَوْناً لِي، فَإِنِّي فِي ظِلِّ جَنَاحَيْكَ أُرَنِّمُ مُبْتَهِجاً.
٨ تَتَعَلَّقُ نَفْسِي بِكَ. يَمِينُكَ تَدْعَمُنِي
٩ أَمَّا طَالِبُو نَفْسِي لِيُهْلِكُوهَا فَسَيَدْخُلُونَ أَسْفَلَ أَعْمَاقِ الأَرْضِ.
١٠ يُسَلَّمُونَ إِلَى حَدِّ السَّيْفِ وَيَضْحَوْنَ مَأْكَلاً لِبَنَاتِ آوَى.
١١ أَمَّا الْمَلِكُ فَيَفْرَحُ بِاللهِ وَيَفْتَخِرُ بِهِ كُلُّ مَنْ يُقْسِمُ (صَادِقاً) لأَنَّ أَفْوَاهَ النَّاطِقِينَ بِالْكَذِبِ تُسَدُّ.
٦٤
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ يَا اللهُ اسْمَعْ صَوْتِي حِينَ أَشْكُو إِلَيْكَ أَمْرِي، وَاحْفَظْ حَيَاتِي مِنْ رَهْبَةِ عَدُوِّي.
٢ اسْتُرْنِي مِنْ مُؤَامَرَةِ الأَشْرَارِ، وَمِنْ هِيَاجِ جُمْهُورِ فَاعِلِي الإِثْمِ،
٣ الَّذِينَ سَنُّوا أَلْسِنَتَهُمْ كَالسَّيْفِ، وَصَوَّبُوا سِهَامَ كَلامِهِمِ الْمُرِّ،
٤ لِيَرْمُوا الْبَرِيءَ مِنْ مَكَامِنِهِمْ. يَرْمُونَهُ فَجْأَةً وَمِنْ غَيْرِ رَادِعٍ.
٥ يُشَدِّدُونَ عَزَائِمَهُمْ فِي أَمْرٍ شِرِّيرٍ، وَيَكِيدُونَ لِنَصْبِ الْفِخَاخِ خُفْيَةً، قَائِلِينَ: «مَنْ يَرَانَا؟»
٦ يُدَبِّرُونَ الْمَكَائِدَ ثُمَّ يَقُولُونَ: «نَحْنُ عَلَى أُهْبَةِ الاسْتِعْدَادِ فَقَدْ أَحْكَمْنَا الْخُطَّةَ». فَمَا أَعْمَقَ مَا يُضْمِرُهُ قَلْبُ الإِنْسَانِ مِنْ أَفْكَارٍ!
٧ لَكِنَّ اللهَ يُطْلِقُ عَلَيْهِمْ سَهْماً فَيُصَابُونَ فَجْأَةً بِجِرَاحٍ.
٨ كَلِمَاتُ أَلْسِنَتِهِمْ تَرْتَدُّ عَلَيْهِمْ، وَكُلُّ مَنْ يَرَاهُمْ يَهُزُّ رَأْسَهُ احْتِقَاراً،
٩ فَيَخَافُ جَمِيعُ الْبَشَرِ وَيُذِيعُونَ مَا فَعَلَهُ اللهُ، مُعْتَبِرِينَ بِصَنَائِعِهِ.
١٠ يَفْرَحُ الْبَارُّ بِالرَّبِّ وَيَحْتَمِي بِهِ، وَيَبْتَهِجُ جَمِيعُ أَصْحَابِ الْقُلُوبِ الْمُسْتَقِيمَةِ.
٦٥
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ تَسْبِيحَةٌ. نَشِيدٌ
١ لَكَ يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ فِي صِهْيَوْنَ يَا اللهُ، وَلَكَ يُوْفَى النَّذْرُ.
٢ يَا سَامِعَ الصَّلاةِ إِلَيْكَ يُقْبِلُ كُلُّ إِنْسَانٍ.
٣ قَدْ غَلَبَتِ الآثَامُ عَلَيَّ. أَنْتَ وَحْدَكَ تُكَفِّرُ عَنْهَا.
٤ طُوبَى لِمَنْ تَخْتَارُهُ وَتُقَرِّبُهُ لِيَسْكُنَ فِي دِيَارِكَ. فَنَشْبَعُ مِنْ خَيْرَاتِ بَيْتِكَ، خَيْرَاتِ هَيْكَلِكَ الْمُقَدَّسِ.
٥ بِعَجَائِبَ تَسْتَجِيبُ لَنَا أَيُّهَا الإِلَهُ مُخَلِّصُنَا، يَا مَنْ عَلَيْهِ تَتَوَكَّلُ جَمِيعُ أَقَاصِي الأَرْضِ وَأَطْرَافِ الْبَحْرِ الْبَعِيدَةِ.
٦ الْمُرَسِّخُ الْجِبَالَ بِقُوَّتِهِ، وَالْمُتَنَطِّقُ بِالْقُدْرَةِ.
٧ الْمُهَدِّئُ اضْطِرَابَ الْبِحَارِ، عَجِيجَ الأَمْوَاجِ، وَضَجِيجَ الأُمَمِ.
٨ يَخَافُ السَّاكِنُونَ فِي الأَمَاكِنِ الْبَعِيدَةِ مِنْ آيَاتِكَ الْعَجِيبَةِ. فَإِنَّكَ تَجْعَلُ مَطَالِعَ الصُّبْحِ وَمَغَارِبَ الْمَسَاءِ تَتَرَنَّمُ.
٩ تَعَهَّدْتَ الأَرْضَ وَجَعَلْتَهَا تَفِيضُ غَيْثاً، فَأَخْصَبْتَهَا. مَجْرَى نَهْرِ اللهِ دَافِقٌ بِالْمَاءِ فَتَفِيضُ الأَرْضُ بِالْمَحَاصِيلِ.
١٠ تُرْوِي أَتْلامَهَا (خُطُوطَ الْمِحْرَاثِ) وَتُسَوِّي رَوَابِيَهَا، فَتُلَيِّنُهَا وَتُبَارِكُ غَلَّتَهَا.
١١ كَلَّلْتَ السَّنَةَ بِجُودِكَ، وَآثَارُ صَنَائِعِكَ تَفِيضُ خِصْباً.
١٢ تَمُوجُ مَرَاعِي الْبَرِّيَّةِ بِالْخَيْرِ، وَتَكْتَسِي التِّلالُ بِالْبَهْجَةِ.
١٣ تَتَغَطَّى الْمُرُوجُ بِالْقُطْعَانِ، وَتَتَوَشَّحُ الْوِدْيَانُ بِالْحِنْطَةِ، فَيَهْتِفُ لَكَ الْكُلُّ فَرَحاً وَتَسْبِيحاً.
٦٦
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. تَسْبِيحَةٌ. مَزْمُورٌ
١ اهْتِفِي لِلهِ يَا كُلَّ الأَرْضِ.
٢ تَرَنَّمُوا بِعَظَمَةِ اسْمِهِ وَاجْعَلُوا تَسْبِيحَهُ مَجِيداً.
٣ قُولُوا لِلهِ: «مَا أَرْوَعَ أَعْمَالَكَ». يَتَمَلَّقُكَ أَعْدَاؤُكَ لأَنَّ قُوَّتَكَ عَظِيمَةٌ.
٤ كُلُّ الأَرْضِ تَسْجُدُ لَكَ وَتُسَبِّحُكَ. الْجَمِيعُ يَلْهَجُونَ بِاسْمِكَ.
٥ تَعَالَوْا انْظُرُوا أَعْمَالَ اللهِ وَأَفْعَالَهُ الْمُرْهِبَةَ مَعَ بَنِي آدَمَ.
٦ حَوَّلَ الْبَحْرَ أَرْضاً يَابِسَةً، وَاجْتَازُوا فِي النَّهْرِ بِأَقْدَامِهِمْ. هُنَاكَ فَرِحْنَا بِهِ.
٧ يَحْكُمُ إِلَى الأَبَدِ بِقُوَّتِهِ، وَعَيْنَاهُ تُرَاقِبَانِ الأُمَمَ، فَلَا يَتَشَامَخُ الْمُتَمَرِّدُونَ.
٨ أَيُّهَا الشُّعُوبُ بَارِكُوا إِلَهَنَا. ارْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالتَّسْبِيحِ.
٩ هُوَ الَّذِي اسْتَحْيَانَا، وَلَمْ يَدَعْ أَرْجُلَنَا تَزِلُّ.
١٠ فَإِنَّكَ قَدِ اخْتَبَرْتَنَا يَا اللهُ، فَنَقَّيْتَنَا كَمَا تُنَقَّى الْفِضَّةُ.
١١ أَوْقَعْتَنَا فِي الشَّبَكَةِ وَأَلْقَيْتَ حِمْلاً ثَقِيلاً عَلَى ظُهُورِنَا.
١٢ سَلَّطْتَ أُنَاساً عَلَيْنَا. اجْتَزْنَا فِي النَّارِ وَالْمَاءِ، وَلَكِنَّكَ أَخْرَجْتَنَا إِلَى أَرَاضٍ خَصِيبَةٍ.
١٣ أَدْخُلُ إِلَى بَيْتِكَ بِمُحْرَقَاتٍ وَأُوْفِيكَ نُذُورِي
١٤ الَّتِي نَطَقَتْ بِها شَفَتَايَ فِي وَقْتِ ضِيقِي، وَتَكَلَّمَ بِها فَمِي فِي بَلِيَّتِي.
١٥ أُقَرِّبُ لَكَ مُحْرَقَاتٍ سَمِينَةً مِنْ كِبَاشٍ مَعَ بَخُورٍ. أُقَدِّمُ بَقَراً مَعَ تُيُوسٍ.
١٦ تَعَالَوْا اسْمَعُوا يَا جَمِيعَ خَائِفِي اللهِ، فَأُحَدِّثَكُمْ بِمَا فَعَلَ لِنَفْسِي.
١٧ صَرَخْتُ إِلَيْهِ بِفَمِي وَعَظَّمْتُهُ بِلِسَانِي.
١٨ إِنْ تَعَهَّدْتُ إِثْماً فِي قَلْبِي لَا يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ.
١٩ وَلَكِنَّ اللهَ قَدِ اسْتَجَابَ لِي. أَصْغَى إِلَى صَوْتِ صَلاتِي.
٢٠ تَبَارَكَ اللهُ الَّذِي لَمْ يُقْصِ عَنْهُ صَلاتِي، وَلَا حَجَبَ عَنِّي رَحْمَتَهُ.
٦٧
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الآلاتِ الْوَتَرِيَّةِ.
١ لِيَتَرَأَّفِ اللهُ عَلَيْنَا وَلْيُبَارِكْنَا، وَلْيُضِئْ بِوَجْهِهِ عَلَيْنَا
٢ لِكَيْ يُعْرَفَ فِي الأَرْضِ طَرِيقُكَ، وَبَيْنَ جَمِيعِ الأُمَمِ خَلاصُكَ.
٣ تَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ يَا اللهُ، تَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ كُلُّهَا.
٤ تَفْرَحُ وَتَبْتَهِجُ الأُمَمُ لأَنَّكَ تَدِينُ الشُّعُوبَ بِالاسْتِقَامَةِ، وَتَهْدِي أُمَمَ الأَرْضِ.
٥ تَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ يَا اللهُ، تَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ كُلُّهَا.
٦ أَعْطَتِ الأَرْضُ غَلَّتَهَا الْوَفِيرَةَ.
٧ يُبَارِكُنَا اللهُ إِلَهُنَا، فَتَخَافُهُ كُلُّ أَقَاصِي الأَرْضِ.
٦٨
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ لِدَاوُدَ. مَزْمُورٌ. تَسْبِيحَةٌ
١ يَقُومُ اللهُ فَيَتَبَدَّدُ أَعْدَاؤُهُ وَيَفِرُّ مُبْغِضُوهُ مِنْ أَمَامِهِ.
٢ كَمَا يَتَلاشَى الدُّخَانُ تُلاشِيهِمْ، وَكَمَا يَذُوبُ الشَّمْعُ قُرْبَ النَّارِ يَهْلِكُ الأَشْرَارُ فِي حَضْرَةِ اللهِ.
٣ أَمَّا الأَبْرَارُ فَإِنَّهُمْ يَفْرَحُونَ وَيَبْتَهِجُونَ أَمَامَ اللهِ وَيَغْتَبِطُونَ سُرُوراً.
٤ رَنِّمُوا للهِ، اشْدُوا لاسْمِهِ. مَهِّدُوا طَرِيقاً لِلرَّاكِبِ فِي الْقِفَارِ ظَافِراً. إِنَّ اسْمَهُ «الْكَائِنُ». وَتَهَلَّلُوا فِي مَحْضَرِهِ.
٥ اللهُ الْمُقِيمُ فِي مَسْكَنِهِ الْمُقَدَّسِ هُوَ أَبُو الْيَتَامَى وَقَاضِي الأَرَامِلِ.
٦ يُسْكِنُ اللهُ الْمُتَوَحِّدِينَ بَيْتاً، وَيُطْلِقُ الْمُقَيَّدِينَ إِلَى النَّجَاحِ، أَمَّا الْمُتَمَرِّدُونَ فَيَسْكُنُونَ أَرْضاً مُحْرِقَةً.
٧ يَا اللهُ، عِنْدَمَا خَرَجْتَ أَمَامَ شَعْبِكَ، وَقُدْتَهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ،
٨ رَجَفَتِ الأَرْضُ، وَهَطَلَتِ السَّمَاءُ مَطَراً، وارْتَعَدَ جَبَلُ سِينَاءَ مِنْ حَضْرَةِ اللهِ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ.
٩ مَطَراً غَزِيراً سَكَبْتَ يَا اللهُ عَلَى شَعْبِكَ مِيرَاثِكَ، وَعِنْدَ إِعْيَائِهِ أَنْتَ شَدَّدْتَهُ.
١٠ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ حَلَّ قَطِيعُكَ، وَأَنْتَ بِجُودِكَ وَفَّرْتَ خَيْراً لِلْمَسَاكِينِ، يَا اللهُ.
١١ يُصْدِرُ السَّيِّدُ أَمْرَهُ فَيَنْهَزِمُ الْعَدُوُّ فَيَحْمِلُ جَمْعٌ غَفِيرٌ مِنَ النِّسَاءِ بُشْرَى النَّصْرِ.
١٢ يَهْرُبُ مُلُوكُ الْجُيُوشِ، نَعَمْ يَهْرُبُونَ. أَمَّا النِّسَاءُ المُلازِمَاتُ الْبُيُوتَ فَيَقْتَسِمْنَ الْغَنَائِمَ.
١٣ مَعَ أَنَّكُمْ رَقَدْتُمْ بَيْنَ الْحَظَائِرِ تَكُونُونَ كَحَمَامَةٍ أَجْنِحَتُهَا مُغَشَّاةٌ بِالْفِضَّةِ، وَرِيشُهَا بِالذَّهَبِ الأَصْفَرِ.
١٤ عِنْدَمَا بَدَّدَ الْقَدِيرُ مُلُوكاً فِي الْبَرِّيَّةِ، ابْيَضَّتِ الأَرْضُ كَالثَّلْجِ فِي جَبَلِ صَلْمُونَ.
١٥ جَبَلُ بَاشَانَ هُوَ جَبَلُ اللهِ؛ جَبَلٌ كَثِيرُ الْقِمَمِ.
١٦ أَيَّتُهَا الْجِبَالُ الْكَثِيرَةُ الْقِمَمِ لِمَاذَا تَتَفَرَّسْنَ بِحَسَدٍ فِي الْجَبَلِ الَّذِي اشْتَهَاهُ اللهُ لِسُكْنَاهُ؟ إِنَّ اللهَ سَيَسْكُنُ فِيهِ إِلَى الأَبَدِ.
١٧ مَرْكَبَاتُ الرَّبِّ كَثِيرَةٌ لَا تُحْصَى والرَّبُّ فِي وَسَطِهَا، فَصَارَ جَبَلُ صِهْيَوْنَ مُمَاثِلاً لِجَبَلِ سِينَاءَ فِي القَدَاسَةِ.
١٨ يَصْعَدُ إِلَى الْعُلَى وَيَأْخُذُ مَعَهُ سَبَايَا كَثِيرِينَ؛ يُوَزِّعُ الْغَنَائِمَ عَلَى النَّاسِ وَحَتَّى عَلَى الَّذِينَ تَمَرَّدُوا قَبْلاً عَلَى مَقَرِّ سُكْنَاكَ، أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلَهُ.
١٩ تَبَارَكَ الرَّبُّ الَّذِي يَحْمِلُ أَثْقَالَنَا يَوْماً فَيَوْماً. إِنَّهُ إِلَهُ خَلاصِنَا.
٢٠ إِلَهُنَا هُوَ إلَهُ الْخَلاصِ، وَعِنْدَ الرَّبِّ السَّيِّدِ مَنَافِذُ مِنَ الْمَوْتِ.
٢١ حَقّاً سَيَضْرِبُ الرَّبُّ رُؤُوسَ أَعْدَائِهِ، وَكَذَلِكَ الْهَامَةَ الْمَكْسُوَّةَ شَعْراً لِمَنْ يُمْعِنُ فِي طَرِيقِ الْمَعَاصِي.
٢٢ يَقُولُ السَّيِّدُ: «سَأُرْجِعُ أَعْدَاءَكُمْ مِنْ بَاشَانَ، سَأُرْجِعُهُمْ مِنْ أَعْمَاقِ الْبَحْرِ،
٢٣ فَتَغْمِسُونَ أَرْجُلَكُمْ فِي دَمِهِمْ، وَتَأْخُذُ أَلْسِنَةُ الْكِلابِ نَصِيبَهَا مِنَ الأَعْدَاءِ».
٢٤ لَقَدْ عَايَنَ الشَّعْبُ مَوْكِبَكَ يَا اللهُ، مَوْكِبَ إِلَهِي وَمَلِكِي الْمُتَّجِهَ إِلَى الْمَقْدِسِ.
٢٥ سَارَ الْمُغَنُّونَ فِي الطَّلِيعَةِ، وَضَارِبُو الأَوْتَارِ خَلْفَهُمْ، وَفِي الْوَسَطِ صَبَايَا يَضْرِبْنَ عَلَى الدُّفُوفِ.
٢٦ بَارِكُوا اللهَ السَّيِّدَ فِي الْمَحَافِلِ يَا نَسْلَ إِسْرَائِيلَ.
٢٧ هُنَاكَ فِي طَلِيعَتِهِمْ بِنْيَامِينُ الصَّغِيرُ وَعَلَى أَثَرِهِ رُؤَسَاءُ يَهُوذَا فِي جَمَاعَتِهِمْ، ثُمَّ رُؤَسَاءُ زَبُولُونَ وَرُؤَسَاءُ نَفْتَالِي.
٢٨ قَدْ أَعَزَّكَ اللهُ، فَأَظْهِرْ يَا اللهُ قُوَّتَكَ بِمَا صَنَعْتَ لَنَا مِنْ مُعْجِزَاتٍ.
٢٩ يُقَدِّمُ الْمُلُوكُ لَكَ الْهَدَايَا فِي أُورُشَلِيمَ لأَنَّ هَيْكَلَكَ فِيهَا
٣٠ انْتَهِرْ مِصْرَ، الْوَحْشَ الكَامِنَ بَيْنَ الْقَصَبِ. انْتَهِرِ الأُمَمَ الْقَوِيَّةَ الَّتِي تُشْبِهُ قَطِيعَ الثِّيرَانِ؛ حَتَّى يَخْضَعُوا وَيَدْفَعُوا لَكَ جِزْيَةَ فِضَّةٍ. بَدِّدِ الشُّعُوبَ الْمُوْلَعَةَ بِالحَرْبِ.
٣١ يَفِدُ إِلَيْكَ شُرَفَاءُ مِنْ مِصْرَ وَتَبْسُطُ الْحَبَشَةُ يَدَيْهَا مُسْرِعَةً إِعْرَاباً عَنْ خُضُوعِهَا للهِ.
٣٢ يَا مَمَالِكَ الأَرْضِ غَنُّوا للهِ. رَنِّمُوا لِلسَّيِّدِ،
٣٣ لِلرَّاكِبِ عَلَى السَّمَاوَاتِ، السَّمَاوَاتِ القَدِيمَةِ، مُنْتَصِراً. هَا هُوَ يُدَوِّي بِصَوْتِهِ عَالِياً، صَوْتِ الْقُدْرَةِ.
٣٤ أَعْطُوا مَجْداً للهِ، فَهُوَ بَسَطَ جَلالَهُ عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَقُوَّتَهُ فِي الْغَمَامِ.
٣٥ أَنْتَ مُرْهِبٌ يَا اللهُ مِنْ مَقَادِسِكَ. إِلَهُ إِسْرَائِيلَ نَفْسُهُ هُوَ الَّذِي يَمُدُّ شَعْبَهُ قُوَّةً وَشِدَّةً. تَبَارَكَ اللهُ.
٦٩
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى السُّوسَنِّ. لِدَاوُدَ
١ خَلِّصْنِي يَا اللهُ، فَإِنَّ الْمِيَاهَ قَدْ غَمَرَتْ نَفْسِي.
٢ غَرِقْتُ فِي حَمْأَةٍ وَلَا مَكَانَ فِيهَا أَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ. خُضْتُ أَعْمَاقَ الْمِيَاهِ. وَطَمَا عَلَيَّ السَّيْلُ.
٣ تَعِبْتُ مِنْ صُرَاخِي. جَفَّ حَلْقِي. كَلَّتْ عَيْنَايَ وَأَنَا أَنْتَظِرُ إِلَهِي.
٤ مُبْغِضِيَّ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ أَكْثَرُ عَدَداً مِنْ شَعْرِ رَأْسِي، وَطَالِبُو هَلاكِي طُغَاةٌ جَائِرُونَ. حِينَئِذٍ رَدَدْتُ مَا لَمْ أَغْتَصِبْهُ.
٥ يَا اللهُ أَنْتَ تَعْرِفُ حَمَاقَتِي، وَمَعَاصِيَّ لَمْ تَخْفَ عَنْكَ.
٦ أَيُّهَا السَّيِّدُ رَبَّ الْجُنُودِ، لَا تَدَعْنِي أَكُونُ عِلَّةَ خِزْيِ مُلْتَمِسِيكَ، وَلَا مَثَارَ خَجَلِ طَالِبِيكَ يَا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ.
٧ لأَنَّنِي تَحَمَّلْتُ الْعَارَ مِنْ أَجْلِكَ، وَغَطَّى الْخَجَلُ وَجْهِي.
٨ صِرْتُ غَرِيباً فِي عُيُونِ إِخْوَتِي، وَأَجْنَبِيًّا فِي نَظَرِ بَنِي أُمِّي.
٩ لأَنَّ الْغَيْرَةَ عَلَى بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي وَتَعْيِيرَاتُ الَّذِينَ يُعَيِّرُونَكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ.
١٠ صُمْتُ وَبَكَيْتُ فَعَيَّرُونِي.
١١ اتَّشَحْتُ بِالمُسُوحِ فَصِرْتُ عِنْدَهُمْ مَثَلاً.
١٢ صِرْتُ حَدِيثَ الْجَالِسِينَ فِي بَابِ الْمَدِينَةِ، وَأُغْنِيَةً لِلسُّكَارَى.
١٣ أَمَّا أَنَا فَإِلَيْكَ صَلاتِي يَا رَبُّ؛ لأَنَّ هَذَا أَوَانُ الرِّضَى، فَاسْتَجِبْ لِي يَا اللهُ بِرَحْمَتِكَ الْغَزِيرَةِ وَبِحَقِّ خَلاصِكَ.
١٤ أَنْقِذْنِي مِنَ الوَحْلِ فَلَا أَغْرَقَ. نَجِّنِي مِنْ مُبْغِضِيَّ وَانْتَشِلْنِي مِنْ أَعْمَاقِ الْمِيَاهِ.
١٥ لَا يَطْمُ عَلَيَّ سَيْلُ الْمِيَاهِ، وَلَا يَبْتَلِعَنِّي الْعُمْقُ، وَلَا تُطْبِقِ الْهُوَّةُ عَلَيَّ فَمَهَا.
١٦ اسْتَجِبْ أَيُّهَا الرَّبُّ لأَنَّ رَحْمَتَكَ صَالِحَةٌ، وَبِحَسَبِ مَرَاحِمِكَ الْوَفِيرَةِ الْتَفِتْ إِلَيَّ.
١٧ لَا تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنْ عَبْدِكَ، لأَنَّنِي فِي ضِيقٍ، فَأَسْرِعْ وَاسْتَجِبْ لِي.
١٨ اقْتَرِبْ إِلَى نَفْسِي، وَفُكَّهَا. افْدِنِي بِأَعْدَائِي
١٩ أَنْتَ عَرَفْتَ عَارِي وَخِزْيِي وَهَوَانِي. أَنْتَ تَعْرِفُ كُلَّ مُضَايِقِيَّ.
٢٠ كَسَرَ الْعَارُ قَلْبِي فَمَرِضْتُ. الْتَمَسْتُ عَطْفاً فَلَمْ أَجِدْ، وَمُعَزِّينَ فَلَمْ أَعْثُرْ عَلَى أَحَدٍ.
٢١ وَضَعُوا عَلْقَماً فِي طَعَامِي، وَفِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلاً.
٢٢ لِتَصِرْ لَهُمْ مَائِدَتُهُمْ فَخّاً وَعَقَبَةً وَعِقَاباً.
٢٣ لِتُظْلِمْ عُيُونُهُمْ كَيْ لَا يُبْصِرُوا وَلْتَكُنْ ظُهُورُهُمْ مُنْحَنِيَةً دَائِماً.
٢٤ صُبَّ سَخَطَكَ عَلَيْهِمْ، وَلْيُدْرِكْهُمْ غَضَبُكَ الْمُحْتَدِمُ.
٢٥ لِيَصِرْ مَسْكَنُهُمْ خَرَاباً، وَلَا يَبْقَ فِي خِيَامِهِمْ سَاكِنٌ.
٢٦ لأَنَّهُمْ يَضْطَهِدُونَ مَنْ عَاقَبْتَهُ، وَيَشْمَتُونَ فِي وَجَعِ الَّذِينَ جَرَحْتَهُمْ.
٢٧ زِدْ إِثْماً عَلَى إِثْمِهِمْ وَلَا تُبْرِئْ سَاحَتَهُمْ.
٢٨ لِتُحْذَفْ أَسْمَاؤُهُمْ مِنْ سِجِلِّ الْحَيَاةِ وَلَا تُكْتَبْ مَعَ الأَبْرَارِ.
٢٩ أَمَّا أَنَا فَمُتَضَايِقٌ وَمُتَوَجِّعٌ. فَلْيُرَفِّعْنِي خَلاصُكَ يَا اللهُ.
٣٠ أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِنَشِيدٍ وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ.
٣١ فَيَطِيبُ ذَلِكَ لَدَى الرَّبِّ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَةٍ: ثَوْرٍ أَوْ عِجْلٍ.
٣٢ يَرَى الْوُدَعَاءُ ذَلِكَ فَيَفْرَحُونَ. وَتَحْيَا نُفُوسُكُمْ يَا طَالِبِي اللهِ.
٣٣ لأَنَّ الرَّبَّ يَسْتَجِيبُ لِلْمُحْتَاجِينَ وَلَا يَحْتَقِرُ شَعْبَهُ الأَسِيرَ.
٣٤ تُسَبِّحُهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَالْبِحَارُ وَكُلُّ مَا يَتَحَرَّكَ فِيهَا.
٣٥ لأَنَّ اللهَ يُخَلِّصُ صِهْيَوْنَ وَيَبْنِي مُدُنَ يَهُوذَا، فَيَسْكُنُ الشَّعْبُ فِيهَا وَيَمْتَلِكُهَا.
٣٦ تَرِثُهَا ذُرِّيَّةُ عَبِيدِهِ، وَمُحِبُّو اسْمِهِ يَسْكُنوُنَ فِيهَا.
٧٠
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ. لِلتَّذْكِيرِ
١ هَلُمَّ أَنْقِذْنِي يَا رَبُّ، وَأَسْرِعْ إِلَى مَعُونَتِي.
٢ لِيَخْزَ وَيَخْجَلِ السَّاعُونَ إِلَى قَتْلِي. لِيَرْتَدَّ وَيَخْجَلِ السَّاعُونَ لأَذِيَّتِي.
٣ لِيَرْجِعِ السَّاخِرُونَ مِنِّي مُكَلَّلِينَ بِالْعَارِ.
٤ لِيَفْرَحْ وَيَبْتَهِجْ بِكَ جَمِيعُ طَالِبِيكَ. وَلْيَقُلْ دَائِماً مُحِبُّو خَلاصِكَ: لِيَتَعَظَّمِ الرَّبُّ.
٥ إِنَّمَا أَنَا مُتَضَايِقٌ وَمُحْتَاجٌ، فَأَسْرِعِ الْلَهُمَّ إِلَيَّ. أَنْتَ عَوْنِي وَمُنْقِذِي. يَا رَبُّ لَا تَتَبَاطَأْ.
٧١
١ يَا رَبُّ بِكَ احْتَمَيْتُ فَلَا تَدَعْنِي أَخْزَى إِلَى الأَبَدِ.
٢ أَنْقِذْنِي وَفْقاً لِعَدْلِكَ وَنَجِّنِي. أَرْهِفْ إِلَيَّ أُذُنَكَ وَخَلِّصْنِي.
٣ كُنْ لِي صَخْرَةَ مَلْجَأٍ أَلُوذُ بِها دَائِماً. أَنْتَ أَمَرْتَ بِخَلاصِي لأَنَّكَ صَخْرَتِي وَحِصْنِي.
٤ يَا إِلَهِي أَنْقِذْنِي مِنْ يَدِ الشِّرِّيرِ، مِنْ قَبْضَةِ الأَثِيمِ وَالظَّالِمِ.
٥ فَإِنَّكَ أَنْتَ رَجَائِي أَيُّهَا السَّيِّدُ، وَمَوْضِعُ ثِقَتِي مُنْذُ صِبَايَ.
٦ عَلَيْكَ اعْتَمَدْتُ مُنْذُ وِلادَتِي، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّي أَخْرَجْتَنِي، فَإِيَّاكَ أُسَبِّحُ فِي كُلِّ حِينٍ.
٧ صِرْتُ مَثَارَ اسْتِهْجَانٍ عِنْدَ كَثِيرِينَ، لَكِنَّكَ أَنْتَ مَلْجَإِي الْقَوِيُّ.
٨ لِيَمْتَلِئْ فَمِي مِنْ تَسْبِيحِكَ وَمِنْ تَمْجِيدِكَ طُولَ النَّهَارِ.
٩ لَا تَنْبِذْنِي فِي شَيْخُوخَتِي، وَلَا تَخْذِلْنِي عِنْدَ اضْمِحْلالِ قُوَّتِي.
١٠ لأَنَّ أَعْدَائِي يَتَكَلَّمُونَ عَلَيَّ وَالْمُتَرَبِّصِينَ بِي يَتَآمَرُونَ مَعاً.
١١ قَائِلِينَ: «قَدْ تَرَكَهُ اللهُ، فَطَارِدُوهُ وَاقْبِضُوا عَلَيْهِ لأَنَّهُ لَا مُنْقِذَ لَهُ».
١٢ لَا تَبْتَعِدْ عَنِّي يَا اللهُ. أَسْرِعْ إِلَى مَعُونَتِي يَا إِلَهِي.
١٣ لِيَخْزَ وَيَبِدْ خُصُومُ نَفْسِي. لِيَكْتَسِ الْعَارَ وَالْهَوَانَ الْمُلْتَمِسُونَ أَذِيَّتِي.
١٤ أَمَّا أَنَا فَإِيَّاكَ أَرْجُو دَائِماً، وَأُكْثِرُ مِنْ تَسْبِيحِكَ.
١٥ أُخْبِرُ بِبِرِّكَ وَخَلاصِكَ طُولَ النَّهَارِ، وَإِنْ كَانَا يَفُوقَانِ إِدْرَاكِي.
١٦ أَجِيءُ (مُؤَيَّداً) بِقُوَّةِ السَّيِّدِ الرَّبِّ، لأَذْكُرَ بِرَّكَ وَحْدَكَ.
١٧ قَدْ عَلَّمْتَنِي يَا اللهُ مُنْذُ صِبَايَ، فَلَمْ أَكُفَّ لَحْظَةً عَنْ إِعْلانِ عَجَائِبِكَ.
١٨ لَا تَتْرُكْنِي فِي الشَّيْخُوخَةِ وَالشَّيْبِ يَا اللهُ، حَتَّى أُخْبِرَ هَذَا الْجِيلَ بِأَعْمَالِ قُدْرَتِكَ، وَبِقُوَّتِكَ (الْجِيلَ) الآتِي.
١٩ بِرُّكَ مُتَعَالٍ يَا اللهُ، وَأَعْمَالُكَ الَّتِي صَنَعْتَ عَظِيمَةٌ، فَمَنْ مِثْلُكَ يَا اللهُ!
٢٠ أَنْتَ الَّذِي اجْتَزْتَ بِنَا ضِيقَاتٍ كَثِيرَةً وَقَاسِيَةً، وَلَكِنَّكَ تَعُودُ فَتُحْيِينَا، وَتُصْعِدُنَا مِنْ جَدِيدٍ مِنْ أَعْمَاقِ الأَرْضِ.
٢١ تَزِيدُنِي شَرَفاً وَتُطَوِّقُنِي بِتَعْزِيَتِكَ.
٢٢ سَأَحْمَدُكَ وَأُشِيدُ بِحَقِّكَ عَلَى الرَّبَابِ يَا إِلَهِي. أَشْدُو لَكَ عَلَى الْعُودِ يَا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ.
٢٣ تَبْتَهِجُ شَفَتَايَ عِنْدَمَا أُرَنِّمُ لَكَ، وَكَذَلِكَ نَفْسِي الَّتِي فَدَيْتَهَا.
٢٤ وَيَلْهَجُ لِسَانِي بِبِرِّكَ الْيَوْمَ كُلَّهُ، لأَنَّ السَّاعِينَ إِلَى أَذِيَّتِي يَحِلُّ حَتْماً بِهِمِ الْخِزْيُ وَالْعَارُ.
٧٢
لِسُلَيْمَانَ
١ اللهُمَّ أَعْطِ أَحْكَامَكَ الْعَادِلَةَ لِلْمَلِكِ ولابْنِهِ بِرَّكَ،
٢ فَيَقْضِيَ لِشَعْبِكَ بِالْعَدْلِ وَمَسَاكِينِكَ بِالإِنْصَافِ.
٣ لِتَحْمِلِ الْجِبَالُ لِلشَّعْبِ سَلاماً، وَالتِّلالُ بِرّاً.
٤ لِيَحْكُمِ الْمَلِكُ بِالْحَقِّ لِلْمَسَاكِينِ، وَيُنْقِذْ بَنِي الْبَائِسِينَ، وَيُحَطِّمِ الظَّالِمَ.
٥ لِيَرْهَبُوكَ مَادَامَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ.
٦ لِيَكُنِ الْمَلِكُ كَالْمَطَرِ الْمُنْهَمِرِ عَلَى الْمَرَاعِي الْمَجْزُوزَةِ، كَالْغُيُوثِ الَّتِي تَسْقِي الأَرْضَ.
٧ لِيَزْدَهِرْ فِي أَيَّامِهِ الصِّدِّيقُ، وَيَتَوَافَرِ السَّلامُ مَادَامَ الْقَمَرُ يُضِيءُ.
٨ وَلْتَمْتَدَّ مَمْلَكَتُهُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ، وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ.
٩ أَمَامَهُ يَرْكَعُ أَهْلُ الْبَادِيَةِ، وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ.
١٠ مُلُوكُ تَرْشِيشَ وَالْجُزُرِ يَحْمِلُونَ إِلَيْهِ الْهَدَايَا. مُلُوكُ شَبَا وَسَبَأَ يُقَدِّمُونَ عَطَايَا.
١١ يَنْحَنِي أَمَامَهُ جَمِيعُ الْمُلُوكِ. وَتَتَعَبَّدُ لَهُ كُلُّ الأُمَمِ.
١٢ لأَنَّهُ يُنْقِذُ الْمِسْكِينَ الْمُسْتَغِيثَ الْبَائِسَ الَّذِي لَا مُعِينَ لَهُ.
١٣ يَعْطِفُ عَلَى الْفَقِيرِ وَالْمُحْتَاجِ وَيُخَلِّصُ نُفُوسَ الْمَسَاكِينِ.
١٤ إِذْ يَفْتَدِي نُفُوسَهُمْ مِنَ الظُّلْمِ وَالْعُنْفِ، وَيَحْفَظُ حَيَاتَهُمْ لأَنَّهَا ثَمِينَةٌ فِي عَيْنَيْهِ.
١٥ لِيَحْيَ الْمَلِكُ! لِيُعْطَ لَهُ ذَهَبُ شَبَا. وَلْيُصَلُّوا مِنْ أَجْلِهِ دَائِماً وَيَطْلُبُوا لَهُ بَرَكَةَ اللهِ كُلَّ النَّهَارِ.
١٦ لِتَتَكَاثَرِ الْغِلالُ فِي الأَرْضِ وَعَلَى رُؤُوسِ الْجِبَالِ، وَتَتَمَاوَجْ مِثْلَ أَرْزِ لُبْنَانَ، وَيُزْهِرْ أَهْلُ الْمَدِينَةِ كَعُشْبِ الأَرْضِ.
١٧ يَخْلُدُ اسْمُهُ إِلَى الدَّهْرِ، وَيَدُومُ اسْمُهُ كَدَيْمُومَةِ الشَّمْسِ، وَيَتَبَارَكُ النَّاسُ بِهِ، وَتُطَوِّبُهُ كُلُّ الأُمَمِ.
١٨ تَبَارَكَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ، فَهُوَ وَحْدَهُ صَانِعُ الْعَجَائِبِ.
١٩ تَبَارَكَ اسْمُهُ الْمَجِيدُ إِلَى الأَبَدِ، وَلْتَمْتَلِئِ الأَرْضُ كُلُّهَا مِنْ مَجْدِهِ. آمِين ثُمَّ آمِين.
٢٠ هُنَا تَنْتَهِي صَلَوَاتُ دَاوُدَ بْنِ يَسَّى.
٧٣
الكتاب الثالث: مزمور ٧٣–٨٩
مَزْمُورٌ لآسَافَ
١ حَقّاً إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ بِإِسْرَائِيلَ، بِذَوِي الْقُلُوبِ النَّقِيَّةِ.
٢ أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَوْشَكَتْ قَدَمَايَ أَنْ تَزِلّا، وَخَطَوَاتِي أَنْ تَنْزَلِقَ،
٣ لأَنِّي حَسَدْتُ الْمُتَكَبِّرِينَ، إِذْ شَاهَدْتُ نَجَاحَ الأَشْرَارِ.
٤ فَإِنَّ أَوْجَاعَ الْمَوْتِ لَا تُصِيبُهُمْ وَأَجْسَامَهُمْ سَمِينَةٌ.
٥ لَا يُقَاسُونَ مِنْ أَتْعَابِ الْبَشَرِ، وَلَا يُعَانُونَ مِنَ الْمَصَائِبِ كَالنَّاسِ.
٦ لِذَلِكَ لَبِسُوا الْكِبْرِيَاءَ كَقِلادَةٍ، وَارْتَدَوْا الظُّلْمَ كَثَوْبٍ.
٧ عُيُونُهُمْ جَاحِظَةٌ مِنْ كَثْرَةِ شَحْمِ طَمَعِهِمْ. وَشَرُّهُمْ تَجَاوَزَ مَا يَتَصَوَّرُهُ الْقَلْبُ.
٨ يَسْتَهْزِئُونَ وَيَتَكَلَّمُونَ بِالظُّلْمِ خُبْثاً، وَبِكِبْرِيَاءَ يَنْطِقُونَ.
٩ جَدَّفُوا عَلَى السَّمَاءِ بِأَفْوَاهِهِمْ، وَلَوَّثُوا الأَرْضَ بِخُبْثِ أَلْسِنَتِهِمْ.
١٠ حَتَّى شَعْبُ اللهِ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِمْ، وَيُصَدِّقُونَ مَا يَقُولُونَهُ لَهُمْ.
١١ أَمَّا هُمْ فَيَقُولُونَ: كَيْفَ يَعْلَمُ اللهُ، وَهَلْ يَدْرِي الْعَلِيُّ بِمَا يَحْدُثُ؟
١٢ هَا هُمُ الأَشْرَارُ الْمُفْلِحُونَ فِي الْعَالَمِ يَزْدَادُونَ ثَرْوَةً.
١٣ بَاطِلاً قَدْ طَهَّرْتُ قَلْبِي وَغَسَلْتُ يَدَيَّ بِالنَّقَاوَةِ.
١٤ لَقَدْ جَعَلْتَنِي يَا رَبُّ مُصَاباً طُولَ النَّهَارِ، وَأَوْقَعْتَ علَيَّ عِقَابَكَ كُلَّ صَبَاحٍ.
١٥ لَوْ أَنَّنِي نَطَقْتُ بِمِثْلِ هَذَا، لَكُنْتُ قَدْ خُنْتُ جِيلَ أَوْلادِكَ.
١٦ وَعِنْدَمَا نَوَيْتُ أَنْ أَفْهَمَ هَذَا، تَعَذَّرَ الأَمْرُ عَلَيَّ،
١٧ إِلَى أَنْ دَخَلْتُ أَقْدَاسَ اللهِ، وَتَأَمَّلْتُ آخِرَةَ الأَشْرَارِ
١٨ حَقّاً إِنَّكَ أَوْقَفْتَهُمْ فِي أَمَاكِنَ زَلِقَةٍ، وَأَوْقَعْتَهُمْ فِي التَّهْلُكَاتِ.
١٩ كَيْفَ صَارُوا لِلْخَرَابِ فَجْأَةً؟ انْقَرَضُوا وَأَفْنَتْهُمُ الدَّوَاهِي.
٢٠ كَحُلْمٍ يَتَلاشَى عِنْدَ الْيَقَظَةِ هَكَذَا تَخْتَفِي صُورَتُهُمْ عِنْدَمَا تَنْهَضُ يَا رَبُّ لِمُعَاقَبَتِهِمْ.
٢١ عِنْدَمَا تَمَرْمَرَ قَلْبِي وَوَخَزَنِي ضَمِيرِي،
٢٢ أَدْرَكْتُ أَنَّنِي كُنْتُ غَبِيًّا لَا أَعْرِفُ شَيْئاً، إِذْ كُنْتُ كَبَهِيمَةٍ أَمَامَكَ.
٢٣ غَيْرَ أَنِّي مَعَكَ دَائِماً، وَأَنْتَ قَدْ أَمْسَكْتَ بِيَدِي الْيُمْنَى.
٢٤ تَهْدِينِي بِمَشُورَتِكَ، وَبَعْدَ ذَلِكَ تَأْخُذُنِي إِلَى الْمَجْدِ.
٢٥ مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ غَيْرُكَ؟ وَلَسْتُ أَبْغِي فِي الأَرْضِ أَحَداً مَعَكَ.
٢٦ إِنَّ جَسَدِي وَقَلْبِي يَفْنَيَانِ، أَمَّا اللهُ فَهُوَ صَخْرَةُ قَلْبِي وَنَصِيبِي إِلَى الدَّهْرِ.
٢٧ هُوَذَا الْمُبْتَعِدُونَ عَنْكَ يَهْلِكُونَ وَأَنْتَ تُدَمِّرُ كُلَّ مَنْ يَخُونُكَ.
٢٨ أَمَّا أَنَا فَخَيْرٌ لِي أَنْ أَقْتَرِبَ إِلَى اللهِ، لأَنِّي عَلَى السَّيِّدِ تَوَكَّلْتُ، لأُحَدِّثَ بِجَمِيعِ عَجَائِبِكَ.
٧٤
مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ لآسَافَ
١ يَا اللهُ لِمَاذَا نَبَذْتَنَا إِلَى الأَبَدِ؟ لِمَاذَا ثَارَ غَضَبُكَ الشَّدِيدُ عَلَى غَنَمِ مَرْعَاكَ؟
٢ اذْكُرْ جَمَاعَتَكَ الَّتِي اقْتَنَيْتَهَا مُنْذُ الْقِدَمِ، وَالَّتِي افْتَدَيْتَهَا لِتَجْعَلَهَا سِبْطَ مِيرَاثِكَ. اذْكُرْ جَبَلَ صِهْيَوْنَ الَّذِي أَقَمْتَ فِيهِ.
٣ سِرْ يَا رَبُّ مُسْرِعاً وَسَطَ هَذِهِ الْخَرَائِبِ الدَّائِمَةِ، فَإِنَّ الْعَدُوَّ قَدْ دَمَّرَ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَيْتِكَ الْمُقَدَّسِ.
٤ إِنَّ خُصُومَكَ يُزَمْجِرُونَ فِي وَسَطِ مَحْفَلِكَ، وَيَنْصِبُونَ أَصْنَامَهُمْ شَارَاتٍ لِلنَّصْرِ.
٥ يَظْهَرُ الْعَدُوُّ كَأَنَّهُ يَهْوِي بِالْفُؤُوسِ عَلَى الأَشْجَارِ الْكَثِيفَةِ.
٦ هَدَمُوا مَنْقُوشَاتِهِ كُلَّهَا بِالْمَطَارِقِ وَالْمَعَاوِلِ.
٧ أَضْرَمُوا النَّارَ فِي مَقْدِسِكَ، وَدَنَّسُوهُ إِذْ قَوَّضُوا مَقَرَّ اسْمِكَ إِلَى الأَرْضِ.
٨ قَالُوا فِي أَنْفُسِهِمْ: لِنُبِدْهُمْ جَمِيعاً. وَأَحْرَقُوا كُلَّ مَحَافِلِ اللهِ فِي الْبِلادِ.
٩ لَمْ نَعُدْ نَشْهَدُ رُمُوزَ عِبَادَتِنَا، وَلَمْ يَبْقَ نَبِيٌّ بَعْدُ، وَلَيْسَ بَيْنَنَا مَنْ يَعْرِفُ مَتَى تَكُونُ خَاتِمَةُ الأَمْرِ.
١٠ يَا اللهُ: إِلَى مَتَى يُعَيِّرُنَا الْخَصْمُ؟ أَيَظَلُّ الْعَدُوُّ يَسْتَهِينُ بِاسْمِكَ إِلَى الأَبَدِ؟
١١ لِمَاذَا تَرْفُضُ أَنْ تَمُدَّ يَدَ الْعَوْنِ؟ لِمَاذَا تُبْقِي يَمِينَكَ خَلْفَكَ؟ أَخْرِجْهَا وَأَفْنِهِمْ.
١٢ إِنَّمَا اللهُ مَلِكِي مُنْذُ الْقَدِيمِ، صَانِعُ الْخَلاصِ فِي وَسَطِ الأَرْضِ.
١٣ أَنْتَ فَلَقْتَ الْبَحْرَ بِقُوَّتِكَ وَحَطَّمْتَ رُؤُوسَ التَّنَانِينِ.
١٤ أَنْتَ مَزَّقْتَ رُؤُوسَ فِرْعَوْنَ وَجَيْشِهِ، وَجَعَلْتَهُ قُوتاً لِلْحَيَوَانَاتِ الْمُتَوَحِّشَةِ
١٥ فَجَّرْتَ نَبْعاً وَجَدْوَلاً، وَجَفَّفْتَ أَنْهَاراً دَائِمَةَ الْجَرَيَانِ.
١٦ لَكَ النَّهَارُ وَاللَّيْلُ أَيْضاً. أَنْتَ كَوَّنْتَ الْكَوَاكِبَ الْمُنِيرَةَ وَالشَّمْسَ.
١٧ نَصَبْتَ حُدُودَ الأَرْضِ، وَخَلَقْتَ الصَّيْفَ وَالشِّتَاءَ.
١٨ إِنَّمَا اذْكُرْ أَنَّ عَدُوّاً قَدْ عَيَّرَ الرَّبَّ، وَشَعْباً جَاهِلاً قَدِ اسْتَهَانَ بِاسْمِكَ.
١٩ لَا تُسَلِّمْ لِلْوَحْشِ نَفْسَ شَعْبِكَ الضَّعِيفِ، وَلَا تَنْسَ إِلَى الأَبَدِ حَيَاةَ جُمْهُورِكَ الْمُضْطَهَدِ.
٢٠ اذْكُرِ الْعَهْدَ الَّذِي قَطَعْتَهُ لَنَا، فَإِنَّ الظُّلْمَ كَامِنٌ فِي كُلِّ رُكْنٍ مُظْلِمٍ مِنَ الأَرْضِ.
٢١ لَا تَدَعِ الْمُنْسَحِقَ يَرْجِعُ بِالْخِزْيِ، بَلْ لِيُسَبِّحِ اسْمَكَ الْفَقِيرُ وَالْبَائِسُ.
٢٢ قُمْ يَا اللهُ وَدَافِعْ عَنْ دَعْوَاكَ. اذْكُرْ كَيْفَ يُعَيِّرُكَ الْجَاهِلُ طُولَ النَّهَارِ.
٢٣ لَا تَنْسَ أَصْوَاتَ خُصُومِكَ، فَإِنَّ ضَجِيجَ الثَّائِرِينَ عَلَيْكَ يَتَصَاعَدُ دَائِماً.
٧٥
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى لَا تُهْلِكْ. مَزْمُورٌ لآسَافَ تَسْبِيحَةٌ
١ نَحْمَدُكَ يَا اللهُ نَحْمَدُكَ، لأَنَّ اسْمَكَ قَرِيبٌ مِنْ شَعْبِكَ الَّذِي يُخْبِرُ بِمَا صَنَعْتَ مِنْ عَجَائِبَ.
٢ يَقُولُ اللهُ: «أَنَا أَخْتَارُ مِيعَادِي وَبِالإِنْصَافِ أَنَا أَقْضِي.
٣ عِنْدَمَا تَهْتَزُّ الأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ أَحْيَاءَ، أَنَا مَنْ يُوَطِّدُ أَرْكَانَهَا.
٤ أَقُولُ لِلْمُتَغَطْرِسِينَ: لَا تَتَفَاخَرُوا فِيمَا بَعْدُ،
٥ وَللأَشْرَارِ: لَا تَتَشَامَخُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَلَا تَتَكَلَّمُوا بِأَعْنَاقٍ مُتَصَلِّفَةٍ».
٦ فَإِنَّ الرِّفْعَةَ لَا تَأْتِي مِنَ الْمَشْرِقِ وَلَا مِنَ الْمَغْرِبِ. وَلَا مِنَ الشِّمَالِ وَلَا مِنَ الْجَنُوبِ.
٧ فَاللهُ هُوَ الدَّيَّانُ، يَرْفَعُ وَاحِداً وَيَخْفِضُ آخَرَ.
٨ فِي يَدِ الرَّبِّ كَأْسُ خَمْرٍ مُزْبِدَةٍ مَمْزُوجَةٍ. يَصُبُّهَا فَيَشْرَبُهَا كُلُّ الأَشْرَارِ حَتَّى ثُمَالَتِهَا.
٩ أَمَّا أَنَا فَلَنْ أَكُفَّ عَنِ الْحَدِيثِ عَنْ إِلَهِ يَعْقُوبَ. أُرَنِّمُ لَهُ دَائِماً.
١٠ يُحَطِّمُ قُوَّةَ الشِّرِّيرِ، أَمَّا قُوَّةُ الْبَارِّ فَتَعْظُمُ.
٧٦
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. عَلَى الآلاتِ الْوَتَرِيَّةِ. مَزْمُورٌ لآسَافَ. تَسْبِيحَةٌ.
١ اللهُ مَعْرُوفٌ فِي يَهُوذَا وَاسْمُهُ مُعَظَّمٌ فِي إِسْرَائِيلَ.
٢ خَيْمَتُهُ فِي أُورُشَلِيمَ وَمَسْكَنُهُ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ.
٣ هُنَاكَ حَطَّمَ السِّهَامَ الْبَارِقَةَ، وَالتُّرْسَ وَالسَّيْفَ وَكُلَّ أَسْلِحَةِ الْحَرْبِ.
٤ أَنْتَ أَمْجَدُ وَأَعْظَمُ جَلالاً مِنَ الْجِبَالِ الْخَالِدَةِ
٥ سَلَبْتَ أَبْطَالَهُمْ، فَنَامُوا نَوْمَ الْمَوْتِ، وَلَمْ تَنْفَعْهُمْ قُدْرَاتُهُمْ.
٦ مِنْ زَجْرِكَ يَا إِلَهَ يَعْقُوبَ تُصْرَعُ الْفُرْسَانُ وَالْخُيُولُ.
٧ إِنَّمَا أَنْتَ مَهُوبٌ، فَمَنْ يَقِفُ أَمَامَكَ فِي غَضَبِكَ؟
٨ مِنَ السَّمَاءِ أَصْدَرْتَ حُكْماً فَلَمَّا سَمِعَتْهُ الأَرْضُ فَزِعَتْ وَصَمَتَتْ.
٩ كَانَ ذَلِكَ عِنْدَمَا قُمْتَ لِلْقَضَاءِ لِتُخَلِّصَ وُدَعَاءَ الأَرْضِ كُلَّهُمْ.
١٠ حَقّاً يَحْمَدُكَ غَضَبُ الإِنْسَانِ، وَمَا تَبَقَّى مِنَ الْغَضَبِ تَتَمَنْطَقُ أَنْتَ بِهِ.
١١ انْذِرُوا وَأَوْفُوا لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ. يَا جَمِيعَ مَنْ حَوْلَهُ قَدِّمُوا هَدِيَّةً لِلْمَهُوبِ،
١٢ فَهُوَ يَسْتَأْصِلُ أَرْوَاحَ رُؤَسَاءِ الأَرْضِ، وَيُرْهِبُ مُلُوكَهَا الْعُظَمَاءَ.
٧٧
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى يَدُوثُونَ. لآسَافَ. مَزْمُورٌ
١ إِلَى اللهِ أَرْفَعُ صَوْتِي، إِلَى اللهِ أَصْرُخُ فَيُصْغِي إِلَيَّ.
٢ فِي يَوْمِ ضِيقِي طَلَبْتُ الرَّبَّ. انْبَسَطَتْ يَدِي طُولَ اللَّيْلِ فَلَمْ تَكِلَّ. أَبَتْ نَفْسِي الْعَزَاءَ.
٣ أَذْكُرُ الرَّبَّ فَأَتَنَهَّدُ، أُنَاجِي نَفْسِي فَيُغْشَى عَلَى رُوحِي.
٤ أَمْسَكْتَ أَجْفَانِي عَنِ النَّوْمِ. اعْتَرَانِي الْقَلَقُ فَعَجَزْتُ عَنِ الْكَلامِ.
٥ فَكَّرْتُ فِي الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ وَفِي السِّنِينَ السَّحِيقَةِ.
٦ فِي اللَّيْلِ أَتَذَكَّرُ تَرْنِيمِي، وَأُنَاجِي قَلْبِي، وَتَجِدُّ فِي الْبَحْثِ نَفْسِي.
٧ هَلْ إِلَى الأَبَدِ يَرْفُضُنَا الرَّبُّ وَلَا يَرْضَى عَنَّا أَبَداً؟
٨ هَلِ انْتَهَتْ رَحْمَتُهُ إِلَى الأَبَدِ؟ هَلِ انْقَطَعَتْ عَنَّا مَوَاعِيدُهُ؟
٩ أَلَعَلَّ اللهَ نَسِيَ رَأْفَتَهُ؟ أَمْ حَبَسَ بِغَضَبٍ مَرَاحِمَهُ؟
١٠ ثُمَّ قُلْتُ: «هَذَا يُسْقِمُنِي: أَنَّ يَمِينَ اللهِ الْعَلِيِّ قَدْ تَحَوَّلَتْ (عَنَّا).»
١١ أَذْكُرُ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ. أَذْكُرُ عَجَائِبَكَ الَّتِي عَمِلْتَهَا فِي الْقَدِيمِ،
١٢ وَأَتَأَمَّلُ جَمِيعَ أَفْعَالِكَ وَأُنَاجِي بِكُلِّ مَا صَنَعْتَهُ.
١٣ يَا اللهُ، إِنَّ طَرِيقَكَ هِيَ الْقَدَاسَةُ، فَأَيُّ إِلَهٍ عَظِيمٌ مِثْلُ اللهِ؟
١٤ أَنْتَ الإِلَهُ الصَّانِعُ الْعَجَائِبَ، وَقَدْ أَعْلَنْتَ قُوَّتَكَ بَيْنَ الشُّعُوبِ.
١٥ بِذِرَاعِكَ القَدِيرَةِ افْتَدَيْتَ شَعْبَكَ بَنِي يَعْقُوبَ وَيُوسُفَ.
١٦ رَأَتْكَ الْمِيَاهُ يَا اللهُ فَارْتَجَفَتْ وَاضْطَرَبَتْ أَعْمَاقُهَا أَيْضاً.
١٧ سَكَبَتِ الْغُيُومُ مَاءً وَأَرْعَدَتِ السُّحُبُ، وَتَطَايَرَتْ سِهَامُكَ.
١٨ (زَأَرَ) صَوْتُ رَعْدِكَ فِي الزَّوْبَعَةِ، فَأَضَاءَتِ الْبُرُوقُ الْمَسْكُونَةَ، وَارْتَعَدَتِ الأَرْضُ وَاهْتَزَّتْ.
١٩ إِنَّمَا فِي الْبَحْرِ طَرِيقُكَ، وَمَسَالِكُكَ فِي الْمِيَاهِ الْغَامِرَةِ، وَآثَارُ خُطْوَاتِكَ لَا تُتَقَصَّى.
٢٠ هَدَيْتَ شَعْبَكَ كَقَطِيعٍ عَلَى يَدِ مُوسَى وَهَارُونَ.
٧٨
مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ لآسَافَ
١ أَصْغِ يَا شَعْبِي إِلَى شَرِيعَتِي، أَرْهِفُوا آذَانَكُمْ إِلَى أَقْوَالِ فَمِي.
٢ أَفْتَحُ فَمِي بِمَثَلٍ وَأَنْطِقُ بِأَلْغَازٍ قَدِيمَةٍ جِدّاً،
٣ سَمِعْنَاهَا وَعَرَفْنَاهَا وَحَدَّثَنَا بِها آبَاؤُنَا.
٤ لَا نَكْتُمُهَا عَنْ أَبْنَائِنَا بَلْ نُخْبِرُ الْجِيلَ الْقَادِمَ عَنْ قُوَّةِ الرَّبِّ وَعَجَائِبِهِ الَّتِي صَنَعَ.
٥ أَعْطَى شَرَائِعَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَوَامِرَ لِذُرِّيَّةِ يَعْقُوبَ، أَوْصَى فِيهَا آبَاءَنَا أَنْ يُعَرِّفُوا بِها أَبْنَاءَهُمْ.
٦ لِكَيْ يَعْرِفَهَا الْجِيلُ الْقَادِمُ، الْبَنُونَ الَّذِينَ لَمْ يُوْلَدُوا بَعْدُ، فَيُعَلِّمُوهَا أَيْضاً لأَبْنَائِهِمْ،
٧ فَيَضَعُوا عَلَى اللهِ اتِّكَالَهُمْ وَلَا يَنْسَوْا أَعْمَالَهُ، بَلْ يَحْفَظُوا وَصَايَاهُ،
٨ وَلَا يَكُونُوا مِثْلَ آبَائِهِمْ، جِيلاً عَنِيداً مُتَمَرِّداً، جِيلاً لَمْ يُثَبِّتْ قَلْبَهُ وَلَا كَانَتْ رُوحُهُ أَمِينَةً لِلهِ.
٩ رُمَاةُ الْقَوْسِ، بَنُو أَفْرَايِمَ تَقَهْقَرُوا فِي يَوْمِ الْمَعْرَكَةِ.
١٠ لأَنَّهُمْ لَمْ يُرَاعُوا عَهْدَ اللهِ، وَرَفَضُوا السُّلُوكَ فِي شَرِيعَتِهِ.
١١ نَسُوا أَفْعَالَهُ وَعَجَائِبَهُ الَّتِي أَظْهَرَهَا لَهُمُ،
١٢ الْعَجَائِبَ الَّتِي رَآهَا آبَاؤُهُمْ فِي سَهْلِ صُوعَنَ فِي أَرْضِ مِصْرَ.
١٣ شَقَّ الْبَحْرَ وَأَجَازَهُمْ، وَجَعَلَ الْمِيَاهَ تَقِفُ كَجِدَارٍ.
١٤ أَرْشَدَهُمْ بِالسَّحَابِ نَهَاراً وَبِنُورِ نَارٍ اللَّيْلَ كُلَّهُ.
١٥ شَقَّ صُخُوراً فِي الْبَرِّيَّةِ وَسَقَاهُمْ مَاءً غَزِيراً كَأَنَّهُ مِنَ اللُّجَجِ.
١٦ أَخْرَجَ مِنَ الصَّخْرَةِ سَوَاقِيَ، أَجْرَى مِيَاهَهَا كَأَنْهَارٍ.
١٧ لَكِنَّهُمْ أَوْغَلُوا فِي غَيِّهِمْ مُسْتَثِيرِينَ غَضَبَ الْعَلِيِّ فِي الصَّحْرَاءِ.
١٨ وَجَرَّبُوا اللهَ فِي قُلُوبِهِمْ، طَالِبِينَ طَعَاماً اشْتَهَتْهُ نُفُوسُهُمْ
١٩ وَتَذَمَّرُوا عَلَى اللهِ قَائِلِينَ: أَيَقْدِرُ اللهُ أَنْ يَبْسُطَ لَنَا مَائِدَةً فِي الْبَرِّيَّةِ؟
٢٠ هَا هُوَ قَدْ ضَرَبَ الصَّخْرَةَ فَتَفَجَّرَتْ مِنْهَا الْمِيَاهُ وَفَاضَتِ الأَنْهَارُ، فَهَلْ يَقْدِرُ أَيْضاً أَنْ يُقَدِّمَ الْخُبْزَ أَوْ يُوَفِّرَ اللَّحْمَ لِشَعْبِهِ؟
٢١ فَلَمَّا سَمِعَ اللهُ ذَلِكَ ثَارَ غَضَبُهُ، وَانْدَلَعَتِ النَّارُ فِي يَعْقُوبَ، وَاشْتَدَّ السَّخَطُ عَلَى إِسْرَائِيلَ،
٢٢ لأَنَّهُمْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ وَلَمْ يَتَّكِلُوا عَلَى خَلاصِهِ.
٢٣ وَمَعَ ذَلِكَ أَمَرَ السَّحَابَ وَفَتَحَ أَبْوَابَ السَّمَاوَاتِ،
٢٤ فَأَمْطَرَ عَلَيْهِمِ الْمَنَّ لِيَأْكُلُوا، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمْ حِنْطَةَ السَّمَاوَاتِ.
٢٥ فَأَكَلَ الإِنْسَانُ خُبْزَ الْمَلائِكَةِ، إِذْ أَرْسَلَ لَهُمْ زَاداً حَتَّى شَبِعُوا.
٢٦ أَثَارَ رِيحاً شَرْقِيَّةً فِي السَّمَاوَاتِ، وَبِقُوَّتِهِ سَاقَ رِيحاً جَنُوبِيَّةً.
٢٧ فَأَمْطَرَ عَلَيْهِمْ لَحْماً كَثِيراً كَالتُّرَابِ، وَطُيُوراً كَرَمْلِ الْبَحْرِ،
٢٨ جَعَلَهَا تَتَسَاقَطُ فِي وَسَطِ خِيَامِهِمْ حَوْلَ مَسَاكِنِهِمْ.
٢٩ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا جِدّاً، وَأَعْطَاهُمْ مُشْتَهَاهُمْ.
٣٠ وَقَبْلَ أَنْ يَفْرُغُوا مِنَ الطَّعَامِ الَّذِي اشْتَهَوْهُ، وَهُوَ بَعْدُ فِي أَفْوَاهِهِمْ،
٣١ ثَارَ عَلَيْهِمْ غَضَبُ اللهِ، فَقَتَلَ أَسْمَنَهُمْ وَصَرَعَ نُخْبَتَهُمْ.
٣٢ وَمَعَ هَذَا ظَلُّوا يُخْطِئُونَ، وَبِالرَّغْمِ مِن عَجَائِبِهِ لَمْ يُؤْمِنُوا،
٣٣ فَأَفْنَى أَيَّامَهُمْ بِالْبَاطِلِ وَسِنِيهِمْ فِي الرُّعْبِ.
٣٤ وَعِنْدَمَا قَتَلَ بَعْضَهُمْ، رَجَعُوا بِحَرَارَةٍ تَائِبِينَ يَلْتَمِسُونَ اللهَ.
٣٥ تَذَكَّرُوا أَنَّ اللهَ صَخْرَتُهُمْ وَالإِلَهَ الْعَلِيَّ فَادِيهِمْ.
٣٦ وَلَكِنَّهُمْ خَادَعُوهُ بِأَفْوَاهِهِمْ، وَنَافَقُوهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ.
٣٧ لَمْ يَكُونُوا مُخْلِصِينَ لَهُ، وَلَا كَانُوا أَوْفِيَاءَ لِعَهْدِهِ.
٣٨ لَكِنَّهُ كَانَ رَحِيماً، فَعَفَا عَنِ الإِثْمِ وَلَمْ يُهْلِكْهُمْ. وَكَثِيراً مَا كَبَحَ غَضَبَهُ عَنْهُمْ وَلَمْ يُضْرِمْ كُلَّ سَخَطِهِ.
٣٩ ذَكَرَ أَنَّهُمْ بَشَرٌ كَالرِّيحِ الَّتِي تَذْهَبُ وَلَا تَعُودُ.
٤٠ كَمْ تَمَرَّدُوا عَلَيْهِ فِي الْبَرِّيَّةِ وَأَحْزَنُوهُ فِي الصَّحْرَاءِ.
٤١ ثُمَّ عَادُوا يُجَرِّبُونَ اللهَ وَيُغِيظُونَ قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ.
٤٢ لَمْ يَذْكُرُوا قُوَّتَهُ يَوْمَ أَنْقَذَهُمْ مِنْ طَالِبِيهِمْ،
٤٣ كَيْفَ أَجْرَى آيَاتِهِ فِي مِصْرَ وَعَجَائِبَهُ فِي سُهُولِ صُوعَنَ.
٤٤ إِذْ حَوَّلَ أَنْهَارَهُمْ وَسَوَاقِيَهُمْ دَماً حَتَّى لَا يَشْرَبُوا.
٤٥ أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ بَعُوضاً فَأَكَلَهُمْ، وَضَفَادِعَ فَأَهْلَكَتْهُمْ.
٤٦ أَسْلَمَ غَلَّتَهُمْ لِلْجَنَادِبِ وَمَحَاصِيلَهُمْ لِلْجَرَادِ لِيُدَمِّرَهَا.
٤٧ أَتْلَفَ كُرُومَهُمْ بِالْبَرَدِ وَجُمَّيْزَهُمْ بِالصَّقِيعِ،
٤٨ وَدَفَعَ بَهَائِمَهُمْ إِلَى الْبَرَدِ، وَمَوَاشِيَهُمْ إِلَى نَارِ الْبُرُوقِ.
٤٩ أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ حِمَمَ غَضَبِهِ، وَسَخَطِهِ وَغَيْظِهِ، وَأَطْلَقَ عَلَيْهِمْ حَمْلَةً مِنْ مَلائِكَةِ الْهَلاكِ.
٥٠ أَفْلَتَ عِنَانَ غَضَبِهِ، وَلَمْ يَحْفَظْهُمْ مِنَ الْمَوْتِ، بَلْ أَهْلَكَهُمْ بِالْوَبَإِ،
٥١ وَأَبَادَ كُلَّ أَبْكَارِ مِصْرَ، طَلائِعَ ثِمَارِ الرُّجُولَةِ فِي خِيَامِ حَامٍ.
٥٢ ثُمَّ سَاقَ شَعْبَهُ كَالْغَنَمِ وَاقْتَادَهُمْ مِثْلَ الْقَطِيعِ فِي الصَّحْرَاءِ.
٥٣ هَدَاهُمْ آمِنِينَ فَلَمْ يَفْزَعُوا. أَمَّا أَعْدَاؤُهُمْ فَطَغَى الْبَحْرُ عَلَيْهِمْ وَغَمَرَهُمْ.
٥٤ وَأَدْخَلَهُمْ إِلَى تُخُومِ أَرْضِهِ الْمُقَدَّسَةِ، إِلَى الْجَبَلِ الَّذِي امْتَلَكَتْهُ يَمِينُهُ.
٥٥ ثُمَّ طَرَدَ الأُمَمَ مِنْ أَمَامِهِمْ وَقَسَمَ أَرْضَهُمْ بِالْحَبْلِ لِيَجْعَلَهَا مِيرَاثاً لِشَعْبِهِ، وَأَسْكَنَ فِي خِيَامِهِمْ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ.
٥٦ غَيْرَ أَنَّهُمْ جَرَّبُوا اللهَ الْعَلِيَّ وَتَمَرَّدُوا عَلَيْهِ، وَلَمْ يُرَاعُوا شَهَادَاتِهِ.
٥٧ بَلِ ارْتَدُّوا عَنْهُ وَغَدَرُوا كَمَا فَعَلَ آبَاؤُهُمْ، وَانْحَرَفُوا كَقَوْسٍ مُخْطِئَةٍ.
٥٨ وَأَغَاظُوهُ بِمَعَابِدِ مُرْتَفَعَاتِهِمْ وَأَثَارُوا غَيْرَتَهُ بِأَصْنَامِهِمْ.
٥٩ سَمِعَ اللهُ فَغَضِبَ، وَعَافَتْ نَفْسُهُ إِسْرَائِيلَ جِدّاً.
٦٠ هَجَرَ مَسْكَنَهُ فِي شِيلُوهَ، تِلْكَ الْخَيْمَةَ الَّتِي نَصَبَهَا مَسْكَناً لَهُ بَيْنَ النَّاسِ.
٦١ وَأَسْلَمَ تَابُوتَ عَهْدِ عِزَّتِهِ إِلَى السَّبْيِ وَجَلالَهُ إِلَى يَدِ الْعَدُوِّ.
٦٢ وَدَفَعَ شَعْبَهُ إِلَى السَّيْفِ وَصَبَّ نِقْمَتَهُ عَلَى مِيْرَاثِهِ.
٦٣ فَالْتَهَمَتِ النَّارُ فِتْيَانَهُمْ، وَلَمْ تُنْشَدْ لِعَذَارَاهُمْ أُغْنِيَةُ زَوَاجٍ.
٦٤ سَقَطَ كَهَنَتُهُمْ صَرْعَى السَّيْفِ، وَأَرَامِلُهُمْ لَمْ يَنْدُبْنَ عَلَيْهِمْ.
٦٥ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَمَا يَسْتَيْقِظُ النَّائِمُ، مِثْلَ جَبَّارٍ يَصْرُخُ عَالِياً مِنَ الْخَمْرِ.
٦٦ فَضَرَبَ أَعْدَاءَهُ وَقَهَرَهُمْ، وَجَعَلَهُمْ عَاراً مَدَى الدَّهْرِ.
٦٧ رَفَضَ السُّكْنَى فِي خَيْمَةِ يُوسُفَ وَلَمْ يَخْتَرْ سِبْطَ أَفْرَايِمَ.
٦٨ بَلِ اصْطَفَى سِبْطَ يَهُوذَا، جَبَلَ صِهْيَوْنَ الَّذِي أَحَبَّهُ.
٦٩ فَشَيَّدَ هَيْكَلَهُ، (كَمَسْكِنِهِ) فِي السَّمَاوَاتِ العُلَى. جَعَلَهُ (ثَابِتاً) مِثْلَ الأَرْضِ الَّتِي أَسَّسَهَا إِلَى الأَبَدِ.
٧٠ وَاصْطَفَى دَاوُدَ عَبْدَهُ، وَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ حَظَائِرِ الْغَنَمِ.
٧١ مِنْ خَلْفِ النِّعَاجِ الْمُرْضِعَةِ أَتَى بِهِ، لِيَرْعَى يَعْقُوبَ شَعْبَهُ وَإِسْرَائِيلَ مِيرَاثَهُ.
٧٢ فَرَعَاهُمْ بِقَلْبٍ مُسْتَقِيمٍ، وَهَدَاهُمْ بِيَدَيْهِ الْمَاهِرَتَيْنِ.
٧٩
مَزْمُورٌ لآسَافَ
١ يَا اللهُ، إِنَّ الأُمَمَ قَدْ دَخَلَتْ مِيرَاثَكَ وَنَجَّسَتْ هَيْكَلَكَ الْمُقَدَّسَ وَجَعَلَتْ أُورُشَلِيمَ أَكْوَاماً.
٢ جَعَلُوا جُثَثَ عَبِيدِكَ مَأْكَلاً لِطُيُورِ السَّمَاءِ، وَلُحُومَ قِدِّيسِيكَ لِوُحُوشِ الأَرْضِ.
٣ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ كَالْمَاءِ حَوْلَ أُورُشَلِيمَ، وَلَيْسَ هُنَاكَ مَنْ يَدْفِنُهُمْ.
٤ قَدْ صِرْنَا عَاراً عِنْدَ جِيرَانِنَا، وَمَثَارَ هُزْءٍ وَأُضْحُوكَةً لِمَنْ حَوْلَنَا.
٥ إِلَى مَتَى يَدُومُ هَذَا يَا رَبُّ؟ أَتَبْقَى غَاضِباً تَتَّقِدُ غَيْرَتُكَ كَالنَّارِ إِلَى الأَبَدِ؟
٦ صُبَّ غَضَبَكَ عَلَى الأُمَمِ الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوكَ، وَعَلَى الْمَمَالِكِ الَّتِي لَمْ تَدْعُ بِاسْمِكَ،
٧ فَإِنَّهُمْ قَدِ افْتَرَسُوا يَعْقُوبَ وَقَوَّضُوا مَسْكَنَهُ.
٨ لَا تَذْكُرْ عَلَيْنَا آثَامَ أَجْدَادِنَا، بَلْ دَعْ مَرَاحِمَكَ تُوَافِينَا سَرِيعاً، لأَنَّنَا قَدْ تَذَلَّلْنَا جِدّاً.
٩ أَغِثْنَا أَيُّهَا الإِلَهُ مُخَلِّصُنَا مِنْ أَجْلِ مَجْدِكَ. أَنْقِذْنَا وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ.
١٠ لِمَاذَا تَسْأَلُنَا الأُمَمُ: أَيْنَ إِلَهُكُمْ؟ دَعْنَا نَرَى كَيْفَ يَذِيعُ بَيْنَ الأُمَمِ خَبَرُ انْتِقَامِكَ لِدِمَاءِ عَبِيدِكَ الْمَسْفُوكَةِ.
١١ لِيَتَصَاعَدْ أَمَامَكَ أَنِينُ الْمَأْسُورِ. حَافِظْ بِعَظَمَةِ قُوَّتِكَ عَلَى الْمَحْكُومِ عَلَيْهِمْ بِالْمَوْتِ.
١٢ رُدَّ يَا رَبُّ عَلَى الأُمَمِ سَبْعَ مَرَّاتٍ مَا عَيَّرُوكَ وَأَهَانُوكَ بِهِ،
١٣ فَنَحْمَدَكَ نَحْنُ شَعْبَكَ وَغَنَمَ مَرْعَاكَ إِلَى الأَبَدِ وَنُذِيعَ تَسْبِيحَكَ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ.
٨٠
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. عَلَى السُّوسَنِّ.
١ أَصْغِ يَا رَاعِيَ إِسْرَائِيلَ، يَا مَنْ قُدْتَ (قَوْمَ) يُوسُفَ كَالْقَطِيعِ. تَجَلَّ يَا مَنْ بِنِعْمَتِكَ تَجْلِسُ عَلَى عَرْشِكَ فَوْقَ الْكَرُوبِيمِ
٢ اسْتَثِرْ قُوَّتَكَ الْعَظِيمَةَ أَمَامَ أَفْرَايِمَ وَبَنْيَامِينَ وَمَنَسَّى، وَتَعَالَ لإِنْقَاذِنَا.
٣ يَا اللهُ رُدَّنَا إِلَيْكَ وَأَنِرْ بِوَجْهِكَ عَلَيْنَا فَنَخْلُصَ.
٤ يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ، إِلَى مَتَى تَظَلُّ غَاضِباً عَلَى صَلاةِ شَعْبِكَ.
٥ لَقَدْ أَطْعَمْتَهُمْ خُبْزَ الدُّمُوعِ وَسَقَيْتَهُمْ كُؤُوساً طَافِحَةً بِالْعَبَرَاتِ
٦ جَعَلْتَنَا مَصْدَرَ نِزَاعٍ لِجِيرَانِنَا وَمَثَارَ هُزْءٍ لأَعْدَائِنَا.
٧ يَا إِلَهَ الْجُنُودِ رُدَّنَا إِلَيْكَ، وَأَنِرْ بِوَجْهِكَ عَلَيْنَا فَنَخْلُصَ.
٨ نَقَلْتَ كَرْمَةً (أَيْ الشَّعْبَ) مِنْ مِصْرَ. طَرَدْتَ أُمَماً وَغَرَسْتَهَا مَكَانَهُمْ.
٩ أَوْسَعْتَ لَهَا فَتَأَصَّلَتْ جُذُورُهَا فِي الْعُمْقِ وَمَلأَتِ الأَرْضَ.
١٠ غَطَّى الْجِبَالَ ظِلُّهَا، وَشَابَهَتْ أَغْصَانُهَا الأَرْزَ الْعَظِيمَ،
١١ مَدَّتْ قُضْبَانَهَا إِلَى الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ وَفُرُوعَهَا إِلَى نَهْرِ الْفُرَاتِ.
١٢ لِمَاذَا هَدَمْتَ سِيَاجَهَا فَيَقْطِفَهَا كُلُّ عَابِرِي الطَّرِيقِ؟
١٣ يُتْلِفُهَا الْخِنْزِيرُ الطَّالِعُ مِنَ الْغَابَةِ، وَيَرْعَاهَا وَحْشُ الْبَرَارِي.
١٤ يَا إِلَهَ الْجُنُودِ ارْجِعَنَّ. تَطَلَّعْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَانْظُرْ إِلَى هَذِهِ الْكَرْمَةِ وَتَعَهَّدْهَا بِنِعْمَتِكَ.
١٥ (تَفَقَّدْ) هَذِهِ الكَرْمَةَ الَّتِي غَرَسَتْهَا يَمِينُكَ، وَابْنَ آدَمَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ.
١٦ لَقَدْ أَحْرَقَهَا أَعْدَاؤُنَا بِالنَّارِ. لَيْتَهُمْ مِنْ زَجْرِ طَلْعَتِكَ يَبِيدُونَ.
١٧ لِتَكُنْ يَدُكَ عَلَى الإِنْسَانِ الْجَالِسِ عَنْ يَمِينِكَ، عَلَى ابْنِ آدَمَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ،
١٨ فَلَا نَرْتَدَّ عَنْكَ. أَحْيِنَا فَنَدْعُوَ بِاسْمِكَ.
١٩ يَا رَبُّ يَا إِلَهَ الْجُنُودِ رُدَّنَا إِلَيْكَ، وَأَنِرْ بِوَجْهِكَ عَلَيْنَا فَنَخْلُصَ.
٨١
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الْجَتِّيَّةِ. لآسَافَ
١ رَنِّمُوا بِفَرَحٍ للهِ قُوَّتِنَا، اهْتِفُوا عَالِياً لإِلَهِ يَعْقُوبَ.
٢ أَنْشِدُوا نَشِيداً، وَانْقُرُوا عَلَى الدُّفِّ وَاعْزِفُوا عَلَى الْعُودِ الْمُطْرِبِ، وَعَلَى الرَّبَابِ.
٣ انْفُخُوا بِالْبُوقِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ، فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لِيَوْمِ عِيدِنَا،
٤ لأَنَّ هَذَا فَرِيضَةٌ مَرْسُومَةٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَحُكْمٌ يُوْجِبُهُ إِلَهُ يَعْقُوبَ.
٥ جَعَلَهُ شَهَادَةً لَهُ بَيْنَ (قَوْمِ) يُوسُفَ، عِنْدَمَا ضَرَبَ مِصْرَ، حَيْثُ سَمِعْنَا لُغَةً لَمْ نَعْرِفْهَا تَقُولُ:
٦ «أَزَحْتُ كَتِفَهُ مِنْ تَحْتِ الأَحْمَالِ الثَّقِيلَةِ، وَسَلِمَتْ يَدَاهُ مِنْ حَمْلِ السِّلالِ.
٧ دَعَوْتَنِي فِي الضِّيقِ فَنَجَّيْتُكَ. اسْتَجَبْتُ لَكَ مِنْ مَكْمَنِ الرَّعْدِ. جَرَّبْتُكَ عِنْدَ مِيَاهِ مَرِيبَةَ.
٨ اسْمَعْ يَا شَعْبِي فَأُحَذِّرَكَ، يَا إِسْرَائِيلُ هَلّا سَمِعْتَ لِي؟
٩ لَا تَكُنْ فِيكَ عِبَادَةٌ لإِلَهٍ غَرِيبٍ، وَلَا تَسْجُدْ لإِلَهٍ أَجْنَبِيٍّ.
١٠ أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ الَّذِي أَنْقَذَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ: افْتَحْ فَمَكَ وَاسِعاً فَأَمْلأَهُ خَيْراً.
١١ غَيْرَ أَنَّ شَعْبِي لَمْ يَسْمَعْ لِي، وَإِسْرَائِيلَ لَمْ يَرْضَ بِي.
١٢ لِذَلِكَ أَسْلَمْتُهُمْ إِلَى عِنَادِ قُلُوبِهِمْ. وَسَلَكُوا وَفْقاً لِمَشُورَاتِ أَنْفُسِهِمْ.
١٣ لَوْ سَمِعَ لِي شَعْبِي وَسَلَكَ إِسْرَائِيلُ فِي طُرُقِي،
١٤ لَكُنْتُ أَخْضَعْتُ أَعْدَاءَهُمْ سَرِيعاً، وَحَوَّلْتُ يَدِي نَحْوَ خُصُومِهِمْ،
١٥ وَلَكَانَ مُبْغِضِيَّ يَتَمَلَّقُونَنِي، وَلَطَالَتْ حِقْبَةُ عِقَابِهِمْ إِلَى الأَبَدِ.
١٦ وَلَكُنْتُ أُطْعِمُ شَعْبِي أَفْخَرَ الْحِنْطَةِ، وَأُشْبِعُهُمْ عَسَلاً مِنَ الصَّخْرَةِ».
٨٢
مَزْمُورٌ لآسَافَ.
١ اللهُ يَتَرَأَّسُ سَاحَةَ قَضَائِهِ، وَعَلَى القُضَاةِ يُصْدِرُ حُكْماً.
٢ حَتَّى مَتَى تَقْضُونَ بِالظُّلْمِ وَتَنْحَازُونَ إِلَى الأَشْرَارِ؟
٣ احْكُمُوا لِلذَّلِيلِ وَالْيَتِيمِ. وَأَنْصِفُوا الْمِسْكِينَ وَالْبَائِسَ.
٤ أَنْقِذُوا الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ؛ أَنْقِذُوهُمَا مِنْ قَبْضَةِ الأَشْرَارِ.
٥ هُمْ مِنْ غَيْرِ مَعْرِفَةٍ وَفَهْمٍ، يَتَمَشَّوْنَ فِي الظُّلْمَةِ وَتَتَزَعْزَعُ أُسُسُ الأَرْضِ مِنْ كَثْرَةِ الْجَوْرِ.
٦ أَنَا قُلْتُ: «إِنَّكُمْ آلِهَةٌ، وَجَمِيعَكُمْ بَنُو الْعَلِيِّ.
٧ لَكِنَّكُمْ سَتَمُوتُونَ كَالْبَشَرِ، وَتَنْتَهِي حَيَاتُكُمْ مِثْلَ كُلِّ الرُّؤَسَاءِ».
٨ قُمْ يَا اللهُ قُمْ. دِنِ الأَرْضَ، لأَنَّكَ أَنْتَ تَمْتَلِكُ الأُمَمَ بِأَسْرِهَا.
٨٣
تَسْبِيحَةٌ: مَزْمُورٌ لآسَافَ
١ يَا اللهُ لَا تَصْمُتْ. لَا تَسْكُتْ وَلَا تَهْدَأْ يَا اللهُ.
٢ هُوَذا أَعْدَاؤُكَ ثَائِرُونَ، وَمُبْغِضُوكَ يَشْمَخُونَ بِرُؤُوسِهِمْ.
٣ يَتَآمَرُونَ بِالْمَكْرِ عَلَى شَعْبِكَ، وَيَكِيدُونَ لِلإِيقَاعِ بِمَنْ تَحْمِيهِمْ.
٤ يَقُولُونَ: «هَلُمَّ نَسْتَأْصِلُهُمْ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ، فَلَا يُذْكَرَ اسْمُ إِسْرَائِيلَ فِيمَا بَعْدُ».
٥ فَإِنَّهُمْ قَدْ تَآمَرُوا مَعاً بِقَلْبٍ وَاحِدٍ، وَعَقَدُوا حِلْفاً ضِدَّكَ.
٦ عَشَائِرُ أَدُومَ وَبَنُو إِسْمَاعِيلَ، نَسْلُ مُوآبَ وَبَنُو هَاجَرَ.
٧ جِبَالُ وَعَمُّونُ وَعَمَالِيقُ، الفَلَسْطِينِيُّونَ وَأَهْلُ صُورَ،
٨ وَقَوْمُ أَشُّورَ أَيْضاً انْضَمُّوا إِلَيْهِمْ، صَارُوا عَوْناً لِبَنِي لُوطٍ.
٩ افْعَلْ بِهِمْ كَمَا فَعَلْتَ بِمِدْيَانَ وَسِيسَرَا وَيَابِينَ فِي نَهْرِ قِيشُونَ.
١٠ بَادُوا فِي عَيْنِ دُورٍ، وصَارُوا زِبْلاً للأَرْضِ.
١١ اجْعَلْ مَصِيرَ أَشْرَافِهِمْ كَمَصِيرِ غُرَابٍ وَذِئْبٍ، وَجَمِيعَ أُمَرَائِهِمْ مِثْلَ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ،
١٢ الَّذِينَ قَالُوا: لِنَسْتَوْلِ عَلَى مَسَاكِنِ اللهِ.
١٣ يَا إِلَهِي، بَدِّدْهُمْ كَالْقَشِّ الْمُتَطَايِرِ، وَكَالتِّبْنِ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ.
١٤ كَمَا تَحْرِقُ النَّارُ الْغَابَةَ، وَكَمَا يُشْعِلُ لَهِيبُهَا الْجِبَالَ،
١٥ هَكَذَا طَارِدْهُمْ بِعَاصِفَتِكَ، وَأَفْزِعْهُمْ بِزَوْبَعَتِكَ.
١٦ امْلأْ وُجُوهَهُمْ خِزْياً فَيَلْتَمِسُوا اسْمَكَ يَا رَبُّ.
١٧ لِيَحُلَّ بِهِمِ الْعَارُ وَالرُّعْبُ إِلَى الأَبَدِ، وَلْيَخْزَوْا وَيَهْلِكُوا.
١٨ وَيَعْلَمُوا أَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ، يَهْوَه الْعَلِيُّ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا.
٨٤
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الْجَتِّيَّةِ مَزْمُورٌ لِبَنِي قُورَحَ
١ مَا أَحْلَى مَسَاكِنَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ!
٢ تَتُوقُ بَلْ تَحِنُّ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ الرَّبِّ. قَلْبِي وَجِسْمِي يُرَنِّمَانِ بِفَرَحٍ لِلإِلَهِ الْحَيِّ.
٣ الْعُصْفُورُ أَيْضاً وَجَدَ لَهُ وَكْراً، وَالْيَمَامَةُ عَثَرَتْ لِنَفْسِهَا عَلَى عُشٍّ تَضَعُ فِيهِ فِرَاخَهَا، بِجِوَارِ مَذَابِحِكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ، يَا مَلِكِي وَإِلَهِي.
٤ طُوبَى لِمَنْ يَسْكُنُونَ فِي بَيْتِكَ، فَإِنَّهُمْ يُسَبِّحُونَكَ دَائِماً.
٥ طُوبَى لأُنَاسٍ أَنْتَ قُوَّتُهُمْ. الْمُتَلَهِّفُونَ لاتِّبَاعِ طُرُقِكَ الْمُفْضِيَةِ إِلَى بَيْتِكَ المُقَدَّسِ.
٦ وَإِذْ يَعْبُرُونَ فِي وَادِي الْبَكَا الْجَافِّ، يَجْعَلُونَهُ يَنَابِيعَ مَاءٍ، وَيَغْمُرُهُمُ الْمَطَرُ الْخَرِيفِيُّ بِالْبَرَكَاتِ.
٧ يَنْمُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ، إِذْ يَمْثُلُ كُلُّ وَاحِدٍ أَمَامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ.
٨ يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ اسْمَعْ صَلاتِي، وَأَصْغِ إِلَيَّ يَا إِلَهَ يَعْقُوبَ.
٩ يَا اللهُ مِجَنَّنَا، انْظُرْ بِعَيْنِ الرَّحْمَةِ إِلَى مَنْ مَسَحْتَهُ مَلِكاً.
١٠ إِنَّ يَوْماً وَاحِداً أَقْضِيهِ دَاخِلَ دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ خَارِجَهَا. اخْتَرْتُ أَنْ أَقِفَ عَلَى الْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلَهِي عَلَى السَّكَنِ فِي خِيَامِ الأَشْرَارِ.
١١ لأَنَّ الرَّبَّ الإِلَهَ شَمْسٌ وَتُرْسٌ. الرَّبُّ يُعْطِي نِعْمَةً وَمَجْداً؛ لَا يَمْنَعُ أَيَّ خَيْرٍ عَنِ السَّالِكِينَ بِالاسْتِقَامَةِ.
١٢ يَا رَبَّ الْجُنُودِ، طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّكِلِ عَلَيْكَ.
٨٥
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِبَنِي قُورَحَ
١ يَا رَبُّ، قَدْ رَضِيتَ عَنْ أَرْضِكَ، وَأَرْجَعْتَ سَبْيَ يَعْقُوبَ.
٢ إِذْ غَفَرْتَ لِشَعْبِكَ إِثْمَهُمْ، وَسَتَرْتَ خَطَايَاهُمْ كُلَّهَا.
٣ سَكَّنْتَ كُلَّ سَخَطِكَ. رَجَعْتَ عَنْ غَضَبِكَ الرَّهِيبِ.
٤ رُدَّنَا إِلَيْكَ يَا اللهُ مُخَلِّصَنَا، وَاصْرِفْ غَيْظَكَ عَنَّا.
٥ أَتَسْخَطُ عَلَيْنَا إِلَى الأَبَدِ؟ أَتُطِيلُ غَضَبَكَ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ؟
٦ أَمَا تُحْيِينَا مِنْ جَدِيدٍ فَيَفْرَحَ بِكَ شَعْبُكَ؟
٧ أَظْهِرْ لَنَا رَحْمَتَكَ يَا رَبُّ، وَامْنَحْنَا خَلاصَكَ.
٨ إِنِّي أَسْمَعُ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ اللهُ الرَّبُّ، فَإِنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِالسَّلامِ لِشَعْبِهِ وَلأَتْقِيَائِهِ، فَلَا يَرْجِعُونَ إِلَى الْجَهَالَةِ.
٩ حَقّاً إِنَّ خَلاصَهُ قَرِيبٌ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَهُ، لِكَيْ يُقِيمَ الْمَجْدُ فِي أَرْضِنَا.
١٠ الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ تَلاقَيَا، الْبِرُّ وَالسَّلامُ تَعَانَقَا.
١١ يَنْبُتُ الْحَقُّ مِنَ الأَرْضِ، وَيُشْرِفُ الْبِرُّ مِنَ السَّمَاءِ.
١٢ أَيْضاً يُعْطِي الرَّبُّ الْخَيْرَ، فَتُنْتِجُ الأَرْضُ غَلَّاتِهَا الْوَافِرَةَ.
١٣ يَتَقَدَّمُهُ الْبِرُّ، وَيُمَهِّدُ الطَّرِيقَ لِخَطَوَاتِهِ.
٨٦
صَلاةٌ رَفَعَهَا دَاوُدُ
١ أَرْهِفْ يَا رَبُّ إِلَيَّ أُذُنَكَ، اسْتَجِبْ لِي، فَإِنِّي مِسْكِينٌ وَبَائِسٌ.
٢ احْفَظْ نَفْسِي فَإِنِّي تَقِيٌّ يَا إِلَهِي، خَلِّصْ أَنْتَ عَبْدَكَ الْوَاثِقَ بِكَ.
٣ ارْحَمْنِي يَا رَبُّ فَإِنِّي بِكَ أَسْتَغِيثُ طَوَالَ النَّهَارِ.
٤ فَرِّحْ نَفْسَ عَبْدِكَ، فَإِنِّي إِلَيْكَ أَيُّهَا السَّيِّدُ أَرْفَعُ نَفْسِي.
٥ لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ طَيِّبٌ وَغَفُورٌ، وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَكَ.
٦ يَا رَبُّ أَصْغِ إِلَى صَلاتِي وَاسْتَمِعْ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعَاتِي.
٧ فِي يَوْمِ ضِيقِي أَدْعُوكَ لأَنَّكَ تَسْتَجِيبُنِي.
٨ لَا نَظِيرَ لَكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ، وَلَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ كَأَعْمَالِكَ.
٩ تُقْبِلُ جَمِيعُ الأُمَمِ الَّتِي صَنَعْتَهَا لِتَسْجُدَ أَمَامَكَ يَا رَبُّ وَتُمَجِّدَ اسْمَكَ.
١٠ فَإِنَّكَ عَظِيمٌ وَصَانِعٌ عَجَائِبَ. أَنْتَ اللهُ وَحْدَكَ.
١١ يَا رَبُّ عَلِّمْنِي طَرِيقَكَ فَأَسْلُكَ بِمُوجِبِ حَقِّكَ. وَحِّدْ قَلْبِي لِيَخَافَ اسْمَكَ.
١٢ أَحْمَدُكَ يَا رَبُّ إِلَهِي بِكَامِلِ قَلْبِي، وَأُمَجِّدُ اسْمَكَ إِلَى الأَبَدِ.
١٣ لأَنَّ رَحْمَتَكَ عَظِيمَةٌ نَحْوِي، وَقَدْ نَجَّيْتَ نَفْسِي مِنَ الْهَاوِيَةِ السُّفْلَى.
١٤ يَا اللهُ قَدْ ثَارَ عَلَيَّ الْمُتَكَبِّرُونَ، وَجَمَاعَةُ الظَّالِمِينَ يَطْلُبُونَ قَتْلِي، غَيْرَ عَابِئِينَ بِكَ.
١٥ إِنَّمَا أَنْتَ يَا رَبُّ إِلَهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ وَبَطِيءُ الْغَضَبِ وَوَافِرُ الرَّحْمَةِ وَالْحَقِّ.
١٦ الْتَفِتْ إِلَيَّ وَارْحَمْنِي. أَعْطِنِي أَنَا عَبْدَكَ قُوَّتَكَ، وَخَلِّصْنِي أَنَا ابْنَ أَمَتِكَ.
١٧ اصْنَعْ مَعِي آيَةً لِلْخَيْرِ، فَيَرَاهَا مُبْغِضِيَّ وَيَعْتَرِيَهُمُ الْخِزْيُ، فَإِنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ قَدْ أَعَنْتَنِي وَعَزَّيْتَنِي.
٨٧
مَزْمُورٌ لِبَنِي قُورَحَ. تَسْبِيحَةٌ
١ أَسَّسَ اللهُ الْمَدِينَةَ عَلَى الْجِبَالِ الْمُقَدَّسَةِ.
٢ أَحَبَّ الرَّبُّ أَبْوَابَ صِهْيَوْنَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مَسَاكِنِ بَنِي يَعْقُوبَ.
٣ يَتَحَدَّثُونَ عَنْكِ بِأُمُورٍ مَجِيدَةٍ يَا مَدِينَةَ اللهِ.
٤ أَذْكُرُ مِصْرَ وَبَابِلَ بَيْنَ الَّذِينَ يَعْرِفُونَنِي، وَكَذَلِكَ فَلَسْطِينَ وَصُورَ مَعَ الْحَبَشَةِ، فَيَقُولُونَ: هَذَا وُلِدَ فِي صِهْيَوْنَ.
٥ حَقّاً عَنْ صِهْيَوْنَ يَقُولُونَ: «هَذَا الإِنْسَانُ وَهَذَا الإِنْسَانُ وُلِدَ فِيهَا، وَالْعَلِيُّ يُثَبِّتُهَا».
٦ يُدَوِّنُ الرَّبُّ فِي سِجِلِّ إِحْصَاءِ الشُّعُوبِ أَنَّ هَذَا وُلِدَ هُنَاكَ.
٧ الْمُرَنِّمُونَ وَالْعَازِفُونَ عَلَى السَّوَاءِ يَقُولُونَ: «فِيكِ كُلُّ يَنَابِيعِ سُرُورِي».
٨٨
تَسْبِيحَةٌ: مَزْمُورٌ لِبَنِي قُورَحَ. لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى النَّايِ الْحَزِينِ لِلْغِنَاءِ الْخَافِتِ. قَصِيدَةٌ تَعْلِيمِيَّةٌ لِهَيْمَانَ الأَزْرَاحِيِّ
١ يَا رَبُّ يَا إِلَهَ خَلاصِي، أَمَامَكَ أَصْرُخُ نَهَاراً وَلَيْلاً.
٢ لِتَأْتِ صَلاتِي أَمَامَكَ، أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى صَرْخَتِي،
٣ فَإِنَّ نَفْسِي شَبِعَتْ مَصَائِبَ، وَحَيَاتِي تَقْتَرِبُ مِنَ الْمَوْتِ.
٤ حُسِبْتُ فِي عِدَادِ الْهَابِطِينَ إِلَى قَعْرِ هُوَّةِ الْمَوْتِ، وَكَرَجُلٍ لَا قُوَّةَ لَهُ.
٥ تَرَكُونِي أَمُوتُ كَقَتْلَى الْحَرْبِ الْمُمَدَّدِينَ فِي الْقَبْرِ، الَّذِينَ لَا تَعُودُ تَذْكُرُهُمْ وَتَكُفُّ يَدَكَ عَنْ إِغَاثَتِهِمْ.
٦ قَدْ طَرَحْتَنِي فِي الْهُوَّةِ السُّفْلَى، فِي الأَمَاكِنِ الْمُظْلِمَةِ وَالْعَمِيقَةِ.
٧ اسْتَقَرَّ علَيَّ غَضَبُكَ، وَبِأَمْوَاجِكَ الطَّامِيَةِ ذَلَّلْتَنِي.
٨ أَبْعَدْتَ عَنِّي أَصْحَابِي، وَجَعَلْتَنِي عَاراً عِنْدَهُمْ. قَدْ حُبِسْتُ فَلَا نَجَاةَ لِي.
٩ كَلَّتْ عَيْنَايَ مِنْ فَرْطِ البُكَاءِ. إِيَّاكَ يَا رَبُّ دَعَوْتُ كُلَّ يَوْمٍ بَاسِطاً إِلَيْكَ يَدَيَّ.
١٠ هَلْ تَصْنَعُ عَجَائِبَ لِلأَمْوَاتِ، أَمْ تَقُومُ أَشْبَاحُ الْمَوْتَى فَتُمَجِّدَكَ؟
١١ أَفِي الْقَبْرِ تُعْلَنُ رَحْمَتُكَ، وَفِي الْهَاوِيَةِ أَمَانَتُكَ؟
١٢ هَلْ فِي الظَّلامِ تُعْرَفُ عَجَائِبُكَ، وَفِي أَرْضِ النِّسْيَانِ يَظْهَرُ بِرُّكَ؟
١٣ أَمَّا أَنَا فَإِلَيْكَ أَصْرُخُ مُسْتَغِيثاً يَا رَبُّ، وَفِي الصَّبَاحِ تَمْثُلُ صَلاتِي أَمَامَكَ.
١٤ لِمَاذَا يَا رَبُّ تَرْفُضُ نَفْسِي، وَتَحْجُبُ عَنِّي وَجْهَكَ؟
١٥ إِنَّنِي مِسْكِينٌ، وَمُشْرِفٌ عَلَى الْمَوْتِ مُنْذُ صِبَايَ، وَقَدْ قَاسَيْتُ أَهْوَالَكَ، وَذُهِلْتُ.
١٦ اجْتَاحَنِي غَضَبُكَ الشَّدِيدُ وَأَفْنَتْنِي أَهْوَالُكَ.
١٧ أَحَاطَتْ بِي طُولَ النَّهَارِ كَالْمِيَاهِ وَأَطْبَقَتْ عَلَيَّ كُلُّهَا.
١٨ فَرَّقْتَ عَنِّي الأَصْدِقَاءَ فَصَارَ الظَّلامُ مُلازِماً لِي.
٨٩
قَصِيدَةٌ تَعْلِيمِيَّةٌ لإِيثَانَ الأَزْرَاحِيِّ
١ أَتَرَنَّمُ بِمَرَاحِمِ الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ، وَأُعْلِنُ بِفَمِي أَمَانَتَكَ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ،
٢ لأَنِّي قُلْتُ إِنَّ مَرَاحِمَكَ ثَابِتَةٌ إِلَى الأَبَدِ، وَقَدْ ثَبَّتَّ فِي السَّمَاوَاتِ أَمَانَتَكَ.
٣ قَدْ قُلْتَ: إِنِّي أَقَمْتُ عَهْداً مَعَ الْمَلِكِ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، أَقْسَمْتُ لِدَاوُدَ عَبْدِي.
٤ أُثَبِّتُ نَسْلَكَ إِلَى الأَبَدِ، وَأُبْقِي عَرْشَكَ قَائِماً مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ.
٥ السَّمَاوَاتُ نَفْسُهَا تُشِيدُ بِعَجَائِبِكَ أَيُّهَا الرَّبُّ، وَالْمَلائِكَةُ الْقِدِّيسُونَ بِأَمَانَتِكَ.
٦ فَمَنْ فِي السَّمَاءِ يُعَادِلُ الرَّبَّ؟ لَيْسَ بَيْنَ الْكَائِنَاتِ السَّمَاوِيَّةِ مَنْ يُمَاثِلُهُ.
٧ إِنَّهُ إِلَهٌ مَهُوبٌ جِدّاً فِي مَحْفَلِ المَلائِكَةِ الْقِدِّيسِينَ، وَمَخُوفٌ كَثِيراً عِنْدَ جَمِيعِ الْمُحِيطِينَ بِهِ.
٨ مَنْ مِثْلُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ، الرَّبُّ الْقَدِيرُ، وَأَمَانَتُكَ مُحِيطَةٌ بِكَ؟
٩ أَنْتَ مُتَسَلِّطٌ عَلَى هِيَاجِ الْبَحْرِ، فَتُهَدِّئُ أَمْوَاجَهُ عِنْدَ ارْتِفَاعِهَا.
١٠ أَنْتَ سَحَقْتَ قُوَّةَ مِصْرَ فَصَارَتْ كَقَتِيلٍ. وَبَدَّدْتَ أَعْدَاءَكَ بِقُدْرَتِكَ الْعَظِيمَةِ.
١١ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَيْضاً. أَنْتَ مُؤَسِّسُ الْمَسْكُونَةِ وَكُلِّ مَا فِيهَا.
١٢ أَنْتَ خَالِقُ الشِّمَالِ وَالْجَنُوبِ، وَبِاسْمِكَ يَتَرَنَّمُ جَبَلَا تَابُورَ وَحَرْمُونَ.
١٣ أَنْتَ ذُو الْقُدْرَةِ الْعَظِيمَةِ. يَدُكَ قَوِيَّةٌ وَيُمْنَاكَ رَفِيْعَةٌ.
١٤ الْبِرُّ وَالْقَضَاءُ قَاعِدَتَا عَرْشِكَ، الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ يَتَقَدَّمَانِ حَضْرَتَكَ.
١٥ طُوبَى لِلشَّعْبِ الَّذِي يَسْتَجِيبُ لِهُتَافِ الْبُوقِ فَيَسْلُكُ فِي نُورِ مُحَيَّاكَ أَيُّهَا الرَّبُّ.
١٦ بِاسْمِكَ يَبْتَهِجُونَ طُولَ النَّهَارِ، وَبِبِرِّكَ يَسْمُونَ.
١٧ فَإِنَّكَ أَنْتَ قُوَّتُهُمُ الَّتِي بِها يَفْخَرُونَ، وَبِرِضَاكَ يَعْلُو شَأْنُنَا.
١٨ لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ حِمَايَتُنَا، وَمَلِكُنَا هُوَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ.
١٩ فَبِالرُّؤْيَا كَلَّمْتَ أَنْبِيَاءَكَ قَدِيماً وَقُلْتَ لِعَبِيدِكَ الأُمَنَاءِ: هَيَّأْتُ عَوْناً لِلْجَبَّارِ وَرَفَّعْتُ شَابّاً مِنَ الشَّعْبِ.
٢٠ وَجَدْتُ دَاوُدَ عَبْدِي فَمَسَحْتُهُ بِزَيْتِي الْمُقَدَّسِ.
٢١ أُثَبِّتُهُ بِيَدِي، وَأُشَدِّدُهُ بِقُوَّتِي.
٢٢ لَا يَبْتَزُّهُ عَدُوٌّ، وَلَا يُضَايِقُهُ الإِنْسَانُ الأَثِيمُ.
٢٣ إِنَّمَا أَسْحَقُ أَعْدَاءَهُ أَمَامَهُ، وَأَصْرَعُ مُبْغِضِيهِ.
٢٤ أَمَانَتِي وَرَحْمَتِي تُرَافِقَانِهِ، وَبِاسْمِي يَعْلُو شَأْنُهُ.
٢٥ أُطْلِقُ يَدَهُ عَلَى الْبِحَارِ وَيَمِينَهُ عَلَى الأَنْهَارِ.
٢٦ هُوَ يَدْعُونِي قَائِلاً: أَنْتَ أَبِي وَإِلَهِي وَصَخْرَةُ خَلاصِي.
٢٧ أُقِيمُهُ بِكْراً يَسْمُو عَلَى مُلُوكِ الأَرْضِ.
٢٨ أَحْفَظُ رَحْمَتِي لَهُ إِلَى الأَبَدِ، وَيَثْبُتُ لَهُ عَهْدِي.
٢٩ أُدِيمُ إِلَى الأَبَدِ نَسْلَهُ وَعَرْشَهُ دَوَامَ السَّمَاوَاتِ.
٣٠ إِنِ انْحَرَفَ بَنُوهُ عَنْ طَاعَةِ شَرِيعَتِي وَلَمْ يَسْلُكُوا وَفْقَ أَحْكَامِي،
٣١ إِنْ نَقَضُوا فَرَائِضِي وَلَمْ يُرَاعُوا وَصَايَايَ،
٣٢ فَإِنِّي أَفْتَقِدُ مَعْصِيَتَهُمْ بِالْعَصَا وَإِثْمَهُمْ بِالْبَلايَا.
٣٣ وَلَكِنِّي لَا أَنْزِعُ رَحْمَتِي عَنْهُ، وَلَا أَنْكُثُ وَعْدِي.
٣٤ عَهْدِي لَا أَنْقُضُهُ، وَلَا أُبْدِلُ مَا نَطَقَ بِهِ فَمِي.
٣٥ فَقَدْ أَقْسَمْتُ بِقَدَاسَتِي مَرَّةً، وَلَا أَكْذِبُ عَلَى دَاوُدَ:
٣٦ نَسْلُهُ يَدُومُ إِلَى الدَّهْرِ، وَعَرْشُهُ يَبْقَى أَمَامِي بَقَاءَ الشَّمْسِ.
٣٧ يَظَلُّ ثَابِتاً إِلَى الأَبَدِ ثَبَاتَ الْقَمَرِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ فِي السَّمَاءِ.
٣٨ لَكِنَّكَ رَفَضْتَ وَرَذَلْتَ وَغَضِبْتَ عَلَى الْمَلِكِ الَّذِي مَسَحْتَهُ،
٣٩ وَتَنَكَّرْتَ لِعَهْدِكَ مَعَ عَبْدِكَ، لَطَّخْتَ تَاجَهُ بِالتُّرَابِ.
٤٠ هَدَمْتَ كُلَّ أَسْوَارِهِ وَحَوَّلْتَ حُصُونَهُ خَرَاباً.
٤١ نَهَبَهُ كُلُّ عَابِرِي السَّبِيلِ، وَصَارَ هُزْأَةً عِنْدَ جِيرَانِهِ.
٤٢ رَفَعْتَ يَمِينَ ظَالِمِيهِ وَأَبْهَجْتَ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ.
٤٣ رَدَدْتَ حَدَّ سَيْفِهِ، وَلَمْ تَنْصُرْهُ فِي الْقِتَالِ.
٤٤ أَبْطَلْتَ بَهَاءَهُ وَطَرَحْتَ عَرْشَهُ أَرْضاً.
٤٥ قَصَّرْتَ أَيَّامَ شَبَابِهِ وَغَطَّيْتَهُ بِالْخِزْيِ.
٤٦ حَتَّى مَتَى يَا رَبُّ؟ هَلْ إِلَى الأَبَدِ تَظَلُّ مُحْتَجِباً عَنِّي، يَتَّقِدُ غَضَبُكَ كَالنَّارِ؟
٤٧ اذْكُرْ قِصَرَ عُمْرِي وَأَنَّكَ خَلَقْتَ كُلَّ بَنِي آدَمَ لِلزَّوَالِ.
٤٨ أَيُّ إِنْسَانٍ يَحْيَا وَلَا يَرَى الْمَوْتَ؟ وَمَنْ يُنَجِّي نَفْسَهُ مِنْ قَبْضَةِ الْهَاوِيَةِ؟
٤٩ أَيْنَ مَرَاحِمُكَ السَّالِفَةُ يَا رَبُّ، الَّتِي أَقْسَمْتَ فِي أَمَانَتِكَ أَنْ تُظْهِرَهَا لِدَاوُدَ عَبْدِكَ؟
٥٠ اذْكُرْ يَا رَبُّ عَارَ عَبِيدِكَ الَّذِي تَحَمَّلْتُهُ فِي صَدْرِي مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ،
٥١ الْعَارَ الَّذِي عَيَّرَنَا بِهِ أَعْدَاؤُكَ يَا رَبُّ، إذْ عَيَّرُوا خَطْوَاتِ الْمَلِكِ الَّذِي مَسَحْتَهُ.
٥٢ تَبَارَكَ الرَّبُّ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ ثُمَّ آمِين.
٩٠
الكتاب الرابع: مزمور ٩٠–١٠٦
صَلاةٌ لِمُوسَى رَجُلِ اللهِ
١ يَا رَبُّ أَنْتَ كُنْتَ مَلْجَأً لَنَا نَلُوذُ بِهِ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ.
٢ قَبْلَ أَنْ أَوْجَدْتَ الْجِبَالَ أَوْ كَوَّنْتَ الْمَسْكُونَةَ، أَنْتَ اللهُ مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ.
٣ تُعِيدُ الإِنْسَانَ إِلَى التُّرَابِ قَائِلاً: عُودُوا إِلَيْهِ يَا بَنِي آدَمَ.
٤ فَإِنَّ أَلْفَ سَنَةٍ فِي عَيْنَيْكَ كَيَوْمِ أَمْسِ الْعَابِرِ، أَوْ مِثْلُ هَزِيعٍ مِنَ اللَّيْلِ.
٥ تَجْرُفُ الْبَشَرَ كَمَا يَجْرُفُهُمُ الطُّوفَانُ، فَيَزُولُونَ كَالْحُلْمِ عِنْدَ الصَّبَاحِ مِثْلَ الْعُشْبِ الَّذِي يَنْمُو.
٦ يُزْهِرُ فِي الصَّبَاحِ وَيَنْمُو، وَفِي الْمَسَاءِ يُقْطَعُ وَيَجِفُّ.
٧ إِنَّ غَضَبَكَ قَدْ أَفْنَانَا وَسَخَطَكَ قَدْ رَوَّعَنَا.
٨ جَعَلْتَ آثَامَنَا أَمَامَكَ وَخَطَايَانَا الْخَفِيَّةَ ظَاهِرَةً لَدَيْكَ.
٩ لأَنَّ أَيَّامَنَا كُلَّهَا تَنْقَضِي فِي غَضَبِكَ الشَّدِيدِ، وَأَعْوَامَنَا تَتَلاشَى كَزَفْرَةٍ.
١٠ قَدْ نَعِيشُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَإِنْ كُنَّا ذَوِي عَافِيَةٍ فَثَمَانينَ وَأَفْضَلُ أَيَّامِنَا تَعَبٌ وَبَلِيَّةٌ، لأَنَّهَا سَرْعَانَ مَا تَزُولُ فَنَطِيرُ.
١١ مَنْ يَعْرِفُ شِدَّةَ غَضَبِكَ؟ إِنَّ سَخَطَكَ هُوَ بِحَسَبِ مَهَابَتِكَ؟
١٢ عَلِّمْنَا إِحْصَاءَ أَيَّامِنَا، لَعَلَّنَا نَتَعَقَّلُ بِقَلْبٍ حَكِيمٍ.
١٣ إِلَى مَتَى يَطُولُ يَا رَبُّ غَضَبُكَ؟ ارْجِعْ وَتَعَطَّفْ عَلَى عَبِيدِكَ.
١٤ أَفِضْ عَلَيْنَا بَاكِراً مِنْ رَحْمَتِكَ، فَنَتَرَنَّمَ فَرَحاً وَنَبْتَهِجَ طَوَالَ أَعْمَارِنَا.
١٥ فَرِّحْنَا بِمِقْدَارِ الأَيَّامِ الَّتِي بَلَيْتَنَا بِها، وَبِمِقْدَارِ السِّنِينَ الَّتِي رَأَيْنَا فِيهَا الْمَصَائِبَ
١٦ لِيَظْهَرْ صَنِيعُكَ أَمَامَ عَبِيدِكَ وَجَلالُكَ أَمَامَ أَبْنَائِهِمْ.
١٧ وَلْتَكُنْ نِعْمَةُ الرَّبِّ إِلَهِنَا عَلَيْنَا. أَنْجِحْ عَمَلَ أَيْدِينَا، نَعَمْ أَنْجِحْ لَنَا عَمَلَ أَيْدِينَا.
٩١
١ الْمُحْتَمِي بِقُدْسِ أَقْدَاسِ الْعَلِيِّ، فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ،
٢ أَقُولُ لِلرَّبِّ: أَنْتَ مَلْجَإِي وَحِصْنِي، إِلَهِي الَّذِي بِهِ وَثِقْتُ
٣ لأَنَّهُ يُنْقِذُكَ حَقّاً مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَاءِ الْمُهْلِكِ.
٤ بِرِيشِهِ النَّاعِمِ يُظَلِّلُكَ، وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي، فَتَكُونُ لَكَ وُعُودُهُ الأَمِينَةُ تُرْساً وَمِتْرَاساً،
٥ فَلَا تَخَافُ مِنْ هَوْلِ اللَّيْلِ وَلَا مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ.
٦ وَلَا مِنْ وَبَاءٍ يَسْرِي فِي الظَّلامِ، وَلَا مِنْ هَلاكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ.
٧ يَتَسَاقَطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفُ إِنْسَانٍ، وَعَنْ يَمِينِكَ عَشَرَةُ آلافٍ، وَأَنْتَ لَا يَمَسُّكَ سُوءٌ.
٨ إِنَّمَا تُشَاهِدُ بِعَيْنَيْكَ مُعَاقَبَةَ الأَشْرَارِ.
٩ لأَنَّكَ قُلْتَ: الرَّبُّ مَلْجَإِي، وَاتَّخَذْتَ الْعَلِيَّ مَلاذاً،
١٠ فَلَنْ يُصِيبَكَ شَرٌّ وَلَنْ تَقْتَرِبَ بَلِيَّةٌ مِنْ مَسْكَنِكَ
١١ فَإِنَّهُ يُوصِي مَلائِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي جَمِيعِ طُرُقِكَ.
١٢ عَلَى أَيْدِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِئَلّا تَصْدِمَ بِحَجَرٍ قَدَمَكَ.
١٣ تَطَأُ عَلَى الأَسَدِ وَالأَفْعَى، تَدُوسُ الشِّبْلَ وَالثُّعْبَانَ.
١٤ قَالَ الرَّبُّ: أُنَجِّيهِ لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي.
١٥ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ، أُرَافِقُهُ فِي الضِّيقِ، أُنْقِذُهُ وَأُكْرِمُهُ
١٦ أُطِيلُ عُمْرَهُ، وَأُرِيهِ خَلاصِي.
٩٢
مَزْمُورٌ تَسْبِيحَةٌ لِيَوْمِ السَّبْتِ
١ مَا أَحْسَنَ تَقْدِيمَ الشُّكْرِ لَكَ يَا رَبُّ وَالتَّرْنِيمَ لاسْمِكَ أَيُّهَا العَلِيُّ!
٢ مَا أَحْسَنَ أَنْ يُلْهَجَ بِرَحْمَتِكَ فِي الصَّبَاحِ، وَبِأَمَانَتِكَ فِي اللَّيَالِي،
٣ عَلَى أَنْغَامِ الآلاتِ الْمُوسِيقِيَّةِ الْوَتَرِيَّةِ، وَعَلَى الرَّبَابِ وَأَلْحَانِ الْعُودِ الْعَذْبَةِ!
٤ سَأُشِيدُ بِكُلِّ مَا عَمِلَتْهُ يَدَاكَ لأَنَّكَ يَا رَبُّ فَرَّحْتَنِي بِصَنِيعِكَ.
٥ يَا رَبُّ مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ! أَفْكَارُكَ عَمِيقَةٌ جِدّاً،
٦ لَا يَعْرِفُهَا الْغَبِيُّ وَلَا يَفْهَمُهَا الْجَاهِلُ.
٧ إِذَا زَهَا الأَشْرَارُ كَالْعُشْبِ، وَأَزْهَرَ جَمِيعُ فَاعِلِي الإِثْمِ فَإِنَّهُمْ كَالْعُشْبِ يُبَادُونَ إِلَى الأَبَدِ.
٨ أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَمُتَعَالٍ إِلَى الأَبَدِ.
٩ فَيَا رَبُّ، هَا هُمْ أَعْدَاؤُكَ يَهْلِكُونَ إِلَى الدَّهْرِ، إذْ يَتَبَدَّدُ جَمِيعُ فَاعِلِي الإِثْمِ.
١٠ أَمَّا أَنَا فَتَرْفَعُ شَأْنِي كَمَا يَرْتَفِعُ قَرْنُ الثَّوْرِ الْوَحْشِيِّ، وَأَنْتَعِشُ كَمَنْ تَدَهَّنَ بِزَيْتٍ جَدِيدٍ
١١ وَتَنْظُرُ عَيْنَايَ عِقَابَ أَعْدَائِي الْمُتَرَبِّصِينَ لِي، وَتَسْمَعُ أُذُنَايَ بِمَصِيرِ فَاعِلِي الشَّرِّ الثَّائِرِينَ عَلَيَّ.
١٢ الصِّدِّيقُ يَزْهُو كَالنَّخْلَةِ وَيَنْمُو كَالأَرْزِ فِي لُبْنَانَ.
١٣ لأَنَّ الْمَغْرُوسِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ يَزْدَهِرُونَ فِي دِيَارِ بَيْتِ إِلَهِنَا
١٤ يُثْمِرُونَ أَيْضاً فِي الشَّيْخُوخَةِ، وَيَظَلُّونَ مَوْفُورِي الْعَافِيَةِ وَالنُّضْرَةِ
١٥ لِيَشْهَدُوا أَنَّ الرَّبَّ مُسْتَقِيمٌ. إِنَّهُ صَخْرَتِي وَلَيْسَ فِيهِ سُوءٌ.
٩٣
١ الرَّبُّ قَدْ مَلَكَ مُرْتَدِياً الْجَلالَ. مُتَنَطِّقاً بِحِزَامِ الْقُوَّةِ. الأَرْضُ تَثَبَّتَتْ فَلَنْ تَتَزَعْزَعَ.
٢ عَرْشُكَ ثَابِتٌ مُنْذُ الْقَدِيمِ، لأَنَّكَ اللهُ مُنْذُ الأَزَلِ.
٣ يَا رَبُّ قَدْ رَفَعَتِ الأَنْهَارُ صَوْتَهَا. تَرْفَعُ الأَنْهَارُ صَوْتَ مَوْجِهَا الْهَادِرِ.
٤ الرَّبُّ فِي الْعَلاءِ أَعْظَمُ مِنْ صَوْتِ الْمِيَاهِ الْغَزِيرَةِ وَمِنْ أَمْوَاجِ الْبَحْرِ الْهَائِلَةِ.
٥ أَقْوَالُكَ ثَابِتَةٌ إِلَى الأَبَدِ، وَبِبَيْتِكَ أَيُّهَا الرَّبُّ تَلِيقُ الْقَدَاسَةُ مَدَى الدَّهْرِ.
٩٤
١ يَا رَبُّ أَنْتَ إِلَهُ الانْتِقَامِ، فَتَجَلَّ بِغَضَبِكَ.
٢ قُمْ يَا دَيَّانَ الأَرْضِ وَجَازِ الْمُتَكَبِّرِينَ عَلَى أَعْمَالِهِمْ.
٣ إِلَى مَتَى يَا رَبُّ يَشْمَتُ الأَشْرَارُ فَرِحِينَ؟
٤ إِلَى مَتَى يَهْذِرُ عُمَّالُ الإِثْمِ وَيَتَوَاقَحُونَ وَيَتَبَاهَوْنَ بِأَنْفُسِهِمْ؟
٥ يَسْحَقُونَ شَعْبَكَ يَا رَبُّ وَيَضْطَهِدُونَهُ،
٦ يَقْتُلُونَ الأَرْمَلَةَ وَالْغَرِيبَ وَيَذْبَحُونَ الْيَتِيمَ.
٧ وَيَقُولُونَ: «الرَّبُّ لَا يَرَى هَذَا، وَإِلَهُ إِسْرَائِيلَ لَا يُبَالِي».
٨ افْهَمُوا يَا أَغْبِيَاءَ الشَّعْبِ! يَا جُهَّالُ مَتَى تَتَعَقَّلُونَ؟
٩ صَانِعُ الأُذُنِ أَلَا يَسْمَعُ؟ جَابِلُ الْعَيْنِ أَلَا يُبْصِرُ؟
١٠ مُؤَدِّبُ الأُمَمِ أَلَا يَزْجُرُ وَهُوَ الَّذِي يُعَلِّمُ الإِنْسَانَ الْحِكْمَةَ؟
١١ الرَّبُّ يَعْلَمُ أَفْكَارَ الإِنْسَانِ وَيَعْرِفُ أَنَّهَا بَاطِلَةٌ.
١٢ طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي تُؤَدِّبُهُ، وَتُعَلِّمُهُ مِنْ شَرِيعَتِكَ يَا رَبُّ!
١٣ لِتُرِيحَهُ مِنْ أَيَّامِ السُّوءِ، إِلَى أَنْ يَمُوتَ الشِّرِّيرُ وَيَتَوَارَى فِي مَثْواهُ.
١٤ لَا يَرْفُضُ اللهُ شَعْبَهُ، وَلَا يَنْبِذُ خَاصَّتَهُ.
١٥ لأَنَّ القَضَاءَ يُصْبِحُ عَدْلاً وَيُحِبُّهُ جَمِيعُ الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ.
١٦ مَنْ يَتَوَلَّى عَنِّي مُحَارَبَةَ الأَشْرَارِ؟ مَنْ يُجَابِهُ عَنِّي فَاعِلِي الإِثْمِ؟
١٧ لَوْ لَمْ يَكُنِ الرَّبُّ مُعِينِي لَسَكَنَتْ نَفْسِي الْقَبْرَ.
١٨ قُلْتُ: قَدْ زَلَّتْ قَدَمِي. وَلَكِنَّ رَحْمَتَكَ يَا رَبُّ صَارَتْ لِي سَنَداً.
١٩ عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِتَعْزِيَاتِكَ.
٢٠ أَيُحَالِفُكَ مَلِكُ الشَّرِّ الْمُخْتَلِقُ إثْماً لِيَجْعَلَ الظُّلْمَ شَرِيعَةً لِلْقَضَاءِ؟
٢١ يَجْتَمِعُونَ مَعاً لِلْقَضَاءِ عَلَى حَيَاةِ الصِّدِّيقِ، وَيَحْكُمُونَ عَلَى الْبَرِيءِ بِالْمَوْتِ.
٢٢ وَلَكِنَّ الرَّبَّ هُوَ حِصْنِي الْمَنِيعُ؛ إِلَهِي هُوَ الصَّخْرَةُ الَّتِي بِها أَحْتَمِي.
٢٣ غَيْرَ أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَنَا يُعَاقِبُهُمْ عَلَى إِثْمِهِمْ، وَيُبِيدُهُمْ بِشَرِّهِمْ.
٩٥
١ هَيَّا نُرَنِّمُ عَالِياً لِلرَّبِّ، وَنَهْتِفُ فَرَحاً لِصَخْرَةِ خَلاصِنَا.
٢ لِنَتَقَدَّمْ أَمَامَ حَضْرَتِهِ بِالشُّكْرِ، وَنَهْتِفْ لَهُ بِالتَّرْنِيمِ.
٣ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهٌ عَظِيمٌ، وَمَلِكٌ كَبِيرٌ عَلَى جَمِيعِ الآلِهَةِ.
٤ فِي يَدِهِ أَعْمَاقُ الأَرْضِ، وَقِمَمُ الْجِبَالِ مِلْكٌ لَهُ.
٥ لَهُ الْبَحْرُ، وَهُوَ قَدْ صَنَعَهُ، وَيَدَاهُ كَوَّنَتَا الْيَابِسَةَ.
٦ تَعَالَوْا نَسْجُدُ وَنَنْحَنِي، لِنَرْكَعْ أَمَامَ الرَّبِّ صَانِعِنَا،
٧ فَإِنَّهُ هُوَ إِلَهُنَا، وَنَحْنُ رَعِيَّتُهُ وَقَطِيعُهُ الَّذِي يَقُودُهُ بِيَدِهِ. الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ،
٨ فَلَا تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا حَدَثَ فِي يَوْمِ مَسَّةَ (أَيْ الامْتِحَانِ) فِي الصَّحْرَاءِ،
٩ عِنْدَمَا امْتَحَنَنِي آبَاؤُكُمْ وَاخْتَبَرُونِي وَشَهِدُوا جَمِيعَ عَجَائِبِي.
١٠ أَرْبَعِينَ سَنَةً رَفَضْتُ ذَلِكَ الْجِيلَ، وَقُلْتُ: «هُمْ شَعْبٌ أَضَلَّتْهُمْ قُلُوبُهُمْ وَلَمْ يَعْرِفُوا قَطُّ طُرُقِي».
١١ فَأَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي قَائِلاً: «إِنَّهُمْ لَنْ يَدْخُلُوا مَكَانَ رَاحَتِي».
٩٦
١ رَنِّمُوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً. رَنِّمُوا لِلرَّبِّ يَا سَاكِنِي الأَرْضِ جَمِيعاً.
٢ رَنِّمُوا للرَّبِّ. بَارِكُوا اسْمَهُ. بَشِّرُوا بِخَلاصِهِ يَوْماً فَيَوْماً.
٣ أَعْلِنُوا مَجْدَهُ بَيْنَ الأُمَمِ، وَعَجَائِبَهُ بَيْنَ الشُّعُوبِ كُلِّهَا.
٤ فَإِنَّ الرَّبَّ عَظِيمٌ وَجَدِيرٌ بِكُلِّ حَمْدٍ؛ هُوَ مَرْهُوبٌ أَكْثَرَ جِدّاً مِنْ جَمِيعِ الآلِهَةِ.
٥ لأَنَّ كُلَّ آلِهَةِ الشُّعُوبِ أَصْنَامٌ بَاطِلَةٌ أَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ صَانِعُ السَّمَاوَاتِ.
٦ الْجَلالُ وَالْبَهَاءُ أَمَامَهُ، الْقُوَّةُ وَالْجَمَالُ فِي مَقْدِسِهِ.
٧ قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا جَمِيعَ قَبَائِلِ الشُّعُوبِ، قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْداً وَقُوَّةً.
٨ قَدِّمُوا لِلرَّبِّ الْمَجْدَ الْوَاجِبَ لاسْمِهِ. أَحْضِرُوا تَقْدِمَةً وَادْخُلُوا هَيْكَلَهُ وَاعْبُدُوهُ
٩ اسْجُدُوا لِلرَّبِّ بِزِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ، ارْتَعِدُوا أَمَامَهُ يَا جَمِيعَ سَاكِنِي الأَرْضِ.
١٠ نَادُوا بَيْنَ الأُمَمِ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ مَلَكَ. هُوَذَا الأَرْضُ قَدِ اسْتَقَرَّتْ مُطْمَئِنَّةً لأَنَّهُ يَدِينُ الشُّعُوبَ بِالإِنْصَافِ.
١١ لِتَفْرَحِ السَّمَاوَاتُ وَلْتَبْتَهِجِ الأَرْضُ وَلْيَهْدِرِ الْبَحْرُ بَهْجَةً بِأَمْوَاجِهِ وَبِكُلِّ مَا يَحْوِيهِ.
١٢ لِيَتَهَلَّلِ الْحَقْلُ وَكُلُّ مَا فِيهِ، فَتَتَرَنَّمَ فَرَحاً جَمِيعُ أَشْجَارِ الْغَابَةِ
١٣ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ لأَنَّهُ آتٍ لِيَدِينَ الْعَالَمَ بِالْعَدْلِ وَالشُّعُوبَ بِالْحَقِّ.
٩٧
١ الرَّبُّ قَدْ مَلَكَ، فَلْتَبْتَهِجِ الأَرْضُ، وَلْيَفْرَحْ أَهْلُ الْجُزُرِ الْكَثِيرَةِ.
٢ حَوْلَهُ الْغُيُومُ وَالضَّبَابُ، وَالْعَدْلُ وَالحَقُّ قَاعِدَةُ عَرْشِهِ.
٣ تَخْرُجُ مِنْهُ نَارٌ وَتُحْرِقُ خُصُومَهُ الْمُحِيطِينَ بِهِ.
٤ أَنَارَتْ بُرُوقُهُ الْمَسْكُونَةَ. رَأَتِ الأَرْضُ ذَلِكَ فَارْتَجَفَتْ.
٥ ذَابَتِ الْجِبَالُ كَالشَّمْعِ مِنْ نَظْرَةِ الرَّبِّ سَيِّدِ الأَرْضِ كُلِّهَا.
٦ أَذَاعَتِ السَّمَاوَاتُ عَدْلَهُ وَيَرَى جَمِيعُ الشُّعُوبِ مَجْدَهُ.
٧ يَخْزَى كُلُّ عَابِدِي التَّمَاثِيلِ الْمَنْحُوتَةِ، الْمُفْتَخِرِينَ بِالأَصْنَامِ. اسْجُدُوا لَهُ يَا جَمِيعَ الآلِهَةِ.
٨ سَمِعَتْ صِهْيَوْنُ فَفَرِحَتْ، وَابْتَهَجَتْ بَنَاتُ يَهُوذَا بِأَحْكَامِكَ يَا رَبُّ.
٩ لأَنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيُّ فَوْقَ كُلِّ الأَرْضِ، وَالْمُتَسَامِي جِدّاً عَلَى كُلِّ الآلِهَةِ.
١٠ يَا مُحِبِّي الرَّبِّ، أَبْغِضُوا الشَّرَّ. الرَّبُّ حَارِسٌ نُفُوسَ أَتْقِيَائِهِ، وَهُوَ يُنْقِذُهُمْ مِنْ أَيْدِي الأَشْرَارِ.
١١ قَدْ زُرِعَ نُورٌ لِلصِّدِّيقِ وَفَرَحٌ لِلْمُسْتَقِيمِي الْقَلْبِ.
١٢ افْرَحُوا أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ بِالرَّبِّ، وَارْفَعُوا الشُّكْرَ لاسْمِهِ الأَقْدَسِ.
٩٨
١ رَنِّمُوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً، لأَنَّهُ قَدْ صَنَعَ عَجَائِبَ. وَبِيَمِينِهِ وَذِرَاعِهِ الْمُقَدَّسَةِ أَحْرَزَ خَلاصاً.
٢ أَعْلَنَ الرَّبُّ خَلاصَهُ؛ أَمَامَ أَنْظَارِ الأُمَمِ كَشَفَ بِرَّهُ.
٣ ذَكَرَ رَحْمَتَهُ وَأَمَانَتَهُ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ. رَأَتْ كُلُّ أَقَاصِي الأَرْضِ خَلاصَ إِلَهِنَا.
٤ اهْتِفُوا لِلرَّبِّ يَا سَاكِنِي الأَرْضِ، اهْتِفُوا فَرَحاً وَرَنِّمُوا وَأَنْشِدُوا.
٥ أَنْشِدُوا لِلرَّبِّ بِعَزْفِ عُودٍ وَبِصَوْتِ نَشِيدٍ.
٦ اهْتِفُوا أَمَامَ الرَّبِّ الْمَلِكِ نَافِخِينَ بِأَبْوَاقٍ نُحَاسِيَّةٍ وَأَبْوَاقٍ قَرْنِيَّةٍ.
٧ لِيَهْتِفِ الْبَحْرُ بِأَمْوَاجِهِ وَبِكُلِّ مَا فِيهِ، وَالْمَسْكُونَةُ أَيْضاً وَمَنْ عَلَيْهَا.
٨ لِتُصَفِّقِ الأَنْهَارُ بِالأَيْدِي، وَتَتَرَنَّمِ الْجِبَالُ مَعاً.
٩ أَمَامَ الرَّبِّ لأَنَّهُ جَاءَ لِيَدِينَ الأَرْضَ بالْعَدْلِ وَالشُّعُوبَ بِالإِنْصَافِ.
٩٩
١ الرَّبُّ قَدْ مَلَكَ. فَارْتَعَدَتِ الشُّعُوبُ. جَلَسَ فَوْقَ مَلائِكَةِ الْكَرُوبِيمِ فَاهْتَزَّتِ الأَرْضُ.
٢ مَا أَعْظَمَ الرَّبَّ فِي صِهْيَوْنَ وَهُوَ مُتَعَالٍ فَوْقَ كُلِّ الشُّعُوبِ.
٣ يَحْمَدُونَ اسْمَكَ الْعَظيِمَ الْمَرْهُوبَ لأَنَّهُ قُدُّوسٌ!
٤ قُوَّةُ الْمَلِكِ فِي حُبِّ الحَقِّ. وَأَنْتَ يَا رَبُّ ثَبَّتَّ الإِنْصَافَ وَأَجْرَيْتَ الْحَقَّ وَالْعَدْلَ فِي إِسْرَائِيلَ.
٥ عَظِّمُوا الرَّبَّ إِلَهَنَا وَاسْجُدُوا عِنْدَ مَوْطِئِ قَدَمَيْهِ. لأَنَّهُ قُدُّوسٌ!
٦ مُوسَى وَهرُونُ بَيْنَ كَهَنَتِهِ، وَصَمُوئِيلُ بَيْنَ الدَّاعِينَ بِاسْمِهِ، دَعَوْا الرَّبَّ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ.
٧ خَاطَبَهُمْ فِي عَمُودِ السَّحَابِ: فَأَطَاعُوا أَقْوَالَهُ وَمَارَسُوا أَحْكَامَهُ الَّتِي أَعْطَاهُمْ.
٨ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُنَا، أَنْتَ اسْتَجَبْتَ لَهُمْ. غَفَرْتَ لَهُمْ إثْمَهُمْ، وَإِنْ كُنْتَ قَدْ عَاقَبْتَهُمْ جَزَاءَ أَفْعَالِهِمْ.
٩ عَظِّمُوا الرَّبَّ إِلَهَنَا وَاسْجُدُوا فِي جَبَلِ الْمَقْدِسِ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَنَا قُدُّوسٌ.
١٠٠
مَزْمُورُ اعْتِرَافٍ بِحَمْدِ الرَّبِّ
١ اهْتِفُوا لِلرَّبِّ يَا سُكَّانَ الأَرْضِ جَمِيعاً.
٢ اعْبُدُوا الرَّبَّ بِبَهْجَةٍ، وَامْثُلُوا أَمَامَهُ مُتَرَنِّمِينَ.
٣ اعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللهُ. هُوَ صَنَعَنَا وَنَحْنُ لَهُ، نَحْنُ شَعْبُهُ وَقَطِيعُ مَرْعَاهُ.
٤ ادْخُلُوا أَبْوَابَهُ حَامِدِينَ، دِيَارَهُ مُسَبِّحِينَ. اشْكُرُوهُ وَبَارِكُوا اسْمَهُ.
٥ فَإِنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ، إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتُهُ وَأَمَانَتُهُ دَائِمَةٌ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ.
١٠١
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ سَأُشِيدُ بِرَحْمَتِكَ وَعَدْلِكَ يَا رَبُّ، وَلَكَ أُرَنِّمُ.
٢ أَسْلُكُ بِتَعَقُّلٍ فِي طَرِيقِ الْكَمَالِ. مَتَى تَأْتِي يَا رَبُّ لِمَعُونَتِي؟ أَسْلُكُ فِي وَسَطِ بَيْتِي بِاسْتِقَامَةِ قَلْبِي.
٣ لَنْ أَضَعَ نُصْبَ عَيْنَيَّ أَمْراً بَاطِلاً، فَإِنِّي أُبْغِضُ عَمَلَ الضَّالِّينَ لِئَلّا يَلْتَصِقَ بِي.
٤ لِيُفَارِقْنِي الْقَلْبُ الْمُنْحَرِفُ فَلَا أَرْتَكِبَ شَرّاً.
٥ أُبِيدُ كُلَّ مَنْ يَغْتَابُ قَرِيبَهُ سِرّاً؛ وَذُو الْعَيْنِ الْمُتَشَامِخَةِ وَالْقَلْبِ الْمُتَكَبِّرِ لَا أَحْتَمِلُهُ.
٦ تَرْعَى عَيْنَايَ الأُمَنَاءَ فِي الأَرْضِ لِيَسْكُنُوا مَعِي. وَخُدَّامِي هُمُ السَّالِكُونَ فِي طَرِيقِ الكَمَالِ.
٧ لَا يُقِيمُ دَاخِلَ بَيْتِي الْغَشَّاشُونَ، وَالْكَذَبَةُ لَا يَمْثُلُونَ أَمَامِي.
٨ أَقْضِي فِي كُلِّ صَبَاحٍ عَلَى جَمِيعِ الأَشْرَارِ فِي أَرْضِنَا، حَتَّى أَسْتَأْصِلَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّبِّ كُلَّ فَاعِلِي الإِثْمِ.
١٠٢
صَلاةُ الْمِسْكِينِ إِذَا أَعْيَا وَسَكَبَ شَكْوَاهُ أَمَامَ الرَّبِّ
١ يَا رَبُّ اسْتَمِعْ صَلاتِي وَلْيَصِلْ إِلَيْكَ صُرَاخِي.
٢ لَا تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنِّي فِي يَوْمِ ضِيقِي، بَلْ أَمِلْ نَحْوِي أُذُنَكَ. اسْتَجِبْ لِي سَرِيعاً يَوْمَ أَدْعُوكَ،
٣ لأَنَّ أَيَّامِي قَدْ تَبَدَّدَتْ كَالدُّخَانِ، وَعِظَامِي اضْطَرَمَتْ كَالْوَقِيدِ.
٤ قَلْبِي مَنْكُوبٌ وَيَابِسٌ كَالْعُشْبِ الْجَافِّ، حَتَّى غَفِلْتُ عَنْ أَكْلِ طَعَامِي.
٥ الْتَصَقَتْ عِظَامِي بِلَحْمِي مِنْ جَرَّاءِ أَنَّاتِي الْمُرْتَفِعَةِ.
٦ صِرْتُ أَشْبَهَ بِبَجْعِ الْبَرَارِي، وَمِثْلَ بُومَةِ الْخَرَائِبِ.
٧ أَرِقْتُ، وَصِرْتُ كَالْعُصْفُورِ الْمُنْفَرِدِ عَلَى السَّطْحِ.
٨ عَيَّرَنِي أَعْدَائِي طُولَ النَّهَارِ، وَالسَّاخِرُونَ الْحَانِقُونَ عَلَيَّ، جَعَلُوا اسْمِي لَعْنَةً،
٩ فَقَدْ أَكَلْتُ الرَّمَادَ كَالْخُبْزِ، وَمَزَجْتُ شَرَابِي بِالدُّمُوعِ،
١٠ بِسَبَبِ غَضَبِكَ وَسَخَطِكَ لأَنَّكَ قَدْ رَفَعْتَنِي ثُمَّ طَرَحْتَنِي بِعُنْفٍ.
١١ عُمْرِي أَشْبَهُ بِظِلٍّ مُتَقَلِّصٍ، وَأَنَا مِثْلُ الْعُشْبِ أَذْوِي.
١٢ أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَجَالِسٌ عَلَى عَرْشِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَذِكْرُكَ بَاقٍ مَدَى الدَّهْرِ.
١٣ أَنْتَ تَقُومُ وَتَرْحَمُ صِهْيَوْنَ لأَنَّهُ قَدْ أَزِفَ وَقْتُ إِظْهَارِ رِضَاكَ،
١٤ فَإِنَّ عَبِيدَكَ يُسَرُّونَ بِحِجَارَتِهَا، يَشْتَاقُونَ إِلَى ذَرَّاتِ تُرَابِهَا.
١٥ فَتَخْشَى الأُمَمُ اسْمَ الرَّبِّ، وَيَهَابُ جَمِيعُ مُلُوكِ الأَرْضِ مَجْدَكَ.
١٦ لأَنَّ الرَّبَّ بَنَى صِهْيَوْنَ وَتَجَلَّى فِي مَجْدِهِ.
١٧ الْتَفَتَ إِلَى صَلاةِ الْبَائِسِينَ وَلَمْ يَرْفُضْ دُعَاءَ الْمُتَضَايِقِينَ.
١٨ يُكْتَبُ هَذَا لِلْجِيلِ الآتِي الَّذِي سَيُخْلَقُ فَيُسَبِّحُ الرَّبَّ.
١٩ تَطَلَّعَ الرَّبُّ مِنْ عَلْيَاءِ مَقْدِسِهِ، مِنَ السَّمَاوَاتِ نَظَرَ إِلَى الأَرْضِ،
٢٠ لِيَسْمَعَ أَنِينَ شَعْبِهِ الأَسِيرِ وَيُحَرِّرَ الْمَقْضِيَّ عَلَيْهِمْ بِالْمَوْتِ.
٢١ لِكَيْ يُذَاعَ اسْمُ الرَّبِّ فِي صِهْيَوْنَ، وَيُسَبَّحَ أَيْضاً فِي أُورُشَلِيمَ،
٢٢ عِنْدَمَا تَجْتَمِعُ الشُّعُوبُ وَالْمَمَالِكُ جَمِيعاً لِيَعْبُدُوا الرَّبَّ.
٢٣ الرَّبُّ أَضْعَفَنِي وَأَنَا فِي رَيْعَانِ قُوَّتِي وَقَصَّرَ أَيَّامِي.
٢٤ حَتَّى قُلْتُ: «يَا رَبُّ أَنْتَ حَيٌّ إِلَى الأَبَدِ. لَا تَقْصِفْنِي فِي مُنْتَصَفِ عُمْرِي، قَبْلَ أَنْ أَبْلُغَ الشَّيْخُوخَةَ.
٢٥ مِنْ قِدَمٍ أَسَّسْتَ الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ صُنْعُ يَدَيْكَ.
٢٦ هِيَ زَائِلَةٌ أَمَّا أَنْتَ فَبَاقٍ. تَبْلَى كُلُّهَا كَالثَّوْبِ. وَتَسْتَبْدِلُهَا كَمَا يُسْتَبْدَلُ الرِّدَاءُ القَدِيمُ بِالجَدِيدِ.
٢٧ لَكِنَّكَ أَنْتَ الدَّائِمُ الْخَالِدُ، وَسِنُوكَ لَنْ تَنْتَهِيَ.
٢٨ أَبْنَاءُ عَبِيدِكَ يَدُومُونَ، وَنَسْلُهُمْ يَظَلُّ ثَابِتاً أَمَامَكَ».
١٠٣
١ بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَلْيَحْمَدْ كُلُّ مَا فِي دَاخِلِي اسْمَهُ الْقُدُّوسَ.
٢ بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَلَا تَنْسَيْ جَمِيعَ خَيْرَاتِهِ.
٣ إِنَّهُ يَغْفِرُ جَمِيعَ آثَامِكِ وَيُبْرِئُ كُلَّ أَمْرَاضِكِ.
٤ وَيَفْدِي مِنَ الْمَوْتِ حَيَاتَكِ وَيُتَوِّجُكِ بِالرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ.
٥ وَيُشْبِعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ فَيَتَجَدَّدُ كَالنَّسْرِ شَبَابُكِ.
٦ الرَّبُّ يَحْكُمُ بِالعَدْلِ وَيُنْصِفُ جَمِيعَ الْمَظْلُومِينَ.
٧ أَطْلَعَ مُوسَى عَلَى طُرُقِهِ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى أَفْعَالِهِ.
٨ الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَوَافِرُ الرَّحْمَةِ.
٩ لَا يَسْخَطُ إِلَى الأَبَدِ وَلَا يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ.
١٠ لَمْ يُعَامِلْنَا حَسَبَ خَطَايَانَا وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثَامِنَا.
١١ مِثْلَ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ، تَعَاظَمَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى مُتَّقِيهِ.
١٢ وَكَبُعْدِ الْمَشْرِقِ عَنِ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا.
١٣ مِثْلَمَا يَعْطِفُ الأَبُ عَلَى بَنِيهِ يَعْطِفُ الرَّبُّ عَلَى أَتْقِيَائِهِ.
١٤ لأَنَّهُ يَعْرِفُ ضَعْفَنَا وَيَذْكُرُ أَنَّنَا جُبِلْنَا مِنْ تُرَابٍ.
١٥ أَيَّامُ الإِنْسَانِ مِثْلُ الْعُشْبِ وَزَهْرِ الْحَقْلِ،
١٦ تَهُبُّ عَلَيْهِ الرِّيحُ فَيَفْنَى، وَلَا يَعُودُ مَوْضِعُهُ يَتَذَكَّرُهُ فِيمَا بَعْدُ.
١٧ أَمَّا رَحْمَةُ الرَّبِّ فَهِيَ مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ عَلَى مُتَّقِيهِ، وَعَدْلُهُ يَمْتَدُّ إِلَى بَنِي الْبَنِينَ،
١٨ لِلَّذِينَ يُرَاعُونَ عَهْدَهُ وَالَّذِينَ يَتَذَكَّرُونَ وَصَايَاهُ وَيُمَارِسُونَهَا.
١٩ الرَّبُّ ثَبَّتَ فِي السَّمَاوَاتِ عَرْشَهُ، وَمَمْلَكَتُهُ عَلَى جَمِيعِ الْبَشَرِ تَسُودُ.
٢٠ بَارِكُوا الرَّبَّ يَا مَلائِكَتَهُ الْمُقْتَدِرِينَ قُوَّةً، الْفَاعِلِينَ أَمْرَهُ فَوْرَ صُدُورِ كَلِمَتِهِ.
٢١ بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ جُنُودِهِ، يَا خُدَّامَهُ الْعَامِلِينَ رِضَاهُ.
٢٢ بَارِكُوا الرَّبَّ يَا كُلَّ خَلِيقَتِهِ، فِي كُلِّ مَوَاضِعِ سُلْطَانِهِ. بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ.
١٠٤
١ بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ. مَا أَعْظَمَكَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي فَأَنْتَ مُتَسَرْبِلٌ بِالْمَجْدِ وَالْجَلالِ.
٢ أَنْتَ الْلابِسُ النُّورَ كَثَوْبٍ، وَالْبَاسِطُ السَّمَاوَاتِ كَخَيْمَةٍ.
٣ الْمُقِيمُ بَيْتَكَ فَوْقَ الْمِيَاهِ الْعُلْيَا، الْجَاعِلُ مِنَ السُّحُبِ مَرْكَبَتَكَ، السَّائِرُ عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيحِ،
٤ الصَّانِعُ ملائِكَتَكَ رِيَاحاً وَخُدَّامَكَ لَهِيبَ نَارٍ.
٥ الْمُؤَسِّسُ الأَرْضَ عَلَى قَوَاعِدِهَا فَلَا تَتَزَعْزَعُ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ.
٦ غَمَرْتَهَا بِاللُّجَجِ كَثَوْبٍ فَتَغَطَّتْ رُؤُوسُ الْجِبَالِ بِالْمِيَاهِ.
٧ مِنْ زَجْرِكَ تَهْرُبُ الْمِيَاهُ، وَمِنْ قَصْفِ رَعْدِكَ تَفِرُّ.
٨ ارْتَفَعَتِ الْجِبَالُ وَغَاصَتِ الْوِهَادُ، إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي خَصَّصْتَهُ لَهَا.
٩ وَضَعْتَ لِلْبَحْرِ حَدّاً لَا يَتَعَدَّاهُ حَتَّى لَا تَعُودَ مِيَاهُهُ تَغْمُرُ الأَرْضَ.
١٠ أَنْتَ الْمُفَجِّرُ الْيَنَابِيعَ فِي الأَوْدِيَةِ، فَتَجْرِي بَيْنَ الْجِبَالِ.
١١ تَسْقِي جَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ، وَتَرْوِي مِنْهَا حَمِيرُ الْوَحْشِ عَطَشَهَا.
١٢ إِلَى جُوَارِهَا تُعَشِّشُ طُيُورُ السَّمَاءِ، وَتُغَرِّدُ بَيْنَ الأَغْصَانِ.
١٣ تَسْقِي الْجِبَالَ مِنْ أَمْطَارِ سَمَائِكَ، وَتَمْتَلِىءُ الأَرْضُ مِنْ أَثْمَارِ أَعْمَالِكَ.
١٤ أَنْتَ الْمُنْبِتُ عُشْباً لِلْبَهَائِمِ وَخُضْرَةً لِخِدْمَةِ الإِنْسَانِ، لإِنْتَاجِ خُبْزٍ مِنَ الأَرْضِ،
١٥ وَخَمْرٍ تُفَرِّحُ قَلْبَ الإِنْسَانِ وَتُوَرِّدُ وَجْهَهُ فَيَلْمَعُ كَبَرِيقِ الزَّيْتِ، وَخُبْزٍ يُسْنِدُ قَلْبَهُ.
١٦ تَرْتَوِي أَشْجَارُ الرَّبِّ، أَرْزُ لُبْنَانَ الَّذِي غَرَسَهُ.
١٧ حَيْثُ تَبْنِي الطُّيُورُ أَوْكَارَهَا، أَمَّا اللَّقْلَقُ فَفِي السَّرْوِ مَبِيتُهُ.
١٨ الْجِبَالُ الْعَالِيَةُ مَوْطِنُ الْوُعُولِ، وَالصُّخُورُ مَلْجَأٌ لِلْوِبَارِ.
١٩ أَنْتَ صَنَعْتَ الْقَمَرَ لِتَحْدِيدِ مَوَاقِيتِ الشُّهُورِ، وَالشَّمْسُ تَعْرِفُ مَوْعِدَ مَغْرِبِهَا.
٢٠ تُحِلُّ الظُّلْمَةَ فَيَصِيرُ لَيْلٌ يَجُوسُ فِيهِ كُلُّ حَيَوَانِ الْغَابَةِ.
٢١ تُزَمْجِرُ الأَشْبَالُ طَلَباً لِفَرِيسَتِهَا مُلْتَمِسَةً طَعَامَهَا مِنْ عِنْدِ اللهِ.
٢٢ وَمَا إِنْ تُشْرِقُ الشَّمْسُ حَتَّى تَعُودَ إِلَى عَرَائِنِهَا وَتَرْبِضَ فِيهَا
٢٣ أَمَّا الإِنْسَانُ فَيَخْرُجُ إِلَى عَمَلِهِ وَشُغْلِهِ حَتَّى الْمَسَاءِ.
٢٤ يَا رَبُّ مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ، كُلَّهَا صَنَعْتَ بِحِكْمَةٍ، فَامْتَلأَتِ الأَرْضُ مِنْ غِنَاكَ.
٢٥ هَذَا الْبَحْرُ الْكَبِيرُ الْوَاسِعُ، الَّذِي يَعِجُّ بِمَخْلُوقَاتٍ لَا تُحْصَى مِنْ حَيَوَانَاتٍ مَائِيَّةٍ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ
٢٦ تَجْرِي فِيهِ السُّفُنُ، تَمْرَحُ فِيهِ الْحِيتَانُ الَّتِي خَلَقْتَهَا.
٢٧ تَلْتَفِتُ جَمِيعُهَا إِلَيْكَ كَيْ تَرْزُقَهَا طَعَامَهَا فِي أَوَانِهِ.
٢٨ أَنْتَ تُعْطِيهَا وَهِيَ تَلْتَقِطُ، تَبْسُطُ يَدَكَ لَهَا فَتَشْبَعُ خَيْراً.
٢٩ تَحْجُبُ عَنْهَا وَجْهَكَ فَتَفْزَعُ. تَقْبِضُ أَرْوَاحَهَا فَتَمُوتُ، وَإِلَى تُرَابِهَا تَعُودُ.
٣٠ تُرْسِلُ رُوحَكَ فَتُخْلَقُ ثَانِيَةً وَتُجَدِّدُ وَجْهَ الأَرْضِ.
٣١ مَجْدُ الرَّبِّ يَدُومُ إِلَى الأَبَدِ. الرَّبُّ يَفْرَحُ بِأَعْمَالِهِ.
٣٢ يَنْظُرُ إِلَى الأَرْضِ فَتَرْتَجِفُ، يَمَسُّ الْجِبَالَ فَتَمْتَلِئُ دُخَاناً
٣٣ أُرَنِّمُ لِلرَّبِّ وَأَشْدُو لإِلَهِي مَادُمْتُ حَيًّا.
٣٤ فَيَلَذُّ لَهُ نَشِيدِي، وَأَنَا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ.
٣٥ لِيَنْقَطِعِ الْخُطَاةُ مِنَ الأَرْضِ، وَلْيَبِدِ الأَشْرَارُ. بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ. هَلِّلُويَا.
١٠٥
١ قَدِّمُوا الشُّكْرَ لِلرَّبِّ. ادْعُوا بِاسْمِهِ. عَرِّفُوا بِأَعْمَالِهِ بَيْنَ الشُّعُوبِ.
٢ غَنُّوا لَهُ، اشْدُوا لَهُ. حَدِّثُوا بِكُلِّ عَجَائِبِهِ.
٣ تَبَاهَوْا بِاسْمِهِ الْقُدُّوسِ، لِتَفْرَحْ قُلُوبُ طَالِبِي الرَّبِّ.
٤ اطْلُبُوا الرَّبَّ وَقُوَّتَهُ، الْتَمِسُوا وَجْهَهُ دَائِماً.
٥ اذْكُرُوا عَجَائِبَهُ الَّتِي صَنَعَهَا، مُعْجِزَاتِهِ وَأَحْكَامَهُ الَّتِي نَطَقَ بِها.
٦ يَا ذُرِّيَّةَ إِبْرَاهِيمَ عَبْدِهِ، يَا بَنِي يَعْقُوبَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ.
٧ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُنَا، أَحْكَامُهُ تَمْلأُ الأَرْضَ كُلَّهَا.
٨ لَمْ يَنْسَ عَهْدَهُ قَطُّ وَلَا وَعْدَهُ الَّذِي قَطَعَهُ إِلَى أَلْفِ جِيلٍ،
٩ الْعَهْدَ الَّذِي أَبْرَمَهُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ، وَالْقَسَمَ الَّذِي أَقْسَمَ بِهِ لإِسْحَاقَ.
١٠ ثُمَّ ثَبَّتَهُ لِيَعْقُوبَ فَرِيضَةً، وَلإِسْرَائِيلَ مِيثَاقاً أَبَدِيًّا،
١١ قَائِلاً: «لَكَ أُعْطِي أَرْضَ كَنْعَانَ نَصِيبَ مِيرَاثٍ لَكُمْ».
١٢ إِذْ كَانُوا قِلَّةً بَعْدُ، نَفَراً ضَئِيلاً مُتَغَرِّبِينَ فِي الأَرْضِ.
١٣ مُتَنَقِّلِينَ مِنْ أُمَّةٍ إِلَى أُمَّةٍ، وَمِنْ مَمْلَكَةٍ إِلَى أُخْرَى.
١٤ فَلَمْ يَدَعْ أَيَّ إِنْسَانٍ يَظْلِمُهُمْ، بَلْ وَبَّخَ مُلُوكاً مِنْ أَجْلِهِمْ.
١٥ قَائِلاً: «لَا تَمَسُّوا مُسَحَائِي، وَلَا تُؤْذُوا أَنْبِيَائِي».
١٦ ثُمَّ أَفْشَى مَجَاعَةً فِي الأَرْضِ، وَقَطَعَ الْخُبْزَ قِوَامَ طَعَامِهِمْ.
١٧ لَكِنَّهُ أَرْسَلَ أَمَامَهُمْ يُوسُفَ، فَبِيعَ عَبْداً.
١٨ آذَوْا بِالْقُيُودِ قَدَمَيْهِ، وَبِالْحَدِيدِ طَوَّقُوا عُنُقَهُ.
١٩ إِلَى أَنْ تَحَقَّقَ تَفْسِيرُهُ لِلأَحْلامِ فِي أَوَانِهِ، وَبَرْهَنَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ صِدْقَهُ.
٢٠ فَأَرْسَلَ الْمَلِكُ وَأَطْلَقَهُ، حَاكِمُ الشَّعْبِ حَرَّرَهُ.
٢١ أَقَامَهُ سَيِّداً عَلَى قَصْرِهِ، وَمُتَسَلِّطاً عَلَى جَمِيعِ أَمْلاكِهِ.
٢٢ يَتَصَرَّفُ بِوُلاتِهِ حَسَبَ مَسَرَّتِهِ، وَيُلَقِّنُ شُيُوخَهُ الْحِكْمَةَ.
٢٣ ثُمَّ جَاءَ إِسْرَائِيلُ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ. تَغَرَّبَ يَعْقُوبُ فِي بَلَدِ حَامٍ.
٢٤ فَكَثَّرَ اللهُ شَعْبَهُ، وَجَعَلَهُ أَقْوَى مِنْ أَعْدَائِهِ،
٢٥ الَّذِينَ حَوَّلَ قُلُوبَهُمْ لِيُبْغِضُوا شَعْبَهُ، وَيَكِيدُوا لِعَبِيدِهِ.
٢٦ عِنْدَئِذٍ أَرْسَلَ مُوسَى عَبْدَهُ وَهَارُونَ مُخْتَارَهُ.
٢٧ فَأَجْرَيَا بَيْنَهُمْ آيَاتِهِ، وَصَنَعَا عَجَائِبَ فِي مِصْرَ.
٢٨ بَعَثَ ظَلاماً، تَغَشَّتْ بِهِ الأَرْضُ، وَلَكِنَّ الْمِصْرِيِّينَ عَانَدُوا كَلِمَتَهُ.
٢٩ حَوَّلَ مِيَاهَهُمْ إِلَى دَمٍ وَأَمَاتَ أَسْمَاكَهُمْ.
٣٠ فَاضَتْ أَرْضُهُمْ ضَفَادِعَ حَتَّى بَلَغَتْ مَخَادِعَ مُلُوكِهِمْ.
٣١ أَمَرَ فَأَقْبَلَ الذُّبَابُ وَالْبَعُوضُ فَانْتَشَرَ فِي كُلِّ أَرْضِهِمْ
٣٢ أَمْطَرَ عَلَيْهِمْ بَرَداً وَأَلْهَبَ أَرْضَهُمْ بِالْبُرُوقِ.
٣٣ ضَرَبَ كُرُومَهُمْ وَتِينَهُمْ، وَهَشَّمَ كُلَّ أَشْجَارِهِمْ
٣٤ أَمَرَ، فَتَوَافَدَ الْجَرَادُ الطَّيَّارُ وَالزَّحَّافُ بِأَعْدَادٍ لَا تُحْصَى،
٣٥ فَالْتَهَمَ كُلَّ عُشْبِ أَرْضِهِمْ، وَأَكَلَ ثِمَارَ حُقُولِهِمْ.
٣٦ ثُمَّ قَتَلَ الرَّبُّ جَمِيعَ أَبْكَارِ أَرْضِهِمْ، أَوَائِلَ ثِمَارِ خُصُوبَتِهِمْ جَمِيعاً.
٣٧ وَأَخْرَجَ شَعْبَهُ مُحَمَّلِينَ بِفِضَّةٍ وَذَهَبٍ، وَلَمْ يَتَعَثَّرْ فِي الْمَسِيرِ مِنْ عَشَائِرِهِمْ وَاحِدٌ.
٣٨ فَرِحَ أَهْلُ مِصْرَ بِخُرُوجِهِمْ لأَنَّ رُعْبَهُمْ غَلَبَ عَلَيْهِمْ.
٣٩ نَشَرَ سَحَابَةً فَوْقَ شَعْبِهِ، غِطَاءً لَهُمْ، وَأَرْسَلَ نَاراً تُضِيءُ لَهُمْ لَيْلاً.
٤٠ طَلَبُوا طَعَاماً فَبَعَثَ لَهُمْ طُيُورَ السَّلْوَى وَمِنْ خُبْزِ السَّمَاءِ أَشْبَعَهُمْ.
٤١ فَلَقَ الصَّخْرَةَ وَفَجَّرَ مِنْهَا الْمِيَاهَ، فَجَرَتْ فِي الصَّحْرَاءِ كَأَنَّهَا نَهْرٌ.
٤٢ لأَنَّهُ ذَكَرَ كَلِمَتَهُ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي وَعَدَ بِها إِبْرَاهِيمَ عَبْدَهُ.
٤٣ وَهَكَذَا أَخْرَجَ شَعْبَهُ مِنْ مِصْرَ بِابْتِهَاجٍ وَمُخْتَارِيهِ بِتَرَانِيمِ الظَّفَرِ.
٤٤ وَوَهَبَهُمْ أَرَاضِيَ الأُمَمِ، فَامْتَلَكُوا غَلَّاتٍ تَعِبَتْ فِيهَا شُعُوبٌ أُخْرَى.
٤٥ لِيُمَارِسُوا فَرَائِضَهُ وَيُطِيعُوا شَرَائِعَهُ. هَلِّلُويَا.
١٠٦
١ هَلِّلُويَا. قَدِّمُوا الشُّكْرَ لِلرَّبِّ فَإِنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٢ مَنْ ذَا يُحَدِّثُ بِأَفْعَالِ الرَّبِّ الْجَبَّارَةِ، وَيُخْبِرُ بِكُلِّ تَسْبِيحِهِ؟
٣ طُوبَى لِلْعَامِلِينَ بِالْعَدْلِ وَالْبِرِّ فِي كُلِّ حِينٍ.
٤ يَا رَبُّ، اذْكُرْنِي فِي رِضَاكَ عَلَى شَعْبِكَ. تَعَهَّدْنِي بِخَلاصِكَ.
٥ لِكَيْ أَشْهَدَ نَجَاحَ مُخْتَارِيكَ وَلأَفْرَحَ بِفَرَحِ أُمَّتِكَ، وَأَفْتَخِرَ مَعَ مِيرَاثِكَ.
٦ قَدْ أَخْطَأْنَا مَعَ آبَائِنَا وَارْتَكَبْنَا الإِثْمَ وَالشَّرَّ.
٧ لَمْ يَفْهَمْ آبَاؤُنَا فِي مِصْرَ عَجَائِبَكَ، وَلَمْ يَتَذَكَّرُوا وَفْرَةَ مَرَاحِمِكَ، بَلْ تَمَرَّدُوا عَلَيْكَ عِنْدَ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ.
٨ لَكِنَّكَ خَلَّصْتَهُمْ مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ إِعْلاناً لِقُوَّتِكَ الْعَظِيمَةِ.
٩ انْتَهَرْتَ الْبَحْرَ الأَحْمَرَ، فَجَفَّ، وَاجْتَزْتَ بِهِمْ عَبْرَ اللُّجَجِ كَأَنَّهُمْ عَلَى أَرْضٍ جَافَّةٍ
١٠ أَنْقَذْتَهُمْ مِنْ يَدِ مُبْغِضِيهِمْ وَافْتَدَيْتَهُمْ مِنْ قَبْضَةِ الْعَدُوِّ.
١١ غَمَرَتِ الْمِيَاهُ مُطَارِدِيهِمْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ وَاحِدٌ.
١٢ عِنْدَئِذٍ آمَنُوا بِكَلامِهِ وَشَدُوا بِتَسْبِيحِهِ.
١٣ وَلَكِنْ سَرْعَانَ مَا نَسُوا أَعْمَالَهُ! لَمْ يَنْتَظِرُوا مَشُورَتَهُ.
١٤ بَلِ انْصَاعُوا لِشَهْوَتِهِمِ الشَّدِيدَةِ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَتَحَدَّوْا اللهَ فِي الصَّحْرَاءِ.
١٥ فَلَبَّى سُؤْلَهُمْ وَلَكِنَّهُ أَصَابَ نُفُوسَهُمْ بِالسُّقْمِ.
١٦ ثُمَّ حَسَدُوا مُوسَى فِي الْمُخَيَّمِ، وَأَيْضاً هَارُونَ المُقَدَّسَ لِلرَّبِّ.
١٧ انْفَتَحَتِ الأَرْضُ وَابْتَلَعَتْ دَاثَانَ، وَأَطْبَقَتْ عَلَى قَوْمِ أَبِيرَامَ.
١٨ وَاشْتَعَلَتْ نَارٌ وَسَطَ جَمَاعَةِ قُورَحَ، أَحْرَقَ لَهِيبُهَا الأَشْرَارَ.
١٩ صَاغُوا عِجْلاً فِي حُورِيبَ، وَسَجَدُوا لِتِمْثَالٍ مَسْبُوكٍ.
٢٠ اسْتَبْدَلُوا إِلَهَهُمُ الْمَجِيدَ بِصُورَةِ ثَوْرٍ آكِلِ عُشْبٍ.
٢١ نَسُوا اللهَ مُخَلِّصَهُمُ الَّذِي صَنَعَ الْعَظَائِمَ فِي مِصْرَ،
٢٢ الْمُعْجِزَاتِ فِي أَرْضِ حَامٍ، وَالآيَاتِ الْمُخِيفَةَ عِنْدَ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ.
٢٣ فَأَوْشَكَ أَنْ يُبِيدَهُمْ كَقَوْلِهِ، لَوْلَا أَنَّ مُوسَى مُخْتَارَهُ وَقَفَ فِي الثَّغْرَةِ أَمَامَهُ يَشْفَعُ فِيهِمْ لِيَرُدَّ غَضَبَهُ فَلَا يُهْلِكَهُمْ.
٢٤ ثُمَّ اسْتَهَانُوا بِالأَرْضِ الشَّهِيَّةِ وَلَمْ يُصَدِّقُوا كَلامَ الرَّبِّ.
٢٥ بَلْ تَذَمَّرُوا دَاخِلَ خِيَامِهِمْ، غَيْرَ مُنْصِتِينَ لِصَوْتِ الرَّبِّ.
٢٦ فَأَقْسَمَ أَنْ يُهْلِكَهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ،
٢٧ يُسْقِطَ ذُرِّيَّتَهُمْ بَيْنَ الأُمَمِ، وَيُشَتِّتَهُمْ فِي البُلْدَانِ.
٢٨ وَتَعَلَّقُوا بِبَعْلِ فَغُورَ وَأَكَلُوا ذَبَائِحَ الْمَوْتَى.
٢٩ وَأَثَارُوا غَضَبَ الرَّبِّ بِأَعْمَالِهِمِ الشِّرِّيرَةِ، فَتَفَشَّى بَيْنَهُمْ وَبَأٌ مُفَاجِئٌ.
٣٠ فَوَقَفَ فِينَحَاسُ وَأَجْرَى الْقَضَاءَ، فَامْتَنَعَ الْوَبَأُ.
٣١ فَحُسِبَ لَهُ ذَلِكَ بِرّاً جِيلاً فَجِيلاً إِلَى الأَبَدِ.
٣٢ ثُمَّ أَسْخَطُوا الرَّبَّ عِنْدَ مِيَاهِ مَرِيبَةَ (أَي الْخُصُومَةِ) حَتَّى تَأَذَّى مُوسَى بِسَبَبِهِمْ،
٣٣ إِذِ اسْتَفَزُّوا رُوحَهُ فَأَفْرَطَتْ شَفَتَاهُ بِالكَلامِ.
٣٤ لَمْ يَسْتَأْصِلُوا الشُّعُوبَ مِثْلَمَا أَمَرَهُمُ الرَّبُّ.
٣٥ بَلْ خَالَطُوا الأُمَمَ الْوَثَنِيَّةَ وَتَعَلَّمُوا أَعْمَالَهُمْ.
٣٦ تَعَبَّدُوا لأَوْثَانِهِمْ فَصَارَتْ لَهُمْ فَخّاً.
٣٧ ضَحَّوْا بِأَبْنَائِهِمْ وَبَنَاتِهِمْ لِلشَّيَاطِينِ.
٣٨ سَفَكُوا دَماً بَرِيئاً، دَمَ بَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمِ الَّذِينَ ذَبَحُوهُمْ لأَصْنَامِ الْكَنْعَانِيِّينَ، فَتَدَنَّسَتِ الأَرْضُ بِالدِّمَاءِ.
٣٩ لِذَلِكَ تَنَجَّسُوا بِأَعْمَالِهِمْ، وَخَانُوا الرَّبَّ بِأَفْعَالِهِمْ
٤٠ فَالْتَهَبَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى شَعْبِهِ، وَمَقَتَ مِيرَاثَهُ.
٤١ وَأَسْلَمَهُمْ إِلَى أَيْدِي الأُمَمِ، فَتَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ مُبْغِضُوهُمْ.
٤٢ وَضَايَقَهُمْ أَعْدَاؤُهُمْ حَتَّى ذَلُّوا تَحْتَ أَيْدِيهِمْ.
٤٣ مَرَّاتٍ كَثِيرَةً أَنْقَذَهُمْ، أَمَّا هُمْ فَعَصَوْهُ وَانْحَطُّوا فِي آثَامِهِمْ.
٤٤ غَيْرَ أَنَّهُ الْتَفَتَ إِلَى ضِيقَتِهِمْ إِذْ سَمِعَ صُرَاخَهُمْ.
٤٥ تَذَكَّرَ عَهْدَهُ لَهُمْ وَرَقَّ لَهُمْ حَسَبَ كَثْرَةِ رَحْمَتِهِ،
٤٦ فَأَنَالَهُمْ حُظْوَةً لَدَى جَمِيعِ آسِرِيهِمْ.
٤٧ خَلِّصْنَا أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُنَا، وَاجْمَعْ شَمْلَنَا مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ لِنَرْفَعَ الشُّكْرَ لاسْمِكَ الْقُدُّوسِ وَنَفْتَخِرَ بِتَسْبِيحِكَ.
٤٨ مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ مِنَ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ. وَلْيَقُلِ الشَّعْبُ كُلُّهُ: آمِين. هَلِّلُويَا.
١٠٧
الكتاب الخامس: مزمور ١٠٧–١٥٠
١ ارْفَعُوا الشُّكْرَ لِلرَّبِّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، وَرَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٢ لِيَقُلْ هَذَا مَفْدِيُّو الرَّبِّ، الَّذِينَ افْتَدَاهُمْ مِنْ يَدِ ظَالِمِهِمْ.
٣ لَمَّ شَتَاتَهُمْ مِنَ الْبُلْدَانِ: مِنَ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ، مِنَ الشِّمَالِ وَالْجَنُوبِ.
٤ تَاهُوا فِي الْبَرِّيَّةِ، فِي صَحْرَاءَ بِلَا طَرِيقٍ، وَلَمْ يَجِدُوا مَدِينَةً يَسْكُنُونَ فِيهَا.
٥ جَاعُوا وَعَطِشُوا حَتَّى خَارَتْ نُفُوسُهُمْ فِي دَاخِلِهِمْ.
٦ فَاسْتَغَاثُوا بِالرَّبِّ فِي ضِيقِهِمْ، فَأَنْقَذَهُمْ مِنْ مَصَائِبِهِمْ.
٧ وَهَدَاهُمْ طَرِيقاً مُسْتَقِيماً لِيَتَوَجَّهُوا إِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّكَنِ.
٨ فَلْيَرْفَعُوا الشُّكْرَ لِلرَّبِّ عَلَى رَحْمَتِهِ وَعَلَى عَجَائِبِهِ لِبَنِي آدَمَ.
٩ لأَنَّهُ أَشْبَعَ النَّفْسَ الْمُتَلَهِّفَةَ وَمَلأَ النَّفْسَ الْجَائِعَةَ خَيْراً.
١٠ كَانُوا جَالِسِينَ كَالأَسْرَى فِي الظَّلامِ وَظِلالِ الْمَوْتِ، مُوْثَقِينَ بِالذُّلِّ وَالْحَدِيدِ،
١١ لأَنَّهُمْ تَمَرَّدُوا عَلَى كَلامِ اللهِ، وَاسْتَهَانُوا بِمَشُورَةِ الْعَلِيِّ.
١٢ فَأَذَلَّ قُلُوبَهُمْ بِالْجَهْدِ الْمُضْنِي. تَعَثَّرُوا وَلَمْ يَكُنْ مِنْ مُعِينٍ.
١٣ ثُمَّ اسْتَغَاثُوا بِالرَّبِّ فِي ضِيقِهِمْ فَأَنْقَذَهُمْ مِنْ مَصَائِبِهِمْ.
١٤ أَخْرَجَهُمْ مِنَ الظَّلامِ وَظِلالِ الْمَوْتِ وَحَطَّمَ قُيُودَهُمْ.
١٥ فَلْيَرْفَعُوا الشُّكْرَ لِلرَّبِّ عَلَى رَحْمَتِهِ، وَعَلَى عَجَائِبِهِ لِبَنِي آدَمَ.
١٦ لأَنَّهُ كَسَّرَ أَبْوَابَ النُّحَاسِ، وَقَطَّعَ عَوَارِضَ الْحَدِيدِ.
١٧ سَفِهُوا فِي جَهْلِهِمْ وَسَقِمُوا مِنْ جَرَّاءِ آثَامِهِمْ.
١٨ عَافَتْ أَنْفُسُهُمْ كُلَّ طَعَامٍ، فَصَارُوا عَلَى شَفَا الْمَوْتِ.
١٩ ثُمَّ اسْتَغَاثُوا بِالرَّبِّ فِي ضِيقِهِمْ، فَأَنْقَذَهُمْ مِنْ مَصَائِبِهِمْ.
٢٠ أَصْدَرَ أَمْرَهُ فَشَفَاهُمْ، وَخَلَّصَهُمْ مِنْ مَهَالِكِهِمْ.
٢١ فَلْيَرْفَعُوا الشُّكْرَ لِلرَّبِّ عَلَى رَحْمَتِهِ، وَعَلَى عَجَائِبِهِ لِبَنِي آدَمَ.
٢٢ وَلْيُقَرِّبُوا لَهُ ذَبَائِحَ الشُّكْرِ، وَيُحَدِّثُوا بِأَعْمَالِهِ بِتَرَانِيمِ الْفَرَحِ.
٢٣ رَكِبَ بَعْضُهُمُ الْبِحَارَ فِي السُّفُنِ التِّجَارِيَّةِ، لِيَكْسَبُوا رِزْقَهُمْ،
٢٤ وَرَأَوْا أَعْمَالَ الرَّبِّ وَعَجَائِبَهُ فِي عُمْقِ الْمِيَاهِ.
٢٥ فَإِنَّهُ بِأَمْرِهِ أَثَارَ رِيحاً عَاصِفَةً فَأَهَاجَتْ أَمْوَاجَ الْبَحْرِ
٢٦ فَارْتَفَعَتِ السُّفُنُ إِلَى الأَعَالِي، ثُمَّ هَبَطَتْ إِلَى الأَعْمَاقِ، حَتَّى ذَابَتْ نُفُوسُهُمْ مِنَ الْفَزَعِ.
٢٧ تَمَايَلُوا وَتَرَنَّحُوا مِثْلَ السَّكْرَانِ، وَأَعْيَتْهُمُ الْحِيلَةُ.
٢٨ ثُمَّ اسْتَغَاثُوا بِالرَّبِّ فِي ضِيقِهِمْ، فَأَنْقَذَهُمْ مِنْ مَصَائِبِهِمْ.
٢٩ هَدَّأَ الْعَاصِفَةَ الشَّدِيدَةَ، وَسَكَّنَ الأَمْوَاجَ.
٣٠ فَفَرِحُوا بِهُدُوئِهَا، ثُمَّ اقْتَادَهُمْ إِلَى الْمَرْفَأ الْمَنْشُودِ.
٣١ فَلْيَرْفَعُوا الشُّكْرَ عَلَى رَحْمَتِهِ، وَعَلَى عَجَائِبِهِ لِبَنِي آدَمَ.
٣٢ وَلْيُعَظِّمُوهُ فِي مَحْفَلِ الشَّعْبِ، وَلْيُسَبِّحُوهُ فِي اجْتِمَاعِ الشُّيُوخِ.
٣٣ إِنَّهُ يُحَوِّلُ الأَنْهَارَ إِلَى قِفَارٍ، وَيَنَابِيعَ الْمَاءِ إِلَى أَرْضٍ عَطْشَى.
٣٤ يَجْعَلُ الْحُقُولَ الْخَصِيبَةَ أَرْضاً مَلِحَةً جَرْدَاءَ مِنْ جَرَّاءِ شَرِّ سُكَّانِهَا.
٣٥ يُحَوِّلُ الْبَرِّيَّةَ إِلَى وَاحَةٍ، وَالأَرْضَ الْقَاحِلَةَ يَنَابِيعَ مِيَاهٍ.
٣٦ يُسْكِنُ هُنَاكَ الْجِيَاعَ فَيُنْشِئُونَ مَدِينَةً آهِلَةً.
٣٧ وَيَزْرَعُونَ حُقُولاً وَيَغْرِسُونَ كُرُوماً تُنْتِجُ لَهُمْ غِلَالاً وَفِيرَةً.
٣٨ وَيُبَارِكُهُمْ أَيْضاً فَيَتَكَاثَرُونَ جِدّاً، وَلَا يَدَعُ مَوَاشِيَهُمْ تَتَنَاقَصُ.
٣٩ عِنْدَمَا يَقِلُّ الشَّعْبُ وَيَذِلُّ بِفِعْلِ الضِّيقِ وَالْبَلايَا وَالأَحْزَانِ،
٤٠ يَصُبُّ اللهُ الْهَوَانَ عَلَى الرُّؤَسَاءِ، وَيُضِلُّهُمْ فِي أَرْضِ تِيهٍ لَيْسَ فِيهَا طَرِيقٌ.
٤١ لَكِنَّهُ يُنْقِذُ الْمُحْتَاجِينَ مِنَ الْبُؤْسِ، وَيُكَثِّرُ عَشَائِرَهُمْ مِثْلَ قُطْعَانِ الْغَنَمِ.
٤٢ يَرَى الْمُسْتَقِيمُونَ هَذَا وَيَفْرَحُونَ، أَمَّا الأَثَمَةُ فَيَخْرَسُونَ.
٤٣ فَلْيَتَأَمَّلْ كُلُّ حَكِيمٍ فِي هَذِهِ الأُمُورِ، وَيُمْعِنِ النَّظَرَ فِي مَرَاحِمِ الرَّبِّ.
١٠٨
تَسْبِيحَةٌ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ إِنَّ قَلْبِي ثَابِتٌ يَا اللهُ. أُرَنِّمُ وَأَشْدُو لَكَ. فَهَيَّا اسْتَيْقِظِي يَا نَفْسِي.
٢ اسْتَيْقِظِي أَيَّتُهَا الرَّبَابُ وَالْعُودُ. أَنَا أَسْتَيْقِظُ قُبَيْلَ الْفَجْرِ.
٣ أَحْمَدُكَ بَيْنَ الشُّعُوبِ يَا رَبُّ وَأَشْدُو لَكَ بَيْنَ الأُمَمِ.
٤ فَإِنَّ رَحْمَتَكَ قَدْ عَظُمَتْ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ وَحَقَّكَ بَلَغَ الْغُيُومَ.
٥ ارْتَفِعْ يَا اللهُ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ، وَلْيَتَسَامَ مَجْدُكَ فَوْقَ الأَرْضِ كُلِّهَا.
٦ اسْتَجِبْ لِي وَخَلِّصْ بِيَمِينِكَ الْمُقْتَدِرَةِ كَي يَنْجُوَ أَحِبَّاؤُكَ.
٧ قَدْ تَكَلَّمَ اللهُ فِي قَدَاسَتِهِ، لِذَلِكَ أَبْتَهِجُ وَأَقْسِمُ أَرْضَ شَكِيمَ وَأَقِيسُ وَادِي سُكُّوتَ،
٨ لِي جِلْعَادُ، وَلِي مَنَسَّى؛ أَفْرَايِمُ خُوذَةُ رَأْسِي، وَيَهُوذَا صَوْلَجَانِي.
٩ مُوآبُ مِرْحَضَتِي، وَعَلَى أَدُومَ أُلْقِي حِذَائِي، وعَلَى فَلَسْطِينَ أَهْتِفُ مُنْتَصِراً.
١٠ مَنْ يَقُودُنِي لِمُحَارَبَةِ الْمَدِينَةِ الْمُحَصَّنَةِ؟ مَنْ يَهْدِينِي إِلَى أَدُومَ؟
١١ أَلَيْسَ أَنْتَ يَا اللهُ الَّذِي أَقْصَيْتَنَا وَلَمْ تَعُدْ تَخْرُجُ مَعَ جُيُوشِنَا؟
١٢ هَبْ لَنَا عَوْناً فِي الضِّيقِ، فَعَبَثٌ هُوَ خَلاصُ الإِنْسَانِ.
١٣ لَكِنْ بِعَوْنِ اللهِ نُحَارِبُ بِبَأْسٍ، وَهُوَ الَّذِي يَدُوسُ أَعْدَاءَنَا.
١٠٩
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ – مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ يَا اللهُ، يَا مَنْ أُسَبِّحُهُ، لَا تَعْتَصِمْ بِالصَّمْتِ.
٢ فَقَدْ فَغَرَ أَشْرَارٌ مُخَادِعُونَ أَفْوَاهَهُمْ ضِدِّي، وَتَقَوَّلُوا عَلَيَّ بِالكَذِبِ،
٣ يُحَاصِرُونَنِي بِكَلامِ بُغْضٍ، وَيُهَاجِمُونَنِي مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ.
٤ يُبَادِلُونَ مَحَبَّتِي بِخِصَامٍ، أَمَّا أَنَا فَأُصَلِّي مِنْ أَجْلِهِمْ.
٥ يُجَازُونَنِي شَرّاً مُقَابِلَ خَيْرِي، وَبُغْضاً بَدَلَ حُبِّي.
٦ وَلِّ عَلَى عَدُوِّي قَاضِياً ظَالِماً، وَلْيَقِفْ خَصْمُهُ عَنْ يَمِينِهِ يَتَّهِمُهُ جَوْراً.
٧ عِنْدَ مُحَاكَمَتِهِ لِيَثْبُتْ عَلَيْهِ ذَنْبُهُ، وَلْتُحْسَبْ لَهُ صَلاتُهُ خَطِيئَةً.
٨ لِتَقْصُرْ أَيَّامُهُ وَلْيَتَوَلَّ وَظِيفَتَهُ آخَرُ.
٩ لِيَتَيَتَّمْ بَنُوهُ وَتَتَرَمَّلْ زَوْجَتُهُ.
١٠ لِيَتَشَرَّدْ بَنُوهُ وَيَسْتَعْطُوا، وَلْيَلْتَمِسُوا قُوتَهُمْ بَعِيداً عَنْ خَرَائِبِ سُكْنَاهُمْ.
١١ لِيَسْتَرْهِنِ الْمُدَايِنُ كُلَّ مُمْتَلَكَاتِهِ، وَلْيَنْهَبِ الْغُرَبَاءُ ثِمَارَ تَعَبِهِ.
١٢ لِيَنْقَرِضْ مَنْ يَتَرَاءَفُ عَلَيْهِ، وَلْيَنْقَطِعْ مَنْ يَتَحَنَّنُ عَلَى أَيْتَامِهِ.
١٣ لِيَنْقَرِضْ نَسْلُهُ وَلْيُمْحَ اسْمُهُمْ مِنَ الْجِيلِ الْقَادِمِ.
١٤ لِيَذْكُرِ الرَّبُّ إِثْمَ آبَائِهِ، وَلَا يَغْفِرْ خَطِيئَةَ أُمِّهِ.
١٥ لِتَمْثُلْ خَطَايَاهُمْ أَمَامَ الرَّبِّ دَائِماً كَيْ يَسْتَأْصِلَ مِنَ الأَرْضِ ذِكْرَهُمْ.
١٦ لأَنَّهُ تَغَافَلَ عَنْ إِبْدَاءِ الرَّحْمَةِ، بَلْ تَعَقَّبَ الفَقِيرَ الْمُنْسَحِقَ الْقَلْبِ، لِيُمِيتَهُ.
١٧ أَحَبَّ اللَّعْنَةَ فَلَحِقَتْ بِهِ، وَلَمْ يُسَرَّ بِالْبَرَكَةِ فَابْتَعَدَتْ عَنْهُ.
١٨ اكْتَسَى اللَّعْنَةَ كَرِدَاءٍ، فَتَسَرَّبَتْ إِلَى بَاطِنِهِ كَالْمِيَاهِ وَإِلَى عِظَامِهِ كَالزَّيْتِ.
١٩ فَلْتَكُنْ لَهُ كَرِدَاءٍ يَتَلَفَّعُ بِهِ، وَكَحِزَامٍ يَتَنَطَّقُ بِهِ دَائِماً.
٢٠ هَذِهِ أُجْرَةُ مُبْغِضِيَّ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، النَّاطِقِينَ شَرّاً عَلَى نَفْسِي.
٢١ أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ السَّيِّدُ فَأَحْسِنْ إِلَيَّ مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ، وَأَنْقِذْنِي لأَنَّ رَحْمَتَكَ صَالِحَةٌ.
٢٢ فَإِنِّي فَقِيرٌ وَمِسْكِينٌ وَقَلْبِي جَرِيحٌ فِي دَاخِلِي.
٢٣ قَدْ تَلاشَيْتُ كَالظِّلِّ عِنْدَ الْمَغِيبِ، وَانْتَفَضْتُ كَجَرَادَةٍ.
٢٤ وَهَنَتْ رُكْبَتَايَ مِنَ الصَّوْمِ، وَهُزِلَ جَسَدِي كَثِيراً.
٢٥ صِرْتُ عِنْدَهُمْ عَاراً، يَنْظُرُونَ إِلَيَّ فَيَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ شَامِتِينَ.
٢٦ أَعِنِّي يَا رَبُّ يَا إِلَهِي، خَلِّصْنِي بِمُقْتَضَى رَحْمَتِكَ.
٢٧ فَيُدْرِكُوا أَنَّ هَذِهِ هِيَ يَدُكَ، وَأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ قَدْ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ.
٢٨ هُمْ يَلْعَنُونَنِي أَمَّا أَنْتَ فَتُبَارِكُنِي. لِيَخْزَ المُشْتَكُونَ عَلَيَّ، فَأَفْرَحَ أَنَا عَبْدَكَ.
٢٩ لِيَكْتَسِ خُصُومِي خَجَلاً، وَلْيَتَلَفَّعُوا بِخِزْيِهِمْ كَالرِّدَاءِ.
٣٠ بِهُتَافٍ أَرْفَعُ لِلرَّبِّ شُكْراً عَظِيماً، وَفِي وَسَطِ جُمْهُورٍ غَفِيرٍ أُسَبِّحُهُ.
٣١ لأَنَّهُ يَقِفُ عَنْ يَمِينِ المَظْلُومِ لِيُخَلِّصَهُ مِنَ الْحَاكِمِينَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ.
١١٠
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ».
٢ يَجْعَلُ الرَّبُّ صِهْيَوْنَ مُنْطَلَقاً لِسُلْطَانِكَ، وَيَقُولُ: «احْكُمْ فِي وَسَطِ أَعْدَائِكَ».
٣ فِي يَوْمِ مُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ يَتَطَوَّعُ شَعْبُكَ. يَجِيءُ شَبَابُكَ إِلَى التِّلالِ الْمُقَدَّسَةِ كَالنَّدَى فِي قَلْبِ الْفَجْرِ.
٤ أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَتَرَاجَعَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ».
٥ الرَّبُّ وَاقِفٌ عَنْ يَمِينِكَ. فِي يَوْمِ غَضَبِهِ يُحَطِّمُ مُلُوكاً.
٦ يَقْضِي بَيْنَ الأُمَمِ، فَيَمْلَأُ الأَرْضَ الرَّحْبَةَ بِجُثَثِ رُؤَسَائِهَا.
٧ يَشْرَبُ الْمَلِكُ مِنَ النَّهْرِ الْمُجَاوِرِ لِلطَّرِيقِ، لِذَلِكَ يَشْمَخُ بِرَأْسِهِ مُنْتَصِراً.
١١١
١ هَلِّلُويَا! أَشْكُرُ الرَّبَّ مِنْ كُلِّ قَلْبِي فِي مَحْفَلِ أَتْقِيَاءِ الشَّعْبِ.
٢ مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَ الرَّبِّ! يَتَأَمَّلُهَا جَمِيعُ الْمَسْرُورِينَ بِها.
٣ صَنِيعُهُ جَلالٌ وَبَهَاءٌ، وَعَدْلُهُ ثَابِتٌ إِلَى الأَبَدِ.
٤ جَعَلَ لِعَجَائِبِهِ ذِكْراً، فَالرَّبُّ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ.
٥ أَعْطَى مُتَّقِيهِ طَعَاماً، لأَنَّهُ لَا يَنْسَى عَهْدَهُ أَبَداً.
٦ أَظْهَرَ قُوَّتَهُ لِشَعْبِهِ حِينَ أَوْرَثَهُمْ أَرْضَ الأُمَمِ.
٧ أَعْمَالُ يَدَيْهِ حَقٌّ وَعَدْلٌ. وَكُلُّ وَصَايَاهُ أَمِينَةٌ.
٨ رَاسِخَةٌ أَبَدَ الدَّهْرِ، مَصْنُوعَةٌ بِالْحَقِّ وَالاسْتِقَامَةِ.
٩ افْتَدَى شَعْبَهُ وَكَرَّسَ عَهْدَهُ مَعَهُ إِلَى الأَبَدِ، قَدُّوسٌ وَمَهُوبٌ اسْمُهُ.
١٠ رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ. وَالعَامِلُ بِها ذُو فِطْنَةٍ شَدِيدَةٍ. تَسْبِيحُ الرَّبِّ دَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ.
١١٢
١ هَلِّلُويَا! طُوبَى لِمَنْ يَخْشَى الرَّبَّ وَيَبْتَهِجُ جِدّاً بِوَصَايَاهُ.
٢ ذُرِّيَّتُهُ تَكُونُ قَوِيَّةً فِي الأَرْضِ، جِيلُ الْمُسْتَقِيمِينَ يَكُونُ مُبَارَكاً.
٣ يَمْتَلِئُ بَيْتُهُ مَالاً وَغِنىً، وَبِرُّهُ يَدُومُ إِلَى الأَبَدِ.
٤ يُشْرِقُ نُورٌ فِي الظُّلْمَةِ لِلْمُسْتَقِيمِينَ لأَنَّ الرَّبَّ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ وَصِدِّيقٌ.
٥ سَعِيدٌ هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَحَنَّنُ وَيُقْرِضُ مَجَّاناً وَيُدَبِّرُ شُؤُونَهُ بِالْحَيْطَةِ وَالْعَدْلِ.
٦ فَإِنَّهُ لَنْ يَتَزَعْزَعَ أَبَداً. ذِكْرُ الصِّدِّيقِ يَخْلُدُ إِلَى الأَبْدِ.
٧ لَنْ يَخَافَ مِنْ خَبَرِ سُوءٍ، فَقَلْبُهُ ثَابِتٌ مُتَّكِلٌ عَلَى الرَّبِّ.
٨ قَلْبُهُ ثَابِتٌ لَا تَعْتَرِيهِ الْمَخَاوِفُ، وَيَشْهَدُ عِقَابَ مَضْطَهِدِيهِ.
٩ يُوَزِّعُ بِسَخَاءٍ وَيُعْطِي الْفُقَرَاءَ، وَبِرُّهُ يَدُومُ إِلَى الأَبَدِ، فَيَرْتَفِعُ رَأْسُهُ بِاعْتِزَازٍ.
١٠ يَرَى الشِّرِّيرُ ذَلِكَ فَيَغْتَاظُ، يَصِرُّ بِأَسْنَانِهِ وَيَذُوبُ إِذْ شَهْوَةُ الشِّرِّيرِ لَا تَتَحَقَّقُ.
١١٣
١ هَلِّلُويَا. سَبِّحُوا يَا عَبِيدَ الرَّبِّ، سَبِّحَوا اسْمَ الرَّبِّ.
٢ لِيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكاً مِنَ الآنَ وَإِلَى الأَبَدِ.
٣ لِيُسَبَّحْ بِاسْمِ الرَّبِّ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا.
٤ الرَّبُّ مُتَسَامٍ عَلَى جَمِيعِ الأُمَمِ، وَمَجْدُهُ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ.
٥ مَنْ هُوَ نَظِيرُ الرَّبِّ إِلَهِنَا السَّاكِنِ فِي الأَعَالِي؟
٦ الْمُطِلِّ مِنْ عَلْيَائِهِ إِلَى أَسْفَلَ لِيَرَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.
٧ يُنْهِضُ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ، وَيَرْفَعُ الْبَائِسَ مِنْ الْمَزْبَلَةِ،
٨ لِيُجْلِسَهُ مَعَ أَشْرَافِ شَعْبِهِ.
٩ يَرْزُقُ العَاقِرَ أَوْلاداً. يَجْعَلُهَا أُمّاً سَعِيدَةً. هَلِّلُويَا.
١١٤
١ عِنْدَ خُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ، وَآلِ يَعْقُوبَ مِنْ بَيْنِ شَعْبٍ غَرِيبِ اللِّسَانِ.
٢ صَارَ يَهُوذَا هَيْكَلاً مُقَدَّساً لَهُ، وَإِسْرَائِيلُ مَقَرَّ سُلْطَانِهِ.
٣ رَأَى الْبَحْرُ الأَحْمَرُ ذَلِكَ فَهَرَبَ، وَتَرَاجَعَ نَهْرُ الأُرْدُنِّ إِلَى الْوَرَاءِ.
٤ قَفَزَتِ الْجِبَالُ كَأَنَّهَا كِبَاشٌ، وَالتِّلالُ كَأَنَّهَا حُمْلانٌ.
٥ مَالَكَ يَا بَحْرُ قَدْ هَرَبْتَ، وَيَا أُرْدُنُّ قَدْ رَجَعْتَ إِلَى الْوَرَاءِ؟
٦ مَالَكِ يَا جِبَالُ تَقْفِزِينَ كَالْكِبَاشِ، وَيَا تِلالُ كَالْحُمْلانِ؟
٧ تَزَلْزَلِي يَا أَرْضُ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ إِلَهِ يَعْقُوبَ.
٨ الَّذِي حَوَّلَ الصَّخْرَةَ إِلَى جَدَاوِلَ، وَالصَّوَّانَ إِلَى يَنَابِيعِ مِيَاهٍ.
١١٥
١ لَا تُمَجِّدْنَا يَا رَبُّ، بَلْ مَجِّدِ اسْمَكَ، مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكَ وَحَقِّكَ.
٢ لِمَاذَا تَسْأَلُنَا الأُمَمُ: أَيْنَ هُوَ إِلَهُكُمْ؟
٣ إِنَّ إِلَهَنَا فِي السَّمَاوَاتِ. كُلَّ مَا شَاءَ صَنَعَ.
٤ أَمَّا أَوْثَانُهُمْ فَهِيَ فِضَّةٌ وَذَهَبٌ مِنْ صُنْعِ أَيْدِي الْبَشَرِ.
٥ لَهَا أَفْوَاهٌ لَكِنَّهَا لَا تَنْطِقُ. لَهَا عُيُونٌ وَلَكِنَّهَا لَا تُبْصِرُ.
٦ وَآذَانٌ لَكِنَّهَا لَا تَسْمَعُ. وَأُنُوفٌ لَكِنَّهَا لَا تَشُمُّ.
٧ لَهَا أَيْدٍ لَكِنَّهَا لَا تَلْمَسُ. وَأَرْجُلٌ لَكِنَّهَا لَا تَمْشِي، وَلَا تُصْدِرُ مِنْ حَنَاجِرِهَا صَوْتاً.
٨ مِثْلَهَا يَصِيرُ صَانِعُوهَا وَكُلُّ مَنْ يَتَوَكَّلُ عَلَيْهَا.
٩ اتَّكِلُوا عَلَى الرَّبِّ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، هُوَ عَوْنُكُمْ وَتُرْسُكُمْ.
١٠ اتَّكِلُوا عَلَى الرَّبِّ يَا بَيْتَ هَارُونَ: هُوَ عَوْنُكُمْ وَتُرْسُكُمْ.
١١ اتَّكِلُوا عَلَى الرَّبِّ يَا خَائِفِي الرَّبِّ: هُوَ عَوْنُكُمْ وَتُرْسُكُمْ.
١٢ الرَّبُّ ذَكَرَنَا وَيُبَارِكُنَا. يُبَارِكُ شَعْبَ إِسْرَائِيلَ، يُبَارِكُ الرَّبُّ آلَ هَارُونَ.
١٣ يُبَارِكُ كُلَّ مَنْ يَتَّقِيهِ، صِغَارَهُمْ وَكِبَارَهُمْ.
١٤ لِيَزِدِ الرَّبُّ بَرَكَتَهُ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَوْلادِكُمْ.
١٥ لِيُبَارِكْكُمُ الرَّبُّ، خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ.
١٦ السَّمَاوَاتُ لِلرَّبِّ وَحْدَهُ، أَمَّا الأَرْضُ فَوَهَبَهَا لِبَنِي آدَمَ.
١٧ لَا يُسَبِّحُ الأَمْوَاتُ الرَّبَّ، وَلَا الهَاجِعُونَ فِي الْقُبُورِ.
١٨ أَمَّا نَحْنُ فَنُبَارِكُ الرَّبَّ مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ. هَلِّلُويَا.
١١٦
١ إِنِّي أُحِبُّ الرَّبَّ لأَنَّهُ يَسْمَعُ ابْتِهَالِي وَيَسْتَجِيبُ إِلَى تَضَرُّعَاتِي.
٢ أَمَالَ أُذُنَهُ إِلَيَّ لِذَلِكَ أَدْعُوهُ مَادُمْتُ حَيًّا.
٣ طَوَّقَتْنِي حِبَالُ الْمَوْتِ. أَطْبَقَ عَلَيَّ رُعْبُ الْهَاوِيَةِ. قَاسَيْتُ ضِيقاً وَحُزْناً.
٤ فَدَعَوْتُ الرَّبَّ: آهِ يَا رَبُّ نَجِّ نَفْسِي!
٥ الرَّبُّ حَنُونٌ وَبَارٌّ. إِلَهُنَا رَحِيمٌ.
٦ الرَّبُّ حَافِظُ الْبُسَطَاءِ. تَذَلَّلْتُ فَخَلَّصَنِي.
٧ عُودِي يَا نَفْسِي إِلَى طُمَأْنِينَتِكِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَحْسَنَ إِلَيْكِ.
٨ لأَنَّكَ يَا رَبُّ أَنْقَذْتَ نَفْسِي مِنَ الْمَوْتِ، وَعَيْنِي مِنَ الدَّمْعِ، وَقَدَمَيَّ مِنَ التَّعَثُّرِ،
٩ لِذَلِكَ أَسْلُكُ بِطَاعَةٍ أَمَامَ الرَّبِّ فِي دِيَارِ الأَحْيَاءِ.
١٠ آمَنْتُ لِذَلِكَ تَكَلَّمْتُ. أَنَا عَانَيْتُ كَثِيراً.
١١ وَقُلْتُ فِي حَيْرَتِي: «جَمِيعُ الْبَشَرِ كَاذِبُونَ».
١٢ مَاذَا أَرُدُّ لِلرَّبِّ مُقَابِلَ كُلِّ مَا أَبْدَاهُ نَحْوي مِنْ حُسْنِ الصَّنِيعِ؟
١٣ سَأَتَنَاوَلُ كَأْسَ الْخَلاصِ، وَأَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ.
١٤ أُوْفِي نُذُورِي لِلرَّبِّ أَمَامَ كُلِّ شَعْبِهِ.
١٥ عَزِيزٌ فِي عَيْنَي الرَّبِّ مَوْتُ قِدِّيسِيهِ.
١٦ آهِ يَا رَبُّ أَنَا عَبْدُكَ. أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِكَ. أَنْتَ حَلَلْتَ قُيُودِي.
١٧ لَكَ أُقَدِّمُ ذَبَائِحَ الشُّكْرِ، وَأَدْعُو بِاسْمِكَ.
١٨ أُوْفِي نُذُورِي لِلرَّبِّ أَمَامَ كُلِّ شَعْبِهِ.
١٩ فِي دِيَارِ بَيْتِ الرَّبِّ، فِي وَسَطِكِ يَا أُورُشَلِيمُ. هَلِّلُويَا.
١١٧
١ سَبِّحُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَمَجِّدُوهُ يَا كُلَّ الشُّعُوبِ.
٢ لأَنَّ رَحْمَتَهُ غَلَبَتْ عَلَيْنَا، وَأَمَانَةُ الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ. هَلِّلُويَا!
١١٨
١ اشْكُرُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، وَرَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٢ لِيَقُلْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: إِنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٣ لِيَقُلْ بَيْتُ هَرُونَ: إِنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٤ لِيَقُلْ خَائِفُو الرَّبِّ: إِنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٥ دَعَوْتُ الرَّبَّ فِي الضِّيقِ فَأَجَابَنِي وَفَرَّجَ عَنِّي.
٦ الرَّبُّ مَعِي فَلَا أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي الْبَشَرُ؟
٧ الرَّبُّ مَعِي. هُوَ مُعِينٌ لِي. سَأَرَى هَزِيمَةَ أَعْدَائِي.
٨ اللُّجُوءُ إِلَى الرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ الاعْتِمَادِ عَلَى الْبَشَرِ.
٩ اللُّجُوءُ إِلَى الرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ الاعْتِمَادِ عَلَى الْعُظَمَاءِ.
١٠ حَاصَرَتْنِي جَمِيعُ الأُمَمِ، لَكِنِّي بِاسْمِ الرَّبِّ أُبِيدُهُمْ.
١١ حَاصَرُونِي وَضَيَّقُوا عَلَيَّ، لَكِنِّي بِاسْمِ الرَّبِّ أُبِيدُهُمْ.
١٢ حَاصَرُونِي كَالنَّحْلِ، (اشْتَعَلُوا) ثُمَّ انْطَفَأُوا كَنَارِ الشَّوْكِ. بِاسْمِ الرَّبِّ أُبِيدُهُمْ.
١٣ دُفِعْتُ بِعُنْفٍ كَيْ أَسْقُطَ، لَكِنَّ الرَّبَّ عَضَدَنِي.
١٤ الرَّبُّ قُوَّتِي وَتَرْنِيمِي وَقَدْ صَارَ لِي خَلاصاً.
١٥ صَوْتُ هُتَافِ النَّصْرِ وَالْخَلاصِ فِي مَسَاكِنِ الأَبْرَارِ. يَمِينُ الرَّبِّ مُقْتَدِرَةٌ فِي فِعْلِهَا.
١٦ يَمِينُ الرَّبِّ مُرْتَفِعَةٌ. يَمِينُ الرَّبِّ مُقْتَدِرَةٌ فِي فِعْلِهَا.
١٧ لَا أَمُوتُ بَلْ أَحْيَا وَأُذِيعُ أَعْمَالَ الرَّبِّ.
١٨ تَأْدِيباً أَدَّبَنِي الرَّبُّ، وَإِلَى الْمَوْتِ لَمْ يُسْلِمْنِي.
١٩ افْتَحُوا لِي أَبْوَابَ الْبِرِّ، فَأَدْخُلَ فِيهَا، وَأَشْكُرَ الرَّبَّ.
٢٠ هَذَا البَابُ هُوَ مَدْخَلُ الأَبْرَارِ إِلَى مَحْضَرِ الرَّبِّ.
٢١ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ اسْتَجَبْتَ لِي وَصِرْتَ لِي مُخَلِّصاً.
٢٢ الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأَسَ الزَّاوِيَةِ.
٢٣ مِنْ لَدَى الرَّبِّ كَانَ هَذَا، وَهُوَ مُدْهِشٌ فِي أَعْيُنِنَا.
٢٤ هَذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَعَدَّهُ الرَّبُّ، فِيهِ نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ.
٢٥ آهِ يَا رَبُّ خَلِّصْ. يَا رَبُّ اكْفُلْ لَنَا النَّجَاحَ.
٢٦ مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ. بَارَكْنَاكُمْ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ.
٢٧ الرَّبُّ هُوَ اللهُ وَبِنُورِهِ أَضَاءَ لَنَا. ارْبِطُوا الذَّبِيحَةَ بِحِبَالٍ إِلَى زَوَايَا الْمَذْبَحِ.
٢٨ إِلَهِي أَنْتَ، وَإِيَّاكَ أَشْكُرُ. إِلَهِي أَنْتَ وَإِيَّاكَ أُعَظِّمُ.
٢٩ اشْكُرُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، وَرَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
١١٩
أَلِفٌ
١ طُوبَى لِلسَّالِكِينَ فِي طَرِيقِ الكَمَالِ، طَرِيقِ شَرِيعَةِ الرَّبِّ.
٢ طُوبَى لِمَنْ يَحْفَظُونَ وَصَايَا الرَّبِّ، الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ بِكُلِّ الْقَلْبِ،
٣ وَلَا يَرْتَكِبُونَ إِثْماً، إِنَّمَا فِي طُرُقِهِ يَسِيرُونَ.
٤ أَنْتَ أَوْصَيْتَ بِحِفْظِ وَصَايَاكَ وَالعَمَلِ بِها كُلِّهَا.
٥ لَيْتَكَ تُوَجِّهُ طُرُقِي لِمُمَارَسَةِ فَرَائِضِكَ.
٦ عِنْدَئِذٍ لَا أَخْزَى إِذَا تَأَمَّلْتُ فِي جَمِيعِ وَصَايَاكَ.
٧ أَحْمَدُكَ بِقَلْبٍ مُسْتَقِيمٍ لأَنِّي أَدْرَكْتُ أَحْكَامَكَ الْعَادِلَةَ.
٨ سَأَحْفَظُ وَصَايَاكَ، فَلَا تَتْرُكْنِي أَبَداً.
بَاءٌ
٩ بِمَاذَا يُزَكِّي الشَّابُّ مَسْلَكَهُ؟ بِطَاعَتِهِ لِكَلِمَتِكَ.
١٠ لِذَلِكَ طَلَبْتُكَ بِكُلِّ قَلْبِي، فَلَا تَدَعْنِي أَضِلُّ عَنْ وَصَايَاكَ.
١١ خَبَأْتُ كَلامَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلّا أُخْطِئَ إِلَيْكَ.
١٢ مُبَارَكٌ أَنْتَ يَا رَبُّ. عَلِّمْنِي فَرَائِضَكَ.
١٣ بِشَفَتَيَّ أَعْلَنْتُ جَمِيعَ الأَحْكَامِ الَّتِي نَطَقْتَ بِها.
١٤ بِطَرِيقِ شَهَادَاتِكَ قَدْ سُرِرْتُ أَكْثَرَ مِنْ سُرُورِ الْحَائِزِ عَلَى كُلِّ غِنىً.
١٥ أَتَأَمَّلُ وَصَايَاكَ، وَأَحْفَظُ سُبُلَكَ.
١٦ بِفَرائِضِكَ أَتَلَذَّذُ، وَلَا أَنْسَى كَلِمَتَكَ.
جِيمٌ
١٧ أَحْسِنْ إِلَيَّ أَنَا عَبْدِكَ، فَأَحْيَا وَأَعْمَلَ بِكَلِمَتِكَ.
١٨ افْتَحْ عَيْنَيَّ فَأَرَى عَجَائِبَ مِنْ شَرِيعَتِكَ.
١٩ غَرِيبٌ أَنَا فِي الأَرْضِ فَلَا تَحْجُبْ عَنِّي وَصَايَاكَ.
٢٠ تَتَلَهَّفُ نَفْسِي شَوْقاً إِلَى أَحْكَامِكَ دَائِماً.
٢١ أَنْتَ تَزْجُرُ الْمُتَكَبِّرِينَ الْمَلْعُونِينَ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ وَصَايَاكَ.
٢٢ انْتَزِعْ عَارِي وَهَوَانِي، لأَنَّنِي أُرَاعِي وَصَايَاكَ.
٢٣ جَلَسَ الرُّؤَسَاءُ وَتَآمَرُوا عَلَيَّ. أَمَّا أَنَا، عَبدَكَ، فَبَقِيتُ أَتَأَمَّلُ فِي فَرَائِضِكَ.
٢٤ وَصَايَاكَ الشَّاهِدَةُ أَيْضاً هِيَ مَسَرَّتِي، وَأَنَا أَسْتَشِيرُهَا دَائِماً.
دَالٌ
٢٥ (أَنَا يَائِسٌ) أَرْقُدُ مُلْتَصِقاً بالتُّرَابِ، فَأَحْيِنِي حَسَبَ وَعْدِكَ.
٢٦ اعْتَرَفْتُ بِمَا جَنَيْتُ فَاسْتَجَبْتَ لِي. عَلِّمْنِي فَرَائِضَكَ.
٢٧ فَهِّمْنِي طَرِيقَ أَوَامِرِكَ، فَأَتَأَمَّلَ فِي أَعْمَالِكَ الْعَجِيبَةِ.
٢٨ نَفْسِي ذَائِبَةٌ مِنَ الْحُزْنِ. قَوِّنِي بِحَسَبِ وَعْدِكَ.
٢٩ أَبْعِدْ عَنِّي طَرِيقَ الْغَوَايَةِ وَبِرَحْمَتِكَ لَقِّنِّي شَرِيعَتَكَ.
٣٠ قَدِ اخْتَرْتُ طَرِيقَ الْحَقِّ، إذْ وَضَعْتُ أَحْكَامَكَ أَمَامِي.
٣١ الْتَزَمْتُ بِوَصَايَاكَ الشَّاهِدَةِ لَكَ يَا رَبُّ فَلَا تُخْزِنِي.
٣٢ أَجِدُّ مُسْرِعاً فِي طَرِيقِ وَصَايَاكَ، لأَنَّكَ تَشْرَحُ قَلْبِي.
هَاءٌ
٣٣ يَا رَبُّ، عَلِّمْنِي طَرِيقَ فَرَائِضِكَ فَأُرَاعِيَهَا إِلَى النِّهَايَةِ.
٣٤ أَعْطِنِي فَهْماً لأَحْفَظَ شَرِيعَتَكَ وَأَعْمَلَ بِها بِكُلِّ قَلْبِي.
٣٥ اهْدِنِي فِي سَبِيلِ وَصَايَاكَ، فَفِيهَا بَهْجَتِي.
٣٦ اجْتَذِبْ قَلْبِي نَحْوَ شَهَادَاتِكَ بَعِيداً عَنْ مَطَامِعِ الْمَالِ.
٣٧ حَوِّلْ عَيْنَيَّ عَنْ رُؤْيَةِ الْبَاطِلِ، وَفِي طَرِيقِكَ أَحْيِنِي.
٣٨ حَقِّقْ لِعَبْدِكَ قَوْلَكَ، الَّذِي وَعَدْتَ بِهِ مُتَّقِيكَ.
٣٩ أَزِلْ عَنِّي الْعَارَ الَّذِي أَخْشَاهُ، لأَنَّ أَحْكَامَكَ صَالِحَةٌ.
٤٠ هَا قَدْ رَغِبْتُ فِي وَصَايَاكَ. بِعَدْلِكَ أَحْيِنِي.
وَاوٌ
٤١ أَنْعِمْ عَلَيَّ يَا رَبُّ بِرَحْمَتِكَ وَخَلاصِكَ حَسَبَ كَلامِكَ.
٤٢ فَأَرُدَّ عَلَى مُعَيِّرِيَّ، لأَنِّي أَثِقُ بِوَعْدِكَ.
٤٣ لَا تَنْزِعْ كَلِمَةَ الْحَقِّ مِنْ فَمِي لأَنَّ رَجَائِي فِي أَحْكَامِكَ،
٤٤ فَأَحْفَظَ شَرِيعَتَكَ دَائِماً، إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ،
٤٥ وَأَسْلُكَ فِي رَحَابَةِ الْحُرِّيَّةِ، لأَنِّي الْتَمَسْتُ أَوَامِرَكَ.
٤٦ سَأَتَحَدَّثُ بِشَهَادَاتِكَ أَمَامَ الْمُلُوكِ وَلَا يَعْتَرِينِي الْخِزْيُ،
٤٧ وَأَتَلَذَّذُ بِوَصَايَاكَ الَّتِي أَحْبَبْتُهَا،
٤٨ وَأَرْفَعُ كَفَّيَّ إِلَى وَصَايَاكَ الَّتِي أَحْبَبْتُهَا وَأَتَأَمَّلُ فِي فَرَائِضِكَ.
زايٌ
٤٩ حَقِّقْ لِعَبْدِكَ وَعْدَكَ الَّذِي جَعَلْتَنِي أَنْتَظِرُهُ.
٥٠ وَعْدُكَ يُنْعِشُنِي إِذْ هُوَ تَعْزِيَتِي فِي ضِيقِي.
٥١ جَاوَزَ الْمُتَكَبِّرُونَ الْحَدَّ فِي السُّخْرِيَةِ بِي، لَكِنْ عَنْ شَرِيعَتِكَ لَمْ أَمِلْ.
٥٢ تَذَكَّرْتُ أَحْكَامَكَ مُنْذُ الدَّهْرِ يَا رَبُّ، فَتَعَزَّيْتُ.
٥٣ تَوَلّانِي الْغَيْظُ مِنَ الأَشْرَارِ الَّذِينَ نَبَذُوا شَرِيعَتَكَ.
٥٤ صَارَتْ فَرَائِضُكَ تَرْنِيمَاتٍ لِي فِي أَرْضِ غُرْبَتِي.
٥٥ ذَكَرْتُ فِي اللَّيْلِ اسْمَكَ يَا رَبُّ، وَحَفِظْتُ شَرِيعَتَكَ.
٥٦ هَذَا مَا حَظِيتُ بِهِ لأَنِّي رَاعَيْتُ وَصَايَاكَ.
حَاءٌ
٥٧ أَنْتَ يَا رَبُّ نَصِيبِي، فَأَعِدُكَ بِطَاعَةِ شَرِيعَتِكَ.
٥٨ طَلَبْتُ وَجْهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِي: ارْحَمْنِي حَسَبَ وَعْدِكَ.
٥٩ تَأَمَّلْتُ فِي انْحِرَافِي فَعُدْتُ وَتَحَوَّلْتُ نَحْوَ شَهَادَاتِكَ.
٦٠ أَسْرَعْتُ مِنْ غَيْرِ تَوَانٍ إِلَى الْعَمَلِ بِوَصَايَاكَ.
٦١ قَامَ الأَشْرَارُ بِالإِيقَاعِ بِي، وَلَكِنِّي لَمْ أَنْسَ شَرِيعَتَكَ.
٦٢ أَسْتَيْقِظُ فِي مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ لأَحْمَدَكَ مِنْ أَجْلِ أَحْكَامِكَ الْعَادِلَةِ.
٦٣ رَفِيقٌ أَنَا لِكُلِّ الَّذِينَ يَتَّقُونَكَ، وَلِحَافِظِي وَصَايَاكَ.
٦٤ رَحْمَتُكَ يَا رَبُّ قَدْ عَمَّتِ الأَرْضَ فَعَلِّمْنِي فَرَائِضَكَ.
طَاءٌ
٦٥ صَنَعْتَ خَيْراً يَا رَبُّ مَعِي أَنَا عَبْدَكَ كَمَا وَعَدْتَ.
٦٦ هَبْنِي رُوحَ تَمْيِيزٍ وَمَعْرِفَةً، لأَنِّي آمَنْتُ بِوَصَايَاكَ.
٦٧ ضَلَلْتُ قَبْلَ أَنْ أَدَّبْتَنِي، أَمَّا الآنَ فَحَفِظْتُ كَلامَكَ.
٦٨ أَنْتَ صَالِحٌ وَمُحْسِنٌ فَعَلِّمْنِي فَرَائِضَكَ.
٦٩ لَفَّقَ الْمُتَكَبِّرُونَ عَلَيَّ أَقْوَالاً كَاذِبَةً، أَمَّا أَنَا فَبِكُلِّ قَلْبِي أَحْفَظُ وَصَايَاكَ.
٧٠ غَلُظَ قَلْبُهُمْ وَتَقَسَّى، أَمَّا أَنَا فَأَتَمَتَّعُ بِشَرِيعَتِكَ.
٧١ كَانَ مَا ذُقْتُ مِنْ هَوَانٍ لِخَيْرِي فَتَعَلَّمْتُ فَرَائِضَكَ.
٧٢ شَرِيعَةُ فَمِكَ خَيْرٌ لِي مِنْ كُلِّ ذَهَبِ الْعَالَمِ وَفِضَّتِهِ.
يَاءٌ
٧٣ يَدَاكَ صَنَعَتَانِي وَكَوَّنَتَانِي، فَهَبْنِي فَهْماً لأَتَعَلَّمَ وَصَايَاكَ.
٧٤ فَيَرَانِي مُتَّقُوكَ وَيَفْرَحُونَ، لأَنِّي انْتَظَرْتُ كَلامَكَ.
٧٥ قَدْ عَلِمْتُ يَا رَبُّ أَنَّ أَحْكَامَكَ عَادِلَةٌ، وَأَنَّكَ بِالْحَقِّ أَدَّبْتَنِي.
٧٦ فَلْتَكُنْ رَحْمَتُكَ تَعْزِيَةً لِي، بِمُقْتَضَى وَعْدِكَ لِعَبْدِكَ.
٧٧ لِتَأْتِنِي مَرَاحِمُكَ فَأَحْيَا، لأَنَّ شَرِيعَتَكَ هِيَ مُتْعَتِي.
٧٨ لِيَخْزَ الْمُتَكَبِّرُونَ لأَنَّهُمُ افْتَرَوْا عَلَيَّ زُوراً، أَمَّا أَنَا فَأَتَأَمَّلُ فِي وَصَايَاكَ.
٧٩ لِيَنْضَمَّ إِلَيَّ مُتَّقُوكَ وَعَارِفُو شَهَادَاتِكَ.
٨٠ لِيَكُنْ قَلْبِي مُتَعَلِّقاً بِكَامِلِ فَرَائِضِكَ، فَلَا أَخْزَى.
كَافٌ
٨١ تَتَلَهَّفُ نَفْسِي إِلَى خَلاصِكَ. رَجَائِي هُوَ كَلِمَتُكَ.
٨٢ كَلَّتْ عَيْنَايَ فِي انْتِظَارِ كَلامِكَ، وَأَنَا أَقُولُ: مَتَى تُعَزِّينِي؟
٨٣ أَصْبَحْتُ كَقِرْبَةِ خَمْرٍ أَتْلَفَتْهَا الْحَرَارَةُ وَالدُّخَانُ، وَلَكِنِّي لَمْ أَنْسَ فَرَائِضَكَ.
٨٤ كَمْ هِي أَيَّامُ عُمْرِ عَبْدِكَ؟ مَتَى تُنْزِلُ الْقَضَاءَ بِالَّذِينَ يَضْطَهِدُونَنِي؟
٨٥ الْمُتَكَبِّرُونَ الَّذِينَ يَعْصَوْنَ شَرِيعَتَكَ حَفَرُوا لِي حُفَراً.
٨٦ وَصَايَاكَ كُلُّهَا صَادِقَةٌ. زُوراً يَضْطَهِدُونَنِي فَأَغِثْنِي.
٨٧ لَوْلَا قَلِيلٌ لأَفْنَوْنِي مِنَ الأَرْضِ، لَكِنِّي لَمْ أَتْرُكْ شَرِيعَتَكْ.
٨٨ أَحْيِنِي بِمُقْتَضَى رَحْمَتِكَ، فَأُطِيعَ شَرَائِعَكَ.
لامٌ
٨٩ يَا رَبُّ كَلِمَتُكَ تَدُومُ ثَابِتَةً فِي السَّمَاوَاتِ إِلَى الأَبَدِ.
٩٠ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ أَمَانَتُكَ. أَنْتَ أَسَّسْتَ الأَرْضَ فَلَنْ تَتَزَعْزَعَ.
٩١ بِمُوْجِبِ أَحْكَامِكَ تَثْبُتُ الْيَوْمَ، لأَنَّ الْكُلَّ خُدَّامٌ لَكَ.
٩٢ لَوْ لَمْ تَكُنْ شَرِيعَتُكَ مُتْعَتِي، لَهَلَكْتُ فِي مَذَلَّتِي،
٩٣ لَنْ أَنْسَى وَصَايَاكَ أَبَداً، لأَنَّكَ بِها وَهَبْتَنِي الْحَيَاةَ.
٩٤ أَنَا لَكَ، فَخَلِّصْنِي، لأَنِّي الْتَمَسْتُ وَصَايَاكَ.
٩٥ تَرَبَّصَ بِيَ الأَشْرَارُ لِيُهْلِكُونِي، لَكِنِّي أَتَأَمَّلُ فِي شَهَادَاتِكَ.
٩٦ رَأَيْتُ لِكُلِّ كَمَالٍ حَدّاً، أَمَّا وَصِيَّتُكَ فَلَا حَدَّ لَهَا.
مِيمٌ
٩٧ كَمْ أَحْبَبْتُ شَرِيعَتَكَ، إِنَّهَا مَوْضُوعُ تَأَمُّلِي طُولَ النَّهَارِ.
٩٨ وَصِيَّتُكَ جَعَلَتْنِي أَحْكَمَ مِنْ أَعْدَائِي، لأَنَّهَا نَصِيبِي إِلَى الأَبَدِ.
٩٩ صِرْتُ أَكْثَرَ فَهْماً مِنْ مُعَلِّمِيَّ، لأَنَّ شَهَادَاتِكَ هِيَ مَوْضُوعُ تَأَمُّلِي.
١٠٠ صِرْتُ أَكْثَرَ فِطْنَةً مِنَ الشُّيُوخِ، لأَنِّي رَاعَيْتُ وَصَايَاكَ.
١٠١ مَنَعْتُ قَدَمَيَّ عَنْ سُلُوكِ كُلِّ طَرِيقِ شَرٍّ، لِكَيْ أَحْفَظَ كَلامَكَ.
١٠٢ لَمْ أَبْتَعِدْ عَنْ أَحْكَامِكَ لأَنَّكَ هَكَذَا عَلَّمْتَنِي.
١٠٣ مَا أَحْلَى أَقْوَالَكَ لِمَذَاقِي. إِنَّهَا أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ فِي فَمِي.
١٠٤ مِنْ وَصَايَاكَ اكْتَسَبْتُ فِطْنَةً لِذَلِكَ أَبْغَضْتُ كُلَّ طَرِيقٍ بَاطِلٍ.
نُونٌ
١٠٥ سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلامُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي.
١٠٦ أَقْسَمْتُ يَمِيناً مُوَثَّقَةً أَنْ أَحْفَظَ أَحْكَامَكَ الْعَادِلَةَ.
١٠٧ قَاسَيْتُ جِدّاً فَأَنْعِشْنِي يَا رَبُّ بِمُقْتَضَى وَعْدِكَ.
١٠٨ تَقَبَّلْ يَا رَبُّ صَلَوَاتِ شُكْرِي، وَعَلِّمْنِي أَحْكَامَكَ.
١٠٩ نَفْسِي دَائِماً فِي كَفِّي، لَكِنِّي لَا أَنْسَى شَرِيعَتَكَ.
١١٠ نَصَبَ الأَشْرَارُ لِي فَخّاً فَتَفَادَيْتُهُ لأَنِّي لَمْ أَضِلَّ عَنْ وَصَايَاكَ.
١١١ اتَّخَذْتُ شَهَادَاتِكَ مِيرَاثاً إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّهَا بَهْجَةُ قَلْبِي.
١١٢ لَقَدْ عَزَمْتُ أَنْ أُتَمِّمَ فَرَائِضَكَ إِلَى أَنْ أَمُوتَ.
سِينٌ
١١٣ أَبْغَضْتُ ذَوِي الرَّأْيِ الْمُتَقَلِّبِ، أَمَّا شَرِيعَتُكَ فَأَحْبَبْتُ.
١١٤ أَنْتَ مَلْجَإِي وَتُرْسِي، وَأَمَلِي فِي كَلِمَتِكَ.
١١٥ ابْتَعِدُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الشَّرِّ، فَأَحْفَظَ وَصَايَا إِلَهِي.
١١٦ كُنْ سَنَدِي كَمَا وَعَدْتَ، فَأَحْيَا وَلَا يَخِيبَ رَجَائِي.
١١٧ اعْضُدْنِي فَأَخْلُصَ، وَأُرَاعِيَ فَرَائِضَكَ دَائِماً.
١١٨ احْتَقَرْتَ الضَّالِّينَ عَنْ فَرَائِضِكَ، وَمَكْرُهُمْ لَا يُجْدِيهِمْ نَفْعاً.
١١٩ رَذَلْتَ جَمِيعَ أَشْرَارِ الأَرْضِ كَأَنَّهُمْ نُفَايَةٌ، لِذَلِكَ أَحْبَبْتُ شَهَادَاتِكَ.
١٢٠ اقْشَعَرَّ بَدَنِي رُعْباً مِنْكَ وَجَزِعْتُ مِنْ أَحْكَامِكَ.
عَيْنٌ
١٢١ أَجْرَيْتُ قَضَاءً وَعَدْلاً، فَلَا تُسْلِمْنِي إِلَى ظَالِمِيَّ.
١٢٢ كُنْ ضَامِناً لِخَيْرِ عَبْدِكَ، فَلَا يَجُورَ عَلَيَّ الْمُتَكَبِّرُونَ.
١٢٣ كَلَّتْ عَيْنَايَ اشْتِيَاقاً إِلَى خَلاصِكَ وَإِلَى تَحْقِيقِ وَعْدِكَ الأَمِينِ.
١٢٤ عَامِلْ عَبْدَكَ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِكَ، وَعَلِّمْنِي فَرَائِضَكَ.
١٢٥ عَبْدُكَ أَنَا، فَهَبْنِي فَهْماً لأَعْرِفَ شَهَادَاتِكَ.
١٢٦ يَا رَبُّ آنَ لَكَ أَنْ تَعْمَلَ، فَقَدْ نَقَضُوا شَرِيعَتَكَ.
١٢٧ لِذَلِكَ أُحِبُّ وَصَايَاكَ أَكْثَرَ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ،
١٢٨ وَلأَنِّي أَحْسِبُ كُلَّ فَرَائِضِكَ مُسْتَقِيمَةً فِي كُلِّ شَيْءٍ، أُبْغِضُ كُلَّ طَرِيقٍ بَاطِلٍ.
فَاءٌ
١٢٩ مَا أَعْجَبَ شَهَادَاتِكَ. لِذَلِكَ تُرَاعِيهَا نَفْسِي.
١٣٠ فَتْحُ كَلامِكَ يُنِيرُ الذِّهْنَ، وَيَهِبُ الْبُسَطَاءَ فَهْماً.
١٣١ فَغَرْتُ فَمِي لاهِثاً اشْتِيَاقاً إِلَى وَصَايَاكَ.
١٣٢ الْتَفِتْ إِلَيَّ وَتَحَنَّنْ عَلَيَّ، كَمَا تَفْعَلُ دَائِماً مَعَ مُحِبِّيكَ.
١٣٣ ثَبِّتْ خُطْوَاتِي فِي كَلِمَتِكَ، وَلَا تَدَعْ أَيَّ إِثْمٍ يَتَسَلَّطُ عَلَيَّ.
١٣٤ حَرِّرْنِي مِنْ ظُلْمِ الإِنْسَانِ، فَأَحْفَظَ وَصَايَاكَ.
١٣٥ أَضِئْ بِوَجْهِكَ عَلَى عَبْدِكَ، وَعَلِّمْنِي فَرَائِضَكَ.
١٣٦ فَاضَتْ مِنْ عَيْنَيَّ يَنَابِيعُ دَمْعٍ، لأَنَّهُمْ لَمْ يُرَاعُوا شَرِيعَتَكَ.
صَادٌ
١٣٧ عَادِلٌ أَنْتَ يَا رَبُّ، وَأَحْكَامُكَ مُسْتَقِيمَةٌ.
١٣٨ أَصْدَرْتَ أَوَامِرَكَ بِعَدْلٍ وَبِأَقْصَى الأَمَانَةِ.
١٣٩ أَتَمَيَّزُ غَيْرَةً فِي دَاخِلِي، لأَنَّ أَعْدَائِي تَغَاضَوْا عَنْ كَلامِكَ.
١٤٠ أَقْوَالُكَ مُمَحَّصَةٌ نَقِيَّةٌ، وَعَبْدُكَ أَحَبَّهَا.
١٤١ صَغِيرُ الشَّأْنِ أَنَا وَحَقِيرٌ وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ أَنْسَ وَصَايَاكَ.
١٤٢ عَدْلُكَ عَدْلٌ أَبَدِيٌّ وَشَرِيعَتُكَ حَقٌّ.
١٤٣ اسْتَوْلَى عَلَيَّ الضِّيقُ وَالشِّدَّةُ، وَلَا لَذَّةَ لِي إِلّا بِوَصَايَاكَ.
١٤٤ شَهَادَاتُكَ عَدْلٌ إِلَى الأَبَدِ. فَهِّمْنِي إِيَّاهَا فَأَحْيَا.
قَافٌ
١٤٥ صَرَخْتُ إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِي، فَاسْتَجِبْ لِي يَا رَبُّ، وَسَأُرَاعِي شَرَائِعَكَ.
١٤٦ إِيَّاكَ دَعَوْتُ فَخَلِّصْنِي لأُطِيعَ شَهَادَاتِكَ.
١٤٧ اسْتَيْقَظْتُ قَبْلَ الْفَجْرِ وَاسْتَغَثْتُ؛ رَجَائِي فِي كَلامِكَ.
١٤٨ اللَّيْلَ كُلَّهُ أَظَلُّ مُسْتَيْقِظاً، أَتَأَمَّلُ فِي أَقْوَالِكَ
١٤٩ اسْتَمِعْ لِي يَا رَبُّ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِكَ، وَأَحْيِنِي بِمُوْجِبِ أَحْكَامِكَ.
١٥٠ اقْتَرَبَ مِنِّي السَّاعُونَ وَرَاءَ الرَّذِيلَةِ، الْبَعِيدُونَ عَنْ شَرِيعَتِكَ.
١٥١ إِنَّمَا أَنْتَ يَا رَبُّ أَقْرَبُ إِلَيَّ، وَوَصَايَاكَ كُلُّهَا حَقٌّ.
١٥٢ مُنْذُ الْقَدِيمِ عَرَفْتُ مِنْ شَهَادَاتِكَ أَنَّكَ وَضَعْتَهَا لِتَثْبُتَ إِلَى الأَبَدِ.
رَاءٌ
١٥٣ انْظُرْ إِلَى مَذَلَّتِي وَأَنْقِذْنِي، لأَنِّي لَمْ أَنْسَ شَرِيعَتَكَ.
١٥٤ تَوَلَّ قَضِيَّتِي وَافْدِنِي، أَحْيِنِي حَسَبَ كَلِمَتِكَ.
١٥٥ الْخَلاصُ بَعِيدٌ عَنِ الأَشْرَارِ، لأَنَّهُمْ لَا يَطْلُبُونَ فَرَائِضَكَ.
١٥٦ مَا أَكْثَرَ مَرَاحِمَكَ يَا رَبُّ. أَحْيِنِي بِمُقْتَضَى أَحْكَامِكَ.
١٥٧ كَثِيرُونَ هُمْ أَعْدَائِي وَمُضْطَهِدِيَّ، وَلَكِنِّي لَمْ أَحِدْ عَنْ شَهَادَاتِكَ.
١٥٨ نَظَرْتُ إِلَى الْغَادِرِينَ شَزْراً، لأَنَّهُمْ لَمْ يُطِيعُوا كَلِمَتَكَ.
١٥٩ انْظُرْ كَيْفَ أَحْبَبْتُ وَصَايَاكَ فَأَحْيِنِي يَا رَبُّ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِكَ.
١٦٠ كَلامُكَ بِأَسْرِهِ حَقٌّ، وَكُلُّ أَحْكَامِكَ إِلَى الأَبَدِ عَادِلَةٌ.
شِينٌ
١٦١ اضْطَهَدَنِي رُؤَسَاءُ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ، لَكِنَّ قَلْبِي لَا يَهَابُ سِوَى كَلامِكَ.
١٦٢ أَبْتَهِجُ بِكَلامِكَ كَبَهْجَةِ مَنْ عَثَرَ عَلَى غَنِيمَةٍ جَزِيلَةٍ.
١٦٣ أَبْغَضْتُ الْكَذِبَ وَمَقَتُّهُ، أَمَّا شَرِيعَتُكَ فَأَحْبَبْتُهَا.
١٦٤ سَبْعَ مَرَّاتٍ سَبَّحْتُكَ فِي النَّهَارِ عَلَى أَحْكَامِكَ الْعَادِلَةِ.
١٦٥ سَلامٌ جَزِيلٌ لِمُحِبِّي شَرِيعَتِكَ، وَلَنْ يُعْثِرَهُمْ بِفَضْلِهَا شَيْءٌ
١٦٦ رَجَوْتُ خَلاصَكَ يَا رَبُّ وَوَصَايَاكَ عَمِلْتُ.
١٦٧ حَفِظَتْ نَفْسِي شَهَادَاتِكَ وَأَنَا أُحِبُّهَا جِدّاً.
١٦٨ رَاعَيْتُ وَصَايَاكَ وَشَهَادَاتِكَ، وَجَمِيعُ أَعْمَالِي مَاثِلَةٌ أَمَامَكَ.
تَاءٌ
١٦٩ لِيَصِلْ صُرَاخِي إِلَيْكَ يَا رَبُّ. هَبْنِي فَهْماً حَسَبَ كَلامِكَ.
١٧٠ لِتَمْثُلْ طِلْبَتِي أَمَامَكَ. أَنْقِذْنِي بِمُوجِبِ وَعْدِكَ.
١٧١ تَفِيضُ شَفَتَايَ تَسْبِيحاً إذْ تُعَلِّمُنِي فَرَائِضَكَ.
١٧٢ يَشْدُو لِسَانِي بِأَقْوَالِكَ، لأَنَّ جَمِيعَ وَصَايَاكَ عَدْلٌ.
١٧٣ لِتُغِثْنِي يَدُكَ لأَنِّي اخْتَرْتُ وَصَايَاكَ.
١٧٤ اشْتَقْتُ إِلَى خَلاصِكَ يَا رَبُّ؛ شَرِيعَتُكَ هِيَ مَسَرَّتِي.
١٧٥ لِتَحْيَ نَفْسِي فَتُسَبِّحَكَ وَلْتَكُنْ أَحْكَامُكَ لِي عَوْناً.
١٧٦ تِهْتُ كَخَرُوفٍ ضَالٍّ. فَابْحَثْ عَنْ عَبْدِكَ، فَإِنِّي لَمْ أَنْسَ وَصَايَاكَ.
١٢٠
تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ
١ صَرَخْتُ إِلَى الرَّبِّ فِي ضِيقِي فَاسْتَجَابَ لِي.
٢ نَجِّ نَفْسِي يَا رَبُّ مِنَ الشِّفَاهِ الْكَاذِبَةِ وَاللِّسَانِ الْمُنَافِقِ.
٣ أَيُّ نَفْعٍ يَأْتِينِي مِنَ اللِّسَانِ الغَشَّاشِ؟
٤ إِنَّهُ كَسِهَامِ الْجَبَّارِ الحَادَّةِ وَكَالْجَمْرِ الأَحْمَرِ الْمُلْتَهِبِ.
٥ وَيْلِي لأَنِّي تَغَرَّبْتُ فِي مَاشِكَ، وَسَكَنْتُ فِي خِيَامِ قِيدَارَ.
٦ طَالَ سَكَنِي مَعَ أُنَاسٍ يُبْغِضُونَ السَّلامَ.
٧ أَنَا رَجُلُ سَلامٍ، وَكُلَّمَا دَعَوْتُ إِلَيْهِ هَبُّوا هُمْ لِلْحَرْبِ.
١٢١
تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ
١ أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى الْجِبَالِ. مِنْ أَيْنَ يَأْتِي عَوْنِي؟
٢ يَأْتِي عَوْنِي مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، صَانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ.
٣ لَا يَدَعُ قَدَمَكَ تَزِلُّ. لَا يَنْعَسُ حَافِظُكَ.
٤ لَا يَنْعَسُ وَلَا يَنَامُ حَافِظُ إِسْرَائِيلَ.
٥ الرَّبُّ هُوَ حَافِظُكَ، الرَّبُّ سِتْرٌ لَكَ عَنْ يَمِينِكَ.
٦ لَنْ تَضْرِبَكَ الشَّمْسُ بِحَرِّهَا نَهَاراً وَلَا الْقَمَرُ بِنُورِهِ لَيْلاً.
٧ يَقِيكَ الرَّبُّ مِنْ كُلِّ شَرٍّ. يَقِي نَفْسَكَ.
٨ الرَّبُّ يَحْفَظُ ذِهَابَكَ وَإِيَابَكَ مِنَ الآنَ وَإِلَى الأَبَدِ.
١٢٢
تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ
١ فَرِحْتُ بِالْقَائِلِينَ لِي: لِنَذْهَبْ مَعاً إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ.
٢ تَقِفُ أَقْدَامُنَا الآنَ دَاخِلَ أَبْوَابِكِ يَا أُورُشَلِيمُ.
٣ أُورُشَلِيمُ الْمَبْنِيَّةُ كَمَدِينَةٍ مُتَمَاسِكَةٍ مُتَّحِدَةٍ.
٤ إِلَيْهَا صَعِدَتِ الأَسْبَاطُ، أَسْبَاطُ الرَّبِّ لِتَرْفَعَ الشُّكْرَ لَهُ بِحَسَبِ أَوَامِرِهِ.
٥ هُنَاكَ نُصِبَتْ عُرُوشُ الْقَضَاءِ، عُرُوشُ آلِ دَاوُدَ.
٦ صَلُّوا لأَجْلِ سَلامِ أُورُشَلِيمَ. لِيُفْلِحْ مُحِبُّوكِ وَيَطْمَئِنُّوا.
٧ لِيَكُنِ السَّلامُ دَاخِلَ أَسْوَارِكِ، وَالأَمَانُ دَاخِلَ قُصُورِكِ.
٨ مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِي وَأَصْحَابِي أَقُولُ: لِيَسُدْ فِيكِ سَلامٌ.
٩ مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ إِلَهِنَا أَلْتَمِسُ لَكِ خَيْراً.
١٢٣
تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ
١ إِلَيْكَ رَفَعْتُ عَيْنَيَّ يَا سَاكِناً فِي السَّمَاوَاتِ.
٢ كَمَا تَتَعَلَّقُ عُيُونُ الْعَبِيدِ بِأَيْدِي سَادَتِهِمْ، وَعَيْنَا الْجَارِيَةِ بِيَدِ سَيِّدَتِهَا، هَكَذَا تَتَعَلَّقُ أَنْظَارُنَا بِالرَّبِّ إِلَهِنَا حَتَّى يَتَحَنَّنَ عَلَيْنَا.
٣ ارْحَمْنَا يَا رَبُّ، ارْحَمْنَا، فَقَدْ شَبِعْنَا احْتِقَاراً.
٤ شَبِعَتْ نُفُوسُنَا كَثِيراً مِنْ هُزْءِ الْمُطْمَئِنِّينَ وَازْدِرَاءِ الْمُتَكَبِّرِينَ.
١٢٤
تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ. لِدَاوُدَ
١ لَوْ لَمْ يَكُنِ الرَّبُّ مَعَنَا لِيَقُلْ إِسْرَائِيلُ،
٢ لَوْ لَمْ يَكُنِ الرَّبُّ مَعَنَا، عِنْدَمَا قَامَ النَّاسُ عَلَيْنَا.
٣ لابْتَلَعُونَا وَنَحْنُ أَحْيَاءُ، عِنْدَمَا احْتَدَمَ غَضَبُهُمْ عَلَيْنَا،
٤ وَلَجَرَفَتْنَا الْمِيَاهُ، وَلَطَمَا السَّيْلُ عَلَيْنَا،
٥ وَلَطَغَتِ الْمِيَاهُ العَاتِيَةُ عَلَى أَنْفُسِنَا.
٦ مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْنَا فَرِيسَةً لأَسْنَانِ أَعْدَائِنَا.
٧ نَجَتْ نُفُوسُنَا كَالْعُصْفُورِ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِينَ: انْكَسَرَ الْفَخُّ وَنَجَوْنَا.
٨ عَوْنُنَا بِاسْمِ الرَّبِّ صَانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ.
١٢٥
تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ
١ الْوَاثِقُونَ بِالرَّبِّ هُمْ مِثْلُ جَبَلِ صِهْيَوْنَ الرَّاسِخِ الَّذِي لَا يَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ.
٢ كَمَا تُحِيطُ الْجِبَالُ بِأُورُشَلِيمَ، كَذَلِكَ يُحِيطُ الرَّبُّ بِشَعْبِهِ مِنَ الآنَ وَإِلَى الأَبَدِ،
٣ فَلَا يَتَسَلَّطُ الأَشْرَارُ عَلَى نَصِيبِ الأَبْرَارِ لِئَلّا يَمُدَّ الأَبْرَارُ أَيْدِيَهُمْ إِلَى الإِثْمِ.
٤ أَحْسِنْ يَا رَبُّ إِلَى الأَخْيَارِ وَإِلَى ذَوِي الْقُلُوبِ الْمُسْتَقِيمَةِ.
٥ أَمَّا الَّذِينَ يَحِيدُونَ إِلَى طُرُقٍ مُلْتَوِيَةٍ، فَإِنَّ الرَّبَّ يَسُوقُهُمْ إِلَى الْهَلاكِ مَعَ فَاعِلِي الإِثْمِ. لِيَكُنِ السَّلامُ لِشَعْبِ إِسْرَائِيلَ.
١٢٦
تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ
١ عِنْدَمَا أَرْجَعَ الرَّبُّ أَهْلَ أُورُشَلِيمَ مِنَ السَّبْيِ، صِرْنَا كَمَنْ يَرَى حُلْماً.
٢ عِنْدَئِذٍ امْتَلأَتْ أَفْوَاهُنَا ضِحْكاً، وَأَلْسِنَتُنَا تَرَنُّماً. عِنْدَئِذٍ قَالَتِ الأُمَمُ: إِنَّ الرَّبَّ قَدْ أَجْرَى أُمُوراً عَظِيمَةً مَعَ هَؤُلاءِ.
٣ نَعَمْ، إِنَّ الرَّبَّ قَدْ صَنَعَ أُمُوراً عَظِيمَةً لَنَا، فَفَرِحْنَا.
٤ أَرْجِعْنَا يَا رَبُّ مِنْ سَبْيِنَا، كَمَا تَرْجِعُ السُّيُولُ إِلَى النَّقَبِ.
٥ فَمَنْ يَزْرَعْ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدْ غَلّاتِهِ بِالابْتِهَاجِ.
٦ وَمَنْ يَذْهَبْ بَاكِياً حَامِلاً بِذَارَهُ يَرْجِعْ مُتَرَنِّماً حَامِلاً حُزَمَ حَصِيدِهِ.
١٢٧
تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ لِسُلَيْمَانَ
١ إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ، فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ. وَإِنْ لَمْ يَحْرُسِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ فَبَاطِلاً يَسْهَرُ الْحَارِسُ.
٢ بَاطِلاً تَكِدُّونَ مِنَ الْفَجْرِ الْمُبَكِّرِ وَإِلَى وَقْتٍ مُتَأَخِّرٍ مِنَ اللَّيْلِ فِي سَبِيلِ لُقْمَةِ الْعَيْشِ، فَإِنَّ الرَّبَّ يَسُدُّ حَاجَةَ أَحِبَّائِهِ حَتَّى وَهُمْ نِيَامٌ.
٣ هُوَذَا الْبَنُونَ مِيرَاثٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، وَالأَوْلادُ ثَوَابٌ مِنْهُ.
٤ أَبْنَاءُ الشَّبِيبَةِ مِثْلُ سِهَامٍ فِي يَدِ جَبَّارٍ مُتَمَرِّسٍ.
٥ طُوبَى لِلَّذِي مَلأَ جُعْبَتَهُ مِنْهُمْ، فَإِنَّهُمْ لَا يَخِيبُونَ حِينَ يُوَاجِهُونَ الخُصُومَ فِي مَجْلِسِ القَضَاءِ عِنْدَ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ.
١٢٨
تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ
١ طُوبَاكَ يَا مَنْ تَتَّقِي الرَّبَّ وَتَسْلُكُ فِي طُرُقِهِ.
٢ لأَنَّكَ تَأْكُلُ مِنْ تَعَبِ يَدَيْكَ وَتَتَمَتَّعُ بِالسَّعَادَةِ وَالْخَيْرِ.
٣ تَكُونُ امْرَأَتُكَ كَكَرْمَةٍ مُثْمِرَةٍ فِي جَوَانِبِ بَيْتِكَ، وَأَبْنَاؤُكَ كَأَغْرَاسِ الزَّيْتُونِ حَوْلَ مَائِدَتِكَ.
٤ هَكَذَا يُبَارَكُ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّقِي الرَّبَّ.
٥ يُبَارِكُكَ الرَّبُّ مِنْ صِهْيَوْنَ، حَتَّى تَشْهَدَ خَيْرَ أُورُشَلِيمَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ،
٦ وَتَعِيشَ لِتَرَى أَحْفَادَكَ. وَلْيَكُنْ لِشَعْبِ إِسْرَائِيلَ سَلامٌ.
١٢٩
تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ
١ مَا أَكْثَرَ مَا ضَايَقُونِي فِي حَدَاثَتِي يَقُولُ إِسْرَائِيلُ.
٢ مَا أَكْثَرَ مَا ضَايَقُونِي فِي حَدَاثَتِي، لَكِنَّهُمْ لَمْ يَتَغَلَّبُوا عَلَيَّ.
٣ جَرَحُوا ظَهْرِي جُرُوحاً عَمِيقَةً، فَصَارَ كَالأَتْلامِ (خُطُوطِ الْمِحْرَاثِ) الطَّوِيلَةِ فِي حَقْلٍ مَحْرُوثٍ.
٤ الرَّبُّ عَادِلٌ، كَسَرَ أَغْلالَ عُبُودِيَّةِ الأَشْرَارِ.
٥ فَلْيَخْزَ وَلْيُدْبِرْ جَمِيعُ مُبْغِضِي صِهْيَوْنَ.
٦ لِيَكُونُوا كَالْعُشْبِ النَّابِتِ عَلَى السُّطُوحِ، الَّذِي يَجِفُّ قَبْلَ أَنْ يَنْمُوَ،
٧ فَلَا يَمْلأُ الْحَاصِدُ مِنْهُ يَدَهُ، وَلَا الْحَازِمُ حِضْنَهُ.
٨ وَلَا يَقُولُ عَابِرُو السَّبِيلِ لَهُمْ: «لِتَكُنْ عَلَيْكُمْ بَرَكَةُ الرَّبِّ: نُبَارِكُكُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ».
١٣٠
تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ
١ أَيُّهَا الرَّبُّ إِيَّاكَ أَدْعُو مِنَ الأَعْمَاقِ.
٢ فَاسْمَعْ يَا رَبُّ صَوْتِي، وَلْتَكُنْ أُذُنَاكَ مُرْهَفَتَيْنِ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعِي.
٣ إِنْ كُنْتَ يَا رَبُّ تَتَرَصَّدُ الآثَامَ، فَمَنْ يَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ فِي مَحْضَرِكَ؟
٤ وَلأَنَّكَ مَصْدَرُ الْغُفْرَانِ فَإِنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَهَابُونَكَ.
٥ انْتَظَرْتُكَ يَا رَبُّ. نَفْسِي تَنْتَظِرُكَ، وَفِي كَلِمَتِكَ رَجَائِي.
٦ نَفْسِي تَنْتَظِرُ الرَّبَّ بِلَهْفَةٍ أَكْثَرَ مِنْ لَهْفَةِ الْحُرَّاسِ مُتَرَقِّبِي الصُّبْحِ.
٧ لِيَتَرَجَّ إِسْرَائِيلُ الرَّبَّ، لأَنَّ مِنْهُ الرَّحْمَةَ وَالْفِدَاءَ الْكَثِيرَ.
٨ وَهُوَ يَفْدِي إِسْرَائِيلَ مِنْ جَمِيعِ آثَامِهِ.
١٣١
تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ. لِدَاوُدَ
١ يَا رَبُّ لَمْ يَشْمَخْ قَلْبِي وَلَا اسْتَعْلَتْ عَيْنَايَ وَلَا حَفَلْتُ بِالْعَظَائِمِ وَمَا يَفُوقُ إِدْرَاكِي.
٢ وَلَكِنِّي سَكَّنْتُ نَفْسِي وَهَدَّأْتُهَا، فَصَارَ قَلْبِي مُطْمَئِنّاً كَطِفْلٍ مَفْطُومٍ مُسْتَسْلِمٍ بَيْنَ ذِرَاعَيْ أُمِّهِ
٣ لِيَتَرَجَّ إِسْرَائِيلُ الرَّبَّ مِنَ الآنَ وَإِلَى الأَبَدِ.
١٣٢
تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ
١ اذْكُرْ يَا رَبُّ دَاوُدَ وَكُلَّ مُعَانَاتِهِ.
٢ اذْكُرْ كَيْفَ أَقْسَمَ لِلرَّبِّ وَنَذَرَ لإِلَهِ يَعْقُوبَ الْقَدِيرِ:
٣ «لَنْ أَدْخُلَ بَيْتَ سُكْنَايَ، وَلَنْ أَعْلُوَ فِرَاشِي،
٤ وَلَنْ أُعْطِيَ عَيْنَيَّ نَوْماً وَلَا أَجْفَانِي نُعَاساً،
٥ حَتَّى أَبْنِيَ مَقَاماً لِتَابُوتِ الرَّبِّ، وَمَسْكِناً لإِلَهِ يَعْقُوبَ الْقَدِيرِ».
٦ فِي أَفْرَاتَةَ سَمِعْنَا بِهِ، وَفِي حُقُولِ الْوَعْرِ وَجَدْنَاهُ،
٧ فَقُلْنَا: «لِنَدْخُلْ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، وَلْنَسْجُدْ عِنْدَ مَوْطِئِ قَدَمَيْهِ».
٨ عُدْ إِلَى هَيْكَلِكَ يَا رَبُّ، أَنْتَ وَتَابُوتُ عِزَّتِكَ.
٩ لِيَرْتَدِ كَهَنَتُكَ البِرَّ ثَوْباً، وَلِيَهْتِفْ أَتْقِيَاؤُكَ فَرَحاً.
١٠ مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِكَ لَا تَرْفُضْ طَلَبَ مَلِكِكَ الْمَمْسُوحِ.
١١ قَدْ أَقْسَمَ الرَّبُّ لِدَاوُدَ قَسَماً صَادِقاً لَا يَرْجِعُ عَنْهُ: «مِنْ ثَمَرَةِ بَطْنِكَ أُقِيمُ مَلِكاً عَلَى عَرْشِكَ.
١٢ إِذَا حَفِظَ بَنُوكَ عَهْدِي وَشَهَادَاتِي الَّتِي أُعَلِّمُهُمْ إِيَّاهَا، يَجْلِسُ بَنُوهُمْ أَيْضاً عَلَى عَرْشِكَ إِلَى الأَبَدِ».
١٣ لأَنَّ الرَّبَّ قَدِ اخْتَارَ أُورُشَلِيمَ وَرَغِبَ أَن تَكُونَ لَهُ مَسْكَناً.
١٤ وَقَالَ: «هَذِهِ مَقَرُّ رَاحَتِي إِلَى الأَبَدِ، فِيهَا أَسْكُنُ لأَنِّي أَحْبَبْتُهَا.
١٥ أُبَارِكُ غَلَّاتِهَا بَرَكَةً جَزِيلَةً، وَأُشْبِعُ مَسَاكِينَهَا خُبْزاً.
١٦ أُلْبِسُ كَهَنَتَهَا ثَوْبَ الْخَلاصِ، فَيَهْتِفُ قِدِّيسُوهَا مُتَرَنِّمِينَ.
١٧ أُقِيمُ هُنَاكَ مَلِكاً عَظِيماً مِنْ أَصْلِ دَاوُدَ، وَأُعِدُّ سِرَاجاً مُنِيراً لِمَنْ أَمْسَحُهُ.
١٨ أَكْسُو أَعْدَاءَهُ خِزْياً. أَمَّا هُوَ، فَعَلَى رَأْسِهِ يَتَأَلَّقُ تَاجُهُ».
١٣٣
تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ. لِدَاوُدَ
١ مَا أَحْسَنَ ومَا أَبْهَجَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعاً (فِي وِئَامٍ).
٢ فَذَلِكَ مِثْلُ زَيْتِ الْمَسْحَةِ، الْعَطِرِ الْمَسْكُوبِ عَلَى الرَّأْسِ، النَّازِلِ عَلَى اللِّحْيَةِ، عَلَى لِحْيَةِ هَارُونَ، الْجَارِي إِلَى أَطْرَافِ ثَوْبِهِ،
٣ بَلْ مِثْلُ نَدَى حَرْمُونَ الْمُتَقَاطِرِ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ. فَإِنَّهُ هُنَاكَ أَمَرَ الرَّبُّ أَن تَحِلَّ الْبَرَكَةُ وَالْحَيَاةُ إِلَى الأَبَدِ.
١٣٤
تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ
١ هَيَّا بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ عَبِيدِهِ الْقَائِمِينَ عَلَى خِدْمَةِ بَيْتِهِ فِي اللَّيَالِي.
٢ ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ نَحْوَ الْمَقْدِسِ وَبَارِكُوا الرَّبَّ.
٣ يُبَارِكُكَ الرَّبُّ مِنْ صِهْيَوْنَ، صَانِعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ.
١٣٥
١ هَلِّلُويَا. سَبِّحُوا اسْمَ الرَّبِّ. سَبِّحُوهُ يَا عَبِيدَ الرَّبِّ،
٢ الْقَائِمِينَ عَلَى الْخِدْمَةِ فِي بَيْتِ الرَّبِّ، فِي دِيَارِ بَيْتِ إِلَهِنَا.
٣ سَبِّحُوا الرَّبَّ فَإِنَّهُ صَالِحٌ. اشْدُوا لاسْمِهِ، فَإِنَّ ذَاكَ حُلْوٌ.
٤ لأَنَّ الرَّبَّ قَدِ اخْتَارَ يَعْقُوبَ لِنَفْسِهِ، وَاتَّخَذَ إِسْرَائِيلَ شَعْباً خَاصّاً لَهُ.
٥ قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّبَّ عَظِيمٌ، وَأَنَّ سَيِّدَنَا أَسْمَى مِنْ جَمِيعِ الآلِهَةِ.
٦ كُلَّ مَا شَاءَ صَنَعَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَفِي الأَرْضِ وَالْبِحَارِ، وَفِي كُلِّ الأَغْوَارِ الْعَمِيقَةِ.
٧ يُصْعِدُ الأَبْخِرَةَ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ، وَيُحْدِثُ بُرُوقاً لِلْمَطَرِ، وَيُطْلِقُ الرِّيحَ مِنْ خَزَائِنِهِ.
٨ هُوَ الَّذِي ضَرَبَ أَبْكَارَ مِصْرَ، أَبْكَارَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ.
٩ وَهُوَ الَّذِي أَجْرَى آيَاتٍ وَمُعْجِزَاتٍ فِي وَسَطِكِ يَا مِصْرُ، وَعَلَى فِرْعَوْنَ وَجَمِيعِ عَبِيدِهِ.
١٠ ضَرَبَ أُمَماً عَظِيمَةً، وَقَتَلَ مُلُوكاً مُقْتَدِرِينَ:
١١ سِيحُونَ مَلِكَ الأَمُورِيِّينَ، وَعُوجَ مَلِكَ بَاشَانَ، وَجَمِيعَ مَمَالِكِ كَنْعَانَ.
١٢ وَوَهَبَ أَرْضَهُمْ مِيرَاثاً لإِسْرَائِيلَ شَعْبِهِ.
١٣ اسْمُكَ خَالِدٌ إِلَى الأَبَدِ. ذِكْرُكَ يَا رَبُّ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ.
١٤ لأَنَّ الرَّبَّ يُحَاكِمُ شَعْبَهُ بِعَدْلٍ وَيَعْطِفُ عَلَى عَبِيدِهِ.
١٥ أَمَّا أَصْنَامُ الأُمَمِ فَهِيَ مِنْ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ، صَنْعَةُ أَيْدِي النَّاسِ.
١٦ لَهَا أَفْوَاهٌ لَكِنَّهَا لَا تَتَكَلَّمُ، وَعُيُونٌ لَكِنَّهَا لَا تَرَى.
١٧ وَآذَانٌ لَكِنَّهَا لَا تَسْمَعُ. وَلَيْسَ فِي أَفْوَاهِهَا نَسَمَةُ حَيَاةٍ.
١٨ مِثْلَهَا يَصِيرُ صَانِعُوهَا وَكُلُّ مَنْ يَتَوَكَّلُ عَلَيْهَا.
١٩ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ بَارِكُوا الرَّبَّ. يَا بَيْتَ هَارُونَ بَارِكُوا الرَّبَّ.
٢٠ يَا بَيْتَ لاوِي بَارِكُوا الرَّبَّ. يَا خَائِفِي الرَّبِّ بَارِكُوا الرَّبَّ.
٢١ مُبَارَكٌ الرَّبُّ مِنْ صِهْيَوْنَ، الرَّبُّ السَّاكِنُ فِي أُورُشَلِيمَ. هَلِّلُويَا.
١٣٦
١ ارْفَعُوا الشُّكْرَ لِلرَّبِّ لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٢ ارْفَعُوا الشُّكْرَ لإِلَهِ الآلِهَةِ، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٣ ارْفَعُوا الشُّكْرَ لِرَبِّ الأَرْبَابِ، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٤ الصَّانِعِ الْعَجَائِبَ الْعِظَامَ وَحْدَهُ، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٥ الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ بِحِكْمَةٍ، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٦ الْبَاسِطِ الأَرْضَ فَوْقَ الْمِيَاهِ، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٧ الصَّانِعِ الأَنْوَارَ الْعَظِيمَةَ لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٨ الشَّمْسَ لِتُضِيءَ نَهَاراً، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٩ وَالْقَمَرَ وَالْكَوَاكِبَ لِتُنِيرَ لَيْلاً، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
١٠ الَّذِي ضَرَبَ مِصْرَ مَعَ أَبْكَارِهَا، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
١١ وَأَخْرَجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ وَسَطِهِمْ، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
١٢ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ قَدِيرَةٍ، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
١٣ الَّذِي فَلَقَ الْبَحْرَ الأَحْمَرَ إِلَى شَطْرَيْنِ، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
١٤ وَأَجَازَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي وَسَطِهِ، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
١٥ وَدَفَعَ فِرْعَوْنَ وَجَيْشَهُ إِلَى الْبَحْرِ، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
١٦ الَّذِي قَادَ شَعْبَهُ فِي الْبَرِّيَّةِ، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
١٧ الَّذِي أَطَاحَ بِمُلُوكٍ عُظَمَاءَ. لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
١٨ وَقَتَلَ مُلُوكاً ذَوِي شُهْرَةٍ، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
١٩ كَسِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٢٠ وَعُوجَ مَلِكِ بَاشَانَ، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٢١ وَأَعْطَى أَرْضَهُمْ مِيرَاثاً، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٢٢ مِيرَاثاً لإِسْرَائِيلَ عَبْدِهِ، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٢٣ الَّذِي ذَكَرَنَا فِي مَذَلَّتِنَا، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٢٤ وَخَلَّصَنَا مِنْ أَعْدَائِنَا، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٢٥ الَّذِي يَرْزُقُ خُبْزاً كُلَّ بَشَرٍ، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
٢٦ ارْفَعُوا الشُّكْرَ لإِلَهِ السَّمَاوَاتِ، لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ.
١٣٧
١ عَلَى ضِفَافِ أَنْهَارِ بَابِلَ جَلَسْنَا، وَبَكَيْنَا عِنْدَمَا تَذَكَّرْنَا أُورُشَلِيمَ.
٢ هُنَاكَ عَلَّقْنَا أَعْوَادَنَا عَلَى أَشْجَارِ الصَّفْصَافِ.
٣ هُنَاكَ طَلَبَ مِنَّا الَّذِينَ سَبَوْنَا أَنْ نَشْدُوَ بِتَرْنِيمَةٍ، وَالَّذِينَ عَذَّبُونَا أَنْ نُطْرِبَهُمْ قَائِلِينَ: «أَنْشِدُوا لَنَا مِنْ تَرَانِيمِ صِهْيَوْنَ».
٤ كَيْفَ نَشْدُو بِتَرْنِيمَةِ الرَّبِّ فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ؟
٥ إِنْ نَسِيتُكِ يَا أُورُشَلِيمُ، فَلْتَنْسَ يَمِينِي مَهَارَتَهَا.
٦ لِيَلْتَصِقْ لِسَانِي بِحَنَكِي إِنْ لَمْ أَذْكُرْكِ وَلَمْ أُفَضِّلْكِ عَلَى ذِرْوَةِ أَفْرَاحِي.
٧ اذْكُرْ يَا رَبُّ لِبَنِي أَدُومَ مَا فَعَلُوهُ يَوْمَ خَرَابِ أُورُشَلِيمَ، إِذْ قَالُوا: «اهْدِمُوا اهْدِمُوا حَتَّى يَتَعَرَّى أَسَاسُهَا».
٨ يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُحَتَّمِ خَرَابُهَا، طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ بِمَا جَزَيْتِنَا بِهِ.
٩ طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ صِغَارَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمِ الصَّخْرَةَ.
١٣٨
لِدَاوُدَ
١ أُسَبِّحُكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِي، وَأَشْدُو لَكَ أَمَامَ الْمَلائِكَةِ.
٢ أَسْجُدُ فِي هَيْكَلِ قُدْسِكَ، وَأَحْمَدُ اسْمَكَ مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكَ وَحَقِّكَ، لأَنَّكَ عَظَّمْتَ كَلِمَتَكَ وَاسْمَكَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ
٣ يَوْمَ دَعَوْتُكَ اسْتَجَبْتَ لِي، وَشَجَّعْتَنِي إِذْ زِدْتَنِي قُوَّةً فِي دَاخِلِي.
٤ يَحْمَدُكَ جَمِيعُ مُلُوكِ الأَرْضِ يَا رَبُّ، مَتَى سَمِعُوا وُعُودَكَ.
٥ وَيُشِيدُونَ بِكُلِّ أَعْمَالِكَ لأَنَّ مَجْدَكَ عَظِيمٌ.
٦ فَمَعَ تَعَالِيكَ، تَلْتَفِتُ إِلَى الْمُتَوَاضِعِينَ، أَمَّا الْمُتَكَبِّرُ فَتَعْرِفُهُ مِنْ بَعِيدٍ.
٧ وَلَوْ سَلَكْتُ فِي وَسَطِ الضِّيقِ فَإِنَّكَ تُحْيِينِي، إذْ بِيَدِكَ تَدْفَعُ عَنِّي غَضَبَ أَعْدَائِي وَيَمِينُكَ تُخَلِّصُنِي.
٨ الرَّبُّ يُنْجِزُ مَقَاصِدَهُ لِي. رَحْمَتُكَ يَا رَبُّ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ، فَلَا تَتَخَلَّ عَنِّي لأَنِّي صُنْعُ يَدَيْكَ.
١٣٩
لِقَائِدِ الْمنُشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ يَا رَبُّ قَدْ فَحَصْتَنِي وَعَرَفْتَنِي.
٢ أَنْتَ عَرَفْتَ قُعُودِي وَقِيَامِي. فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ.
٣ أَنْتَ تَقَصَّيْتَ مَسْلَكِي وَمَرْقَدِي، وَتَعْرِفُ كُلَّ طُرُقِي.
٤ عَرَفْتَ كُلَّ كَلِمَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَفَوَّهَ بِها لِسَانِي.
٥ لَقَدْ طَوَّقْتَنِي (بِعِلْمِكَ) مِنْ خَلْفٍ وَمِنْ أَمَامٍ وَبَسَطْتَ يَدَكَ فَوْقِي.
٦ مَا أَعْجَبَ هَذَا الْعِلْمَ الْفَائِقَ، إِنَّهُ أَسْمَى مِنْ أَنْ أُدْرِكَهُ.
٧ أَيْنَ الْمَهْرَبُ مِنْ رُوحِكَ؟ أَيْنَ الْمَفَرُّ مِنْ حَضْرَتِكَ؟
٨ إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ، وَإِنْ جَعَلْتُ فِرَاشِي فِي عَالَمِ الأَمْوَاتِ فَهُنَاكَ أَنْتَ أَيْضاً.
٩ إِنِ اسْتَعَرْتُ أَجْنِحَةَ الْفَجْرِ وَطِرْتُ، وَسَكَنْتُ فِي أَقْصَى أَطْرَافِ الْبَحْرِ
١٠ فَهُنَاكَ أَيْضاً يَدُكَ تَهْدِينِي وَيُمْنَاكَ تُمْسِكُنِي.
١١ إِنْ قُلْتُ فِي نَفْسِي: «رُبَّمَا الظُّلْمَةُ تَحْجُبُنِي وَالضَّوْءُ حَوْلِي يَصِيرُ لَيْلاً»،
١٢ فَحَتَّى الظُّلْمَةُ لَا تُخْفِي عَنْكَ شَيْئاً، وَاللَّيْلُ كَالنَّهَارِ يُضِيءُ، فَسِيَّانَ عِنْدَكَ الظَّلامُ وَالضَّوْءُ.
١٣ لأَنَّكَ أَنْتَ قَدْ كَوَّنْتَ كُلْيَتَيَّ. نَسَجْتَنِي دَاخِلَ بَطْنِ أُمِّي.
١٤ أَحْمَدُكَ لأَنَّكَ صَنَعْتَنِي بِإِعْجَازِكَ الْمُدْهِشِ. مَا أَعْجَبَ أَعْمَالَكَ وَنَفْسِي تَعْلَمُ ذَلِكَ يَقِيناً.
١٥ لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ كِيَانِي عِنْدَمَا كُوِّنْتُ فِي السِّرِّ، وَجُبِلْتُ فِي أَعْمَاقِ الأَرْضِ.
١٦ رَأَتْنِي عَيْنَاكَ وَأَنَا مَازِلْتُ جَنِيناً؛ وَقَبْلَ أَنْ تُخْلَقَ أَعْضَائِي كُتِبَتْ فِي سِفْرِكَ يَوْمَ تَصَوَّرْتَهَا.
١٧ مَا أَثْمَنَ أَفْكَارَكَ يَا اللهُ عِنْدِي! مَا أَعْظَمَ جُمْلَتَهَا!
١٨ إِنْ أَحْصَيْتُهَا زَادَتْ عَلَى الرَّمْلِ عَدَداً. عِنْدَمَا أَسْتَيْقِظُ أَجِدُنِي مَازِلْتُ مَعَكَ.
١٩ لَيْتَكَ يَا اللهُ تَقْتُلُ الأَشْرَارَ، فَيَبْتَعِدَ عَنِّي سَافِكُو الدِّمَاءِ.
٢٠ فَإِنَّهُمْ يَتَحَدَّثُونَ عَنْكَ بِالْمَكْرِ وَالْكَذِبِ، لأَنَّهُمْ أَعْدَاؤُكَ.
٢١ يَا رَبُّ أَلَا أُبْغِضُ مُبْغِضِيكَ، وَأَكْرَهُ الثَّائِرِينَ عَلَيْكَ؟
٢٢ بُغْضاً تَامّاً أُبْغِضُهُمْ، وَأَحْسِبُهُمْ أَعْدَاءَ لِي.
٢٣ تَفَحَّصْنِي يَا اللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي.
٢٤ وَانْظُرْ إنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقُ سُوءٍ، وَاهْدِنِي الطَّرِيقَ الأَبَدِيَّ.
١٤٠
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ أَنْقِذْنِي يَا رَبُّ مِنَ الأَشْرَارِ وَاحْفَظْنِي مِنَ الظَّالِمِينَ،
٢ الَّذِينَ يَنْوُونَ عَلَى الشَّرِّ فِي قُلُوبِهِمْ وَيُثِيرُونَ الْحَرْبَ دَائِماً،
٣ سَنُّوا أَلْسِنَتَهُمْ كَالْحَيَّةِ، وَسُمُّ الأَصْلالِ تَحْتَ شِفَاهِهِمْ.
٤ احْمِنِي يَا رَبُّ مِنْ قَبْضَةِ الشِّرِّيرِ، وَأَنْقِذْنِي مِنَ الظَّالِمِينَ الْمُتَآمِرِينَ عَلَى عَرْقَلَةِ خُطْوَاتِي.
٥ أَخْفَى لِي الْمُتَكَبِّرُونَ فَخّاً، وَنَشَرُوا شَبَكَةً بِجَانِبِ الطَّرِيقِ، وَنَصَبُوا لِي أَشْرَاكاً.
٦ قُلْتُ لِلرَّبِّ: «أَنْتَ إِلَهِي» فَيَا رَبُّ أَصْغِ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعِي.
٧ أَيُّهَا الرَّبُّ السَّيِّدُ، يَا قُوَّةَ خَلاصِي، أَنْتَ وَقَيْتَ رَأْسِي فِي يَوْمِ الْقِتَالِ.
٨ لَا تُحَقِّقْ يَا رَبُّ رَغْبَاتِ الأَشْرَارِ، وَلَا تُنْجِحْ مَكِيدَتَهُمْ لِئَلّا يَسْتَكْبِرُوا.
٩ رُدَّ عَلَى رُؤُوسِ مَنْ يُحَاصِرُونَنِي مَكَائِدَ مَا يَتَكَلَّمُونَ به.
١٠ لِيَسْقُطْ عَلَيْهِمْ جَمْرٌ مُلْتَهِبٌ، وَلْيُطْرَحُوا إِلَى النَّارِ، وَإِلَى غَمَرَاتِ اللُّجَجِ، فَلَا يَنْهَضُوا أَيْضاً.
١١ لَا تَدَعْ ذَا اللِّسَانِ السَّلِيطِ يَثْبُتُ فِي الأَرْضِ: فَالشَّرُّ يَتَصَيَّدُ رَجُلَ الظُّلْمِ لِيُهْلِكَهُ.
١٢ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ يُنْصِفُ دَعْوَى الْمَسَاكِينِ وَيَحْكُمُ بِالْحَقِّ لِلْمُحْتَاجِينَ.
١٣ نَعَمْ، إِنَّ الصِّدِّيقِينَ يَحْمَدُونَ اسْمَكَ، وَالصَّالِحِينَ يُقِيمُونَ فِي حَضْرَتِكَ.
١٤١
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ يَا رَبُّ إِلَيْكَ دَعَوْتُ، فَأَسْرِعْ لإِغَاثَتِي. أَصْغِ إِلَى صَوْتِي عِنْدَمَا أَصْرُخُ إِلَيْكَ.
٢ لِتَكُنْ صَلاتِي أَمَامَكَ كَالْبَخُورِ، وَرَفْعُ يَدَيَّ مِثْلَ تَقْدِمَةِ الْمَسَاءِ.
٣ أَقِمْ يَا رَبُّ حَارِساً لِفَمِي، وَاحْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ.
٤ لَا تَدَعْ قَلْبِي يَتَعَلَّقُ بِشَيْءٍ رَدِيءٍ، فَيُمَارِسَ أَعْمَالَ الشَّرِّ مَعَ فَاعِلِي الإِثْمِ. وَلَا تَدَعْنِي آكُلُ مِنْ أَطَايِبِهِمْ.
٥ لِيَضْرِبْنِي الصِّدِّيقُ فَذَلِكَ رَحْمَةٌ، وَلْيُوَبِّخْنِي فَذَلِكَ زَيْتٌ عَاطِرٌ لِرَأْسِي. أَمَّا الأَشْرَارُ فَإِنِّي أُصَلِّي دَائِماً (كَي تَحْفَظَنِي مِنْ أَفْعَالِهِمِ الأَثِيمَةِ).
٦ عِنْدَمَا يُلْقَى بِقُضَاتِهِمِ الظَّالِمِينَ مِنْ عَلَى الصَّخْرَةِ، آنَئِذٍ يَسْمَعُونَ لِكَلِمَاتِي إِذْ يُوْقِنُونَ أَنَّهَا حَقٌّ.
٧ تَتَنَاثَرُ عِظَامُهُمْ عِنْدَ فَمِ الْقَبْرِ كَشَظَايَا الْحَطَبِ الْمُشَقَّقَةِ الْمُبَعْثَرَةِ عَلَى الأَرْضِ.
٨ لَكِنَّ نَحْوَكَ أَيُّهَا الرَّبُّ السَّيِّدُ رَفَعْتُ عَيْنَيَّ، وَبِكَ لُذْتُ، فَلَا تَتْرُكْ نَفْسِي عُرْضَةً لِلْمَوْتِ.
٩ احْفَظْنِي مِنَ الْفَخِّ الَّذِي نَصَبُوهُ لِي، وَمِنْ أَشْرَاكِ فَاعِلِي الإِثْمِ.
١٠ لِيَسْقُطِ الأَشْرَارُ فِي أَشْرَاكِهِمْ حَتَّى أَنْجُوَ تَمَامَ النَّجَاةِ.
١٤٢
قَصِيدَةٌ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا كَانَ مُخْتَبِئاً فِي الْمَغَارَةِ. صَلاةٌ
١ بِصَوْتِي إِلَى الرَّبِ أَصْرُخُ. بِصَوْتِي إِلَى الرَّبِّ أَتَضَرَّعُ.
٢ أَبُثُّهُ شَكْوَايَ وَأُحَدِّثُهُ بِضِيقِي.
٣ عِنْدَمَا غُشِيَ عَلَى رُوحِي فِي دَاخِلِي كُنْتَ أَنْتَ عَالِماً بِمَسْلَكِي. فِي الطَّرِيقِ الَّتِي سَلَكْتُهَا نَصَبُوا لِي فَخّاً.
٤ الْتَفِتْ نَحْوَ يَمِينِي فَلَا تَجِدَ مَنْ يَحْفَلُ بِي، لَمْ يَبْقَ لِي مَلاذٌ أَوْ مَنْ يَسْأَلُ عَنِّي.
٥ إِيَّاكَ دَعَوْتُ يَا رَبُّ قَائِلاً: «أَنْتَ مَلْجَإِي، أَنْتَ نَصِيبِي فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ».
٦ أَصْغِ إِلَى صُرَاخِي لأَنَّنِي قَدْ تَذَلَّلْتُ جِدّاً. أَنْقِذْنِي مِنْ مُضْطَهِدِيَّ لأَنَّهُمْ أَشَدُّ مِنِّي.
٧ أَفْرِجْ كُرْبَةَ نَفْسِي لأُسَبِّحَ بِاسْمِكَ، فَيَلْتَفَّ الصِّدِّيقُونَ حَوْلِي ثَوَاباً لِي مِنْكَ.
١٤٣
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ يَا رَبُّ اسْمَعْ صَلاتِي، وَأَصْغِ إِلَى تَضَرُّعَاتِي. اسْتَجِبْ لِي بِفَضْلِ أَمَانَتِكَ وَعَدْلِكَ.
٢ لَا تُحَاكِمْ عَبْدَكَ، فَلَنْ يَتَبَرَّرَ أَمَامَكَ إِنْسَانٌ.
٣ الْعَدُوُّ يَضْطَهِدُنِي، يَسْحَقُ حَيَاتِي. زَجَّنِي فِي سِجْنٍ مُظْلِمٍ، فَصِرْتُ مِثْلَ الَّذِينَ مَاتُوا وَانْدَثَرَ ذِكْرُهُمْ.
٤ غُشِيَ عَلَى رُوحِي فِي دَاخِلِي، وَتَحَيَّرَ قَلْبِي فِي أَعْمَاقِي.
٥ تَذَكَّرْتُ الأَيَّامَ السَّالِفَةَ مُتَأَمِّلاً فِي جَمِيعِ أَعْمَالِكَ، مُتَفَكِّراً فِي صَنِيعِ يَدَيْكَ.
٦ بَسَطْتُ إِلَيْكَ يَدَيَّ، عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي كَأَرْضٍ ظَامِئَةٍ.
٧ أَجِبْنِي مُسْرِعاً يَا رَبُّ. وَهَنَتْ رُوحِي فَلَا تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنِّي، لِئَلّا أَصِيرَ كالْمُنْحَدِرِينَ إِلَى الْقَبْرِ.
٨ أَسْمِعْنِي فِي الصَّبَاحِ رَحْمَتَكَ، فَإِنِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. عَرِّفْنِي الطَّرِيقَ الَّتِي أَسْلُكُهَا، لأَنِّي إِلَيْكَ رَفَعْتُ نَفْسِي.
٩ أَنْقِذْنِي مِنْ أَعْدَائِي يَا رَبُّ، لأَنَّنِي بِكَ اسْتَعَذْتُ.
١٠ عَلِّمْنِي أَنْ أَعْمَلَ مَا يُرْضِيكَ لأَنَّكَ أَنْتَ إِلَهِي، وَلْيَهْدِنِي رُوحُكَ الصَّالِحُ إِلَى أَرْضٍ مُسْتَوِيَةٍ.
١١ أَحْيِنِي يَا رَبُّ مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ، وَبِعَدْلِكَ أَفْرِجْ ضِيقَ نَفْسِي.
١٢ بِرَحْمَتِكَ لِي اسْتَأْصِلْ أَعْدَائِي، وَأَهْلِكْ جَمِيعَ ظَالِمِيَّ، لأَنِّي أَنَا خَادِمُكَ.
١٤٤
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
١ مُبَارَكٌ الرَّبُّ صَخْرَتِي، الَّذِي يُدَرِّبُ يَدَيَّ عَلَى الْقِتَالِ وَأَصَابِعِي عَلَى الْحَرْبِ.
٢ هُوَ رَحْمَتِي وَمَعْقِلِي، حِصْنِي وَمُنْقِذِي، تُرْسِي وَمُتَّكَلِي، وَالْمُخْضِعُ شَعْبِي لِي.
٣ يَا رَبُّ، مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَعْبَأَ بِهِ وَابْنُ الإِنْسَانِ حَتَّى تَكْتَرِثَ لَهُ؟
٤ إِنَّمَا الإِنْسَانُ أَشْبَهُ بِنَفْخَةٍ. أَيَّامُهُ كَظِلٍّ عَابِرٍ.
٥ يَا رَبُّ طَأْطِئْ سَمَاوَاتِكَ وَانْزِلْ. الْمِسِ الْجِبَالَ فَتُدَخِّنَ.
٦ أَرْسِلْ بُرُوقَكَ وَبَدِّدْهُمْ، أَطْلِقْ سِهَامَكَ النَّارِيَّةَ وَأَزْعِجْهُمْ.
٧ مُدَّ يَدَيْكَ مِنَ الْعَلاءِ. أَنْجِدْنِي وَأَنْقِذْنِي مِنْ لُجَجِ الْمِيَاهِ، مِنْ أَيْدِي الْغُرَبَاءِ،
٨ الَّذِينَ نَطَقَتْ أَفْوَاهُهُمْ بِالكَذِبِ، وَيَمِينُهُمْ يَمِينُ زُورٍ.
٩ يَا اللهُ، أُرَنِّمُ لَكَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً. أَشْدُو لَكَ عَلَى رَبَابٍ ذَاتِ عَشَرَةِ أَوْتَارٍ.
١٠ يَا مَنْ تُعْطِي الْمُلُوكَ خَلاصاً، وَتُنْقِذُ دَاوُدَ عَبْدَكَ مِنَ السَّيْفِ الْقَاتِلِ.
١١ أَنْجِدْنِي وَأَنْقِذْنِي مِنْ أَيْدِي الْغُرَبَاءِ، الَّذِينَ تَنْطِقُ أَفْوَاهُهُمْ بِالْكَذِبِ، وَيَمِينُهُمْ يَمِينُ زُورٍ.
١٢ حَتَّى يَكُونَ أَبْنَاؤُنَا كَأَغْرَاسٍ نَامِيَةٍ فِي حَدَاثَتِهَا، وَبَنَاتُنَا مِثْلَ أَعْمِدَةِ زَوَايَا الْقُصُورِ الْمَنْحُوتَةِ،
١٣ وَمَخَازِنُنَا مَلآنَةً تَفِيضُ بِشَتَّى الأَصْنَافِ، وَأَغْنَامُنَا تُنْتِجُ أُلُوفاً، وَعَشَرَاتِ الأُلُوفِ فِي مَرَاعِينَا،
١٤ وَأَبْقَارُنَا حَامِلَةً، وَلَا يَكُونَ هُنَاكَ اقْتِحَامُ غَازٍ، وَلَا هُجُومُ عَدُوٍّ، وَلَا شَكْوَى خَصْمٍ فِي شَوَارِعِنَا.
١٥ طُوبَى لِشَعْبٍ هَكَذا حَالَتُهُ. طُوبَى لِشَعْبٍ إِلَهُهُ الرَّبُّ.
١٤٥
مَزْمُورُ تَسْبِيحٍ لِدَاوُدَ
١ يَا إِلَهِي الْمَلِكَ، إِنِّي أُعَظِّمُكَ وَأُبَارِكُ اسْمَكَ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ.
٢ فِي كُلِّ يَوْمٍ أُبَارِكُكَ، وَأُسَبِّحُ اسْمَكَ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ.
٣ عَظِيمٌ هُوَ الرَّبُّ، وَلَهُ جَزِيلُ التَّسْبِيحِ، وَلَا اسْتِقْصَاءَ لِعَظَمَتِهِ.
٤ يَمْدَحُ أَعْمَالَكَ جِيلٌ مَاضٍ لِجِيلٍ آتٍ، مُعْلِنِينَ أَفْعَالَكَ الْمُقْتَدِرَةَ.
٥ أَتَحَدَّثُ عَنْ بَهَاءِ مَجْدِكَ الْجَلِيلِ، وَأَتَأَمَّلُ فِي أَعْمَالِكَ الْخَارِقَةِ.
٦ هُمْ يُخَبِّرُونَ بِجَبَرُوتِ أَفْعَالِكَ الرَّهِيبَةِ، وَأَنَا أُذِيعُ أَعْمَالَكَ الْعَظِيمَةَ.
٧ يُفِيضُونَ بِذِكْرِ صَلاحِكَ الْعَمِيمِ وَبِعَدْلِكَ يَتَرَنَّمُونَ.
٨ الرَّبُّ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَوَافِرُ الرَّأْفَةِ.
٩ الرَّبُّ يَغْمُرُ الْجَمِيعَ بِصَلاحِهِ، وَمَرَاحِمُهُ تَعُمُّ كُلَّ أَعْمَالِهِ.
١٠ كُلُّ أَعْمَالِكَ تُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ يَا رَبُّ، وَأَتْقِيَاؤُكَ يُبَارِكُونَكَ،
١١ يُخَبِّرُونَ بِمَجْدِ مُلْكِكَ، وَيَتَحَدَّثُونَ عَنْ قُدْرَتِكَ.
١٢ لِكَيْ يُطْلِعُوا النَّاسَ عَلَى أَفْعَالِكَ الْمُقْتَدِرَةِ، وَعَلَى بَهَاءِ مُلْكِكَ الْمَجِيدِ.
١٣ مُلْكُكَ مُلْكٌ سَرْمَدِيٌّ، وَسُلْطَانُكَ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ يَدُومُ.
١٤ يُسْنِدُ الرَّبُّ كُلَّ الْعَاثِرِينَ، وَيُنْهِضُ كُلَّ الْمُنْحَنِينَ.
١٥ بِكَ تَتَعَلَّقُ أَعْيُنُ النَّاسِ رَاجِيَةً وَأَنْتَ تَرْزُقُهُمْ طَعَامَهُمْ فِي أَوَانِهِ.
١٦ تَبْسُطُ يَدَكَ فَتُشْبِعُ رَغْبَةَ كُلِّ مَخْلُوقٍ حَيٍّ.
١٧ الرَّبُّ عَادِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ، وَرَحِيمٌ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ.
١٨ الرَّبُّ قَرِيبٌ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ بِصِدْقٍ،
١٩ يُجِيبُ سُؤْلَ جَمِيعِ خَائِفِيهِ، وَيَسْمَعُ تَضَرُّعَهُمْ فَيُخَلِّصُهُمْ.
٢٠ يُحَافِظُ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ مُحِبِّيهِ، أَمَّا الأَشْرَارُ فَيُبِيدُهُمْ جَمِيعاً.
٢١ يَشْدُو فَمِي بِتَسْبِيحِ الرَّبِّ، وَلْيُبَارِكْ كُلُّ إِنْسَانٍ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ، إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.
١٤٦
١ هَلِّلُويَا! سَبِّحِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ.
٢ أُسَبِّحُ الرَّبَّ مَادُمْتُ حَيًّا، وَأَشْدُو لإِلَهِي مَادُمْتُ مَوْجُوداً.
٣ لَا تَتَوَكَّلُوا عَلَى الرُّؤَسَاءِ، وَلَا عَلَى ابْنِ آدَمَ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخَلِّصَكُمْ.
٤ تَنْطَلِقُ رُوحُهُ مِنْهُ فَيَعُودُ إِلَى تُرَابِهِ، وَآنَئِذٍ تَنْدَثِرُ تَدَابِيرُهُ.
٥ طُوبَى لِمَنْ يَكُونُ إِلَهُ يَعْقُوبَ مُعِينَهُ، وَرَجَاؤُهُ فِي الرَّبِّ إِلَهِهِ،
٦ خَالِقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْبَحْرِ وَكُلِّ مَا فِيهَا، الأَمِينِ إِلَى الأَبَدِ.
٧ مُنْصِفِ الْمَظْلُومِينَ وَرَازِقِ الْجِيَاعِ طَعَاماً. يُحَرِّرُ الرَّبُّ الْمَأْسُورِينَ.
٨ الرَّبُّ يَفْتَحُ أَعْيُنَ الْعُمْيِ. الرَّبُّ يُنْهِضُ الْمُنْحَنِينَ. الرَّبُّ يُحِبُّ الصِّدِّيقِينَ.
٩ الرَّبُّ يَحْفَظُ الْغُرَبَاءَ، يَعْضُدُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلَ، وَلَكِنَّهُ يُحْبِطُ مَسَاعِيَ الأَشْرَارِ.
١٠ الرَّبُّ يَمْلِكُ إِلَى الأَبَدِ. يَمْلِكُ إِلَهُكِ يَا صِهْيَوْنُ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ. هَلِّلُويَا.
١٤٧
١ سَبِّحُوا الرَّبَّ، فَإِنَّ التَّرَنُّمَ لإِلَهِنَا طَيِّبٌ، وَتَسْبِيحُهُ مُلِذٌّ وَلائِقٌ.
٢ يَبْنِي الرَّبُّ أُورُشَلِيمَ، وَيَجْمَعُ شَمْلَ الْمَنْفِيِّينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ.
٣ إِنَّهُ يَشْفِي مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ وَيُضَمِّدُ جِرَاحَهُمْ.
٤ يُحْصِي عَدَدَ الْكَوَاكِبِ وَيَدْعُوهَا جَمِيعَهَا بِأَسْمَائِهَا.
٥ عَظِيمٌ هُوَ سَيِّدُنَا، وَفَائِقَةٌ هِيَ قُوَّتُهُ، وَلَا حَدَّ لِحِكْمَتِهِ.
٦ يَرْفَعُ الرَّبُّ الْوُدَعَاءَ، وَيَطْرَحُ الأَشْرَارَ إِلَى الأَرْضِ.
٧ رُدُّوا عَلَى الرَّبِّ بِحَمْدٍ، رَنِّمُوا لإِلَهِنَا عَلَى الْعُودِ.
٨ فَهُوَ يَكْسُو السَّمَاوَاتِ سَحَاباً وَيُمْطِرُ عَلَى الأَرْضِ، وَيُنْبِتُ الْعُشْبَ عَلَى الْجِبَالِ.
٩ يَهَبُ الطَّعَامَ لِلْبَهَائِمِ، وَلِفِرَاخِ الْغِرْبَانِ النَّاعِقَةِ.
١٠ لَا تَسْتَهْوِيهِ قُوَّةُ الْخَيْلِ، وَلَا تَسُرُّهُ سَاقَا الْعَدَّاءِ.
١١ إِنَّمَا يَرْضَى الرَّبُّ بِخَائِفِيهِ، الرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ.
١٢ مَجِّدِي الرَّبَّ يَا أُورُشَلِيمُ، وَسَبِّحِي إِلَهَكِ يَا صِهْيَوْنُ.
١٣ فَإِنَّهُ ثَبَّتَ عَوَارِضَ أَبْوَابِكِ (فِي وَجْهِ الأَعْدَاءِ)، وَبَارَكَ بَنِيكِ فِي دَاخِلِكِ.
١٤ هُوَ الَّذِي يَجْعَلُ حُدُودَكِ آمِنَةً، وَمِنْ أَفْضَلِ الْحِنْطَةِ يُشْبِعُكِ خُبْزاً.
١٥ يُصْدِرُ أَمْرَهُ إِلَى الأَرْضِ فَتُنَفِّذُهُ بِسُرْعَةٍ فَائِقَةٍ.
١٦ يَنْثُرُ الثَّلْجَ كَالصُّوفِ، وَيُذَرِّي الْجَلِيدَ كَالرَّمَادِ.
١٧ يُلْقِي بَرَدَهُ كَفُتَاتِ الْخُبْزِ. مَنْ يَصْمُدُ فِي وَجْهِ صَقِيعِهِ؟
١٨ ثُمَّ يُصْدِرُ أَمْرَهُ فَيُذِيبُهَا. يُرْسِلُ رِيحَهُ فَتَسِيلُ الْمِيَاهُ.
١٩ يُعْلِنُ لِيَعْقُوبَ كَلِمَتَهُ وَلإِسْرَائِيلَ فَرَائِضَهُ وَأَحْكَامَهُ.
٢٠ لَمْ يُعَامِلْ أُمَّةً أُخْرَى هَكَذَا، وَلَمْ يُعَرِّفْهَا أَحْكَامَهُ هَلِّلُويَا.
١٤٨
١ هَلِّلُويَا! سَبِّحُوا الرَّبَّ مِنَ السَّمَاوَاتِ. سَبِّحُوهُ فِي الأَعَالِي.
٢ سَبِّحُوهُ يَا جَمِيعَ مَلائِكَتِهِ. سَبِّحُوهُ يَا جَمِيعَ أَجْنَادِهِ.
٣ سَبِّحِيهِ يَا شَمْسُ وَيَا قَمَرُ. سَبِّحِيهِ يَا جَمِيعَ الكَوَاكِبِ المُشْرِقَةِ.
٤ سَبِّحِيهِ يَا سَمَاءَ السَّمَاوَاتِ، وَيَا أَيَّتُهَا السُّحُبُ الَّتِي فَوْقَ الجَلَدِ.
٥ لِتُسَبِّحْ هَذِهِ اسْمَ الرَّبِّ، لأَنَّهَا بِأَمْرِهِ خُلِقَتْ،
٦ وَثَبَّتَهَا إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ، وَاضِعاً لَهَا حَدّاً لَا تَتَجَاوَزُهُ.
٧ سَبِّحِي الرَّبَّ مِنْ عَلَى الأَرْضِ يَا وُحُوشَ الْبَحْرِ وَيَا كُلَّ اللُّجَجِ.
٨ أَيَّتُهَا النَّارُ وَالْبَرَدُ، وَالثَّلْجُ والضَّبَابُ، الرِّيحُ الْعَاصِفَةُ الْمُنَفِّذَةُ لأَمْرِهِ،
٩ الْجِبَالُ وَالتِّلالُ جَمِيعاً، الأَشْجَارُ الْمُثْمِرَةُ وَالأَرْزُ كُلُّهُ،
١٠ الْحَيْوَانَاتُ الْبَرِّيَّةُ وَالْمَوَاشِي كُلُّهَا، الزَّوَاحِفُ وَالطُّيُورُ.
١١ مُلُوكُ الأَرْضِ وَجَمِيعُ الشُّعُوبِ وَحُكَّامُ الأَرْضِ وَجَمِيعُ الرُّؤَسَاءِ،
١٢ الْفِتْيَانُ وَالْفَتَيَاتُ وَالشُّيُوخُ وَالشُّبَّانُ،
١٣ لِيُسَبِّحُوا اسْمَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ وَحْدَهُ مُتَعَالٍ. مَجْدُهُ فَوْقَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ.
١٤ يَرْفَعُ رَأْسَ شَعْبِهِ إِكْرَاماً لِكُلِّ أَتْقِيَائِهِ، لِبَنِي إِسْرَائِيلَ الشَّعْبِ الْمُقَرَّبِ إِلَيْهِ. هَلِّلُويَا.
١٤٩
١ هَلِّلُويَا! رَنِّمُوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً. تَغَنَّوْا بِتَسْبِيحِهِ فِي مَحْفَلِ الأَتْقِيَاءِ.
٢ لِيَفْرَحْ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ بِصَانِعِهِ، وَلْيَبْتَهِجْ بَنُو صِهْيَوْنَ بِمَلِكِهِمْ.
٣ لِيُسَبِّحُوا اسْمَهُ بِالرَّقْصِ، لِيُرَنِّمُوا لَهُ عَلَى عَزْفِ الدُّفِّ وَالْعُودِ.
٤ لأَنَّ الرَّبَّ يُسَرُّ بِشَعْبِهِ، يُجَمِّلُ الْوُدَعَاءَ بِالْخَلاصِ.
٥ لِيَبْتَهِجِ الأَتْقِيَاءُ بِهَذَا الْمَجْدِ. لِيَهْتِفُوا فَرَحاً فِي أَسِرَّتِهِمْ.
٦ لِيَهْتِفُوا مُسَبِّحِينَ الرَّبَّ مِلْءَ أَفْوَاهِهِمْ وَلْيَتَقَلَّدُوا بِسَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ فِي أَيْدِيهِمْ،
٧ لِتَنْفِيذِ الانْتِقَامِ فِي الأُمَمِ، وَمُعَاقَبَةِ الشُّعُوبِ.
٨ لِيُقَيِّدُوا مُلُوكَهُمْ بِالسَّلاسِلِ وَشُرَفَاءَهُمْ بِأَغْلالٍ مِنْ حَدِيدٍ.
٩ لِيَتِمَّ فِيهِمْ حُكْمُ اللهِ الْمَكْتُوبُ، فَيَكُونَ هَذَا تَكْرِيماً لِجَمِيعِ قِدِّيسِيهِ. هَلِّلُويَا.
١٥٠
١ هَلِّلُويَا! سَبِّحُوا اللهَ فِي هَيْكَلِهِ. سَبِّحُوهُ فِي السَّمَاءِ الَّتِي صَنَعَهَا بِقُدْرَتِهِ
٢ سَبِّحُوهُ مِنْ أَجْلِ أَعْمَالِهِ الْمُقْتَدِرَةِ. سَبِّحُوهُ حَسَبَ عَظَمَتِهِ الفَائِقَةِ.
٣ سَبِّحُوهُ بِصَوْتِ بُوقٍ. سَبِّحُوهُ بِالرَّبَابِ وَالْعُودِ.
٤ سَبِّحُوهُ بِالدُّفِّ وَالرَّقْصِ. سَبِّحُوهُ بِأَوْتَارٍ وَمِزْمَارٍ.
٥ سَبِّحُوهُ عَلَى وَقْعِ الصُّنُوجِ. سَبِّحُوهُ بالصُّنُوجِ الْمُدَوِّيَّةِ.
٦ لِتُسَبِّحِ الرَّبَّ كُلُّ نَسَمَةٍ. هَلِّلُويَا.
هل تفهم ما تقرأ؟
تواصل معنا على ال واتساب لنجيب على جميع أسئلتكمالكتاب المقدس، كتاب الحياة
.Inc. ،Biblica 2012 ،1997 ،1988 ©
جميع الحقوق محفوظة في جميع أانحاء العالم، مستخدم ب إاذن من الناشر
الكتاب المقدس هو مكتبة صغيرة من الكتب. كتبه كتاب كثيرون بوحي من الله. ويحوي بطياته على ٦٦ كتاب مقسمة على عهدين: العهد القديم والعهد الجديد. لقراءة فصل أو كتاب آخر من الكتاب المقدس، اختر من القائمة التالية.